الساعة ست الصبح نشت ليلى من الرقاد وهي حاسة انه راسها بينفجر ما تعرف كيف رقدت او متى رقدت كل اللي تذكره انها كانت تصيح وفجأة حست بعمرها تبطل عيونها وكانت الساعة في المنبه اللي حذالها ست ودقيقتين الصبح رفعت ليلى راسها عن المخدة وحست بمسامير تنغرز عند رقبتها بسبب الصداع وحتى ضوء الشمس الخفيف اللي تسلل من ورا الستاير خلاها تغمض عيونها بألم وهي تحتمي منه برموشها الكثيفة
تنفست ليلى بعمق وهي تنش عشان تغسل ويهها الألم اللي في قلبها واللي كان ذابحنها ليلة أمس خف اليوم وكان مجرد وخزات بسيطة تحس بها كل ما يوا موزة أو مبارك على بالها وعقب ما طلعت من الحمام ترددت تغير بيجامتها ولا لاء وقررت تنزل تحت بالبيجاما لأنه اليوم الخميس ومحد بينش من وقت حتى الخدامات بيتأخرن في الرقاد
طلعت ليلى من غرفتها ووايجت في الممر البارد وهي تحس بعيونها تعورها كل ما غمضتها كان ويهها احمر وعيونها منفخة من الصياح والحمدلله انه محد ناش عشان يشوفها بهالحالة لأنها ما كانت تبا ترد على أي أسئلة ولا حتى سؤال بسيط مثل " شحالج او بلاها عيونج منفخة" كانت تبا اتم بروحها بس بسبب الصداع الفظيع اضطرت تنزل المطبخ عشان تسوي لها قهوة وقبل لا تنزل، مرت على غرفة خالد وشافته راقد وهو مبطل الباب وسارت له ليلى وحبته على خده وهي تمسح على شعره كانت مستانسة لأنه رقد بروحه من زمان تبا تعوده يرقد في غرفته بس ما يهون عليها وامس كانت اول خطوة بالنسبة له عشان يتعلم يستقل عنها شوي ويعتمد على نفسه يلست ليلى عنده شوي وعقب نشت وطلعت من الغرفة واتجهت للمطبخ.
مايد كان يالس في المطبخ يشرب الكابتشينو اللي سواه لعمره قبل شوي طول الليل وهو يحاول يرقد بس مب قادر ليلى كانت اكثر من مجرد اخت بالنسبة له ليلى كانت امه وكل شي في حياته ومجرد احساسه بإنه جرحها كان مسبب له عذاب نفسي كبير وزاد هالعذاب يوم عرف انها حبست عمرها طول اليوم بدون اكل وبدون حتى ما تبطل الباب لخالد وكل هذا بسببه هو وبسبب جرأته ووقاحته وياها
تساند مايد بإيده على الكاونتر وهو يتنهد ما كان يحب يجرح أي شخص هالاحساس فظيع مجرد انك تجرح الشخص اللي جدامك يخليك تحس بالغربة والوحدة وكأنك تجردت من كل الانسانية اللي فيك وانحدرت لمستوى اقل بوايد من مستوى البشر ومايد كان يحس بعمره حقير وهو يفكر بليلى
اطالع مايد ارجاء المطبخ وهو يفكر بأمه كلثم ما يدري ليش يت في باله في هاللحظة بس كان يتذكر يوم كان صغير كم كان عمره عشر سنوات كان دوم ينش من الصبح من الساعة ست الصبح يكون يالس هني في المطبخ يطالعها وهي تخبز لأبوه خبز الرقاق اللي يحب يتريقه كل يوم في أيام البرد كان مايد يقرب ايده من الخبز الحار ويستمتع بالدفء اللي ينبعث منه وكان يبتسم لأمه بسعادة وهي ترد له الابتسامة بابتسامة احلى عنها
وكانت هاذي هي الابتسامة اللي شافتها ليلى على ويهه وهي داخلة المطبخ الساعة ست وربع الصبح تمت واقفة عند الباب تطالعه وهو يطالع الرخام اللي على الكاونتر ويبتسم ابتسامة غريبة تجمع بين السعادة والحزن وساعتها نست كل اللي صار بينهم امس واقتربت منه وهي تبتسم له وسألته: " حبيبي شو موعنك من الحين اليوم الخميس!"
