" يأبيش ماشريتي شيء!!"
جميلة باستنكار رقيق: ماشريت شيء!! أظني مابقى شيء في لبنان ماشريته
أحاتي الوزن أصلا اللي بيكون معنا في الطيارة
منصور بجدية: أنا ما أشوفش شريتي شيء
جميلة تبتسم : فديتك والله اشتريت كل اللي أبيه وزيادة
وأنت حتى ماخليتني أصرف شيء من مهري غير إني عندي فلوس والله العظيم
وحتى سماوة زايد حطيتها أنت في حسابي بعد!!
منصور بغضب: شكلش تبين تزعليني
جميلة قفزت لتقبل رأسه وهي تهمس بمودة: فديت عينك كله ولا زعلك!!
منصور بمودة وحنان: ليه يأبيش حاس إن خاطرش حكي تبين تقولين شي قوليه
جميلة بتردد: والله العظيم إني ما أحس إن لي إب غيرك أنت وعمي زايد
بس مهما كان عمي أحمد هو الوحيد الباقي من هل إبي
أنا كنت أبي أقول لك تأخذ موافقته بس خفت من ردة فعلك
ابتسم منصور: لا تحاتين يأبيش عمش أحمد يدري وموافق
جميلة بيأس: تدري عمي يمكن هو حكي ماله فايدة ولا حتى قيمة
بس أنا أستوجعت واجد إنه عمي أحمد ماحاول أبد يراضيني عقب طلاقي من خليفة
حتى لو ما تراضينا كانت تكفيني محاولته!!
منصور ابتسم: أنا عكسش كنت خايف إنه يحاول يراضيكم وترجعين لخليفة
وذا الشيء أنا مستحيل كنت أوافق عليه. واحد سوى فيش كذا والله ما أخليش ترجعين له حتى لو حفا وراش!!
بس أحمد أساسا ماكان يقدر حتى لو كان يبي!!
جميلة عقدت حاجبيها باستغراب بينما منصور أكمل بثقة وهو يخشى من أثر ماسيقوله عليها ولكنها يجب أن تعلم :
وأنا أساسا ماعرفت ذا الشيء إلا قبل 3 أسابيع لأني من فترة ألح على خليفة يرسل لي عقد طلاقش
ويوم شفته يماطل قلت له بأروح أطلع نسخة من المحكمة فهو أرسل لي نسختش من العقد
جميلة بتوجس مرعوب: ليه العقد وش فيه
منصور شد له نفسا عميقا: خليفة طلقش بالثلاث!! وواجد تضايقت أنا وزايد من الموضوع
جميلة انهارت على المقعد وهي تهمس بذهول بكلمات مبتورة: بالثلاث!!
ليه أنا وش مسوية فيه ذابحة أمه وإلا إبيه
يعني حتى ماكان يبي يفكر مجرد تفكير إنه ممكن يستخف ويرجعني!!
ليه يجرحني بذا الطريقة؟!! ليه
منصور كان يعلم أنها ستتأثر لكن ليس لهذه الدرجة وهو يرى جسدها يرتعش وعيناها تغيمان بالدموع
منصور اقترب منها وهو يهمس لها بحنان: يأبيش أنا ماخليتش تشوفين عقد زواجش أول ماخذته
عشان مابغيتش تأثرين وتوافقين على فهد من الحرة على خليفةبغيتش توافقين بدون ضغط
بس الحين قلت لازم تدرين عشان تطوين ذا الصفحة من حياتش
أنا ما أعيب أبد على خليفة خليفة رجّال فيه خير بس ماصار بينكم توفيق وهو ماعرف يتصرف
وإن شاء الله إن توفيقش مع فهد أدري إنه بيتعبش أول الأيام مثل ماتعبت أمش بس أنتي قدها!!
جميلة استدارات لتدفن رأسها في صدر منصور وهي تنتحب بشفافية
مجروحة مجروحة بالفعل!!
ثلاثة أشهر مضت وهي رغما عنها ينتابها أمل شفاف أن خليفة سيعيدها له تمنت أن تواتيها الفرصة لتشكره على كل ماقدمه لها
لم تعلم أن كل مابينهما قد انقطع منذ اللحظة الأولى وانها كانت تبني آمالا على سراب
وأن الحياة دائما ترسم لنا خطوط متباعدة شديدة التباعد لا نعلم إلى ين تقودنا!!
وهي لا تعفي نفسها أبدا من الخطأ فهي كانت أول من اتخذ قرارا خاطئا تلاه خليفة بقرار خطأه أعظم وأفدح!!
