ياالله البارت 96
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء السادس والتسعون
" مافيه شيء طال عمرك
ما لقيت حجز إلا متأخر ومابغيت أزعجك فكلمت عبدالله يجيني!!"
منصور ينظر له نظرة سابرة بعد أن اتصل له وأخبره فهد أنه سيحضر بنفسه للسلام عليه
وهاهما الاثنان يجلسان في مجلس منصور.
حينها سأله منصور بحزم بالغ: وأخبارك مع جميلة
فهد لا ينكر شعوره بالتوتر ولكنه شبه متأكد أن جميلة مازالت لم تخبر منصورا بشيء لأنه يعلم كيف يكون منصور حين يغضب
ومع ذلك هتف بثقة: تقدر تقول نص ونص
منصور بصدمة غاضبة: نعم وليش النص نص ذي
فهد بذات الثقة: السبب مني مهوب منها أنت عارفني جفس وهي أول تعامل لي مع الحريم
منصور يحاول السيطرة على أعصابه حتى تكتمل لديه الصورة: ضايقتها بشيء
فهد بذات الثقة الغريبة وكأنه لا يريد أن يأخذه أحد على حين غرة:
اسألها
لأني يمكن أكون ضايقتها وأنا مادريت إني ضايقتها!!
منصور شد له نفسا عميقا ثم هتف بحزم بالغ: بأسألها
والله ثم والله لو أدري إنك ضايقتها بشيء صدق لا يصير شيء ما يرضيك
.
.
.
" عمي منصور اتصل يبيني
بأروح للبيت وبأجيش للقاعة عقب مع أمي!!"
مزون تشد كف جميلة فقد بدأت حالة التوتر العفوية التي لابد أن تصيب أي عروس:
تكفين جميلة لا تتأخرون علي!!
جميلة تربت على خدها بمرح حنون: ساعة وحدة وتلاقينا عندش!!
.
.
.
" تعالي يأبيش تعالي اقعدي جنبي!!"
جميلة جلست جواره وهي تقبل كتفه وتهمس بمودة حميمية: ما تتخيل وش كثر اشتقت لك
احتضن كتفيها بحنان أبوي خالص: وأنا اشتقت لش أكثر
صمت لثانية ثم أردف بجدية: قولي لي وش صاير بينش وبين فهد
جميلة ارتبكت: بيني وبين فهد. مافيه شيء!!
منصور بحزم: لا تغطين عليه هو بنفسه قال لي إن الجو بينكم مهوب صافي وبسبته هو وجلافته
بس ماعطاني تفاصيل
والحين أسألش لو كان ضايقش بشيء والله لأوريه شيء مابعد شافه
أنا مازوجته بنتي عشان يضايقها
جميلة لا تنكر تأثرها أنه غلّط نفسه أمام منصور ورغم ذلك ما ستقوله لمنصور هو من أجلها ليس من أجله وهي تهمس برقة:
ماضايقني بس هو مثل ماقلت لي قبل التعامل معه صعب.
وأنا أبي لي وقت لين أتأقلميعني هو يحاول وأنا أحاول نوصل لنقطة وسط
منصور يعيد التأكيد عليها بحزم: أكيد مافيه شيء ثاني
جميلة هزت رأسها دون أن تنظر ناحيته: مافيه
بس فديتك عمي ذا المرة ما أبي أرجع معه كلمه يخليني عندكم لين يجي عرس خاله
*************************************
" انزلي ياقلبي. أنا أنتظرش تحت!!"
مزون بحرج رقيق مغلف بمودة غامرة: كساب فديتك أنا حانتك
بأروح مع عمتي مزنة والسواق
ابتسم كساب: لا تحنيني إلا من الردى (مقولة شائعة تعني لا تشفقي علي إلا من قلة الاهتمام بالواجب وهي تقال دائما ردا على كلمة "حنيتك" )
أنا حالف مايوديش غيري
مزنة طلبت من مزون أن تذهب مع شقيقها وتترك كل شيء وهي ستحضره معها وراءهم فورا حتى لا تعطل شقيقها
مزون كانت تنزل ومشاعر معقدة تماما تحيط بها من كل جانب
كانت تنظر لكل جنبات البيت وهي تعلم أنها لن تعود له الليلة
شعور خانق وغصات متتابعة
هنا كانت كل السعادة وكل الحزن!! أسوأ الذكريات وأجملها!!