اطالعها مايد وهو متفاجئ انه في حد غيره ناش هالحزة ويوم استوعب سؤالها تم مبطل حلجه وهو مب مصدق انها سامحته وبسرعة رد عليها قبل لا تغير رايها وترد تخاصمه وقال: " ما رمت ارقد"
مشت ليلى على يمينه ويلست تسوي لها فلتر كوفي ومايد يطالعها في بيجامتها الواسعة اللي بنطلونها اطول من ليلى بمرتين ويبتسم كان شكلها طفولي وايد وشعرها القصير يحيط بملامح ويهها الحلوة بس عيونها كانت منفخة وكان واضح انها كانت تصيح امس وهالشي خلا مايد يحس بالذنب اكثر تسامحها وياه خلاه يحس بالذنب اكثر
مايد (وهو يطالعها بارتباك): " ليلى أنا "
ابتسمت له ليلى وقالت وهي تقاطعه: " أمس كنت افكر بكلامك مايد معاك حق سارة لازم تنعرض على دكتور وأنا بوديها عند احسن دكتور نفساني بس مب الحين في الصيف "
مايد: " بس أنا"
ليلى: " افكر نسافر لبنان في الصيف او مصر وهناك نوديها عند الطبيب وجذي محد بيعرف بنتم الصيف بطوله هناك وبوديها تتعالج يوميا شو رايك"
مايد: " ما اعرف!! اللي يريحج سويه ليلى انا ما كان لي حق اني اقول لج الرمسة اللي قلتها امس انتي ادرى بمصلحة سارة واللي تشوفين انه يناسبها سويه"
يلست ليلى حذاله ع الكاونتر وقالت: " لا يا مايد انا وانته ومحمد ثلاثتنا نشترك في المسئولية ولك كل الحق في انك تعبر عن رايك وتقول اللي تباه اوكيه حبيبي"
ابتسم مايد وقال لها : " تعرفين اني ما قصدت اللي قلته امس صح؟"
ليلى: " أعرف وحتى لو كنت تقصدهشو فيها منو منا خالي من العيوب "
مايد (وهو يبتسم بثقة): "انتي"
ضحكت ليلى بتعب وقالت: " لا يا مايد انا بالذات كلي عيوب بس انته ما تشوفها لأنك تحبني ولأنك قريب وايد مني ونحن ما نقدر نحكم على الناس اللي نحبهم ولا نقدر نقيم شخصياتهم"
ما رد مايد عليها ولا ردت هي تتكلم شربوا قهوتهم وهم ساكتين وعقب دقايق نش مايد عشان يسير يرقد له كم ساعة لأنه بينش الساعة تسع وبيسير ويا اليهال دبي
وتمت ليلى يالسة في المطبخ تفكر وتبتسم وهي حاسة بالراحة لأنها تصالحت ويا مايد
.
.
الساعة تسع ودقيقة، رن المنبه في موبايل مايد ونقز مايد من ع المخدة وهو يحس بتعب فظيع ما رقد الا ساعتين ونص والحين كان مب قادر يبطل عيونه وكان حاس بلوعة وبداية صداع بس كان لازم ينش عشان يودي خواته دبي وقام غصبن عنه وتسبح ع السريع وعقب ما تلبس طلع عشان يشوف خواته نشن ولا بعدهن وابتسم وهو يشوفهن يالسات في الصالة وكل وحدة فيهن لابسة تنورة برتقالية وبودي أبيض فيه خطوط برتقالية على الاطراف كان شكلهن وايد حلو وهن يالسات بأدب يترينه ينزل لهن من فوق ويوديهن التلفزيون وسار مايد يتريق قبل لا يطلع لهن ويأشر لهن عشان يتبعنه
ويوم طلعن في الحديقة سألهن مايد وهو يمشي للسيارة: " ما شفتن ليلى"
سارة: "امممم لاء"
مايد: "عيل منو اللي سوالكن شعوركن"
أمل: " مريم"
مايد: "أهااا"
طلعت لهم ليلى في هاللحظة من وسط شجيرات الجوري وفي ايدها مجموعة حلوة من الورد وابتسمت لهم يوم شافتهم يايين صوبها وقالت: " الحين بتسيرون"
مايد:" هيه بنحاول نرد قبل المغرب"
ليلى: " اتصل بي اول ما توصل هناك لا تنسى ميود."
