"مهوب كأن علي وخالتي تاخروا؟!"
زايد يسترخي ويهمس بمباشرة: تمللت من قعدتي
كساب بهدوء مباشر كهدوءه: محشوم جعلني فداك أنا أسأل بس
زايد بعمق: خلهم يوسعون خاطرهم
حينها هتف كسّاب بنبرة سخرية ذات مغزى: محتاجين يبه وساعة الخاطر اثنينهم جرحهم واحد
نظر له زايد نظرة مباشرة وهتف بعمق حازم: يعني دامك ما وصلتني في الحكي منت بمرتاح
خلنا يأبيك من الحكي المغطى أنا وأنت فاهمين بعض زين
لمتى وأنت زعلان علي متى بترتاح وتريحني
كساب بهدوء أقرب لليأس: ومن قال زعلان ما يحق لي أزعل عليك حتى لو كان ودي
زايد بنبرة عميقة حازمة: ذا الحكي ما يوكل خبز يأبيك
خلنا نتصارح كود ترتاح وتريحني
كسّاب بعمق شفاف: يبه مهوب زعل ومايحق لي أزعل عليك جعلني فداك
لكنه كسر يبه يبه أنت كسرتني يوم أشوفك وإلا حتى اسمع اسمك ما يطري علي إلا أشلون كسرتني
يبه كسر الروح ما ينجبر وأنت كسرت روحي
حينها انتفض زايد بجزع: المكسور غيرك يأبيك
ثم هتف زايد بعمق متجذر أشبه باليقين: لو أنك انكسرت مثل ما تقول كان نخيت خذت الأمور ببساطة كذا المكسور يسوي
لكن أنت يأبيك حر والحر ما ينكسر أنا ذا الحين ما أفاخر في المجالس إلا بك
حينها هتف كسّاب بسخرية مرة: وحضرت الكابتن الطيار ما تفاخر فيها بعد؟!!
زايد بحزم: لا تدخل أختك في السالفة الموضوع بيني وبينك
كسّاب هز كتفيه: يبه مزون هي كل السالفة ذا اللي تقوله كله ماصار إلا عقب ما وافقتها أنت على خبالها
زايد بذات الحزم: سالفة وانتهت وحكي في الفايت نقصان في العقل
خلنا فيك حالك مهوب عاجبني وأنا سكتت لك واجد
حينها هتف كساب باحترام مبطن بسخرية مهذبة: وأشلون ممكن تصلح حالي اللي مهوب عاجبك؟!
زايد بحزم شديد: بأزوجك
حينها هز كسّاب كتفيه: والحين المره صارت هي السلاح السحري اللي بيحل مشاكل الكون
كان انتهت المشاكل من زمان لو أن هذا هو الحل
زايد بحزم أشد: أنا ماعلي من مشاكل الكون ذا الحين أنا عليّ منك أنت
واحنا نتكلم عنك فلا تلف ولا تدور
تعبت وأنا أترجى فيك كنك بزر يا ولدي خاطري على الأقل بحفيد مثل ذا العالم
حينها هتف كسّاب بذات احترامه الملغوم: هذا علي كان بيعرس وما خليته وش معنى عرسي هو اللي بيونسك جعلني فدا خشمك
حينها بدأ زايد يعاني غضبا يحاول كبته يعلم أن هذا هو ما يهدف له كسّاب
فهما لا يفتحان هذا الموضوع حتى يجعله كسّاب يحتد ويضيع الموضوع بين الهجوم والهجوم المضاد
لذا هتف زايد بهدوء احترافي: حتى لو خليت علي يتزوج جميلة عبارت إنه ما تزوج لأنها مريضة
لكن أنت ولدي الكبيروأنا أبي أشوف عيالك.
حينها ابتسم كسّاب: يبه من جد على إلحاحك علي كذا عندك وحدة معينة في بالك
حينها صمت زايد وهو يدرس المعطيات في ذهنه يعرف ابنه جيدا قد يكون اقتناعه هو بواحدة هو السبب الوحيد ليرفضها كسّاب
لمجرد أن يعانده
فكيف يقنعه؟! كيف يحضر ابنتها لبيته؟! كيف يرى بعضا من أطيافها أمام عينيه؟!!
إن كانت هي أصبحت حلما مستحيلا؟!!
فليحقق ابنه ما عجز هو أن تحقيقه!!
