قبل 18 عاما
"هاتي الغزالةحبيبة قلب خالتها ماحبيتها عدل مابعد برد خاطري"
عفراء بود غامر: خالتها شكلها تعبانة خليها فديتش منش
ثم أشرق وجهها بفرحة مفاجئة: وسوم لا تكونين حامل؟!!
ابتسمت وسمية بإرهاق: أي حامل الله يهداش!!
عفراء بابتسامة مشرقة: وش فيها مزون صار عمرها 4 سنين وش تتنين بعد
وسمية بضيق: ما أدري عفراء حاسة إنه صحتي مهيب ذاك الزودما أبي أستعجل في الحمال لين أتأكد إن كل شيء عندي زين
عفراء تحاول أن تحمي شقيقتها من مجرد الفكرة التي أثارت أقسى مخاوفها:
وش ذا الكلام يا وسمية مافيش إلا العافية توش 28 سنة وموسوسة كذا
أجل لا صرتي 40 وش بتسوين!!
وسمية بهدوء خائف شفاف: مهوب أنا وبس اللي ملاحظة ذا التعب حتى زايد ملاحظ وجنني يبي يوديني للمستشفى
بس أنا خايفة ومتوترة وموسوسة على قولتش
عفراء تحاول إدعاء المرح وإبعاد الفكرة المؤذية عن خيالها: يأختي يأختي من قدش أبو كساب خايف عليش
وسمية بشفافية: فديت أبو كساب ليته بس صفا لي كان سويت على قولت خالد الفيصل:
إذا صفا لك زمانك، علّ يا ضامي واشرب قبل لا يحوس الطين تاليها
وكان علّيت وعلّيت لكن أنا شكلي بأموت ضامية ما ارتويت والطين حاس أولها وتاليها
عفراء بصدمة وألم : وسمية وش ذا الكلام الشين والفال الأشين أبو كساب مضايقش بشي
وسمية تهمس بشفافية سماوية مثقلة يالشجن والوجع: فديت زايد ياعفراء جعل كل الرياجيل فدوتن له
زايد طول عمره حاشمني يعزني ويحترمني بس بسس
عفراء تستحثها للكلام: بس ويش وش عندش
وسمية بذات الوجع الشفاف: بس عمره ما حبني من يوم خذته ولين الحين وظني لين يموت وهو قلبه لها
حـــيــنــهـــا
لم تستطع وسمية التماسك سالت دمعة طال أمد حبسها
دمعة جرحت عفراء حتى النخاع قبل أن تنزل سهما من لهيب في روح وسمية المثقلة
عفراء باستنكار: اللي قال لش ذا الكلام كذاب يبي يخرب عليش أبو كساب مستحيل يكون يحب وحدة عليش
وسمية مسحت دمعتها الخائنة وهمست بسخرية مرة سخرية امرأة مجروحة تريد أن تسخر من نفسها كما سخرت منها وبها الحياة:
ولو كان زايد هو اللي قال لي بنفسه يكون كذاب بعد
حينها شعرت عفراء بفتور في عظامها وضعت كفيها فوق رأسها وخبئت وجهها بين ركبتيها وهمست بصوت مبحوح: مستحيل أبو كساب يجرحش كذا مستحيل يسويها
لا تقولين إن أبو كساب كان قاسي وقذر لذا الدرجة معش
تكفين لا تكسرين صورته الكبيرة في عيني
ابتسمت وسمية بألم وهي تمسح رأس عفراء بحنو: زايد كبير وطول عمره كبير
زايد بنفسه ما يدري إني أدري
عفراء رفعت رأسها لتظهر عينيها المحمرتين وهمست بدهشة: أجل أشلون هو اللي قال لش
وسمية بوجع مستشر وكلماتها تمزق روحها أحرفها سكاكين تنغرز في حنجرتها وكأنها تبصق دما وألما مع عبراتها المسكوبة:
يناديها يا عفرا كل ليلة يناديها ليتش تسمعينه بس أشلون يدعيها
يون ياعفرا يون !!! اسمها كله ونين يشرق باسمها وهو راقد
وأنا يا عفرا أكثر الليالي يحرم علي النوم أشلون أنام وأنا ادري إني نايمة جنبه لكن هي نايمة في قلبه ومتلحفة بروحه
عشان كذا أطق لغرف عيالي إذا صحا من نومه وما لقاني جا يدورني
أموت وهو يهمس لي بعتب: (يعني معقول النومة جنبي تضايق لذا الدرجة!! كل ليلة على ذا الموال)
أدور ألف عذر إلا السبب الحقيقي ماحبيت أصغره في عين نفسه وحبيت أخدع نفسي إنه كفاية علي حبه وهو صاحي
عفراء بصدمة كاسحة وغضب مكتوم: أشلون استحملتي أشلون أشلون ما انفجرتي فيه وعليه
وسمية بألم متحذر: وأيش راح أستفيد الحين زايد مخبي مشاعره علي وعلى الأقل يمثل إنه يحبني وأنا مستمتعة بذا التمثيلية!!