مايد:" ان شالله ليش هالورد"
ليلى (وهي تبتسم): " بحطه في غرفة عمي عبدالله اليوم بيرد البيت"
مايد: "هيه اعرف خسارة ما بكون موجود"
ليلى: "ما عليه يوم بترد بتشبع منه (اطالعت امل) بالتوفيق حبيبتي لا تخافين من الكاميرا وخلج عادي"
أبتسمت امل ابتسامتها الحلوة وبانت غمازاتها وفي هاللحظة عرفت ليلى انه المخرج مستحيل يقاوم هالابتسامة وأكيد أمل بتحصل الوظيفة
ودعتهم ليلى وهي داخلة داخل وركبوا مايد وأمل وسارة في السيارة وأول ما تحرك الدريول رن موبايل مايد واطالع الرقم وهو يتنهد رقم غريب!! لا يكون بس عليا
رد مايد بحذر وانصدم يوم سمع صوت صالحة الحاد والعالي يرد عليه من الطرف الثاني
صالحة: "ألووووووه مايد"
مايد (وهو يتأففف): " هااااااه هيه انا مايد "
صالحة (بصوت عالي):" صباح الخير!!"
مايد: " صباح النور والسرور خالوه لا تزاعجين اسمعج أنا!"
صالحة (بنفس الصوت العالي): " ما زاعجت انا اسميك انته ما تيوز عن سوالفك!!"
مايد: "هههه انزين خالوه امري"
صالحة : "ما يامر عليك عدو أبويه مايد انتو بتسيرون دبي اليوم"
مايد: "هيه خالوه شدراج؟"
صالحة: " يابووك هاي مزنة هني حاشرتني متلبسة ومتعدلة من الصبح ونها بتسير دبي وياكم دخيلك فكني من حشرتها وتعال خذها تراها بتم تحن فوق راسي اليوم بطوله وانا مب متفيجة لها!! أمها خلتها عندي وتراني ابتليت بها ولا انا حرمة عيوز شلي باليهال. وين اروم على حشرتهم اليوم الصبح"
عرف مايد انها مستحيل تسكت عشان جي قاطعها وهو يدعي على مزنة في خاطره وقال: "خلاص خالوه انا الحين بمر عليها مب ناسنها اصلا"
صالحة:" هيييه زين عيل!! وانتو شو مودنكم دبي"
مايد: " ليش مزنوهما خبرتج؟"
صالحة: "لا مب طايعة ترمس كل ما تخبرتها عن شي قالت لي سر مدري شو من الاسرار بينكم"
مايد:" هههههه لا سر ولا شي بس أمل عندها مقابلة في التلفزيون اليوم يوم يحطونها مذيعة وياهم في الصيف"
صالحة (وهي مصدومة): "مذييييعة بتطلع في التلفزيون"
مايد (وهو يضغط على يبهته ويحس براسه بينفجر):" هيه خالوه"
صالحة: " وليش مودنها يابووك مب زين جي البنية تعرضونها جدام خلها الاوادم هالزمن مول ما يذكرون ربهم وعيونهم تكسر الحصى!!"
مايد: "ما عليه خالوه ان شالله ما بييها شي انزين خالوه انا الحين ببند عنج موبايلي مفضي"
صالحة: " هييه برايك ابويه لا تبطون ع البنية"
مايد:" لا لا ما بنتأخر الحين بنمر عليها"
صالحة: "ياللا عيل فمان الله"
مايد: " مع السلامة"
بند عنها مايد وهو يتنهد كان مستانس انهم ما بيشلون مزنة وياهم بس الحين غصبن عنهم لازم يمرون عليها وقال لإشفاق وهو يتنهد : " اشفاق مر زاخر بيت ماماه صالحة "
أمل: " أوووه صح مزنووه نسيناها!!"
مايد: " هيه نسيناها بس هي ما نست!! هاي تنسى شي"
ضحكت سارة وابتسمت أمل وهي حاسة بالاثارة من كل اللي بتجربه اليوم
.
.