عبدالله كان في غرفته يتريااها ادش عليه الريال اللي كان عنده هو سهيل ، وما طول كان ياي اييب له اوراق يوقع عليها وبيطلع من عنده وطول الوقت عبدالله مرتبك يتريا اللحظة اللي بيتبطل فيها الباب وبتدش ياسمين وبيشوفها سمع صوتها أول ما يت يوم كانت محتشرة هي وصالحة وكان متلخبط مب عارف هالصوت وين سامعنه من قبل ولا متذكر انه صوت ياسمين بس أمه خبرته وقالت بتسير تشوفهن وتخليهن يسكتن ومن طلعت عنه ودخل عليه سهيل وهو مب قادر حتى يتنفس كل الذكريات وخصوصا ذكرى اخر مرة شافها فيها كانت تدفق في خياله وحدة ورا الثانية وفي النهاية يوم طلع عنه سهيل ، حس عبدالله بإحساس فظيع ولوعة وتمنى لو انه يستوي أي شي عشان ما تروم ادش وتشوفه
ويوم سمع حد يدق عالباب توقع تكون امه وكان توه بيتكلم وبيقول لها انه ما يبا يشوف ياسمين، يوم تفاجئ انه اللي دخلت عليه الحين هي نفسها اللي كانت محتلة أفكاره في الدقايق القليلة اللي مرت عليه قبل شوي
دخلت ياسمين وهي مخبية نص ويهها ورا باقة الورد الكبيرة اللي شالتنها في إيدها كان مب مبين من ويهها الا عيونها اللي كانت تطالع ملامحه بتردد وخوف وعبدالله اول ما شافها حس برجفة قوية تسري في كل ارجاء جسمه وحس بمزيج فظيع من الشوق والحب والألم والحسرة ارتجفت شفايفه للحظة وهو يحاول ينزل عيونه عنها بس مب قادر هي هاذي العيون اللي خلته يحبها بكل هالعمق وهي نفسها العيون اللي جرحته بسيوف الجليد اللي كانت تصوبها له في آخر لقاء بينها وبينه
نزلت ياسمين الباقة عن ويهها وابتسمت له بحزن وهي تشوفه ممدد على الشبرية وشكله تعبان من الخاطر كل مشاعر وكلمات الشوق اللي في العالم مستحيل كانت تعبر عن شعورها في هاللحظة وهي تشوف ريلها اللي حبته بكل قوتها واللي اكتشفت عمق مشاعرها تجاهه كان في خاطرها تحط راسها على جتفه وتصيح كل الدموع اللي في داخلها تبا تحس بحنانه مرة ثانية وتحس انها حبيبته واهم انسانة في الوجود بالنسبة له كانت تبا تستعيد ولو للحظة وحدة بس هالاحساس الرائع بإنها تكون حبيبة عبدالله وانه يكون راضي عليها ومستانس بوجودها وياه
بس نظرته لها أكدت لها انه الجرح بعده موجود ، وانه عبدالله ما نسى وانه هاللقاء بيكون صعب صعب جدا عليه وعليها هي بعد
عضت ياسمين على شفايفها وتمت تنقل نظراتها في أرجاء الغرفة وهي مب عارفة وين تطالع المهم انها ما تحس بنظرات عبدالله اللي كانت تحرقها ويوم شافت المزهرية الفارغة اللي حذال الشبرية تجدمت من عبدالله ببطئ وقالت وهي تبتسم" عبدالله شحالك؟"
اطالعها عبدالله وهو عاقد حياته وما كلف نفسه حتى انه يرد عليها وهالشي زاد من ارتباك ياسمين اللي وخت عشان تبوسه على خده بس عبدالله صدمها وبعد ويهه عنها ولف الصوب الثاني عشان ما يشوف ويهها
اعتدلت ياسمين في وقفتها وتمت تطالعه باستغراب وقالت في خاطرها من حقه يزعل بس اكيد عقب بيرضى وتنهدت وهي ترتب الورود في المزهرية وتفكر شو ممكن تقوله عشان تكسر جبل الجليد اللي انبنى من بينهم وفي النهاية ابتسمت وقالت: " عبادي ياللا عاد طمني عليك شو صحتك؟ وشو اخبار الممرضات وياك هاا؟ تراني صدق اغار هن يشوفنك اربعة وعشرين ساعة وانا لاء "
اطالعها عبدالله بعصبية ويود عمره اكثر عشان ما يفاتن عليها كان صدق مقهور منها ووده لو يقدر يغمض عيونه ويبطلهن وما يشوفها جدامه كان مقهور اكثر من نفسه لأنه حاس بشوق كبير لها والحين يوم شافها كان كل اللي خاطره يسويه انه يروي شوقه لها ويظمها حيل لصدره بس كيف ينسى!!