يحضر تلك المهرة المستحيلة التي لطالما رأها بجوار جدها وهي صغيرة
ومازال كلما جاء جدها يهذي بها وكأنه ليس في الحياة سواها وكأنه يسمع في أوصافها طيف أوصاف مزنة
وهي ترفض الخُطاب واحدا تلو الآخر دون أن تقتنع بأحد
يعلم إن كان هناك من يستطيع إخضاع مهرة مثلها فليس سوى ابنه
هذا المتفاخر المتكبر الذي حتى وإن كان يظن نفسه مكسورا فهو لا يعرف نفسه كما يعرفه والده قد يحطم هو العالم بينما هو عصي على الانقياد أو حتى الخدش
لأنه كالشجرة التي لا تعرف الانحناء رفض أن ينحني للريح أو أن ينزل رأسه حتى تمر العاصفة
انتزع زايد من أفكاره صوت كساب العميق: ها يبه من هي سعيدة الحظ اللي حضرتك تبيها لولدك الكبير على قولتك
حينها هتف زايد بنبرة مدروسة تماما تخبئ خلفها خبثا كبيرا: والله يأبيك كان فيه بنت في بالي
بس عقب غيرت رأيي لأنها مستحيل توافق عليك
حينها احمر وجه كساب وهو يغالب ثورة قادمة: أكيد إنه أهلها مستحيل يوافقون عشان سواد وجه بنتك
حينها هتف زايد بحزم: سواد الوجه مهوب لبنتي بنتي تكرم عن الدنايس
الرفض لك أنت ولشخصك وإلا أهلها أنا متاكد أنهم مستحيل يردوني وأنا جاي أخطب لولدي
حينها ثار كسّاب بالفعل وابتسامة مخفية ترتسم في روح زايد
يعرف هذا الفتى كما يعرف نفسه ولكن الحوار دائما كان يقف قبل أن يصلا لهذه المرحلة
كساب الثائر كان يهتف بغضب: زين وليش إن شاء الله بترفضني لشخصي الشيخة وش فيني ما يعجب حضرتها؟!
حينها هتف زايد بهدوء يخفي خلفه ابتسامته: هذا أنت قلتها (شيخة) ما خلق مثل زينها ولا شخصيتها
تعرف (جابر بن فهد الـ) و ( حمد بن فلاح الـ) ترد في حد منهم شيء
كساب باستغراب وهو لا يفهم العلاقة بين السؤالين: رياجيل والنعم يكرمون
زايد بهدوء: هذولا أخر اثنين هي ردتهم وشوفت عينك الثنين منصب وقدر ومكانة وخير
كان كسّاب على وشك أن يثور وأن يصرخ أنه أفضل منهما وأنه مستعد أن يريه أنها يستحيل أن ترفضه
ولكن كما الإضاءة الخاطفة قفز لذهنه تفكير معين وهو ينتبه لمقصد والده (خبيث وذكي يا أبي ولكنني تربيتك
مثلك: خبيث وذكي)
حينها هتف كسّاب بهدوء خبيث وابتسامة شاسعة متلاعبة: تدري يبه إيه والله الاثنين ما فيهم قصور
أكيد لو خطبت بتعيي مني بعد ما فيني زود عليهم
حينها ابتسم زايد ابتسامة شاسعة وهو يصمت ويهتف في داخله (ولد أبيك بس اللعبة ما بعد خلصت!!)
*********************************
منذ البارحة وهي عاجزة عن النوم.تريد أن توافق وتخشى من عقبات الموافقة
لا تريد أن تقدم على الخطوة قبل أن تتأكد من شيء معين
لا تريد أن تسبب الحرج لمهاب ولا لعبدالرحمن
لذا فلابد أن تقدم على هذه الخطوة
لابد أن تخبرها بنفسها!!
