طلعت ياسمين من البيت وتمت تطالع ارجاء الحديقة بحزن قبل لا تركب الليموزين اللي كانوا مطرشينه لها طيران الامارات عشان يوصلها المطار كانت مستانسة لأنها ما شافت ابوها قبل لا تسير علي بن يمعة كان مب موافق على سالفة السفر هاذي وكل ما يشوفها يواجعها أو يفر عليها نغزات تخليها تكرهه اكثر واكثر وحتى امس يوم كانت تفكر تساعده بمبلغ ولو بسيط من الثروة اللي عندها، شافته يالس في الصالة وهو أول ما شافها تم يهينها ويفر عليها رمسة تسم البدن وعلى طول غيرت ياسمين رايها وقررت انها ما تساعده
ابوها هو سبب تعاستها وهو اللي خلاها تطلق من عبدالله وتتخلى عن بنتها وهذا أول سبب يخليها ما تفكر انها تساعده ابد وثاني سبب كانت الاشاعات اللي سمعتها من نهلة انه ابوها خسر بيزاته في القمار عشان جي ياسمين ما كانت ابدا مستعدة تعطيه بيزات ثانية يقامر بهن
تحرك الليموزين وهو يبتعد عن بيت علي بن يمعة وركزت ياسمين عيونها على الشارع وهي تحاول تحفظ كل تفاصيل اماراتها الحبيبة قبل لا تهاجر وتودرها وهي ما تعرف هل بترد هني في يوم من الايام والا بتم هناك على طول
وهي في طريقها للمطار، ودعت ياسمين ذكرياتها الحلوة والمرة ودعت أشباح الماضي اللي كانت تترصد لها في كل زاوية وودعت ياسمين الجديمة وهي تقرر انها تتغير تماما الشي الوحيد اللي ما قدرت تغيره هو احساسها بالفراغ بدون بنتها شمسة وبدون ريلها هذا هو الشي الوحيد اللي تحس بالندم عليه وهاذيلا هم الشخصين الوحيدين اللي بتم تتحسر على خسارتهم لهم للأبد
.
.
مريم كانت تطالعه بخوف واحساسها بالتوتر يتصاعد أكثر وأكثر في داخلها الساعة كانت 2 الظهر وهو توه مخلص غدا وياي عشان يرقد ويرتاح ومريم مب هاين عليها تخبره بحملها الحين عشان ما تظايجه وهي تعرف انه اذا تظايج ما بيرقد
محمد كان يترياها تتكلم ويطالعها بفضول وهو تمشي يمين ويسار في الغرفة وفي عيونها نظرة ارتباك وقال عشان يكسر الصمت اللي فرضته عليهم : " حليله عمي. بعدني مب مصدق انه عطانا الفيلا اليديدة اللي في فلي هزاع"
مريم (تبتسم له ): " هيه ما قصر والله مع انه يروم يبيعها بس عطانا اياها "
محمد: " بس انا بعدني مب مستعد اني اودر هالبيت حاليا"
مريم : "ولا انا في يوم من الايام بننتقل هناك بس مب الحين عقب ان شالله"
اطالعها محمد وقال : " انزين مريامي شو الموضوع اللي بغيتي ترمسيني فيه "
اطالعته مريم بخوف وقالت: " هااأ"
محمد: " استوى لي ساعة وانا يالس اترياج ترمسين شو الموضوع"
مريم (بارتباك): " لا ماشي"
ضحك محمد وهو يتساند على الشبرية وقال: " شو بلاج خايفة جي امممم أكيد خاطرج في شي تبين تشترينه ومستحية تطلبين مني صح؟"
ابتسمت مريم وقالت: "لا والله مب جي السالفة"
محمد: " عيل شو.؟ مريوم تراج صدق نرفزتيني تكلمي شو السالفة"
تنهدت مريم كيف تخبره بيذبحها!! هو جي من دون أي حمل وبيموت من الخوف عليها عيل لو خبرته انها حامل شو بيسوي أكيد بيتم مجابلنها اربعة وعشرين ساعة عشان يطمن على صحتها
اطالعت مريم عيونه وقالت: " محمد أنا."
محمد (وهو خلاص متنرفز):" همممم"
مريم: " امم ما اعرف كيف أقول لك"
محمد (بعصبية): " أقول مريوم بترمسين ولا لاء"
مريم: " محمد انا حامل"
استمر الصمت دقايق طويلة ومحمد يحاول يستوعب اللي سمعه منها ومريم يلست على طرف الشبرية وعطته ظهرها لأنها ما تحملت تشوف نظرة الصدمة اللي كانت في عيونهتم محمد يطالعها وهي يالسة وخبر حملها يتعمق في داخله أكثر وأكثر لين ما استوعبه تماما وساعتها حس بغضب كبير وبإحساس بالخيانة والقهر وما وعى بعمره الا وهو يصرخ عليها: " شوووو؟ حاااااااامل؟ مريووم انتي حامل"
اطالعته مريم بارتباك وهزت راسها
محمد: " وانتي كنتي تعرفين؟ من البداية كنتي تعرفين"
تنفست مريم بعمق وقالت: " هيه محمد انا كنت ابا احمل انته الحين ليش"
قاطعها محمد: " إنتي؟ انتي تخبلتي مريوم تخبلتي؟ شو تبيني اسوي فيج الحين أذبحج؟ "
مريم (بظيج وهي توقف وتجابله): " إنزين ليش تزاعج محمد شوي شوي"
محمد (بصوت أعلى) : " هذا اللي هامنج الحين أزاعج ولا ما ازاعج ما افتكرتي فيني بالمرة!! ولا فكرتي تشاوريني في هالموضوع "
مريم كانت هي الثانية تزاعج بعد: " كنت ابا افاجئك ما توقعت انك تحرج لهالدرجة توقعتك تستانس!!"
