" هاحبيبي أصب لك فنجان بعد)
منصور يهز فنجانه هاتفا بمودة: لا ياقلبي شكرت
ثم أردف بإبتسامة: اشرايش دام ماعندي دوام اليوم
أطلع أنا وأنتي وزايد نتمشى شوي في فيلاجيو وإلا السيتي وعقب نتغدى هناك
خلي زايد يجرب دراجته الجديدة وأنتي صاكة عليه 24 ساعة!!
ابتسمت عفراء: أخاف عليه منصور يتغير عليه الجو وإلا يتعب!!
منصور بحزم حان: ماعليه إلا العافية خليه يتعودلكم نص ساعة تتجهزون
ثم ابتسم وهو يردف: ولو جميلة عندنا كان قلت لكم ساعتين
عفرا ابتسمت بحنان: ياقلبي يا بنتي ماراحت ولا جات جاتها ذا التلزيقة في الحمام وحبستها في البيت
وهذا رجالها بيسافر قريب وهم لا طلعوا ولا راحوا مكان
منصور يبتسم : لا تقولين إنش ما تحسبين لدورة فهد أكثر منه
تبينه يروح بالسلامة عشان تجي عندش جميلة
ضحكت عفراء برقة: كنك داري راح 8 أيام وباقي 6 يروح ويرجع بالسلامة
***********************************************
منذ خرج صباحا وهو يتحاشى العودة للبيت حتى لا يراها
لكنه ختاما اضطر للعودة حتى يستبدل ملابسه
عاد بعد صلاة المغرب
طرق الباب وهو ينتنحنح فردت عليه أمه تعال يأمك مافيه حد
ولكن كان هناك كل من يخشى مقابلتهم هـــي
كانت تجلس مع أمه وتتولى هي مسئولية سكب القهوة
لا يعلم لماذا توارد لباله أنها لن تخرج من غرفتها اليوم مطلقا لما رآه من انهيارها في عاصفة من البكاء تركها وهي مازالت غارقة فيها!!
(عشان تعرف إنها تمثل!!
دموع التماسيح عشان تحسسك بالذنب وتداري على غلطتها!!
خذوهم بالصوت!!
سكتتني وهي الغلطانة!!
لا وبعد قاعدة لي متكشخة كنها بتروح عرس بدون سحا!! )
جلس بجوار والدته بعد أن قبل رأسها وهو ينظر للمقابلة لهما
كانت متألقة أكثر من المعتاد وكأنها كلما ازدادت حزنا كلما ازدادت ألقا
وكأنها تريد أن تغطي على على حزنها بألقها
كانت ترتدي دراعة مغربية بلون تركوازي بدت فاتنة على لون بشرتها وشعرها ملولب ليزداد قصرا وإثارة
أو ربما كانت كذلك في عينيه!!
همست أم صالح بعفوية: دامك جيت اقعد خل مرتك تقهويك وأنا بأقوم أسنع لي شيء في مجلس النسوان!!
همست جميلة بعفوية جزعة: تروحين يمه وأنا قاعدة قولي لي وش تبين وأنا بأروح
أم صالح برفض حنون: اقعدي يامش عند رجالش منتي بعارفة اللي أنا أبيه!!
حالما غادرت أم صالح كانت جميلة تتحاشى النظر له وهي تنظر للقهوة والشاي أمامها وتهمس بسكون:
أصب لك قهوة
رد عليها بسخرية: شايفش قبل شوي تعرفين السنع وبتنطين بدال أمي
الحين ضيعتيه
اللي بيصب لحد مايقول له أنت تبي!!
جميلة تنهدت (يالله الصبر) سكبت له فنجانا من القهوة وناولته له
شد على كفها بطريقة غريبة وهي تناوله الفنجان وارتعشت جميلة خوفا(لا يكون يبي يحرقني بالقهوة هذا اللي باقي)
وارتعش هو من شيء آخر تمامارعشة لم تتجاوز داخله!!
وهو يأخذ الفنجان منها وينزله أرضا ثم يهتف بعصبية على نفسه وليس عليها:
هذي صبة قهوة لو إنش صابتها لأبي كان رش الفنجال على وجهش!!