جوزاء تناولت هاتفها وهي تتصل بأنامل مرتجفة
جاءها صوتها كالعادة خافت ضعيف مثقل بأسى عميق: هلا والله بام حسن
أشلونش يأمش واشلون حسون
ابتلعت جوزاء ريقها: طيبين يمه جعلني الاولة
بعد عدة عبارات من السلامات المعتادة همست جوزاء بتردد عميق: يمه فيه موضوع أبي أكلمش فيه
حينها انتفضت أم صالح: فيه شيء قاصرش يمه وإلا قاصر حسن
جوزاء ابتلعت ريقها الجاف: لا يمه خيركم سابق بس بس
أم صالح تستحثها للحديث: وش بسه يأمش
جوزاء ألقت الخبر لتتخلص منه وقبل أن تذهب كل شجاعتها: يمه امهاب بن فيصل آل يحيا خطبني ونا مارديت لين أخذ شورش
إذا أنتي توعديني إنه ما تأخذون ولدي بأوافق لكن شيء يلحق ولدي لا أبيه ولا أبي غيره
حينها تنهدت أم صالح بحزم غريب عليها: انتظري علي يامش لين بكرة وأرد عليش
أم صالح أغلقت من جوزاء واتصلت فورا بهزاع الذي وضع لها رقمه على قائمة الاتصال السريع لتهتف له بسرعة ونفس مقطوع:
هزيع يامك اتصل في فهد وصالح خلهم يجوني الحين
هزاع الذي كان يدرس في غرفته هتف باستغراب: وش فيش يمه فهد وصالح أصلا كلهم هنا
فهد توه راجع من الزام وصالح يلبس يبي يروح يمشي
أم صالح بحزم: خلهم يجوني ذا الحين أبيهم
بعد قائق كان الثلاثة يجلسون أمامها وهزاع يهتف بمرح قلق:
صحيح ما طلبتيني معهم بس أنا بصراحة متروع وابي اعرف سبب اجتماع القمة ذا
أم صالح بغضب: أم حسن خطبها امهاب ال يحيا وشكلها تبي توافق عليه
حينها قفز صالح بغضب: يعني تعيي مني وتوافق على ولد آل يحيا والله ما يكون إن ولدنا يربيه غريب
حينها التفتت أم صالح لفهد بتصميم: أنا ما أدرج لك أدرج لذا الساكت فهيدان وش عندك
فهد بهدوء حازم: عندي إني أقول الله يوفقها بكيفها ولدنا ما إحنا بعاجزين منه وهي خلها تشوف نصيبها
حرام أم حسن عادها صغيرة تبين نقطع نصيبها
أم صالح بغضب: قد ذا اللي عندك يا مسود الوجه بدل ما تقول أنا اللي باخذها وأضم ولد أخي
حينها ابتسم فهد وهي يضرب مؤخرة رأس هزاع: زوجيها ذا الدبش العود
تراه شيبه قده في 21 سنة خله على الأقل يفيد بشيء
حينها انتفض هزاع وهو يلطم يد فهد: لا عاد تعودها تراني ما انا بأصغر بزرانك
هذا أولا
ثاني شيء نسوان أخواني طول عمري عادهم خواتي الكبار ولا أنا براد نفسي لهم المفروض ما يكون ذا حكيك يا شيبتنا
أم صالح غضبها تزايد: أنت وأخيك حاطين السالفة لعبة وأنا محترقة
صالح باحترام وتصميم: لا تحترق أعصابش ولا شي أم حسن أنا اللي بأخذها وانتهت السالفة
"إيه بدل ما ترضي مرتك وتشوف وش أنت مزعل(ن) مرتك فيه
بتنط تأخذ مرت أخيك"
الجميع اتجهت انظارهم للصوت الحازم القادم من خلفهم
ليقفزوا أربعتهم احتراما للهيبة القادمة
حينها هتف صالح باحترام: يبه أم حسن خاطبها امهاب آل يحيا يرضيك نخلي ولدنا يريبه غريب
حينها صمت أبو صالح لثانية ليهتف بعدها بحزم: كفو أبو فيصل ونعم النسب
حينها اتسعت عيني أم صالح دهشة: وش ذا الحكي يأبو صالح كنه جايز لك؟!
ألتفت لها أبو صالح بغصب: بتراديني في الحكا بعد
حينها انتفض فهد الذي يكره أن يرتفع صوت أحد على والدته حتى وإن كان والده: يبه أمي ما قالت شيء جعلني فداك
أبو صالح بغضب متزايد: إذا مت خيطوا وميطوا أنتو وأمكم على كيفكم
صالح يسارع بالقول باحترام: عمرك طويل في الطاعة
يبه وش فيك زعلان ماقلنا إلا حق خلاص جوزا أنا اللي باخذها وأضم ولد أخي وانتهينا
أبو صالح بغضب: أنت بالذات تلايط الله العالم وش أنت مزعل(ن) شيخة النسوان فيه
وجوزا ماحد منكم بقاهرها كفاية عليها اللي شافته من ولدكم خلها توفق في طريقها
أم صالح بصدمة: وولدنا
أبو صالح بذات الغضب: ليه تبوننا نقهرها ونأخذ ولدها عشان نحرق قلبها
لا والله ما يصير ولا يكون ولدنا تحت عيننا وإذا كبر شوي خيرناه
لكن ذا الحين ما يبغي إلا حضن أمه
ما يقهر الشوفة إلا رخيص وأنا أكرم لحاكم من الرخص
كان صالح يريد أن يتكلم ولكن اتصالا ما وصله كان على وشك تحويل الاتصال للصامت لولا رؤيته للاسم الذي قلب كيانه
ليقفز وهو يهتف باستعجال: دقيقة اتصال مهم
ويخرج من فوره
غريب هو ما تفعله المرأة برجل عاشق
تأخذه من خضم انشغاله إلى عالم لا يجرؤ على اقتحامه إلا ذكراها!!