محمد ( وهو يضحك باستخفاف) : " هاهاهاااي أستانس استانس وانا اشوف مرتي تموت جدامي"
مريم: " الاعمار بيد الله حمادي!!"
محمد: " ادري بس انتي جتلتي عمرج في اللحظة اللي قررتي فيها تحملين "
لاحظت مريوم الدموع اللي تيمعت في عيونه ونزلت عيونها وهي مب قادرة تواجهه وكمل محمد كلامه عقب ما قدر شوي يسيطر على نفسه وقال: " مستحيل اسمح لج تجتلين عمرج مريوم انتي ما تعرفين انا ما اروم اعيش من دونج"
مريم (وهي تطالعه بألم) : " محمد"
محمد: " مدري شو اللي كنتي تفكرين فيه!! بس هالحمل ما بتستمرين فيه مريوم حطي هالشي في بالج انا مستحيل اعيش تسع شهور وانا في خوف مستمر من اني اخسرج. تفهمين"
حطت مريم ايدها على بطنها وقالت له: " لا"
محمد: " شو اللي لاء؟"
مريم ( بعصبية) : " بستمر في الحمل ومحد يروم يجبرني اني اجهض حمادي انته المفروض تستانس وتتكل على رب العالمين " وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" مب زين كل اللي تسويه هذا"
اطالعها محمد بنظرة عتاب فظيعة وطلع من الغرفة وهو يصك الباب وراه بقوة وتمت مريم واقفة في الغرفة وهي تحس بظيج وايد اتظايجت لأنه ما استانس صحيح انه هالشي بيأثر على صحتها بس المفروض بعد يستانس لأنه مريم بتييب له الياهل اللي كان يتمناه وإذا كان على صحتها فالمفروض انه ما يحاتي هالشي من الحين مريم ما تحس انها ظعيفة لهالدرجة كان عندها ثقة انها تروم تحافظ على حياتها وحياة الجنين بس للأسف محمد ما عنده هالثقة
طلع محمد من الغرفة وهو متظايج ومهموم وتم واقف في الممر مب عارف وين يسير وعقب طلع وسار ييلس في السيارة كان محتاج انه يتم بروحه ويفكر باللي سمعه من مريم كيف تجرأت وسوت هالشي وخاطرت بحياتها كيف تحطه في هالموقف بدون ما تهتم لمشاعره ابد هل كانت تتوقع انه بيستانس معقولة تفكر انه بيستانس وهو يعرف انه حياتها في خطر كبير حرام عليها والله حرام اللي سوته
ليش ما تصدقه ليش ما وثقت فيه يوم قال لها انه ما يهتم باليهال وما يباهم يا ربييه كيف هالانسانة تفكر!! شو بيسوي الحين ما يتخيل عمره يتم على اعصابه تسعة أشهر لين ما تربي
وعقب شو ممكن يستوي مريم بتروم تعدي هالمرحلة ولا لاء
محمد كان خايف وكان حاس انه ضعيف جدا ضعيف وكان بعد حاس انه مريم خانته وتصرفت بأنانيه بدون ما تراعي مشاعره
شغل محمد موتره وطلع من البيت وهو يحس انه بيختنق كان متأكد انه هالشي بيستوي من أول ما خذ مريوم وهو حاس انه سعادته وياها ما راح تستمر عشان جي كان يعيش كل لحظة وياها وكأنها هي اللحظة الاخيرة لأنه محمد يعرف عمره ويعرف زين انه انسان السعادة بالنسبة له مجرد سراب كل ما اقترب منها وحاول يعيشها يتفاجئ بها تتلاشى بكل سهولة من حياته
.
.
الساعة أربع ونص العصر كانت أم أحمد يالسة في الصالة وترمس صالحة في التيلفون وصوتها وهي تسولف وتضحك يتردد في انحاء البيت اللي كان هادي جدا في هالوقت وصالحة كانت في بيتها تتقهوى وتخبر أم أحمد عن السوالف اللي سمعتها من الحريم وأم أحمد بعد تزود صالحة بآخر الاخبار اللي في فريجهم وصالحة كانت متحرقصة تبا تخبر ام احمد بالخبر اللي عندها بس كانت مخلتنه للأخير نظرا لأهميته
صالحة: " هيه نسيت أخبرج سمعي يا أم احمد أباج يوم الخميس تتزهبين بتسيرين ويايه بيت قوم محمد بن فاضل"