وقفت ياسمين مثل الطفلة المذنبة تطالع عبدالله وهي متلخبطة وبيأس اقتربت منه أكثر ويلست تعدل فراشه وهي تبتسم بارتباك وتتكلم وهي بروحها مب عارفة هي شو تقول بس انتبهت على عمرها وهي تقول له: " عبادي وايد ضعفت ما يأكلونك هني ولا صالحة تاكل عنك الوجبات ههه"
يود عبدالله إيدها بقوة ودزها بعيد عن فراشه اللي كانت تعدله وشهقت ياسمين من الألم والصدمة وسألته وهي تطالعه بحزن: "ليش؟"
عبدالله هني ما قدر يستحمل وقال لها : "انا ابا اعرف انتي شو يايبنج هني شو تبين مني الحين"
تحسست ياسمين مكان ايده على معصمها وقالت بنبرة استعطاف: " ياية اطمن عليك عبادي كنت وايد احاتيك!!"
اطالعها عبدالله باحتقار فظيع وكان مقهور لأنه مب قادر يوقف للحين ويراويها انه قوي وانها ما هزته بزيارتها هاذي كان حاس بضعفه جدامها وهالشي خلاه يعصب اكثر واكثر وعقب ما حس انه نظرته أثرت فيها قال لها: " تطمنين عليه الحين افتكرتي فيه وحسيتي هه!! دخليج ياسمين ودري عنج هالمقدمات والتمثيلية اللي مالها داعي ودشي في الموضوع على طول"
ياسمين كانت تطالعه بذهول وهي مبطلة حلجها لا رمست ولا حاولت حتى انها تتنفس وعبدالله أول ما ابتدى في الرمسة ما قدر يوقف وتم يكيل لها الاهانات الوحدة ورا الثانية
عبدالله: " اللي يابج اليوم هو اللي يابج لي اول مرة يوم سويتي عمرج تحبيني تبين بيزات بعطيج بعطيج ثمنج وثمن بنتج وثمن السنة اللي عشتيها ويايه بس مابا اشوف ويهج هني مرة ثانية انتي فاهمة"
ياسمين: "عبدالله!!"
عبدالله: "ليش اتعبين عمرج وتمثلين عليه تمثيلية يديدة حفظها لج ابوج قبل لا اتين هني صدق ما توقعت انج ممكن تنحطين لهالمستوى واتين لين هني بس عشان تاخذين اللي تبينه!"
