السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح المودة والترحيب والبخور والعطور
أهلا بكل القادمين من أماكن أخرى ليحملوني شرف اشتراكهم من أجلي
تأكدوا أنكم في بيتكم وإن كنت أنا السبب في حضوركم هنا
فصدقوني أن المقام سيطيب لكم هناليس من أجلي
ولكن لانكم ستشعرون بالراحة في أحضان ******
.
.
ألف شكر لكل من أقتطعت من وقتها زمنا لتفكر معي وتعلق وتناقش
وهي تمنح بين الأمس واليوم بعضا من عبق روحها الغالية
تأكدوا من تقديري وامتناني لكل حرف يُخط هنا
.
.
ألف شكر لكل المهنئات بلقب القاص المتميز أخجلتموني بفيض مشاعركم الدافئة
ولولا تشجيعكم لم أكن لأصل هنا
.
.
نعود للجزء الماضي
مع بعض التعليقات وبعض الردود
.
أولا التوقف مع قضية زواج كثير من شيباننا أول من جنسيات أخرى
وأنا شخصيا أعرف كثير أمهاتهم ليسوا خليجيات فيهم خير أكثر من غيرهم
وعيالهم يكون فيهم بداوة ومرجلة فوق الوصف
ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى
.
وبنشوف قصة نجلاء وصالح <<< قصة قريبة من قلبي
يمكن لأني أحب القصص اللي يكون العلاقة فيها عمق وتعقيد بين الأزواج
.
.
نجي لتوقع لطيف جدا بس أشلون انتو جبتوه وسويتو الربط ما أدري صراحة
التوقع هو: إن اللي عبدالرحمن بيعرضها لمهاب هي سميرة أو جوزاء أو شعاع
انتبهوا يا بنات للحوار:
ابتسم مهاب: إيه خطّابة.
ثم أردف بسخرية: ليه يعني أنت تعرف حد عندهم بنت نفس حالة تميم وفي نفس الوقت تناسبه؟!!
صمت عبدالرحمن لدقيقة كأنه يفكر ثم همس بعمق: من حيث أني أعرف. فأنا أعرف
يعني الحوار مفسر نفسه. وحدة نفس حالة تميم وموب وحدة سليمة
فمن وين جبتوا التوقع ياحليلكم
على العموم اليوم بتعرفون من هي اللي اقترحها عبدالرحمن
.
.
.
نوقف مع أخونا الفاضل تساهيل اللي استغرب الشتيمة بالكلب والحيوان في هالرواية
اللفظتين جات عند شخص واحد هو كسّاب
وكسّاب بالفعل شخصية أتعبتني في المعالجة ولم يسبق أن عالجت شبيها لها
لأني بطبعي أنا كأنسانة مهذبة جدا في الحوار << ماتمدح روحها أبد
ولكن شخصياتي أحاول إلباسها التنوع فهي تعبر عن نفسها
وشخصية فيها خيط رفيع بين سلاطة اللسان والوقاحة وحدة الشخصية مثل كسّاب
هذه الألفاظ هي أقل ما قد يرد على لسانه رغم صعوبتها عليّ
.
.
.
وعن كساب بالذات
في أحيان كثيرة يؤلمني قلبي وأنا أكتب كيف يكون كسّاب سليطا مع والده
لأن للوالدين مكانة رفيعة ومهما فعلوا لا يحق للابن أن يتجاوز حدوده معهم
ولكن هذا تفكيري أنا وليس تفكير كسّاب
ولكن ألا تلاحظون أن كسّاب بقي يحتفظ بخط احترام غريب في طريقته لوالده
خط يتناسب مع شخصيته وشخصية زايد
.
.
وللعلم كل الشخصيات سيظهر لها جوانب متعددةفالإنسان كائن معقد أبعد ما يكون عن الأحادية
وطبعا هذا التنوع لا يعني التعارض ولكنه الغنى الإنساني العسير على الفهم
ولكن دعونا ننتهي من أجزاء هذا الأسبوع أولا
.
.
