" الدحمي إلا أنت وش تحب تأكل دامك دب كذا وحتى الغيبوبة ماضعفتك
لأنه من الحين أقول لك إذا أنت تبي تاكل شيء من ورا أيديني
استعد لشيئين أما الريجيم وإلا التسمم
أنا فاشلة في المطبخ وترا مهوب ذنبي أمي ماعلمتني
وتبيني أتبرأ من أمي ماعندي مانع. أهون علي من أني أتعلم أطبخ "
صمتت عالية قليلا ثم همست بتردد خجول:
عبدالرحمن لو مسكت يدك بس
بتعصب علي وتقول إني قليلة أدب
تدري لو عليّ أنا خاطري أسوي أكثر من كذا لا تنصدم وتقلب وجهك وتقول هذي مافي وجهها حيا
لأنه المشكلة أني مستحية ومن قلب وإلا ماكان خليتها في خاطري
بس الحين صدق صدق خاطري أمسك يدك بس
عادي يعني ماراح تزعل
وأيضا لشدة استغراقها في الثرثرة والارتباك والنظر لوجه عبدالرحمن لم تنتبه إلى تغير مؤشراته الحيوية
دون أن تعلم أن هذه ليست المرة الأولى ولا الثانية ولا حتى الرابعة
فهو خلال الأسبوعين الماضيين بدأت مؤشراته الحيوية تتغير أحيانا مع حديثها
فرغم شدة اهتمام أهله به إلا أنهم لم يكونوا يوجهون له حديثا مباشرا
أو يشعرونه أنه مخلوق حي كما تفعل هي بحديثها الحماسي وكأنها تتحدث لإنسان متفجر بالحياة
كان يسمع أحاديثهم من بعيد ودون تركيز كالهذيانات وكثيرا مايسمع تلاوة والده للقرآن
التي كانت تعمق سكينته وسكينة روحه وهو يتمنى لو تنتهي هذه الحياة ليرتحل إلى جوار ربه
فهو كان بالفعل في غيبوبة عميقة سيطر فيها عقله الباطن تماما الذي رفض عودته للحياة بعد أن شهد بنفسه موت صديق عمره
كان يحاول أن يصل له وهو يسمع حشرجة صدره التي علم يقينا أنها لحظات انتزاع الروح
ولكنه حين وصل له بصعوبة وهو يشعر أن جسده يتمزق من الألم كان مهاب قد فارق الحياة
كان هو من أغلق عينيه وتشهد عليه قبل أن يدعو ربه بصدق موجوع أن يأخذه معه لأنه لن يحتمل الحياة بعده
حتى وهو في غيبوبته كان يدعو الله بذات العمق أن ينهي هذا العذاب الطويل
حتى دخلت هذه المخلوقة الغريبة حياته بداية لم يعرف من هي وهو يسمع ثرثرة كثيرة لا يفهم أكثرها
ولكنها كانت تتحدث له من قرب وبشكل مباشر وكل حديثها له عرفها
فهي عرفته بنفسها واعتاد عليها بسرعة
في البداية كان عاجزا عن التركيز
ولكنه بعد ذلك بدأ يركز معها ومع حديثها وهو يلتقط كل ماتقول
وبدأت تجذبه لعوالمها الملونة المرفرفة المليئة بالحياة بدأ يشعر فعلا أن هناك حياة خلف أسوار سكون جسده
تعرف على أخبار كل من تربطهم به علاقة وهي تشعره كم مضت الحياة بالناس بعده
ثم بدأ يتعرف على وقت زيارتها ويتلهف لها بطريقة لا واعية
ولكن مازالت حرقة مهاب أكبر بكثير من أن يقرر عقله الباطن إطلاق إساره.
