قبل هاليوم، كانت سارة تعتقد انه كل اللي يحبونها وتحبهم بيبتعدون عنها في يوم من الايام مثل ما ابتعدت امها وابتعد ابوها ومثل ما اختفى عمها عبدالله عن حياتهم في الفترة الاخيرة كانت تخاف تقترب من الناس اللي حواليها وتخاف توثق علاقتها فيهم عشان لا ايي اليوم اللي بيودرونها فيه بروحها وبيبتعدون عنها
واليوم، وهي تشوف خالد يصارع الموت جدامها كانت متاكدة تماما انه بيموت وبيبتعد عنها هو الثاني بس كانت صدمتها كبيرة يوم انقذه مايد وكل شي عدا على خير والحين وهي تطالعه ، وتشوف انه بخير وراقد بكل هدوء في حظن اختها العودة راجعت سارة معتقداتها ومبادئها اللي تناسب سنوات عمرها القليلة وحست بوميض من الأمل يشع في داخلها بالنسبة لها، خالد تمسك بالحياة وتمسك بها هي بعد اختار انه يتم وياها وما يخليها بروحها وسارة من هاللحظة اختارت انها تتقرب منه اكثر وتحبه اكثر وكأنها تكافئه لأنه بعده على قيد الحياة
اطالعتها ليلى وقالت: " ما بتسيرين ترقدين؟"
سارة: " عادي ارقد هني"
ليلى: " لا حبيبي ماشي مكان هني أنا وشمسة وخالد كلنا نرقد على هالشبرية"
سارة: "هممم انزين خلاص بسير انا"
ليلى: " اوكيه بندي الليت قبل لا تظهرين"
طلعت سارة من غرفة اختها عقب ما بندت الليت وعلى طول رجع لها الصوت اللي ابتدا يسكن في داخلها في كل الاوقات ومشت سارة بسرعة في الممر المظلم وهي تسمع امها تسألها بصوت اختلط بمزيج من الاصوات الاخرى: " بترقدين تو الناس !! بترقدين"
ما تعرف سارة شو اللي خلاها ترد على هالصوت بس ما حست بعمرها الا وهي تقول بصوت عالي: " هيه برقد برقد!!"
مايد: " سارونا انتي منو ترمسين"
التفتت سارونا وراها وهي تشهق بخوف وشافت مايد يوايج عليها من ورا باب غرفته وفي عيونه نظرة استغراب وقالت له وهي تمشي بسرعة صوب غرفتها: " محد ما رمست حد"
بس مايد تم واقف يطالعها وهو يفكر باستغراب اخته تصرفاتها مب طبيعية أبدا الكوابيس والعزلة اللي معيشة عمرها فيها نظرةالخوف والارتباك اللي يشوفها في عيونها دوم الحزن اللي ساكن ملامحها الاصوات اللي قالت له انها تسمعها هالاصوات معقولة تكون صدق تسمعها. توه جدامه شافها وهي ترمس عمرها وقال في خاطره قبل لا يرد يدخل غرفته " هممم لازم ارمس ليلى في هالموضوع باجر"
بند مايد الابجورة وانخش تحت اللحاف عشان يرقد بس باله كان مشغول بعليا وبالموقف اللي استوى وياها اليوم للحين مايد يحس انه قلبه يعوره من اللي استوى. .عليا انجرحت وايد وهو يعرف انها بتكرهه ومستحيل ترد تدخل بيتهم او تتواجد وياه في أي مكان مرة ثانية بس ما كان بإيده أي شي ثاني يسويه
وقبل لا يرقد ، كانت اخر فكرة في باله هي انه عليا بتتألم اليوم وباجر بتعرف انه هذا كله كان مجرد خرابيط بس عقب نص ساعة رد يبطل عيونه مرة ثانية وهو يحس بالذنب أول مرة في حياته يحس انه السبب في ألم شخص ثاني وهالشي وايد كان معذبنه
فعلا كان يتمنى انها تنساه عشان ترتاح ويرتاح هو وياها
.
.