لكن لو قلت له إني عرفت شي حلو بيني وبينه بينكسر
أنا أحب زايد ياعفراء فوق ما تتخيلين مستحيل أجرحه بذا الطريقة!!
عفراء بغيظ: والشيخة ست الحسن وش اسمها جعل ربي يمحى اسمها من الدنيا
وسمية بألم: لا تدعين واسمها مستحيل أقوله لأحد
عفراء بذات الغيظ: زين نعرفها من جماعتنا من بعيد
وسمية بوجع: اسمها منتشر واجد عند جماعتنا لكن أني أعرف من هي بالضبط لا ما أعرف
ثم أردفت بوجع أعمق: تدرين عفراء صرت أشوف في كل وحدة شايلة اسمها غريمتي
عفراء باستجداء غاضب: تكفين وسمية قولي اسمها ودي أفلع وجه كل وحدة بذا الأسم
وسمية بألم تجذر في روحها منذ سنوات وسنوات: اسمها بيروح معي لقبري وبيقعد في قلب زايد حتى بعد ما أروح
"ماذا تريدين أن أقول لكِ يا عفراء ماذا أقول
هل أخبرك أي امراة خانعة أنا
هل أخبركِ أني امراة بلا كرامة اكتفت بفتات مشاعر زايد التي منحها لي تكرماً؟!!
هل أخبركِ كيف أذلني حب زايد حتى رضيت أن يسمي ابنتي باسم قريب من اسم حبيبته دون أن أعترض أو اشتكي حتى
هل أخبركِ أي ألم متوحش أشعر به حين يحتضنها ويهمس باسمها مُصغرا
وأنا أعلم أن ذات اسم الدلال هذا قد يكون ناغى به حبيبته آلاف المرات
ستعلمين حينها لماذا أكره أن ينادي أحدا ابنتي باسم تدليل
أشعر أن أي اسم تدليل سيقود إلى تلك الآخرى اللعينة
سيوقظ الذكرى التي ما أنطفأت يوما من قلب زايد
وأي ذكرى يا عفراء وأي ذكرى
مرت السنوات وأنا أذوي وأذوي أزعم أن الأيام ستنسيه إياها
لكن الأيام والأشهر والسنوات مرت وهو لم ينساها
اثني عشر عاما مرت مافتر لسانه يوما واحدا عن مناداتها
أي أفعى هذه التي غرست نابيها المسمومين في قلبه ليتنشر سمها في كل خلاياه وشرايينه بهذه الطريقة؟!!
آه يا عفراء آه وألف آه"
*****************************
اليوم التالي
صبيحة سبت
وجمر تحت الرماد!!
