الجزء الخامس والعشرون
يوم الجمعة
بالنسبة لعبدالله بن خليفة، كان هاليوم مميز جدا مرته بترد البيت وبنته شمسة بدش بيت أبوها للمرة الأولى في حياتها كان وايد مستانس وناش من الرقاد وعلى ويهه ابتسامة عذبة يحس انه هاليوم بداية حياته اليديدة اللي امتدت جدامه مع ولادة شمسة وانه ياسمين الحين أخيرا بتعقل وبتودر عنها تصرفات اليهال اللي كانت مخلتنه كاره حياته وياها
أول ما نش عبدالله من الرقاد تسبح وتلبس ومر على غرفة ياسمين يتأكد انه كل شي أوكى فيها أمس يو محل الورد وعدلوا الغرفة وترسوها ورود كان شكلها روووعة وريحتها تجنن وكانت تتريا ياسمين عشان ترد تتحرك وتتنفس فيها وتزيدها روعة وجمال
ابتسم عبدالله وهو ينزل من الدري ويفكر بفرحة ياسمين يوم بتشوف غرفتها بشكلها اليديد وعقب ما تريق وقرا الجريدة ، طلع وسار بيت أخوه عشان يسولف ويا امه ويشوف عيال اخوه ويتغدى وياهم قبل لا يسير المستشفى الساعة 4 العصر موعد طلعة ياسمين
ياسمين!!
كان عبدالله يفكر بها أمس قبل لا يرقد واليوم كانت هي أول من طرى على باله يوم بطل عيونه الصبح دق لها فوق العشر مرات امس قبل لا يرقد وما ردت عليه كان يعرف انها زعلانة لأنه ما ياب لها اوراق ملكية الفلل بس هالشي مب بإيده سهيل كان عنده شغل في البلدية وما رام يسير المحكمة وبعدين عبدالله مب قادر يفهم هي ليش مستعيلة هالكثر أكيد هذا ابوها هو اللي دخل هالفكرة في راسها خصوصا انه فنادقه بدت تحصل انذار ورا الثاني والسالفة وصلت للجرايد
تنهد عبدالله وهو يسوق سيارته في شوارع العين كان الجو روعة والشوارع مب وايد مزدحمة ويوم وصل عبدالله عند الاشارة كانت حمرا واضطر انه يوقف ويتريا وما انتبه على الستيشن اللي كان واقف يتريا حذاله بس مبارك اللي كان في الستيشن انتبه لعبدالله وكان يطالعه ويفكر بنفس الفكرة اللي كانت مسيطرة عليه من كم يوم كان حاس بفراغ كبير في حياته من اليوم اللي ترك فيه شركة عبدالله رغم انه شركة مبارك الحين وايد ناجحة وتفوقت اخيرا على شركة عبدالله بس بعد كان مفتقد وجود عبدالله وسهيل في حياته مفتقد سوالفهم وضحكهم في المقهى اجتماعاتهم في الشركة وأفكارهم وطموحاتهم كانت ايده ع الهرن يفكر يهوس عليه عشان يسلم على عبدالله ولا لاء بس قبل لا يقرر يسوي هالشي استوت الاشارة خضرا وتحرك عبدالله بموتره واضطر مبارك انه يحرك موتره هو الثاني وضاعت عليه هالفرصة مثل ما ضاعت فرص وايده قبلها واتجه مبارك (اللي كان يالس اسبوع في دبا يتابع المشروع اليديد) لبيت اهله عشان يرتاح من الدرب الطويل اللي هد حيله
ويوم وصل البيت ودش الصالة شاف امه يالسة تتقهوى بروحها وسار يسلم عليها ويلس يتقهوى وياها
مبارك: "عيل وين ابويه وظاعن؟"
ام ظاعن: "ابوك برى يرمس الزراع وظاعن ما شفته اليوم لا هو ولا مرته"
مبارك (وهو حاس بتعب كبير): " هييه"
أم ظاعن: " وينك غطيت غطة يا مبارك لا تتصل عشان اطمني عليك ولا شي"
مبارك وهو يتساند على القنفة اللي وراه: " الشغل وايد امايه من أنش الصبح لين يأذن المغرب وانا وياهم في موقع البناء المهندسين والعمال ومشاكلهم وصاحب المشروع اللي كل يوم والثاني قال يبا يغير شي في التصميم ما كان عندي وقت حتى اتنفس"
أم ظاعن (وهي تصب له فنيال قهوة): " شلك بعوار الراس . خل واحد من المقاولين اللي يشتغلون عندك يسيرون هناك ويتابعونهم"
خذ مبارك الفنيال من إيد امه ورد عليها: " مااقدر امايه هالمشروع وايد كبير لازم بروحي اتابعه"
ام ظاعن: "شوف السواد تحت عيونك حرام عليك اللي تسوي في عمرك"
ابتسم لها مبارك وغمض عينه عشان يخفف من الصداع اللي يحس به كان يفكر بشي واحد بس فراشه يبا يرقد ويعوض سهر وتعب الأسبوع اللي طاف بس امه مب هاينة عليه يسير فوق ويودرها هني بروحها من زمان ما شافته واكيد تبا تسولف وياه كان يسمعها تسولف ومب فاهم هي شو تقول كل اللي يسمعه اصوات متداخله وعقب ثواني ما كان يسمع أي ولا يحس بأي حركة حواليه
وأم ظاعن سكتت وهي تطالعه وتبتسم بحنان مبارك كان متمدد ع القنفة وراقد وايد مهمل عمره وصحته ودنياه كلها الشغل وبسهو بس لو يسمع كلامها ويتزوج جان ما صار هذا حاله بس على كثر البنات اللي رمسته عنهن وراوته صورهن ولا وحدة دشت مزاجه ولا وحده فيهن قدرت تلفت انتباهه
تنهدت أم ظاعن وهي تنش من مكانها ووخت على مبارك توعيه ويوم انتبه لها ونش بيسير فوق عشان يرقد في غرفته ، كانت نظرة أمه له مليانة قلق وخوف يا ترى بيتم جي على طول ولا بتستوي معجزة تخليه يغير رايه ويفرحها ويعرس؟
.