كلماته لها كانت خناجر تنغرس في قلبها وحست ياسمين عقبهن انها دايخة وتعبانة وانها استنفدت كل طاقتها في هالثواني البسيطة وعبدالله ما توقع في يوم انه ممكن يكون بهالقسوة مع أي انسان بس ما ندم على أي كلمة قالها لها وكان يتمنى لو يقدر يجرحها اكثر ويخبرها انه يكرهها ويكره شوقه لها وكل ذكرياته وياها بس يوم صدت بويهها الصوب الثاني عنه عرف انه جرحها بما فيه الكفاية وسكت عنها
أما ياسمين فصدت بويهها صوب الدريشة وتمت تطالع السما الزرقا برى وعضت على شفايفها بقوة عشان ما تصيح آخر شي توقعته انه عبدالله يجرحها بهالطريقة الانسان اللي شافته جدامها اليوم كان نسخة باردة وقاسية من ريلهافي داخلها ضحكت على عمرها لأنها كانت ياية ترد المياه لمجاريها كانت ياية تستسمح منه وتقول له انها تحبه وانها غلطانه وتتمنى رضاه عليها بس الحين ورغم ألمها ونواياها الصادقة اللي يابتها لهني رفعت ياسمين راسها وقالت ببرود مصطنع: " زين زين يوم انك وفرت عليه كل اللي كنت ابا اقوله أنا بعد وقتي ضيق وما اروم اضيعه في المجاملات عبدالله انا ابا الفيلتين فيلا جميرا وفيلا العين"
عبدالله: " بتحصلينهن عقب ما تكتبين لي تنازل عن شمسة ومن عقبها ما ابا اشوف رقعة ويهج"
ياسمين (وهي بعدها مواجهة الدريشة): " خلاص تم بس انا مستعيلة وابا الاملاك هاي بسرعة ويا ريت يكون هالاسبوع"
عبدالله: " وانا اقول جي بعد عشان نخلص من هالسالفة بأسرع وقت ونفتك"
غمضت ياسمين عيونها بألم وحطت إيدها على قلبها لهالدرجة يتمنى يفتك منها ليش ليش ما يكون كل هذا حلم وتنش منه ياسمين في أي لحظة ليش الواقع لازم يكون بهالقسوة والبرود؟
التفتت له ياسمين وقالت: " خلاص عيل ماله داعي اتم هني أشوفك على خير ان شالله عبدالله"
اطالعها عبدالله باحتقار وهي تمشي بسرعة وتشل شنطتها عن الكرسي وتطلع من الغرفة بدون أي كلمة ثانية وأول ما طلعت وصكت الباب وراها, طاح عبدالله بتعب على المخدة وغمض عيونه وهو يحس بالألم يعتصر قلبه ليش؟ ليش الانسانة اللي حبها اكثر عن نفسه مب قادرة تحب فيه الا بيزاته وبس؟ ليش؟
.
.
برى الغرفة وعند الباب بالضبط ، كانت ياسمين واقفة وهي محطمة تماما كانت حاطة ايدها على ثمها عشان ما ينسمع صوتها وهي تصيح، حاولت تكتم موجات الدموع اللي اجتاحتها بس ما قدرت كل احلامها وامالها لهاليوم تحطمت في ثواني وتحطمت بعنف وقسوة شديدة
شو يابها هني شو كانت تتوقع يعني انه ياخذها في حظنه ويقول لها سامحتج فعلا كانت غبية يوم قررت تي وتشوفه!! فعلا كانت غبية عبدالله خلاص يكرهها ويحتقرها بشكل ما كانت تتصوره تمنت ياسمين لو انها ما عرفت هالشي ولا حست بكرهه لها تمنت لو تمت بعيد واحتفظت بكل الذكريات الحلوة بدون ما تشوهها بهاللقاء
مشت ياسمين بسرعة وهي تصيح وما تشوف الدرب من كثر الدموع وحست انها اصطدمت بحد بس ما ميزت منو بالضبط وكملت دربها بسرعه لنهاية الممر عشان تشوف نهلة وتروح وياها
أما مزنة اللي كانت ياية ويا الدريول من المدرسة ويايه هني عشان توصل الغدا ليدوتها ولأم احمد وعبدالله، فتمت تطالع ياسمين باستغراب وقالت: " هاي مب ياسمينوه العله (واطالعت دريولهم كريم وهي تقول) انته ليش واقف بعد بسرعة بسرعة ادخل بخبر يدوه"
.
.