ماذا أيضا نشكر أختنا سكوت على تنبيهها لي
في حواراتي أحاول أن أقترب جدا من اللغة الحية المحكية
فأجدني أنزلق دون قصد مني رغم أني أكون أعرف الحكم الشرعي ولكنه في حينها يغيب عن بالي
وقد قمت بالتعديل في النص فورا
اللهم أني أعوذ بك من وسوسات الشياطين
خالص شكري لسكوت ومن قبلها للواثقة
والشكر موصول لكل أخت تتكرم بتنبيهي لأي خطأ أقع فيه
فكل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون
اللهم أني أستغفرك وأتوب إليك
.
.
اليوم أتوقف عند زوزو وزارا الغاليتين المنثالتين بعبق الحياة الجامح
توقعاتكم وتعليقاتكم أكثر من رائعة
لكن أتعلمان فيها من الصحة وفيها الخطأ
ولكن طبعا لن أقول أي التوقعات صحيحة وأيها خاطئة
وأيكما مصيبة وأيكما مخطئة
حتى ترونها على أرض الواقع
كان لكما في تعليقيكما الماضيين توقعات خطيرة
لكن في حينه في حينه
.
.
.
اليوم جزء كاسرة الخاص
تذكرون الإشارات اللي قلت قبل
طبعا الإشارة اللي تحولت لتلميح هي علاقتها بجدها
الإشارة الثانية المهمة تذكرون أول مشهد طلعت فيه وضحى وشعاع
لما وضحى قالت لشعاع: ترا أختي ما تنغلب في الحكي وتقدر تخلي جوزاء ما تسوى بيزة بس هي تحشم عمتي
ما استغربتم وقتها إن شخصية مثل كاسرة تسكت على تنغيز جوزاء لها
اليوم نتعرف على السبب
ونتعرف على شخصية كاسرة من الداخل
.
.
اليوم سنطوف بكثير من الشخصيات
ونتعرف على العائلة الاخيرة في بين الأمس واليوم
.
وسيحدث شيء يقلب توقعاتكم بخصوص سفر عفراء مع ابنتها
.
.
إليكم
الجزء الثامن
جزء طويل جدا أتمنى يعجبكم
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن
صباح الدوحة
يوم يحمل الكثير
قلوب تُفجع وقلوب تتأمل
وقلوب ليس لديها سوى فتات الأمل!!
ينزل السلالم بخطوات ثابتة
يبتسم وتشرق روحه المثقلة حين يرى العينين الدافئتين الحنونتين تطلان من خلف برقعها
تحيط بهما تجاعيد رقيقة جعلت هيئتها تبدو أكثر ضعفا وهي تنحني بوهن
أو ربما وحشة أمام قهوتها الصباحية!!
ابتسمت بشجن ورحبت قبل أن يصلها: حيا الله أبو خالد صبحك الله بالخير
يصلها لينحني على رأسها مقبلا ثم يهمس باحترام ودود: صباحش أخير جعلني فدا أرجيلش كيف أصبحتي يأم صالح
ابتسمت بحنو: إذا قدك بخير أنت وأخوانك ما أشكي باس
ابتسم لها بمرح حنون: هذا أنا وأخواني قدامش قرود تنطط
همست بحزن عميق مسرف في العمق وكأن هذا الحزن المقيم يأبى الإنزياح أو التراجع أو الإنكماش:
جعل ربي ما يفجعني في حد(ن) منكم
من عقب ماراح عبدالله والخاطر كلش(ن) يجيبه ويوديه
همس بحنين موجوع وهو يتذكر شقيقه الأصغر الذي رحل قبل أكثر من ثلاثة أعوام:
جعلها برايد عليك يابو حسن
أنا أشهد إن الموت خذ له وليدة (الوليدة= الرجل النادر)
همست أم صالح بحنين: صالح يأمك جيب لي حسن اليوم فديتك
قد لي كم يوم ماشفته وأنا بأكلم أمه تجهزه وتلبسه
ثم أردفت بألم شفاف: ما أدري لمتى ربى كاتب علي ماحد من عيال عيالي يقعد عندي!!
ذبحتني الشحنة لهم!!