فالقرار الذي نتخذه في الحياة لابد أن نعلم يقينا قبل اتخاذه أن فرصة الأمس لن تتكرر لنا اليوم. أبدا !!!!
******************************************
" أص ولا تقولين ولا كلمة الثنتين كلهم حلالي
وحدة مرتي والثانية عمتي خلني أتمقل"
عالية تضحك بخفوت: الله يفضح عدوك بتفضحناتمقل في ويش في سواد خلصني لا ينتبهون لنا
نايف بتساؤل مهتم: على الأقل أعرف طولها
هي الطويلة الرزة الي فيهم صح
عالية ضحكت: لا والله آمالك شاسعة صراحة!! هذي عمتك يابعدي مرتك الثانية!!
ضحك نايف: والله مهوب هين أبوكساب مايطيح إلا واقف
خلاص خلينا نمشي وش أنا مستفيد كون وجع قلبي على الفاضي!!
نايف وعالية غادرا مكان العبايات في السيتي سنتر حيث كانت وضحى وأمها مشغولتان بالإتفاق مع البائع وهما توليان ظهرهما للباب
ولم تنتبها للعيون التي كانت تتبعهم بعد أن أخبروا عالية بمكانهم
بينما عالية أكملت جولتها في مكان آخر ونايف يهتف لها بحزم:
علوي عطيني رقمها!!
عالية وقفت بصدمة: منت بصاحي أنت الحين غسلت شراعي عشان كلمت عبدالرحمن تبي تكلمها
نايف بثقة: أنا ماكنت رافض المبدأ بس كنت رافض طريقتش وإنش دسيتي علي وحن كل واحد منا أسراره عند الثاني
وهذا أنا أقول لش أبي اكلمها لا هو حرام ولا عيب!!
عالية هزت كتفيها ببساطة: أنا بأعطيك رقمها مهما كان هذي مرتك
وأنا أقول لك من الحين تراها بتغسل شراعك وتخليك ماتسوى بيزة
وقد أعذر من أنذر!!
نايف بإبتسامة واثقة: مهيب غاسلة شراعي تلاقينها بتموت من الوناسة
يعني مستحيل أكون أنا مشغول أفكر فيها
وأنا ماطريت على بالها. أكيد عندها فضول تعرف شوي عن شخصيتي
عالية بمرح: زين خلك على ذا الثقة يا أبو شخصية لين يطيح وجهك وتلقطه
وعقبه قول علوي قالت!!
أنت استلمت شغلك وشكلك صدقت روحك ويا أرض اتهدي ماعليكي أدي!!
**********************************
" عسى زايد ماتعبش
والله إني كنت أحاتي إنه يجننش بالصياح!!"
كاسرة بعذوبة وهي تناول زايد الصغير لأمه: لا جنني ولاشيء فديت قلبه
وأدري إنش الأيام الجاية مشغولة مع بنتش
متى مابغيتي تجيبينه جيبيه وأي وقت وخصوصا إني مقدمة على إجازة من مدة وبتبدأ من بكرة!!
كاسرة لم تقل لها مطلقا أنه بالفعل أتعبها لأنه مدلل ويريد من يحمله على الدوام
فهو كان نجدة لها من السماء تشاغلت به عن كساب الذي لم يفارق مقعده إلا لصلاة المغرب ثم عاد
لم تعلم أنه كان عاجزا حتى عن التمدد لأن جسده كله يصرخ بالألم جراء الجروح الغائرة في نواحي جسده المختبئة تحت ملابسه
وأنه كان يجب ألا يخرج من المستشفى لولا إصراره لأنه لم يكن يريد أن ينتشر خبر إصابته وهو في المستشفى!!
وبالتأكيد لم تقل لكساب أنها اتصلت بفاطمة وطلبت منها أن تقدم لها إجازة تبدأ في الغد للضرورة
فهي يستحيل أن تغادر البيت وكساب على هذا الحال!!
مزون همست بمرح: يا بنت الحلال مافيه داعي تجاملين خالتي أدري إنه يجنن بــلــ
مزون بترت عبارتها وابتسامتها تنطفئ والدموع تقفز لعينيها وهي ترى من كان في تلك اللحظات ينزل الدرج
ركضت ناحيته وهي تتحسسه بجزع متفجر بالشهقات: وش فيك وش فيك
كساب مال ليقبل جبينها وهو يبتسم: مافيني شيء تعويرة بسيطة من حادث سيارة وأنا مسافر وهذا أنا قدامش طيب ومافيني إلا العافية
مزون انفجرت فعلا في البكاء: هذا كله وتقول مافيك شيء يدك مكسورة ووجهك كله ملزق وتقول مافيك شيء!!