غرفة وضحى
كانت وضحى تنهي للتو صلاة الضحى وشرعت في ارتداء ملابسها للنزول للأسفل
طرقات حازمة على الباب
همست بهدوء: دقيقة ياللي عند الباب
أنهت ارتداء ثيابها ثم فتحت ابتسمت ابتسامة شاسعة وهي ترا الطارق
تعلقت بعنقه وهي تهمس بمرح: أنزل شوي يالزرافة خلني أحبك
انحنى مُهاب قليلا ليقرب خده منها بينما همست وضحى بترحيب دافئ:
الحمدلله على السلامة 3 أيام في رحلة وحدة طولت علينا
مُهاب يتجاوزها ليجلس على سريرها وهو يهمس بهدوء حنون: عشان الرحلة هذي كانت تدشين لخط جديد قعدنا شوي في مكتبنا الجديد
ثم أردف بنبرة مقصودة: وأخرتني ذا الرحلة شوي عن موضوع مهم
هزت وضحى كفتيها وهي تجلس جواره متسائلة: خير إن شاء الله
مُهاب بابتسامة: خطاطيب لش
قفزت وضحى كالملدوغة وهي تتجه للنافذة وتنظر للخارج بتوتر في محاولة لمداراة خجلها وتوترها
اقترب منها مُهاب ليضع كفه على كتفها بحنان: طالعيني وضحى
استدارت وضحى دون أن تستطيع رفع نظرها إليه شدها مُهاب ليعاودان الجلوس وهمس لها بهدوء: اسمعيني أنا تو قلت لأمي بس حبيت أكلمش بنفسي وأسمع منش
وترا عبدالرحمن بن فاضل ما ينرد
شهقت وضحى بعنف والاسم يخترق طبلة أذنها والأحرف تخرج مبعثرة مبتورة من بين شفتيها اللتين انخطف لونهما فجأة:
مـ ـن عـ عـ بـ د الرحمن ولـ ـد عـ ـمـ ـتـ ـي
ثم تنهدت بعمق وآلالاف الأفكار تضرب في رأسها كمطارق مجنونة
لتقف بعدها وتبتعد وتهمس بنبرة متوترة مضطربة موغلة في حزن غير مفهوم:
ويومن إنه ماينرد ليه ردته أختك بدل المرة عشر
مُهاب وصل لمربط الفرس الذي كان يخشاه لكنه تنهد وهو يجيب بثقة: هذاك موضوع وهذا موضوع
حينها انفجرت وضحى بشكل مفاجئ غير مسبوق وغير متوقع: لا هم موضوع واحد
ثم أردفت بحزن مرير وغضب عميق: ويا ترى أنت اللي عرضتني عليه تعويض له عن وجهه اللي طاح من كثر ماخطب كاسرة وردته
أو هو اللي خطبني بعد ما يأس من كاسرة وقال يالله ماحصلت لنا الزينة نأخذ أختها الشينة عشان يحر كاسرة
مُهاب تغير لون وجهه وبدا أنه يعاني غضبا يحاول كتمه: عيب عليش ذا الكلام يا وضحى
وضحى تنتفض بعنف وتوشك على البكاء: إلا عيب عليك أنت ياولد أمي ترخصني كذا وترميني ذا الرمية
آسفة امهاب وقول لعبدالرحمن: ماعندنا بنات للعرس
وأعتقد عادي عنده تعود على الرفض ما أعتقد أنه بيأثر فيه عقب كفوف كاسرة له
انتفض مُهاب أي مصيبة جلبها لنفسه لم يخطر له ولا حتى للحظة أن وضحى قد ترفض عبدالرحمن كيف يرد عبدالرحمن وهو من عرضها عليه
صرخ مُهاب من بين أسنانه: مهوب على كيفش تصغريني قدام الرجّال بتأخذينه يعني بتأخذينه
حينها انهارت وضحى في البكاء وهي تصرخ بين عويلها: إيه أنا اغصبني لأني الطوفة الهبيطة في ذا البيت الكل يدوس على رقبتي
لكن كاسرة ما تقدر عليها سوو روحك الحين رجال علي واغصبني
وليش ماغصبت كاسرة عليه يومن أنك رجال ما تبي شيء يصغرك قدام الرياجيل
رجّال علي أنا بس.
أوقف سيل كلماتها. صفعة قوية ألقتها على السرير
انتهت الصفعة والجميع وقفوا في ذهول
مُهاب يحاول ألا ينظر إليها لأول مرة يفعلها ويمد يده على إحدى شقيقاته وتكون وضحى بالذات!! وضحى؟!!