في بيت أهلها، كان كل اللي حواليها يوحي بالكآبة تجاهل واحتقار الكل لها رمستهم اللي مثل السم اللي تضطر انها تتجرعه كل يوم أخوها راشد اللي من يوم ظربها وهو متجاهلنها تماما كان كل شي حواليها وكل شي في داخلها بارد جليد حتى شرايينها والدم اللي يجري فيهن كان تحس به بارد وفاقد للإحساس
اليوم عرفت شيخة انه فهد طلقها خلاص تخلى عنها ما تعرف كيف بتعيش هالعمر كله من دونه مستقبلها كانت تبتلعه دوامة اليأس الرمادية بسرعة فظيعة، وشيخة كانت واقفة تطالعه وهو ينهدم وما بإيدها أي شي تسويه حتى ريلها ما تروم تتصل به وتعاتبه لأنه راشد شل عنها الموبايل
خلصت شيخة صلاتها ويلست تقرا قرآن لمدة نص ساعة وعقبها رفعت إيدها وابتدت تدعي وهي تحس انه العبرة خانقتنها " اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك اللهم يا مصرف القلوب والابصار صرف قلبي على طاعتك اللهم انك تعلم انني تبت اليك وتعرف ماخفى وماعلن ربي فتقبل توبتي وندمي ومسكتني اللهم فاعني اللهم تقبل دعائي فما لي من اله غيرك ادعوه يا رب العالمين يا ارحم الراحمين "
خلصت شيخة من الدعاء ومسحت دموعها وهي تعرف انه ما للندم أي فايدة الحين كل اللي استوى لها هي تستحقه وشيخة تعرف هالشي وبما انها ما تروم تصلح اللي انكسر، قررت انها تتقرب أكثر من ربها وتسأله المغفرة والهداية والصبر على الايام الوحيدة من باجي عمرها واللي بتقضيهن بروحها بدون فهد وبدون أي شخص ممكن انه يفهمها أو يوثق فيها
فهد كان يسوق موتره وهو ساير دبي، وصورة شيخة ما فارقت خياله في كل مرة يذكرها ويذكر شكل مروان واللي استوى في المقهى كان يكرهها اكثر واكثر يباها تتألم مثل ما هو تألم ويباها تندم على كل اللي سوته وكان يعرف انه اخوانها ما بيقصرون وبيخلونها صدق تندم على كل لحظة خدعته فيها
الحين عقب ما طلقها يحس فهد بمزيج من الألم والراحة الألم لأنه بعده يحبها والراحة لأنه كرامته المطعونة ابتدى جرحها يطيب
داس فهد على البترول وانطلق موتره بسرعة كبيرة وهو يبتعد عن العين حتى لو حاولت امه تزوجه ليلى مستحيل يرضى بهالشي في يوم من الايام بتبرى الجروح وبيخف الالم اللي يحس به في داخله وفي هاليوم بيقرر فهد يبدا حياة يديدة مع الانسانة اللي هو بيختارها وما بيخلي لا أهله ولا أي حد في الدنيا يتدخل في حياته
.
.
في اليوم اللي عقبه، الساعة تسع الصبح كان سهيل المحامي يالس على واحد من الكراسي اللي جدام قاعات المحاكم في مجمع محاكم دبي ويتريا دور قضيته اللي بتكون الساعة 10 ونص سهيل يا من وقت عشان يخلص كل الاجراءات وما بجى له شي الحين غير انه يتصل بياسمين ويخليها توقع ويفتك من هالموضوع نهائيا الزحمة كانت فظيعة والحشرة والضجيج اللي حواليه ياب له الصداع وسهيل بروحه اصلا لايعة جبده من هالقضية ويتمنى لو انه عبدالله يغير رايه في اخر لحظة وما يعطيها الفيلتين بس هالشي ما بيستوي وسهيل ما يروم يخالف اوامر عبدالله
اتصل سهيل على موبايل ياسمين للمرة الثانية وبعد يعطيه انه مقطوع فاتصل على موبايل عبدالله عشان يخبره ويوم رد عليه
سهيل: "ألوو السلام عليكم"
عبدالله: "وعليكم السلام ورحمة الله يا هلا والله "
سهيل: " شحالك يا عبدالله؟"
عبدالله: " الحمدلله بخير ربي يعافيك انته شحالك؟"
سهيل: " الحمدلله بخير عبدالله انا الحين في المحكمة واتصلت مرتين بطليقتك على رقم الموبايل اللي عطيتني اياه بس كله يعطيني انه مقطوع"
عبدالله: " مقطوع؟ يمكن غيرته! انزين بعطيك رقم ابوها."
سهيل: " لا لا دخيلك يا عبدالله الا هالريال موول ما اداني اتعامل وياه ولا اداني حتى اسمع حسه "
عبدالله: "إنزين رقم بيتهم؟"
سهيل: " هيه زين عطني اياه"
عبدالله: " إكتب عندك 04- ******* "
كتب سهيل الرقم على ظهر وحدة من الاوراق وقال: " مشكور يا عبدالله ان شالله عقب ما اخلص كل شي برد العين وبمر عليك المستشفى"
عبدالله: " اترياك وتسلم يا سهيل ما قصرت "
سهيل: " أفاا عليك يا عبدالله انا ما سويت شيهذا شغلي"
عبدالله: " تسلم يالغالي"
سهيل: " أنا الحين بتصل بها وبنهي الموضوع وعقب بدق لك ياللا فمان الله"
عبدالله: "مع السلامة"
يوم اتصل سهيل على بيت علي بن يمعة، كان محد في الصالة علي في الدوام ولافي راقد وام لافي سايرة عند ربيعاتها محد كان موجود غير البشاكير وياسمين اللي حابسة عمرها في غرفتها عشان جي اضطرت الخدامة تسير وترد على التيلفون بنفسها عقب ما رن لفترة طويلة ولا احد عبّره