عالية حاولت بالفعل أن تمسك بيده لكنها فشلت لشدة خجلها ثم همست بتأفف:
تدري عبدالرحمن أنا وحدة جبانة وما أبي أمسك يدك خلاص
الظاهر أني خايفة أمسكها وتقوم تأكلني
خلك أنت لين تقوم وتمسك يدي ياويلك ماتمسك يديوتبوسني بعد أول ما تشوف وجهي
مهوب أنا قاعدة أسوي لك غراميات وأنت راقد ومكبر المخدة وبعدين كله على الفاضي
نظرت لساعتها همست بتأفف: أف وأف وأف مسرع يمر الوقت
ابيك مهوب ماخذ يوم إجازة واحد يعني ويريح شيباته شوي؟
**************************************
انتفض بشدة وهو يشهق بعنف وزايد يهز كتفه ليوقظه
قبل صلاة الظهر ليصليا في الحرم ثم يطوفان قبل المغادرة للمطار
ثم اعتدل جالسا وهو يشد له أنفاسا صعب عليه سحبها ليكح بشكل متقطع
زايد ناوله كأس ماء وهو يربت على كتفه ويهتف بهم عميق:
بسم الله عليك يأبيك بسم الله
ثم أردف بهم أعمق: علي أشلون ممساك
علي يحاول الوقوف بتوازن رغم شعوره بدوار خفيف وهو يهتف باحترام:
زين جعلني فداك
زايد بذات نبرة الهم العميقة فمايراه في هذا الفتى من ألم يجرحه لأبعد حد:
تكذب علي وأنا ممسي معك وسامع بنفسي!!
علي بجزع عفوي: وش سمعت والله ماقلت شيء!!
زايد بشجن وجع عميق: تون يأبيك طول ما أنت راقد وأنت تون
ونينك ذبحني ونين موجوع
حرام عليك يأبيك تسوي في روحك كذا
حينها همس علي ببساطة مغلفة بعمق إنساني متجذر:
ليه يبه هو الشيء ذا بيدي
وإذا على الونين من شابه أباه فما ظلم
وعلى الأقل يبه أنت عندك اسم تون به البلا اللي حتى اسمها مايعرفه
سنين يبه وأنت تون باسمها وما مليت ولا عجزت
مستكثر علي الونين الحين.
زايد بصدمة كاسحة حقيقية زلزلت كيانه وقلبت كل شيء فيه:
انا أون باسمها مستحيل مستحيل
علي بنبرة بدأ الحزن يغلفها: تبي أقول لك اسمها عشان تصدق أو تبيني أقول لك من هي لأنه صار عندي توقع
تدري يبه عقب ما كبرت شوي صار يجيني إحساس مثل الموت
يا ترى أمي كانت تسمعك وأنت تون باسم غيرها
بس عقبه ريحت نفسي بأحد ظنين تكفى لو كانت إنك ماتغيرها في بالي
قلت لنفسي إنها لو كانت تسمعك كان مستحيل تسكت عليك
والثاني قلت يمكن إنها حب عقب أمي لأني ماسمعتك تون باسمها إلا عقب موت أمي بسنة
زايد مازال يهز رأسه رفضا وكل مافي باله هي وسمية وسمية فقط!!
هل تجرأ على جرحها بهذه الطريقة المتوحشة مستحيل مستحيل!!
يحاول أن يريح وجعه بظن ابنه الثاني أنه لم ينادي باسمها إلا بعد وفاة وسمية
بما أن علي يقول إنه لم يسمعه إلا بعد وفاتها بسنة
وعلي كان الوحيد الذي ينام معه أحيانا حتى قبل وفاة وسمية
زايد بذات الصدمة: ومن بعد اللي سمعني أون باسمها غيرك يمكن الحين فضيحتي الكل داري بها
علي بنبرة شجن عميقة: ماظنتني حد لأنه ماحد كان ينام معك في غرفتك حتى لا سافرنا غيري
كساب ومزون كل واحد منهم في غرفة
مرة وحدة كنا كاشتين وأنا وكساب سهرانين وانت امسيت كساب استغرب وقال: أبي وش يقول
بس أنا قلت له إنك تنادي باسم مزون وعقبه رحت وقلبتك بشويش على جنبك الثاني عشان ما تون وعشان ماينتبه هو إنك تدعي حد غير مزون
زايد شعر بضيق عميق التهم روحه من كل ناحية
سيموت فعلا لو أن وسمية كانت تسمعه وهو بجوارها وينادي غيرها سيموت!! سيموت!!