جميلة تنظر لفنجانه بيأس: ليه وش فيه
فهد بغضب: بعد تسألين وش فيه
جميلة تنهدت وهي تهمس بهدوء ولكنه أقرب للعصبية: فهد أنا ببزر ولا غشيمة عشان تعلمني أشلون أصب القهوة
فنجالك أقل من نصه واعتقد إنك تدور لك سبب عشان تعصب
أنا قبل شوي مقهوية أبيك وما أشتكى من فنجاله
والحين اسمح لي استأذن
فهد بغضب: وتبين تروحين وأنا أكلمش بعد يا اللي ما تستحين
جميلة شدت لها نفسا عميقا وهي تقف وتضع جلالها فوق رأسها وتهمس بحزم: فهد لو سمحت
مشتهي تعصب وتصارخ لنا مكان يلمنا لا تنشر فضايحنا قدام هلك!!
جميلة صعدت بالفعل لجناحها وهي تهمس في داخلها( ماني بباكية ذا المرة
خله يولي
والله ما أهتم له هو وكلامه اللي يسم!!)
ما كادت تصل لغرفتها حتى كان يصل خلفها وهو يصرخ بغضبه الذي لا يتوقف:
الحين أنا أسوي فضايح وأبي أعصب بدون سبب
جميلة لم ترد عليه وهي تخلع جلالها وتجلس على طرف السرير وتنظر لشيء غير مرئي أمامها
قهد يقف أمامها وهو يهتف بذات غضبه الحازم: ومسفهتني بعد ( مسفهتني= تتجاهله)
جميلة شدت لها نفسا عميقا للمرة الألف: فهد أنت وش تبي
تبيني أبكي أنت خلاص ما ترتاح لين تشوف دموعي وتشوفني منهارة
دامك تشوفني متماسكة شوي بتقعد تضغط وتضغط لين أنهار
خلاص فهد اعفيني من البكاء الليلة لأني بكيت اليوم اللي كفاني
ارحمني حرام عليك والله لو أنا عدوتك ماتسوي فيني كذا
اعذرني ماراح أبكي أجلها ليوم ثاني
فهد تراجع بصدمة ( أ هكذا وصلت نظرتها لي
أنني أقتات على حزنها ودموعها
إلى هذه الدرجة صورتي قميئة في عينيها)
فهد اكتفى بالصمت وهو يرتدي ملابسه ويخرج دون أن ينظر لها حتى وهي تجلس صامتة ساكنة في مكانها!!
ليتذكر غهد حين وصل سيارته أنه نسى مفتاحها في جيب ثوبه الذي خلعه فعاد لأخذه
ليتفاجأ أن من لن تبكي اليوم لأنها شبعت بكاء منكبة على سريرها وتنتحب بصوت مكتوم وهي تدفن وجهها في المخدة
انتفض بعنف وهو يعود دون أن يأخذ مفتاحه.
فر من المكان كاملا كما لو كان مجرما يفر من ساحة جريمته!!
فهي هذه المرة لا تمثل عليه ولا من أجله!!
بل تعبر عن حرقة لم ترد له أن يراها كرهت أن يرى ضعفها الذي بالغ في امتهانه إلى أقصى حد!!
**************************************
" ياحليلها جوزا وينها الليلة تكمل ثلاثي التنافيخ"
أم عبدالرحمن بمودة: بترجع بكرة إن شاء الله
عالية بمرح: ياحليلها هي وعبود عرسان جدد مع بزر وكرش
شعاع تضحك برقة: صدق الرازق في السما والحاسد في الأرض وش عليش منها
عالية تنظر لها من تحت أهدابها وتهمس بمبرة مرحة مقصودة:
خلش في حالش مع سي روميو تجين عندنا عشان كل شوي تدقين عليه!!
خلش مني أنا وجوزا أنا حماتها وهي حماتي. قبل أحول الموجة عليش!!
شعاع بذات الابتسامة: يمه منها لا خلش في مرت أخيش مالي شغل بينكم
كل وحدة منكم لسانها أطول من الثانية!!
عالية تتأفف: على طولة اللسان اللي مامنها فايدة أبي أتحرك شوي أنفض الدولايب وأرتب ملابسي أنا وعبدالرحمن
شعاع تبتسم: تدرين حتى أنا يبي لنا شوي حركة!!
أم عبدالرحمن برفض: والله ما وحدة منكم تسوي شيء. قروا شوي توكم على الشغل
*************************************
هذه المرة عاد مبكرا أكثر
وجدها تصلي قيامها تركها في الغرفة وذهب لغرفة الجلوس ليصلي هناك ويقرأ ورده
لا يعلم لِـمَ هو عاجز عن مواجهتها أو بمعنى أصح النظر في عينيها!!
بات يكره نظرة الحزن فيهما ويتمنى لو رآها تبتسم أمامه ولو لمرة!!