كاسرة استحقت الصفع مئات المرات ولم يصفعها. بينما هذه المسكينة لأول مرة تعبر عن رأيها وتصرخ فيكون احتوائه لثورتها : صفعة
في ذات وقت الصفعة وصل الجمهور مزنة وكاسرة وصلتا ركضا على صراخ وضحى غير المعتاد ليفجعا بالمنظر
مزنة بقيت واقفة غير مستوعبة بينما كاسرة انفجرت بانفعال وهي تقف أمام مُهاب:
أشلون تتجرأ وتمد يدك عليها شايفها بهيمة بالطقاق بعبدالرحمن. هو العرس بالغصب
فكان رده عليها كذلك صفعة ألقتها في حضن شقيقتها
يا لغرابة البشر؟!!
منذ صفع وضحى وهو يشعر أن تكفيره عن صفعته لها هو صفعة لمن تسببت بكل ذلك لكاسرة
وهاهي أتته بقدميها ربما كان ليصفعها بدون سبب ولكنها قدمت له السبب مهما كان واهيا
مُهاب لم يسمح لهن بالمزيد يريد استغلال ذهول والدته قبل أن تنفجر هي الأخرى
فانفجار والدته سيكون شيئا مرعبا هو غير مستعد له الآن مع كل هذا الندم والألم في روحه
خرج ليتنفس. فهو يشعر أنه على وشك الانفجار من الغيظ والغضب من نفسه قبل أي شيء!!
***************************
مجلس زايد آل كسّاب
الصباح الباكر
علي يجلس مع والده والإرهاق باد على محياه لأبعد حد لم ينم مطلقا منذ يومين جسده يكاد ينهار من التعب وعقله من التفكير
يهمس بغموض: يبه متى بنملك
زايد بنبرة غامضة مقصودة: ملكة كذا على طول
علي باستغراب: وش نتنى خالتي وموافقة وسفر جميلة بكرة
ومن البارحة ماعاد عطوها منوم عشان تكون واعية.
زايد ينظر له بنظرة مباشرة: وجميلة مالها أهل نرد لهم الشور
علي قفز بغضب: عسى تبي تكلم ولد أخ عمي خليفة الله يرحمه
زايد نظر له بغضب وهمس له بحدة: اقعد ياولد واحشم أبيك
ثم أردف بثقة: وأكيد لازم أشور أحمد هذا ولد عمها واللي باقي من أهل أبيها
علي بغضب عميق وضيق أعمق: الحين صاروا أهلها وينهم ذا السنين كلها!!
زايد بصرامة: لا تظلم الناس يا أبيك أحمد طول عمره واصل وعلى طول ينشد عن جميلة وقبل توفى مرته كانت دايما تزور عفرا
بس الحين ماعاد إلا هو وعياله الثلاثة تبيه يعني يقول خلوني أشوفها وهو مهوب حلال لها
ثم أردف بحنين عميق مؤلم وبهمس خافت: مافي طرف خليفة قاطع
علي يحاول تجاوز ضيقه المتزايد بصورة غريبة فهو منذ وطئت قدماه الدوحة وشعور قلق مستنزف يجتاحه: يبه كذا بنتأخر في الموضوع!!
زايد بهدوء وهو يتناول فنجان قهوته من المقهوي الذي يقف بدلة الرسلان: لا متأخرين ولا شيء
أنا من البارحة أصلا كلمت أحمد وبنروح له في بيته بعد شوي
**************************
في غرفته يجلس
يشعر كما لو أن هموم الأرض كلها تجمعت لتتزاحم فوق كتفيه
مشوش التفكير لأول مرة يشعر أنه عاجز عن التصرف المنطقي أو المناسب
وأكثر ما يؤلمه وضحى
كيف امتدت يده الضخمة لخدها الرقيق
هذه النسمة الرقيقة التي اعتادت أن تمر مر السحاب الهادئ
لا يريد إجبارها على شيء ولكن في ذات الوقت يستحيل أن يخبر عبدالرحمن برفضها
أن ترفضه الشقيقتان على التوالي أمر لا يمكن احتماله
لا يمكن أن يضع عبدالرحمن في هذا الموقف
بل يستحيل أن يعرضه لهذه الإهانة!!!