وكيف أنه حمّل هذا الفتى الصغير سره وهو مازال طفلا حرص على هذا السر وكتمانه
ثم بعد ذلك أورثه دائه نفسه هذا القلب الذي حينما يحب لا يعرف أنصاف الحلول
ولكنه مازال يقول أنه غير علي هو كان ومازال قادرا على الاحتمالومابقي له من مزنة هو محض ذكرى
ولكن قلب علي الشفاف المغرق في الشفافية وروحه التي لا تعرف التلون لن تحتمل وقلبه يحترق بهذه الطريقة
زايد هتف بحزم: يا أبيك خلك مني أنا سالفة غبّرت وكل السالفة مجرد ذكريات ماقدرت أنساها
لكن أنت مستحيل أخليك كذا
خلاص فاضل بأتفاهم معه وأعرف أشلون أرضيه
لكن مستحيل أخليك كذا قدام عيني قل لي أي شيء عنها ونخطبها أول مانرجع الدوحة
علي بحزم رقيق: يبه خلنا ننزل الحرم ومانضيع الوقت قلت لك البنت ذي خلاص مستحيل أخذها
زايد بحزم أشد: زين بنعجل بعرسك ماتدري يمكن لا عرست تطيب نفسك منها
علي برجاء: يبه طالبك ماتحل الغلط بغلط مرتي مالها ذنب في حالتي عشان نعاقبها بها
خلني شوي يمكن أنسى وألا أتناسى بروحي وخل البنية تدرس براحتها لين تتخرج
ووعد علي أتزوج إن شاء الله أول ما تتخرج مرتي.
**************************************
" هلا والله مزون ياحياش الله"
مزون بمودة: هلا والله كاسرة أشلونش اليوم
كاسرة بذات المودة: طيبة طاب حالش
مزون العائدة للبيت بعد أن انتهت من تغليف هدايا عروس علي كانت تحادث كاسرة على الهاتف وتهمس برقة:
كاسرة تقدرين تروحين معنا بيت عمتش عقب المغرب
خبرش خالتي نفاس وأنا وجميلة مستحين نروح بروحنا ونبيش تروحين معنا
كاسرة بأريحية: أكيد أقدر عقب المغرب بتلاقوني جاهزة أنتظركم
كاسرة أغلقت الهاتف وهي تنهض لتلبس نقابها وتهمس لفاطمة: فطوم تبين أوصلش للبيت
فاطمة تقف وهي تهمس بمودة: لا فديتش أصلا أبو العيال بيجيبهم وبنطلع نتغدى برا
إلا أخت رجالش وش تبي فيش
كاسرة بحزم: قولي مزون أو لو بغيتي أخت كساب. بلاها رجّالي
فاطمة تضحك:صدق خبلة وهو رجّالش حتى لو ماقلت
كاسرة بثقة: تبيني أروح معها هي وجميلة لبيت عمتي أكيد يبون يودون لشعاع شبكتها
حينها همست فاطمة بخبث: خاطري أشوف جميلة ذي اللي خلت كاسرة على سن ورمح تولع غيرتها
أجابتها كاسرة ببساطة حازمة: حلوة وتجنن وجذابة جدا العين ما تمل من شوفتها وحتى طولها وجسمها يجنون إلا خيال
وشعرها يجنن مع إنه قصير واجد وبشرتها كأنها حليب بعسل من كثر ماهي حلوة
مع أني يوم شفتها كانت تعبانة وبدون ميكب كلش
كفاية عليش كذا
أجابتها فاطمة بخبث لطيف: أفهم من ذا المعلقة اللي وش طولها إنها أحلى منش يعني
كاسرة بثقة: مافيه حد أحلى مني ولا حتى يقرب من مستواي
بس على قولت الشيخ كسّاب لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع
يمكن تكون هي ذوقه وشايفها أحلى بكيفه مايهمني
فاطمة تستعد للمغادرة معها وتضحك: كذابة عودة!!