حين انتهى توجه بحذر للغرفة
وجدها تستعد للنوم
ألقى السلام وردت بسكون
كان يدور في الغرفة يقوم بأعمال روتينيةيغتسل. يبدل ملابسه!!
ختاما ماعاد فيه صبر وهو يتوجه للناحية الآخرى من السرير ويجلس جوارها
كانت قد تمددت وهي توليه ظهرها كالعادة
انتفضت بجزع حين شعرت بنقراته الهادئة على كتفها فهي أصبحت في حالة رعب لأنها عاجزة عن توقع ردات فعله
استدارت وهي تقفز ثم تنكمش في حركة دفاعية. شعر فعلا بالألم منها
يا الله كم هو مر هذا الشعور أن تكون جارحا ومجروحا في ذات الوقت!!
فهد هتف بسكون: اقعدي بأسولف معش بسمافيه داعي تسوين ذا الحركة كأني بأسوي فيش شيء
جميلة بيأس: يعني الحركة مالها مبرر الإحساس اللي أنت عطيتيني من أول يوم
إني يا أخاف من لسانك وإلا يدك
حينها رد عليها فهد بيأس مشابه: جميلة. تكرهيني
جميلة تعترف أنها بوغتت تماما بالسؤال لم تتوقعه مطلقا منه (يسألها إن كانت تكرهه وهو لم يقدم لها إلا مبررات وأسباب للكراهية!!)
ومع ذلك أجابت بسكون صادق: لا ما أكرهك ما تعودت أكره حد ولا حتى اللي جرحوني
تضايق من ردها لسببين الأول أنها أشعرته أنه يستحق الكراهية ولكن لأنها لا تستطيع أن تكره لم تكرهه
والثاني أن هذا الرد يحمل معنى ضمنيا أنها لم تكره كذلك زوجها السابق مع إساءتها الكبيرة لها وهو يطلقها في المطار!!
انقطع الحوار هو صمت وهي صمتت ثم عادت لتتمدد وهي تشعر بالفعل أنها مستنزفة مما حدث هذين اليومين
وتتمنى أن تنتهي الأيام القليلة القادمة حتى تتخلص من ثقل وطأته ووجوده
تخشى أن تنهار منه تريد لها إجازة بالفعل حتى تستعيد عافيتها النفسية
************************************
بعد خمسة أيام
.
.
اليوم هي سعيدة فعلا فغدا سيسافر أخيرا
يا الله كم هي ثقيلة الايام التي مضت مع انه خلال الأيام الخمسة الماضية لم يحدث بينهما أي شد
إلا فلتات لسانه الناتجة عن جلافة لسانه المعتادة وهي تحملت كل شيء وهي تعد الأيام وتصبر نفسها أنه مابقي شيء
كانت ترتب حقيبته الختامية حين دخل عليها جلس على طرف السرير
بينما همست هي برقة: أنا خلصت شنطتك خلاص تبي شيء ثاني
أجابها بحزم غريب: إيه رتبي شنطتش بعد!!
جميلة قفزت بجزع وهي تختنق تماما: نعم ليش أرتب شنطتي
فهد بذات الحزم: سمعتيني رتبي شنطتش
جميلة بذات الاختناق: بس أنت ماقلت لي أبد إني بأسافر ذا الأيام كلها
وش اللي غير رأيك
فهد بحزم أكثر صرامة: أنتي ليش ترادين رجالش قال لش بتسافرين معه
تتجهزين بدون كلام انتهينا
جميلة شعرت أنها تريد أن تبكي أكثر من كل مرة
هي بالكاد تحتمله الساعتين اللتين يقضيهما في البيت فكيف في مصر بالتأكيد سيقضي معها وقتا أطول لأن التدريب لا يأخذ إلا ساعات معدودة في اليوم
او الأسوأ أنه سيتركها طوال اليوم وحدها وفي مكان غريب!!
همست بذات الاختناق: زين أنت كنت حاجز السكن مع شباب وش بتسوي فيهم
فهد بنبرة أقرب للغضب: أنتي وش دخلش في ذا الكلام مالش إلا تسكنين في أحسن مكان
جميلة ستبكي فعلا ولكنها مازالت تقاوم حتى لا يظن أنها تستخدم سلاح دموعه لاثنائه
خصوصا أنها تعلم أن دموعها لا قيمة لها عنده فلماذا تقلل من قدر نفسها
همست بمخاوفها الطبيعية: بس أنا اخاف أقعد في شقة بروحي وانت منت بموجود
فهد تنهد: بنسكن في أوتيل لا تخافين من شيء!!