ابتسم لها صالح: خلاص ولا يهمش خلي أم حسن توافق علي ونجيب حسن عندش
حينها نظرت له والدته بعتب: يعني تجيب حسن وأمه وأم خالد وعزوز وخويلد
حينها أنزل صالح فنجانه وهو يشعر بضيق كتم على صدره أخفاه خلف هدوء صوته:
وش أسوي بنجلاء هي اللي معندة ومعية ترجع لي هي اللي حدتني أخطب عليها
نظرت أم صالح لابنها نظرة مباشرة وهمست بعتب مقصود:
نجلاء مرة عاقلة وماحدها على ذا كله إلا شي(ن) كايد
شوف وش أنت مزعل(ن) بنت عمك فيه
صالح بعتب: يعني رجعتي على ولدش وش بزعلها فيه يعني
لا عمري مديت يدي عليها ولا قصرت عليها بريال
أم صالح بذات النبرة المقصودة: أنت أخبر يأمك السالفة مهيب سالفة ضرب وفلوس
ثم أردفت بمودة: ياحيها نجلاء ليت كل النسوان مثلها
كانت كافيتني غثى عزايمك أنت وأبيك وشاله البيت كله مني
وين من هي مثلها
ابتسم صالح: إذا السالفة على كذا زوجي الجباوة الثنين اللي أخنزوا من الرقاد فوق
أم صالح باستنكار: هزاع توه صغير أنت صاحي خله يخلص الثانوية ذا الحين
ثم أردفت بابتسامة حنونة: أما أخيك الفاسخ كل ما قلته أعرس قال لي
"هذا حضرت العقيد عزابي وأنا مأنا بأحسن منه"
ارتفعت الأعين لمصدر الصوت الواثق المرح وصاحبه ينزل بخطوات سريعة عن الدرج
بلباسه العسكري الأنيق والنجمتين اللامعتين على كتفيه العريضين
ليصلهم خلال ثوان ليقبل رأس والدته وشقيقه الأكبر بينما كان صالح يهتف بابتسامة:
والله ياملازم فهدترا منصور آل كسّاب تزوج بدل المرة ثلاث
يعني جرّب مثله ما تضر التجربة يمكن يعجبك الحال عقب
فهد يسكب لنفسه فنجانا من القهوة ويرد بابتسامة مشابهة:
هذا أكبر دليل إني لازم ما أتزوج
لأنه إذا حضرة العقيد بنفسه جرب ثلاث مرات وما صلحت له مرة
معناتها النسوان كلهم مافيهم خير
ثم استدرك وهو يعاود تقبيل رأس والدته ويقول بمرح حنون:
إلا أم صويلح المصنع عقبها سكروه
أم صالح بحنان: إيه إلعب على أم صويلح بدل ما تبرد خاطرها بشوفت عيالك
صالح يضحك: وأشفيش أنتي وولدش شايفيني أصغر بزرانكم صويلح وصويلح.
فهد يعاود تقبيل رأس والدته للمرة الثالثة ويهمس باحترام ودود:
لاحقين خير يا الوالدة ما يصير إلا اللي يرضيش بس خلوني الحين على راحتي
صالح يبتسم: إيه يمه خليه وادعي في كل صلاة إن منصور آل كسّاب يتزوج
صدقيني يا ساعة يأتي إخبره متزوج
يافهيدان إن قد يجيش يعدي كنه سلقة يبي العرس.
أم صالح بغضب: يكرم ولدي عن السَلق
ثم أردفت بابتسامة لطيفة: بس ما يضر ندعي لمنصور اللي فهيدان يحبه أنا أحبه
فهد يقفز ويقبل رأس والدته للمرة الرابعة ويقول بمرح:
إيه جعلني فدا عويناتش ادعي لحضرت العقيد يستاهل
وادعي لي ما أتاخر اليوم على طابور اليوم ويعطيني حضرت العقيد جزا
صالح يبتسم وهو يرى شقيقه يغادر: أستغرب حبك لقائدك على كثرة ما يجازيك المفروض تكرهه
فهد بابتسامة واثقة: أنا أدري إن حضرة العقيد يعزني ويقدرني لكن العسكرية مهي بلعب
ولو هو ما تعامل معي ومع الفرقة كلها بذا الطريقة ما كان حبيناه
لأنه يعرف يمسك العصا من النص
يعطينا حقنا ويأخذ حق العسكرية منا
ثم أردف فهد (بعيارة) : بعدين يأخي سيادة العقيد كله كاريزما يئبر ئلبي شو مهضوم
صالح يضحك بصوت عالٍ: أمحق عسكرية تعرفها ياهيفا
فهد يشير له بيده مودعا وهو يضحك
بينما دعوات والدته ترتفع خلفه أن يكتب لكل من ابنها وقائده الزوجة الصالحة والذرية البارة
بينما صالح يتذكر شيئا. ويهتف وراء فهد بصوت عالٍ حازم يختفي خلفه قلق عميق:
فهيدان الله الله في الركادة وأنت تسوق ياولد
**********************************
مستشفى حمد
الساعة العاشرة صباحا
غرفة جميلة الخالية من جميلة!!!