**********************************
"عبدالله اشفيك تأخرت
شوي ويأذن العصر وأنت مابعد تغديت"
عبدالله باستعجال: هذا أنا جاي في الطريق عشر دقايق وأكون في البيت
ثم أردف بابتسامة: وبعدين عبدالله حاف كذا مافيه حبيبي قلبي
جوزا ابتسمت: ماسمعت إن العجلة شينة
عبدالله يبتسم: والله في حالتنا مااسمها عجلة صار اسمها مشي السلحفاة
عبدالله أغلق الهاتف ومازالت ابتسامته الدافئة مرتسمة على وجهه
يحاول أن ينظر لكل شيء في الكون بإيجابية حتى مقابلة الطبيب التي أخرته عن العودة للمنزل يحاول ن يأخذها من جانبه الإيجابي
يتذكر اتصال الطبيب المسئول عن حالة عبدالرحمن به وطلبه أن يحضر حالا لمقابلته
عبدالله تفجر قلقه وهو يجلس أمام الطبيب: عسى ماشر
الطبيب بمهنية خير إن شاء الله أنا طالبك بخصوص عبدالرحمن
عبدالله بقلق أشد: وش فيه عبدالرحمن
الطبيب بذات النبرة المهنية: أنا بصراحة ماحبيت أتكلم مع أبوه عشان ما أعطيه أمل ولا أحطمه وأنا شايف بنفسي حالته
عبدالله تزايد قلقه: ليه شاللي صاير
الطبيب بهدوء: عبدالرحمن صار له أسبوعين والاجهزة المتصلة به تسجل تغيير متذبذب في إشاراته الحيوية
عبدالله بذات النبرة القلقة: وهذا وش معناه
الطبيب بذات الهدوء: أحد شيئين أما أنه ممكن يصحو من الغيبوبة. أو
إنه هذي أيامه الأخيرة
عبدالله قفز وهو ينحني على مكتب الطبيب ويهتف باستنكار: نعم
الطبيب بذات المهنية: يا أخ عبدالله أنا اخترت أكلمك أنت بالذات
عشان عارف إنك ممكن تفهم علي وتتهيأ للي بيصير على فرض إنه ممكن يصير
في حالات الغيبوبة اللي بدون سبب عضوي مثل حالة عبدالرحمن
قبل حدوث تغير كبير بفترة تبدأ تظهر مؤشرات طفيفة على تغير في المؤشرات الحيوية
الحين فيه حالتين متوقعة تاليا: أما إنه يصحى أو لا قدر الله يموت
وعبدالرحمن قضى فترة طويلة في الغيبوبة احنا ماندري لو كان يسمع أي أصوات أو عنده استجابات للمؤثرات الخارجية
ولو صحى احتمال كبير يكون يعاني أما من تخلف عقلي أو شلل جسدي ويمكن يعاني منها كلها لأنه العقل والجسد قضوا فترة سبات طويلة وصعب يستعيدون نشاطهم السابق
عبدالله بجزع: لا حول ولا قوة إلا بالله وش ذا الفال يادكتور
الدكتور بذات المهنية الهادئة: أنا أهيئك لأسوأ الاحتمالات بس
وبالنسبة لافضل الاحتمالات بالنسبة لحركة الجسد أنا شايف إن أبوه كان مهتم كثير بهذه الناحية
لدرجة إنه كان يجيب مدلك زيادة عن مدلك المستشفى ودائما يحرك كل مفاصله فممكن نتوقع إنه لو صحى يتحرك بس بيحتاج لفترة قبل يستعيد الحركة بشكل طبيعي
أما بالنسبة للنشاط العقلي ما أقدر أفيدك لحد مايصحى
لأنه لو ماكان يسمع إطلاقا ولا عنده أي استجابة خارجية فاحتمال التخلف وارد بشكل كبير
عبدالله حينها هتف بحزم: وحن إن شاء الله مؤمنين إن الله رحمته أوسع من كل شيء
وأنا إن شاء الله متوقع قريب أسمع خبر إنه صحى وهو سليم إن شاء الله
حينها أجابه الطبيب بابتسامة: إن شاء الله
والحين أبي أقول لك على إجراء أنا قررت أسويه
أنا لاحظت إنه تغير المؤشرات يصير عند عبدالرحمن خلال فترة معينة محددة
تقريبا بين الساعة 11 الصبح و3 ونص العصر
وهالشيء غريب فعلا.