جميلة مازال لديها أمل أنه سيتراجع لا تتخيل أنها ستسافر معه بعد أن قضت الأيام الماضية كلها على أمل أنه سيسافر وسترتاح من وجوده
همست بضعف: وليش الخساير شهر كامل في أوتيل!!
فهد بغضب: أنا اللي بأدفع بتدفعين شيء من جيبش خلصيني يا بنت الحلال
أنا رايح الحين رتبي أغراضش عشان أوديش تسلمين على أمش
سفرتنا بكرة الصبح!!
جميلة باختناق أشد: وعرس مزون يعني ما أنا بحاضرته ماباقي عليه إلا أسبوع!!
حرام عليك فهد!!
فهد بغضب: أني ملزومة في من فيني وإلا في بنت خالتش
خلصيني بدون كثرة كلام
قلت لش بتسافرين بتسافرين انتهينا!!
فهد غادر وجميلة انهارت فعلا تبكي
(ليش كذا ياربي ليش اللهم لا اعتراض
بس ماني بطايقة وجودي معه بأموت ياربي بأموت!!)
كانت تبكي من عمق روحها المنتهكة.
أن تبني كل شيء على حلم بريء جدا وبسيط ثم ينهار بلا مقدمات
أمر تعجز عن وصف ألمه ووجعه
كل ما أردته وعاشت على أمله أن يسافر يسافر فقط
ولكنه لابد أن يحرمها من كل مايسعدها حتى لو كان لا يريدها
فهو يريدها تعيسة حتى يكون هو سعيدا
انتحبت أكثر وأكثر وهي تتخيل وترسم سيناريوهات لمسار حياتها مع فهد وهما لوحدهما تماما!!
كل السيناريوهات بدت مرعبة مرعبة لأبعد حد!!!
**********************************
" من جدش خالتي جميلة بتسافر
ماصدقت يوم قلتي لي تعالي عشان أسلم عليها
ولحد الحين ماني بمصدقة!!"
عفراء بحزن شفاف: لا صدقي. رجالها لزّم عليها تسافر معه!!
مزون بحزن عميق: يعني ماراح تحضر عرسي
عفراء احتضنت كتفي مزون بحنان: ماعليه يامش ظروفها جات كذا
في تلك اللحظة كانت جميلة تدخل
تعبت من رسم القوة طوال الأيام الماضية تعبت!!
فهي كانت تحاول التمسك بالقوة على أمل أنها سترتاح منه قريبا
لكن القوة الآن ماعاد لها معنى ولا داع
فهو سيأخذها معه ليمارس عليها عقده ويجرعها قسوته اللا محدودة!!
أ لم يكفيه كل مافعله معها وهو يمتهن إنسانيتها بكل الصور حتى يريد إنهائها تماما
ما أن رأت أمها ومزون متجاورتين حتى رمت نفسها بينهما وانتحبت بطريقة هستيرية
عفراء بجزع: جميلة يأمش الله يهداش ليش ذا كله
جميلة بين شهقاتها المتزايدة: ما أبي أسافر معه ما أبي!!
عفراء بقلق: ليش يامش ليش
جميلة مازالت تحاول التمسك ببعض الجلد المتهاوي وهي تذكر سببا مهما جدا ولكنه ليس مطلقا السبب الرئيسي: أبي أحضر زواج مزون
بأموت لو ماحضرته!!
مزون بتأثر متعاظم وهي تحاول ألا تبكي وتحتضن جميلة: جمول ياقلبي أنا عاذرتش
جميلة تنتحب: أدري إنش منتي بمتشرهة علي بس أنا كنت أبي أحضر
عفراء تشدها لتحتضنها بقوة: خلاص يأمش رجالش أبدى
تكفين لا تبكين
جميلة احتضنت خصر أمها وهي تنتحب بهستيرية حقيقية.
نثرت كل كبت الأسبوعين الماضيين وهي تعاني لوحدها عاجزة حتى عن مجرد الشكوى
وهاهي تجد لها الغطاء المناسب لسكب وجعها في حضن أمها
الأمر الذي تمنته في كل مرة رأت فيها أمه ومنعت نفسها منه حتى لا تثير قلق أمها
.
.
" هذا فهد مسرع يأمش!!"
جميلة همست بيأس: يمه الوقت صار متاخر وطيارتنا بكرة بدري
ثم أردفت بنبرة مموهة: فهد يبي ينزل يسلم عليش!!