نحيبها المكتوم الموجوع حينا ينخفض وحينا يرتفع
وهمهمات متقطعة تصدر متحشرجة من حنجرتها التي تمزقت من طول النحيب الذي لم يتوقف مطلقا منذ يوم أمس:
راحت راحت بدون حتى ما أسمع صوتها يا حر جوفي حراه
مزون تحاول كتم عبراتها: شتسوين يا خالتي
عادها ما وعت من تخديرتها البارحة عقب ما خدروها عشان ما تشيل المغذي من يدها
تغرس أظافرها في معصم مزون التي تجلس جوارها تحتضن كتفيها تهدهدها
وهي تهمس بصوت مبحوح ممزق: بأموت يأمش يامزون بأموت
حاسة إني ماعادني بشايفة بنتيياحي جميلة حياه
"قومي الحين جهزي أغراضش
والله ما تمسين إلا عندها واللي رفع سبع(ن) بليا عمد"
الاثنتان نظرتا بدهشة للواقف بجوار النافذة الطويلة ينظر للخارج وهو يوليهما ظهره ويكمل بحزم شديد:
أنتي تأشيرتش جاهزة وأنا عندي تأشيرة شنغن مجهزها عشان لو جاتني سفرة شغل مفاجئة
قومي يالله
عفراء وسط عبراتها: لا يأمك ماني برايحة هي عبرة وانقضت بفضي رأسي من دموعه وعقبه بأهدأ
كسّاب بذات الحزم البالغ: أنتي تحسبيني حلفت وبأفجر لا والله إن قد تروحين
عفراء بضعف: يأمك ما أبي أروح لو أبي أروح كان رحت معها من أول
كساب يدير وجهه ناحيتهما وعيناه ممتلئتان بتصميم غريب حازم ويقول بقسوة:
خالتي لا تضيعين وقتي ووقتش
يالله قومي أوديكم البيت وتجهزين وأنا بأروح أحجز لنا على طيارة فالليل
لأنش بتروحين يعني بتروحين
مزون بتردد: كسّاب خلها على راحتها
كسّاب ينظر لها نظرة مباشرة شعرت كما لو كانت نظرته ستسلخ جلدها عن عظمها
وهو يقول بقسوة أكبر: أنتي تلايطي ولا تتدخلين في شيء ما يخصش
مزون تراجعت بجزع وعبراتها تتضخم في حنجرتها
بينما انتفضت عفراء بغضب لم يمنعها منه استغراقها في الحزن:
ما أسمح لك تكلمها بذا الطريقة وقدامي أنا ما لي حشمة عندك
كسّاب يتجه للباب وهو يقول بذات الحزم القاسي:
أقول لش خالتي الأحسن اتصلي في سواقتش توديكم
أنا طالع أجيب التذاكر الساعة 7 في الليل تكونين جاهزة
كسّاب خرج لتنفجر مزون في بكاء حاد مترع بالشهقات في حضن خالتها
عفراء تهمس لها بحنان وحزن مزون يأخذها من حزنها:
بس يا قلبي لا تزعلين على كسّاب أنتي صرتي عارفته
مزون تهمس بألم ووجهها مختبئ في كتف خالتها:
حتى لو كنت مستوجعة من قسوة كسّاب وتقصاده إنه يوجعني
مهوب ذا سبت زعلي
أنتي عارفة إني كنت عاملة حسابي إني بسافر معش أنتي وجميلة
لكن الحين أشلون بأقدر أقعد على أعصابي من غيرش ومن غير جميلة
لا وبعد من غير كسّاب وعلي
عفراء بحنان وهي تحتضنها بحنو: ماني برايحة يأمش بأقعد عندش
أنتي عارفة إني من لما تزوجت جميلة خليفة قررت إني ما أروح
حينها مزون انتفضت بجزع: لا خالتي تكفين لا يرجع كسّاب ويلاقيش ما تجهزتي بيعصب
انا ما أستحمل أشوف عصبيته تذوب ركبي من الخوف
ثم أردفت بوجع: يا سبحان الله مع إن كساب طول عمره عصبي
بس فرق السما عن الأرض بين عصبيته مع حنانه وعصبيته مع قسوته!!