عشان كذا أنا بأخلي ممرضة تلازمه خلال هالوقت عشان نشوف شنو اللي يحفز النشاط عنده عشان نحلله يمكن نستفيد منه
كان هذا حوار عبدالله مع الطبيب الذي قرر ألا يخبر به أحدا
فهو لا يستطيع مطلقا أن يمنحهم أملا قد لا يكون حقيقيا
فأهله لن يحتملو أبدا أن يفجعوا بعد أن تأملوا أملا شاسعا كهذا.
***********************************
بعد خمسة أيام
.
.
" سمور أشفيش من يوم جيتكم وحالش مهوب عاجبني
سرحانة وذا التلفون مايرن رنة مسج إلا كنه راكبش عفاريت"
سمير تهمس في داخلها : هذا اللي كان ناقصني دقة ملاحظة كاسرة
ياشيخة ارحميني كفاية أخيش لاعب في حسبتي
لا عاد ليلي ليل ولا نهاري نهار
والمشكلة ليته بس يصرح وش يبي كان ارتحت
خله يقول لي أنا زفت غلطان وأبي الرضا وأتغلى عليه شوي
وإلا يقول لي أنا مليت منش وأبيش تفارقين لبيت هلش
لكن مسجات ولمسات غير مقصودة وأنا أدري إنها مقصودة
وهدايا وورد وعزومات عشا وفي النهاية يبين إنه ملاك مايبي شيء النصاب.
تعبت والله العظيم تعبت خلاص بأنفجر منه.
حينها قررت سميرة أن تقلب الطاولة على كاسرة حتى تبعدها عن حالتها وهي تهمس بتخابث:
تدرين قبل شوي وأنا جايه من بيت هلي شفت سيارة كساب داخلة حوشهم
زمان عن شوفة الحلوين.
شعرت بألم عميق عميق جدا فهي كانت تترقب عودته بقلق روحي عارم منذ أيام بعد أن تأخر في رحلته ثلاثة أيام أكثر من موعد عودته مما زاد من قلقها عليه
وإن كان عاد
ليصبح قريبا فهي لابد أن تعتاد على هذا الوجع المر الجارح في غيابه
همست بثقتها المعتادة: حياه الله على بيته
سميرة بابتسامة: التئل صنعة. على قولت خالي هريدي
وأنتي اللي اخترعتي الصنعة
***********************************
قبل ذلك بقليل
" علي فديتك وين بتروح
توك جاي!! "
علي باستعجال وهو يتأكد من ترتيب مظهره في المرآة: فيه وفد جاي بأكون مع المستقبلين
مزون بقلق: علي حبيبي هالك نفسك في الشغل وبزيادة مع أنك المفروض تأخذ راحة مع ذا المرض اللي ما عاد صحيت منه
علي بشجن: خليني أشتغل يأخيش وألهي نفسي لو قعدت وأرتحت على قولتش بأموت من الهم
مزون بحنان: أنت تدور الهم لنفسك بدون سبب يأخي عيش سنك شوي
اطلع مع ربعك وانبسط. ماركبك الهم غير ذا الشغل اللي مايخلص
علي يبتسم لها بمودة صافية وهو يخرج: خير خير إن شاء الله.