هنا كانت الحياة كاملة الحياة بأقصى معانيها!!
تحاول أن تمنع نفسها من البكاء فهي لا تريد أن تجلب الحزن لأحد
ولكنها رغما عنها حالما رأت كسابا تفجرت عيونها أنهارا من دمع سعادة وتأثرا وهي تطوق عنقه:
ليه ماقلت لي ليه ماقلت لي
كساب يحتضنها بذراعيه الاثنتين ويبتسم بحنان: حبيت أسويها لش مفاجأة.
يعني تبين سواق الأميرة مزون بيد وحدة مايصير!!
مزون ابتعدت عنه وهي تهمس بقلق عذب مختلط بدموعها:
لا تكون شلت الجبس قبل موعده!!
ضحك كساب: لا تحاتين أصلا موعدي كان عقب بومين أنا رحت الدكتور قلت خلاص شيلوه اليوم
ثم أردف بحنان صاف وهو يحتضن وجهها بين كفيه:
قلت لهم اليوم عرس بنتي وأبي أحضنها بأيدي الثنتين!!
مزون عادت للانفجار في البكاء وهي ترتمي في حضنه: الله لا يحرمني منك قول آمين!!
كساب احتضنها بتأثر عميق
يصعب عليه تخيل المكان خاليا من بعدها!!
يا الله كم هو نادم على كل لحظة مرت من سنوات غضبه منها على كل لحظة أضاعها من بين يديه وكان يستطيع قضائها جوارها
همس لها بحنان: يالله بسش ياعروس وش حركات الأفلام الهندية ذي
همست مزون باختناق: خلاص بأسكت وينها كاسرة مهيب رايحة معنا
حينها أجابها كساب بحزم: كاسرة في الدوام وتقدر تدبر نفسها
مزون نظرت لساعتها وهمست بتلقائية : خلاص هي قالت لي إنها على وصول
كساب بحزم أشد: مزون يا الله لا تعطليني كاسرة لو بغت بأرجع أجيبها
أو بتجي على السيارة الثانية مع أمها
مزون خرجت مع كساب وفي ذات اللحظة التي كانت سيارته تخرج من البوابة الضخمة للباحة
كانت سيارة كاسرة تدخل
مزون لم تقل شيئا فهي علمت أنها أحد تقلباتهما التي باتت تلاحظها لقربها من كساب
كساب أتقن التوقيت تماما أرادها أن تراه خارجا بدونها وفعلت!!
مع أنه كان قراره في البداية أنه سيأخذها هي ومزون لكنها من بدأت بتجاهله!!
كساب تجاوز كل ذلك فما يشغله في هذه اللحظات مزون. ولا شيء آخر!!
كساب هتف لمزون بمودة: شوفي العلبة ورا هذي هديتش
مزون التفتت للعلبة الضخمة المغلفة في الخلف وهمست بمودة متأثرة:
هذي كلها
وش جايب لي
ابتسم كساب: يعني عليان جايب لش شنطة مستكثرة أجيب لش بوكس صغنون
ضحكت مزون بعذوبة: لا والله أما صغنون مهوب حوله
خلاص بس نوصل القاعة بأفتحه
كساب بحرج: وعادي يخلوني أدخل القاعة معش
ابتسمت مزون: أكيد عادي أنا لي جناح هناك واصلا بتلاقيها مليانة عمال الحين يرتبون تونا الصبح
حين وصلا للجناح المخصص لمزون الذي ستتزين فيه
فتحت مزون الصندق بحماس هو من أجل كساب وحده
همست بتأثر وهي ترى أنه لم يكتفِ بشيء واحد : واجد كلفت على نفسك ياقلبي
همس بتأثر وهو يحتضنها: لو علي ماكان خليت شيء في السوق بس أنا قلت أجيب لش الحين كم شغلة مرتبة على ذوقي
وعاد باقي السوق لش في ذمتي لاحقين خير
كانت الصندق الكبير يحتوي ثلاث صناديق مختلفة كلها مغلفة بفخامة راقية جدا.
صندق يحتوي مجموعة من العطور والكريمات الفاخرة والآخر يحتوي حقيبة يد ثمينة للغاية
والثالث كان استثنائيا فعلا كان طقما ماسيا فاخرا و ناعما آن
همست مزون بتأثر: هذا بألبسه الليلة!!