عفراء تنهدت: خله يأتي يا حياه الله
مزون قومي يأمش داخل
مزون توجهت للداخل بينما جميلة توجهت للباب المطل على الباحة لتفتحه لفهد حيث أخبرها بوقوفه!!
حين دخل أول مالفت انتباهه هو وجهها كان ذابلا تماما ومحمرا لكثرة مابكت
(يا الله الحين وش قالت لعمتي
يمكن عمتي ماترضى تخليها تسافر!!)
فهد كان يشعر أن هناك مصيبة ستحصل لابد أنها أخبرتهم بالوضع المتردي بينهما
وبالتاكيد لن يسمحوا لها أن تعود معه حتى للبيت
ومع ذلك تنهد بحزم وهو يخطو للداخل ويقبل رأس عفرا التي همست له برجاء عميق:
يأمك الله الله في جميلة المسكينة كانت بتموت تبي تحضر عرس بنت خالتها بس بدتك أنت على كل شيء!!
فهد تنهد براحة (هذي السالفة بس!!) لذا ابتسم وهو يهتف باريحية:
وهي مهيب أحسن مني دامها بدتني على قولتش
على خشمي أرجعها عقب أسبوع نحضر العرس ونسافر مرة ثانية!!
جميلة حين سمعته يقول تمنت للمرة الأولى أن تقفز وتحتضنه وتقبل رأسه ولولا وجود والدتها وإلا لفعلتها
كانت تشهق بفرحة: صدق فهد صدق
ابتسم فهد لأنه يراها تضحك أمامه لأول مرة : أكيد صدق!! المهم ذا الدموع ما نشوفها
جميلة قفزت للداخل لتبشر مزون بينما عفرا التفتت لفهد وهي تهمس بعمق:
تكفى يأمك الله الله فيها ولا تخليها وقت طويل لحالها تراها تخاف من كل شيء
فهد هز رأسه بثقة: لا تحاتينها
عفرا همست باختناق: زين يأمك انتظر دقايق بس منصور جاي الحين يبي يسلم عليها قبل تروح
فهد ينظر للساعة ويهتف بثقة: على العموم أبو زايد هو اللي بيودينا للمطار
لو ما واجهناه اليوم واجهناه بكرة!!
.
.
.
( مشكور فهد مشكور الله يطول في عمرك)
فهد نظر لها بنظرة مثقلة بيأس حزين وهي تشكره بعفوية حالما ركبا السيارة
تشكره على أمر هو قرره منذ قرر أخذ الدورة
لكنه لم يخبر أحد على أمل أن زواجه منها سيفشل ولكي يجعل هذا الأمر بمثابة مفاجئة لغانم ونايف من بعده
يعني القرار كان من أجله هو!!
وهاهي تشكره بعدما سبب لها كل هذا الحزن وجعلها تسكب كل هذه الدموع
كما لو أنك أخذت حلوى من طفل وتركته يبكي
وحين أرهق من البكاء أعدت له الحلوى بعدما أكلت ثلاث أرباعها
ثم تنتظر منه أن يقول لك شكرا.
هكذا كان إحساسه وكم باتت أحاسيسه تتعقد وتتلون بغرابة جارحة باتت تتخذ من روحه وطنا تسكنه وتعشوشب أوجاعه في ثناياه!!
*********************************
اليوم التالي
.
.
( ممكن أعرف أنت ليش متوترة كذا!!)
جميلة كانت تخلع عباءتها ونقابها وتعلقهما بعد أن استقر وضعهما في غرفتهما في الأوتيل وتهمس بصدق:
أخاف أقول لك تعاقبني على الكلام
فهد بغضب: جميلة بلا سخافة!!
جميلة تنهدت: شفت هذا أولها
فهد تنهد وهو يحاول أن يتحدث بهدوء فهو أيضا متوتر ولا يعلم السبب:
خلاص ماني بقايل شيء وش فيش
جميلة بعفوية: بصراحة خايفة منك!!
فهد باستنكار: تخافين مني ليه
جميلة بيأس: إلا قل لي ليش ما أخاف منك
إذا وإحنا في ديرتنا عند هلي وهلك ماقصرت فيني تجريح
أشلون وحن بروحنا
تنهد فهد بعمق: لا تحاتين أنتي الحين عبارة خوي السفر
واللي مايراعي خويه ماله خانة
تنهدت جميلة بذات اليأس: يعني بتراعي خوي السفر وأنت ماراعيت مرتك!!
فهد بذات العمق: يمكن إني غريب شوي!!
#أنفاس_قطر#
.
.
.