ثم مسحت دموعها وأردفت بتشجيع: خلينا نرجع البيت أغراضش تقريبا جاهزة
روحي على الأقل تطمني على جميلة لو حبيتي تقعدين مرخوصة
ولو بغيتي ترجعين لي هذا أحب ما على قلبي
بعد دقائق في سيارة كساب الذي يزفر غضبه في زفرات محرقة
توشك أن تحرق لشدة لهيبها الهواء العابر أمام أنفاسه:
"تريدني أن أراها على هذه الحال وأتركها
تريدني أن أرى روحها تذوي وأتركها
هل تريد أن تتركني كما تركتني وسمية؟!!
هل تريد أن تعذبني بحزنها كما عذبتني أمي بمرضها
أعلم أن للاثنتين قلب سرعان ما يذيبه الحزن كما يذيب الماء الملح
إن لم أستطع أن أبقي أمي جواري
فلن أسمح لعفراء أن تتركني وحيدا في هذا العالم مخلوق مشوه الروح مشبع بالأسى والأحقاد
ما زالت هي نافذة الضوء التي تأخذني من عتمة أيامي المظلمة إلى فضاء يبصق بعض الضوء
الذي يبقيني على تواصل مع كينونتي الإنسانية
لن أسمح لروحها أن تغرق في الحزن
لن أسمح لابتسامتها أن تنطفئ
فكيف تنطفئ ابتسامة أيامي الوحيدة؟!!!"
*****************************
"صبحش الله بالخير يأم امهاب"
ترفع رأسها للقامة المديدة التي تنحني عليها وهو بكامل ألقه في لباس الطيارين الأنيق وتهمس بهدوء: صباحك أخير يامك
ثم أردفت باهتمام: ما قلت لي إنك عندك رحلة اليوم
مازال واقفا وهو يقول بهدوء: واحد من الزملاء اعتذر عنده ظرف وكلموني رحلة قصيرة للبحرين قبل المغرب باكون راجع إن شاء الله
أم مهاب بمودة: تروح وترجع بالسلامة يأمك
تفكير معين يدور في ذهن مُهاب
يتردد للحظات ثم يهتف بثقة: يمه فيه موضوع أبي أكلمش فيه
مزنة تعتدل بفرحة وهي تشهق: تبي تعرس
ابتسم مُهاب: يعني مافيه موضوع أكلمش فيه إلا موضوع عرسي
مزنة عاودت الجلوس وهي تقول بخيبة أمل: مهوب القصد بس المقدمة حسيت فيها ريحة عرس
مازالت الابتسامة مرتسمة على وجهه: هو من حيث ريحة عرس فيها ريحة عرس بس مهوب أنا
صمت لثانية ثم همس بحذر: عرس تميم
مزنة بضيق: شوف يا امهاب تقول لي ياخذ طرماء صمخاء لا
عندك سالفة غيرها وإلا لا تعطل روحك على شغلك
مهاب يتنهد بعمق ثم يقول بثبات: يمه اسمعيني جعلني الاول ذا المرة العروس غير والله غير
بنت دكتور مع عبدالرحمن في الجامعة عبدالرحمن يقول شافها مع أبيها
يقول مزيونة ومخلصة ثانوية وإبيها يمدحه عبدالرحمن واجد
تقاطعه مزنة بنفاذ صبر: والزبدة إنها طرماء صمخاء
توكل يا ولد بطني توكل الله يحفظك
مهاب باحترام لم يخلُ من رائحة الاستجداء اللطيف:
يمه ما يصير تسكرينها في وجه تميم الولد يبي يتزوج
مزنة بغضب: اسمعني امهاب يا ويلك تزين ذا البنت ولا ذا السالفة كلها في عين تميم
والله إنه زعلي عليك دنيا وآخرة
تميم يبي يعرس بأزوجه أحسن بنت اليوم قبل بكرة وغير ذا الحكي ما عندي