.
فاطمة في هالوقت كانت يالسة ويا عيال بنتها إيمان واللي هم سيف ومحمد ومروة كانت يالسة وياهم في الصالة يتريقون ويسولفون لها عن مدارسهم وربعهم وفاطمة حاسة بحب وسعادة وراحة صار لها فترة طويلة ما حست بها كان هذا تأثيرهم عليها من أول دشت البيت وهي حاسة انه مسئولياتها وشغلها وهمومها كلها حياة ثانية بعيدة تماما عنها وانه الواقع الوحيد هو الحب والاهتمام اللي لقته في بيت بنتها وكانت تفكر بينها وبين نفسها إذا كان المفروض تقضي كل إجازاتها هني وياهم العمر يمر بسرعة وهي طول حياتها تدرس وتشتغل ولا مرة انتبهت لنفسها أو اهتمت بشي اسمه راحة وإجازات عطلاتها كانت عبارة عن فرصة تقرا فيها وتخلص بحوثها وتشارك في المؤتمرات الدولية ليش تحرم نفسها من أبسط متعة ؟ متعة انها تكون ويا عايلتها وحبايبها؟ وانها تأدي دورها كأم وجدة
ابتسمت فاطمة ابتسامة حزينة وهي تشوف مروة أصغر عيال إيمان تحاول تقلد لها أبلتهم في الروضة
كانت في داخلها تعرف انه اجابة هالتساؤلات كلها هي نفس اجابة السؤال الأهم اللي منغص عليها حياتها كيف خلت عبدالله يضيع من ايديها في المرة الأولى اللي شافته فيها
" أمي فاطمة انتي تسمعيني"
اطالعها سيف بعصبية وغصبن عنها تلاشت أفكار فاطمة وضحكت وهي تقول له: " إي حبيبي أسمعك"
سيف: " انزين ياللا خبريني شو كنت اقول"
فاطمة: "هههههههههه كشفتني سوري كنت سرحانة شوي"
سيف: " الحين ارد اعيد كل اللي قلته"
فاطمة: "لو سمحت يعني"
سيف: " كنت أقول لج اني بطلب منج طلب"
فاطمة: "شو هو حبيبي؟"
سيف: "أبا أسير وياج الكويت"
فاطمة: " الكويت بس هذا اللي تباه من عيوني حبيبي انته بس حدد متى تبي تزورني وانا بطرش لك التذاكر ولا أقول لك بييك بروحي وباخذك وياي"
ابتسم لها سيف بسعادة واقترب منها محمد وهو يقول بلهفة: "أنا بعد بسير وياكم"
مروة: "حتى انا !!"
فاطمة: "ههههههه وامكم وابوكم بعد جان يبون "
في هاللحظة دشت إيمان الصالة وابتسمت يوم شافتهم ويا بعض وقالت: "لا يكون مأذين يدوتكم؟"
سيف: "أمي فاطمة قالت بتودينا وياها الكويت"
إيمان (وهي تبتسم لأمها): "هي اللي قالت لكم ولا انتو اللي حنيتوا عليها"
فاطمة: " لا انا اللي قلت لهم صدق إيمان ليش ما تزوريني انتي وخليفة والعيال؟"
يلست إيمان حذال امها وقالت : " فكرنا بهالشي أكثر من مرة بس للأسف كل ما نقرر نزورج في الاجازات تكونين برى الكويت "
فاطمة: " لا هالمرة ما لكم عذر انا بتم في الديرة طول فترة الصيف ولازم تزوروني"
إيمان: "ان شاء الله امايه "
كملوا سوالفهم وضحكهم وهم يتريقون وعقب دقايق نزل خليفة ويلس وياهم ونشت فاطمة تتمشى في الحديقة شوي كانت تبا دقايق تكون فيهن بروحها وتقرر إذا المفروض تتصل بعبدالله ولا لاء أصابعها كانت تتحرك على ازرار موبايلها وتفتش بين الأرقام عن رقم صار له اكثر من ثلاث سنين مخزن في هالبطاقة من كثر ما اطالعت الرقم حفظته ومن كثر ما فكرت تتصل به طول هالسنوات كانت حافظة الحوار اللي بيدور بينه وبينها كانت بتتصل بس في آخر لحظة ترددت
ليش تتصل به؟ عبدالله معرس الحين ولاهي بحياته ويا مرته منو هي عشان تدخل في حياته الحين؟ وشو دراها انه ما بيحتقرها لو اتصلت؟ شو دراها انه ما بيضحك عليها وبينصدم من انها للحين مهتمة فيه
لا لا ما بتتصل به بتخلي الأمور مثل ما هي ما له داعي تتصل به
.
