في الصالة تحت كانت أمل تتجلب وهي تضحك على سوالف يدوتها اللي كانت تخبرهم شو كانت تسوي وهي صغيرة
أم أحمد (وهي تضحك): لولة بس مب زين تضحكين جي
ليلى: يدوه انتي اللي تضحكينها
مايد: بعد خبرينا شو كنتي تسوين ويا اختج والله انكم سوالف
أم أحمد: شو اخبركم والله ناسية
مايد: خبرينا عن المدرسة
أم أحمد: أي مدرسة ما كان عندنا مدارس قبل
مايد: عيل توج تقولين انه يدي كان يعرف يقرا
أم أحمد: هى الاولاد كانوا يسيرون عند المطوع يعلمهم يقرون بس نحن البنات انتم في البيت
اطالع مايد أمل وقال لها: تسمعين ماشي مدرسه حقج انتي بتمين في البيت البنات مكانهن البيت
اطالعته أمل باحتقار وقالت: انا ما بسير المدرسة اصلا بسير الروضة
أم احمد: ليلى ما رحتي تشوفين سارونا
ليلى: بعدها فوق مب راضية تنزل ولا راضية حتى ترد عليه والله تعبت منها يدوه
أم أحمد: انزين قومي رقدي اخوانج الساعة استوت تسع ونص
مايد: انا مابا حد يرقدني اعرف ارقد بروحي
ليلى: ودك انته ايلس اسولف لك عشان ترقد بس ده بعدك
مايد: والله لو اطلب منج تسولفين لي ما بتقولين لاء
ابتسمت ليلى وشلت اخوانها وساروا كلهم فوق وقامت أم أحمد تمشي على الرخام البارد خطواتها ثجيلة ومع كل خطوة تحس انه ركبتها تتكسر بس سارة كانت غامظتنها ومن الظهر وهي تحاتيها وركبت على الدري بصعوبة وهي ترص على اسنانها ويوم وصلت فوق كانت تتنفس بصعوبة من المجهود اللي بذلته ووقفت عند الدري فوق شوي عشان ترتاح وعقب دشت الممر وسارت صوب غرفة ولدها المرحوم أحمد
فتحت أم أحمد الباب لجروحها وآلامها ولذكريات تحرق جفونها كل ليله وهي تحاول تتناسى الألم اللي خلفوه حبايبها برحيلهم عنها ولدها أحمد كان نظر عينها وذكراه ما غابت عن بالها ولا ثانية وحدة كل شي يذكرها فيه ضحكة أمل وحزن سارة شطانة مايد اللي كان يحبها وهدوء ليلى خجل محمد وعناد عبدالله يوم انه مب راضي يعرس كل شي بدون تحديد بس هالغرفة تمت المكان الوحيد اللي خافت أم أحمد تدشه وما دشتها الا يوم اغمى على ليلى هني
مشت أم أحمد بكل صعوبة وهي مب حاسة بالآلام اللي تخترق روحها مع كل خطوتها وشافت سارة متكورة في طرف الغرفة ودانة جدامها تمسح على شعرها بكل هدوء واستغربت كيف انه طفلة مثلها ما تخاف اتم بروحها في هالوقت المتأخر سارة معروف عنها انها تخاف من وين لها هالشجاعة
أم أحمد: سارة
ما ردت سارة ولا حتى تحركت من مكانها او التفتت لها مع انه عيونها كانت مبطلة وتذكرت أم أحمد انها ما كلت أي شي طول اليوم وسارت لها وحاولت تحركها ما رامت
أم أحمد: قومي حبيبتي لا تعذبين ما اروم اوخي وايد مدي لي ايدج
لو رمست أم أحمد الكبت كان ممكن انه يرد عليها بس سارة كانت متجمدة في مكانها وما يتحرك فيها شي الا ايدها الللي كانت تمسح على شعر دانة وعقب ما يأست أم أحمد منها راحت صوب الباب عشان تطلع وفي هاللحظة دشت ليلى عشان تشوفهم وقالت لها يدوتها: سيري هاتي لنا الفراش هني
ليلى (وهي متفاجئة): بترقدون هني؟
أم أحمد: امري لله شو اسوي باختج
طلعت ليلى وراحت تييب الفراش ليدوتها اللي حطت المخدة تحت راس سارة ولحفتها وحطت مخدتها حذالها ورقدت وطلعت عنهم ليلى وهي تفكر بسارة اللي مب راضية تودر عنادها. كل هذا دلع
أم أحمد اطمنت يوم شافت سارة مغمظة عيونها وراقدة وغمظت هي بعد عيونها يمكن تقدر ترقد
دومها تعاني بصمت محد يدري عن النار اللي تكوي قلبها ولا حد في الدنيا يقدر يتحمل اللوعة اللي في داخلها عشان تقدر تشكي له وتبوح له بمعاناتها. منو في هالدنيا يقدر يخفف عنها هموم أكبر واثقل من جبال الدنيا منو يقدر يرد لها ظناها او يقص عليها على الاقل ويجاملها ويرد يسمعها ضحكته ولو ثواني. منو يقدر يرد لليتامى كرامتهم وعزة نفسهم يرد لهم ابوهم منو يقدر يمسح دمعة سارة ويطمن أمل انه امها بترد ومنو يقدر يرد لليلى فرحة عمرها اللي انسرقت منها في ثواني. منو يقدر يرد لأم أحمد راحة البال محد حتى في الاحلام مب قادرة تشوفهم لهالدرجة كانت محرومة منهم
وبصمت نزلت دموعها ومسحتهن أم أحمد بشيلتها واستغفرت ربها وحاولت بكل طاقتها انها ترقد
--------