بعد دقائق
كانت مزون مستغرقة في مشاهدة برنامج ثقافي حين سمعت الصوت القوي الحاني:
السلام عليكم
حينها قفزت وابتسامتها تتسع وهي تتلقاه بقبلاتها واحضانها:
هذا اللي قال أربع أيام صارت أسبوع بدون حتى ماتدق تلفون تطمني عليك
لولا إن أبي قال لي إنك كلمته وإلا كان استخفيت
كساب يجلس وهو يهتف بمودة: وهذا أنا جيت لا نقص مني يد ولا رجل
وتأخرت غصبا عني
مزون همست بمودة صافية: أشلونك فديتك عسى ماتعبت
كساب بابتسامة: أبد
مزون برقة: تتقهوى
كساب بمودة: لا بأطلع أشوف كاسرة وأتسبح
ثم أردف نبرة غامضة باسمة: وفيه عقب سالفة صغيرة أبي أخذ رأيش فيها
وعقب بأروح لخالتي تروحين معي
حينها همست مزون باختناق وهي تراه يقف فعلا: كاسرة مهيب فوق عند بيت أهلها
كساب بعفوية: عادي بأتصل لها تجي
مزون باختناق أكبر: كساب أنت ماكلمت مرتك طول الأسبوع اللي فات
كساب بنبرة غضب: ليه أنا كلمتش يعني
ماقدرت أكلم حد يالله قدرت أكلم ابي وقلت هو بيبلغكم
مزون حينها همست بنبرة عتب: يعني أنت حتى ماسألت عنها
مرتك راحت لبيت أهلها زعلانةوأبي حاول يرجعها بس هي مارضت
حينها تفجر غضب أسود قاتم في كل تفاصيل وجهه: نعم زعلانة
********************************
" عالية يأمش لمتى وأنتي رابطة رأسش كذا"
عالية تضغط رأسها وتهمس بإرهاق: يمه الصداع ذبحني والبنادول ماعاد فادني
أم صالح بقلق: تدرين لازم تسوين أشعة على رأسش وش ذا الوجع اللي مايشيله البنادول
عالية باصطناع: يمه يمكن أسناني أو أذاني فيها شيء عشا كذا جايني صداع
أم صالح بقلق: زين بكرة لا تروحين الدوام بأروح أنا وأنتي مع فهد للدكتور
عالية تهمس لنفسها بهم " حتى لو رحت الشغل وش الفايدة
ذا المقرودة قاعدة تحرسه والمشكلة إنها عربية
والله لا تفضحني لو شافتني أوطوط عنده
شكلي لازم أغير الأدمان أخليه كابتشينو أحسن من وجه عبدالرحمن الدب"
مرهقة عالية تماما وهي تشعر بفراغ عاطفي ونفسي كبير بعد أن تولت ممرضة حراسة عبدالرحمن خلال الفترة التي كانت تزوره فيها
وبالطبع توقفت عن زيارته لأنها تعلم أن الممرضة ستسأل من تكون
فكرت أن تتهور وتزوره بعد أن تخلع البالطو الأبيض على أساس إنها أحدى قريباته
ولكنها لمعرفتها بحب الممرضات بشكل عام للثرثرة الودودة والعربيات منهن بشكل خاص
علمت أن أن الممرضة قد تخبر شقيقات عبدالرحمن وأمه أو والده بزيارتها لو على سبيل تبادل أطراف الحديث
تشعر بالفعل أن حالتها مزرية وهي لم تعتد أن تكون فاقدة السيطرة هكذا
وهي تقرر أنها لابد أن تحاول علاج نفسها من هذه الحالة بأي طريقة!!
*************************************
كانت توشك على الاستحمام لتبرد جسدها قليلا لأنها شعرت منذ معرفتها بعودة كساب بحرارة عارمة اجتاحت جسدها
يا الله هاهو يعود ليقلب موازين حياتها من جديد وعلى كل حال يجب أن تعتاد على ذلك لأنها لن تتراجع عن رأيها
منعها من ذلك رنين هاتفها تناولت الهاتف لتكون صدمتها الهائلة في الاسم المضيء على الشاشة
لم تتوقع أبدا أنه قد يفعلها ويتصل توقعت أن تكبره سيمنعه تماما
أو ربما لم يعلم بعد أنها رحلت ولأنه لم يجدها في البيت اتصل يبحث عنها
لا تنكر أنها استغربت أنه لم يتصل بها الأسبوع الماضي إطلاقا
لذا ظنت أنه لابد علم بمغادرتها للبيت
تركت الهاتف يرن حتى انقطع فهي غير مستعدة أبدا لسماع صوته
ليس لأنها خائفة.أبدا ولكن لأن الشوق أضناها تماما
وهي يستحيل أن تتراجع عن قراراها بعدم العودة إليهلذا لا تريد ألما هي في غنى عنه
وصلتها رنة رسالة رسالة أثارت صدمتها بشكل أشد لم تتخيل أن كساب سيفعلها وبهذه السرعة!!
شعرت أنه لابد وهو يطبع هذه الرسالة كسر لوحة مفاتيح الهاتف لشدة غضبه:
" انزلي تحت يا الجبانة
أنا في مجلس الحريم مع عمتي مزنة
انزلي خلينا نتفاهم يأم التفاهم
زين يا البرنسيسة أنا أوريش التفاهم على أصوله
انزلي بس "
#أنفاس_قطر#
.
.