هتف كساب بحزم: لا خليه بعدين البسي اللي جابه لش غانم
مزون بذات التأثر: لا والله ما ألبس غيره سبحان الله أصلا ما تتخيل أشلون لابق على فستاني فديتك دايم عارف اللي في خاطري
كساب بإصرار: استغفري قلت لش البسي اللي جابه لش غانم هذا السنع
مزون بإبتسامة: يعني أنت يوم دخلت على كاسرة متذكر هي لابسة طقمك اللي جبته لها أو غيره.
كساب ضحك: لا والله ولا طرا على بالي بس تدرين بأروح أشوف صورنا لو مالقيتها لابسته بأسود عيشتها!!
عشان كذا البسي طقم غانم
مزون صمتت رغم أنها خططت وانتهت أنها لن تلبس سوى طقم كساب
(يعني غانم وش دراه وش لبست
تلاقي أمه وخواته اللي شروه وحتى هو ما شافه!!)
كساب حاول جاهدا تجاوز موقفه مع غانم الذي حدث في المستشفى
وخصوصا أن والده نقل له حرج غانم الشديد منه
فغانم لم يقصد شيئا مما حدث وإن كان سامح كاسرة عليه ألا يسامح غانم
وخصوصا أن غانم هذا سيصبح زوجا للغالية. لا يريد أن يضايقها بأدنى شيء
ولا حتى أن تشعر أن هناك توترا بينهما!!
ورغم ذلك تبقى في أعمق أعماقه المكتومة حرقة ما أن هناك عينا أبصرتها
رغما عنه لا يستطيع إزاحة هذه الحرقة
لكنه يستطيع كتمانها!!
***********************************
" من تكلمين حبيبتي"
نجلاء تنظر لصالح وتهمس بسكون: هذي مرت فهد تسلم علي وتعتذر مني
إنها ماقدرت تجي تسلم اليوم
وإنها بتجي بكرة!!
قلت لها تلفونها يكفي وهي كلمت أساسا أكثر من مرة!!
ابتسم صالح: ياحليلها متى بتلحق تجيش وهم طيارتهم الصبح
نجلا هزت كتفيها: ما أدري
إلا أنت وين رايح الحين
صالح بثقة: باروح أمر مكان العرس أشوف يبون شيء وعقب بأروح للمها شوي
نجلا تشعر اليوم بالذات أن كآبتها تقفز للذروة فهي لن تحضر زواج أخيها الذي أعدت له مطولا
وليس لديها فرصة لحضور زواج شقيق آخر إلا صالح الذي سيتزوج بعد ابنائها حتى بمشيئة الله
وكل هذا اختلط بكآبة النفاس المعتادة
نجلا همست برجاء عميق: تكفى صالح خلك عندي شوي اليوم الناس كلهم لاهين عني حتى تلفون ماحد كلمني!!
صالح ربت على خدها بحنان: ما أقدر حبيبتي ما أقدر بس أوعدش أرجع بدري
نجلا بحزن: متى بدري الساعة 10 الليل
تكفى صالح ترتيب العرس عنده عبدالله وهزاع خلك عندي لين المغرب بس
ذاك الوقت الله يكفيك الضيقة تركبني ضيقة غير طبيعية!!
صالح بإصرار: ما أقدر ياقلبي مهيب زينة في حقي عمي راشد مايشوفني إلا مع المعازيم
نجلا بحزن: أنا عارفة إنك اللي هامة الروحة لبنتك وبس وانا مالي اهتمام عندك!!
صالح جلس جوارها ليحتضن كتفيها بحنان: حبيبتي هي بنتي بروحي
نجلا بذات الحزن العميق: الظاهر كذا حتى اسمها ما أشركتني فيه!!
سميتها غصبا عني ذا الاسم اللي ما أدري ليه أنت مصر عليه!!
ابتسم صالح: نجلا أنتي من جدش وإلا الحمل والولادة خلوش تنسين
ما تذكرين شيء في السنتين الأولى من زواجنا!!
لو ما تذكرتي بروحش قلت لش لا رجعت من العرس
صالح غادر بينما نجلا وجدت لها شيئا تتلهى فيه بالتفكير
وهي تعصر تفكيرها عصرا
ماهو هذا اللي حدث بعد سنتين من زواجهما
ماهو
****************************************