وخلف صالح كان صوت أبي صالح يتعالى بحزم: ذا الكلام أخر مرة أعيده أم حسن ماحد بقاهرها على ولدها
غدا ودها توافق توافق من كيفها وهي دارية إن ولدها على كل حال في حضنها وماحد بماخذه منها
ثم أردف بمرارة: البنية جاها ماكفاهاجاها ما كفاها
ليتك تعلمين ياجوزاء أن نظرات هذا الشيخ الجليل الصامتة لكِ طوال فترة حدادك لم تكن عتابا مطلقا
لم تكن سوى شفقة عميقة وحزن أكثر عمقا بكثير!!!
تمنى لو يستطيع أن يعيد الأيام
أن يصحح الخطأ
ولكن ماحدث بالأمس امتدت وجيعته لليوم
إن لم يكن قادرا على إصلاح خطأ الأمس فليسمح لهذه الصبية على الاقل ببعض فرح اليوم!!
في مجلس النساء حيث خرج صالح ليختلي بهاتفه وانفعال عميق يهزه
لأول مرة تفعلها منذ تسعة أشهر لأول مرة تكون هي البادئة باتصال
فأي خبر أتته به اليوم؟!!
أ فرح تهديه لروحه بعد طول هجر؟!
أم هو مزيد من الهجر كما اعتادت أن تفعل به؟!!
بعث في صوته أكبر قدر من الحزم لم يكن صعبا عليه اصطناعه ليبدو فيه غاية في البراعة: حيا الله أم خالد
نجلاء بهدوء عذب: حياك الله
صالح بلهجة مدروسة: وش ذا النهار المبارك اللي عبرتينا فيه باتصال؟!
نجلاء بحزم لطيف وهي تلقي عليه الخبر الصادم: إذا انت ملزم تروح بالعيالأبي أروح مع عيالي
صالح يعتقد أنه سمع خطأ: نعم عيدي ما فهمت
نجلاء تتنهد وتهتف بذات النبرة الحازمة غير المعتادة: أنت مهوب تقول تبي تودي العيال لديزني لاند أنا ما أقدر أخلي عيالي يروحون بروحهم
باروح معهم وش الشيء الغير مفهوم في كلامي
صالح مازال عاجزا عن الاستيعاب تماما هتف بدهشة تمتزج بالأمل: يعني بترجعين لي
نجلاء بذات الحزم: لا تخلط المواضيع قلت بأروح مع عيالي ما قلت بأرجع لك
حينها هتف صالح بغضب: أنتي شايفتني بزر عندش أشلون تبين تسافرين معي وأنتي ما رجعتي لي وش ذا الخبال
نجلاء ببرود مدروس: والله افهمها مثل ما تبي تبي تسافر بعيالي أنا معهم لكن إنك تفسرها إني رضيت عليك
لا والله ما أنا بكاذبة عليك لا رضيت عليك ولا هو بحولي وقلبي مليان زعل عليك
صالح غضبه يتصاعد: نجلاء عيب عليش ذا الكلام زعلانة علي وتبين تسافرين معي تبين تجننيني أنتي؟!
أشلون يعني نسافر مع بعض ربع ورفقة سفر وش الخبال ذا ولعب البزارين
وهلي وهلش وش أقول لهم
نجلاء بذات البرود الذي كانت تغذيه سميرة الجالسة جوارها وهي تكتم ضحكاتها: والله قل لهم اللي تبي ما شاء الله لسانك ما يبي من يسنعه لك
حينها تنهد صالح وهتف ببرود أكثر احترافا من برودها: يا حليلش يا بنت عمي
شكلش ما عرفتي صالح من هو تبين تلاعبيني زين نلعب ولا يهمش
تدرين تجديد حلو للروتين ليش لأ؟!
********************************