وآخر آخر آخر ماكان ينقصه في فوضى التفكير هذا هذا الإعصار الذي اقتحم غرفته!!
" أنت أشلون تجرأ وتمد يدك علي؟!!
يعني عشان اسمك أخينا الكبير شايف لنفسك ذا الحق؟!!
وإلا يمكن عشان عارف إنه ماحد يقدر يوقف في وجهك
ماورانا حد يردك لا تفرعنت علينا
جدي وإلا تميم؟!!
بس لا يا امهاب لا وأظني إنك تعرف كاسرة من هي
أنا ما أبي لي ظهر رجّال أتحامى فيه
وأقدر أوقف في وجهك وأحمي نفسي وأحمي أختي
وضحى مستحيل أخليك تجبرها على شيء هي ما تبيه لو على قص ربي
مُهاب يقف بحدة مرعبة ولون وجهه ينقلب من الغضب
ولكن كاسرة لا تتأخر حتى خطوة وهي تقف أمامه بكل برود
مُهاب يمسك كفيه ورا ظهره حتى لا يتهور للمرة الثانية
ويهمس من بين أسنانه التي تكاد تتكسر لشدة ضغطه عليها: هذي أخرتها ياكاسرة تطولين لسانش على أخيش الكبير؟!!
كاسرة انهدي الله يهد عدوينش
ترا شياطين الدنيا كلها تنطط قدامي فروحي إذلفي واتقي شري
كاسرة تقترب خطوة بعد وتهمس ببرود مستفز: ماني برايحة ورني وش تبي تسوي
مُهاب يزفر بحرارة محرقة كحرارة غضبه المستعر وهو يفتح كفيه ويغلقهما
كم كان نادما على صفعها ولكنه يود الآن لو يصفعها مئة مرة
وحتى يتقي شر نفسه تراجع ليتناول غترته الملقاة على السرير ويخرج
بينما تعالى صراخ كاسرة ورائه: علمن ياصلك ويتعداك ترا وضحى مهيب ماخذة عبدالرحمن وماعاش من يغصبها على شيء
**************************
مقهى لاميزون النجار
شارع سلوى
في زواية الطابق السفلي يجلسان يرتشفان قهوتيهما
يهمس أكبرهما: وش عندك كسّاب أعرفك ذا الوقت في شركتك
كسّاب بهدوء متوتر: ما أدري وش فيني ياعمي متوتر من موضوع علي
يبتسم منصور: يعني عشان إخيك الصغير بيعرس قبلك؟!!
كسّاب باستنكار مستاء: وش ذا الكلام أنا متوتر من تأخير الموضوع
أنا وعلي كنا متفقين إنه يتملك اليوم الصبح بدري عشان سفرهم بكرة
بس أبي طلع بسالفة إنه لازم يشور أحمد ولد عم جميلة
يعني لا هو وكيل البنت ولا له حكم عليها
وش له هالشكليات اللي مالها داعي يأخر علي من غير سبب
منصور بنبرة لا يعرف هل هي غيرة أم حنين: خليفة وهله عند أبيك غير
ثم أردف وهو ينفض رأسه: بعدين أنا أعرف أحمد رجّال أجودي وفيه خير
وما أعتقد إنه بيأخرهم
وخصوصا إنه دايم يقول جميلة بنتكم
كسّاب بذات التوتر الذي لا يزول: الله يجيب الخير
*****************************
بيت فاضل بن عبدالرحمن
صالة البيت السفلية حيث تجلس جوزاء تطعم ابنها فطوره
تنزل شعاع وهي تقفز الدرج قفزا
لتقفز بجوار جوزاء وهي تهمس في أذنها بحماس وبصوت خافت: ماسمعتي أخر الأخبار؟
جوزاء بغضب لطيف: مفلوجة أنتي؟!! سلمي واقعدي مثل الأوادم مهوب القرود
شعاع تدعي الغضب: أجل موتي حرة ماني بقايلة لش شيء
جوزاء تهز كتفيها وتعود لإطعام صغيرها: عادي أخرتش بتقولين بتقولين