.
في الولايات المتحدة كانوا محمد ومريم يالسين في الطيارة لأنهم بيتمون في فلوريدا اربعة ايام لين موعد المراجعة الثاني ويا الدكتور اللي يعالج مريم وعقب بيردون نيويورك وكانت الطيارة متروسة وبطلوع الروح حصل محمد مكان ييلس فيه حذال مرته. مع انه مول مب مقتنع بالطيارة اللي بيسافرون فيها وكل شوي يطفر بمريم وهو يسألها إذا كانت مرتاحة ولا لاء
محمد: " حبيبتي انتي مرتاحة تبيني اعطيج مخدتي تحطينها ورا ظهرج"
رصت مريم على اسنانها عشان ما تصرخ من القهر وقالت له وهي تبتسم : "محمد حبيبي أنا مرتااااااحة مب ناقصني شي"
محمد:" بس أحس وايد زحمة هني وما بترومين تتنفسينإذا مب مرتاحة بننزل وبنتريا الرحلة الياية"
مريم:" ليش ننزل ليش أنا ما صدقت حصلنا مكان هني هلكت وانا واقفة في المطار اتريا"
اطالعها محمد برعب: "وليش ما قلتي لي انج كنتي تعبانة في المطار كنت بيلسج في الكوفي شوب والحين بعدج حاسة بتعب"
مريم: "محمد انته شو بلاك اليوم حبيبي انا ما فيه شي والله والله ما فيه شي "
محمد: "مب حاسة بدوخة ولا تعب ولا شي"
مريم: "لا"
محمد: "مرتاحة في مكانج؟ ولا تبين تبدلين ويايه"
مريم: "لا انا مرتاحة هني"
محمد: "يعني انتي مرتاحة؟"
مريم: "تراك صدق صدق تقهر حمادة"
محمد (وهو محرج): "مريوم لا تزقريني حمادة!!"
مريم: "اسكت عني وما بزقرك حمادة"
اطالعها محمد وهو زعلان وسألها: "حبيبتي تظايجتي مني"
مريم: " لا ما تظايجت بس انته اليوم تعاملني جني زجاج وبتكسر انا ما احب حد يعاملني هالمعاملة أدري اني مريضة بس ما احب انه اللي حواليه يذكروني بهالشي"
محمد: " آسف مريامي والله ما قصدت هالشي "
مريم: " أدري والله ادري حبيبي بس تأكد اني مرتاحة ولو تعبت أو حسيت بأي شي أكيد بخبرك أنا من لي غيرك هني؟"
محمد (وهو يبتسم بفخر): " هني ولا في البلاد انتي مالج غيري انا تفهمين؟"
مريم: "ههههه اكيد فديتك"
ابتسم محمد وهو يستند على الكرسي اللي ما كان مريح بالمرةويوم طارت الطيارة حطت مريم راسها على جتفه وهي تطالع الفلم اللي كانوا حاطينه في الطيارة ومحمد يحاول يقرا المجلة اللي في ايده بس مب قادر هذا طبعه مول ما يعرف يرتاح في الطيارة عشان جي شل السماعة عن اذن مرته وقال لها: " لازم تشوفين الفلم؟"
اطالعته مريم بنظرة وردت عليه: "ليش؟"
محمد: "أنا متملل سولفي ويايه"
اعتدلت مريم في يلستها وجابلته وهي تبتسم وقالت له: "من عيوني عن شو تباني اسولف لك"
محمد (وهو مستانس بالاهتمام): " عنج انتي سولفي لي عن حبيبتي مريم"
مريم: "بس انته تعرفها زين شو تباني اخبرك عنها؟"
محمد: " قولي لي شي ما اعرفه سر من أسرارها"
مريم:" سر هههههههه امممم "
محمد: " ماشالله اشوفج تفكرين الظاهر انه عندج لستة طويلة من الاسرار"
مريم: " عندي سر واحد "
محمد: "شو هو"
مريم: "يعني هو مب سر خطير ومب مهم بس مهم بالنسبة لي انا انا اكتب خواطر وساعات اكتب شعر"
ابتسم لها محمد ابتسامة طفولية وسالها: "صدق من متى؟"
مريم: "من يوم كنت صغيرة عندي دفاتر متروسة اشعار في البيت"
محمد: "وبتخليني اقراهن؟"
مريم: " تحب الشعر"
محمد: "أموت فيه وحتى لو ما كنت احبه دامج انتي اللي كاتبتنه غصبن عني بحبه"
مريم: "خلاص اول ما نرد البلاد بسير بيتنا وبييب الدفاتر"