لأنش بتموتين لو ما قلتي
شعاع تشد الصغير وتهمس بحماس: هاتي حسّون أنا بأأكله
جوزاء تترك حسن الصغير مع خالته وتسند ظهرها للكنب وهي تنظر بشبح ابتسامة لتعابير وجه أختها الصغيرةكيف تلمع عيناها وتعض شفتيها
بعد مرور دقيقة همست جوزاء بخبث: نضجتي وإلا بعد
شعاع تضع الطبق والملعقة على الطاولة الصغيرة أمامها وتلف كامل جسدها ناحية أختها: مشكلتش عارفتني أنا اشهد أني نضجت ونضجت
خذي القنبلة
ثم صمتت لثانية وهمست بنبرة الأخبار المهمة: عبدالرحمن خطب وضحى
كانت وقتها جوزاء تعاود تناول الصحن وهي تشد ابنها ناحيتها فسقط الطبق من يدها وعيناها تتوسعان وهي تهمس بصدمة: من جدش
شعاع بجدية: ذا المواضيع فيها مزح
جوزاء تعاود التماسك ثم تهمس بثقة: وضحى أحسن بواجد من أختها المعقدة المغرورة الله يوفقهم
شعاع بحماس بريء: بس يعني ما أثار فضولش تغيير عبدالرحمن لرأيه
لين الأسبوع اللي فات وهو يقول إنه بيرجع يخطب كاسرة لو رفضت الخاطب الجديد
جوزاء تعاود إطعام الصغير الذي بدأ يرفض الطعام بإصرار رغم محاولات جوزاء المتكررة
وتهمس بهدوء لا يخلو من نبرة تشفي: الحمدلله إنه عقل لو كان خذ كاسرة كان جننته
***************************
منطقة الدحيل
بيت أحمد بن جاسم ابن شقيق خليفة
في مجلسه
حيث يجلس هو و زايد وعلي وأبنائه الثلاثة الذين أصر على تواجدهم جميعا تقديرا لزايد الذي يحترمه كثيرا
علي يجلس بهدوء وثقة ولكن تفكير مر يجتاح أعماقه كاعصار كاسح أبعد مايكون عن هدوءه الظاهري
قلق متوحش يلتهم خلاياه التهاما يشعر أن جميلة تتحول إلى إلى طيف يرتحل ويتركه
لا يعلم لماذا يسيطر على تفكيره هذا الهاجس المؤلم الذي شعر به يذيب داخله ألما!!
جميلةحلمه الشفاف يرتحل كحمامة حلقت للأفق البعيد واختفت!!
أ كثير عليه أن ينظر لمحياها العذب ولو لمرة؟!!
أ يعقل أنها ستموت قبل أن تكون له؟!!
ترحل قبل أن يطبع على عينيها الذابلتين قبلة حلم كثيرا بها دون أن يعرف سببا لهذا الحلم!!
انتزعه من أحلامه وخيالاته والده وهو يضع يده على فخذه ويقول بنبرة احترام: ها يا أبو جاسم وش رأيك
أحمد باحترام متزايد: ياي تخطب بنتك يأبو كسّاب؟!! أنت بس كان عطيتني موعد الملكة وأنا بأيي أشهد على عقد ولدي علي
تنهد علي بعمق وهو يأخذ نفسا طويلا يعوضه عن أنفاسه المكتومة منذ الصباح
اتسعت ابتسامته بارتياح بعد شد الإعصاب المضني الحارق
ولكن ابتسامته سُرعان ما نُحرت في مهدها وهو يسمع صوت حازم يقف ليهمس معارضا بنبرة مقصودة:
من غير تقليل احترام لك يبه ولا لعمي أبو كسّاب
بس عمي أبوكسّاب ريال بدوي وهذي عاداتهم اللي مايفرطون فيها لو مهما صار
ويعرف عدل إن ولد العم أحق ببنت عمه
وأعتقد إني أنا الأحق ببنت عمي خليفة
#أنفاس_قطر#
.
.
.
.