خالته ركضت ناحيته وهي تهمس بجزع حقيقي مثقل بالحنان وهي تحاول جاهدة منع نفسها من البكاء: سلامات يأمك سلامات
مال كساب على رأسها ثم كتفها مقبلا وهو يهتف بإبتسامة يخفي خلفها ألمه المريع: الله يسلمش ولا تسوونها سالفة هذا أنا قدامكم طيب
مزون كانت تنتحب بوجع حقيقي وهي مازالت تتحسسه بينما خالته شدته لتجلسه وتجلس جواره حتى تسأله عن حاله
وهــــــي
تقف في البعيد كما لو كانت على ضفة أخرى
لا تنتمي أبدأ إلى المشهد إلا . بوجعها اللا نهائي!!
لماذا كان لهم الحق في التعبير عن ألمهم وجزعهم وخوفهم وانفعالهم وهي لا
لماذا كان لهم حق الاطمئنان عليه وتلمسه. وهي لا
لماذا لهم الحق في القرب هكذا. وهي لا
كانت تقف في مكانها أشبه بتمثال حجري مجرد من الحركة والإحساس
ليرفع حينها نظره إليها
لا تعلم حينها لماذا بهت كل شيء حولها لتصبح هذه النظرات هي بؤرة الضوء!!
هل هو عاتب!! حزين !! غاضب!! شامت!! مستهزئ!!
أ يقول لها : انظري إلى مالم تقدميه لي ؟!!
أم يقول لها : حولي من المشاعر مايغنيني عن بخل مشاعرك
شعرت في هذه اللحظات أنها تريد أن تختلي بنفسها أنها تريد أن تستغل ذهابه لصلاة العشاء لتنزف هذا الوجع الذي ماعاد بالاحتمال!!
لولا أن عفرا التفتت لها بعتب: ليش ماقلتي لنا إن كساب جا وتعبان كذا
كان رجعنا على طول!!
كان هو من أجاب وهو يقف ويهتف بحزم: أنا اللي قلت لها ماتقول لها أحد
والحين رخصوا لي بأروح للصلاة.
***********************************
" هلا يمه عندش حد"
أم صالح بمودة: خالاتك بس بيتعشون عندي.
وتراهم ينشدون منك يقولون قد لهم زمان ماشافوك
فهد يضحك: قصدش لهم زمان ماحشوا فيني. بأبدل ثيابي وأنزل أقعد معهم شوي
إلا خالاتي رقية وسبيكة هنا
أم صالح تكاد تضحك ولكنها تضربه على كتفه وهي تهتف بغضب مصطنع: عيب عليك احترم خالاتك ياولد
فهد يضحك: أصلا حتى رقية وسبيكة حرام فيهم هذولا ريا وسكينة!!
أم صالح حينها ضحكت: دواك إذا مسكوك ذا الحين
ثم أردفت وهي تتذكر شيئا فهمست بتردد: ولا تزعل عاد لا حاشوا مرتك بالحكي!!
تغير وجه فهد للغضب: وليه مرتي وش دخلهم فيها
ماعليه أنا ولد أختهم وحلالهم بس مرتي مالهم شغل فيها!!
أم صالح بمهادنة: بعد يأمك أنت تعرف خالاتك
حينها هتف فهد بصرامة: يمه أنا ما أنا بعبدالله يتوطون في بطن مرتي وهي ماسوت لهم شيء وأسكت
أم صالح بعتب: تبي تلاغي خالاتك عشان مرتك
فهد بذات الصرامة: إذا مرتي غلطت عليهم حقهم فوق رأسي
بس إنهم يظنون إني بأسمح لهم يجرحونها وإلا يوجعونها بالحكي مثل ما كانوا يسوون في مرت عبدالله فأنا آسف
وخلي كل وحدة منهم تلم لسانها وتقعد بحشيمتها!! وهذا أنا أقوله من الحين وقبل تجي بيتي!!
ليس اهتمام فهد بالدفاع عن جميلة هو اهتمام بشخصها
ولكنه ناتج من طبيعته المستقيمة بطريقة شديدة الحدة!!
فهو من النوع الذي لا يتنازل عن مبادئه ولا يرضى (بالحال المايل)!!
وإن كان قد تشاجر مع خالاته عدة مرات من أجل كلامهن عن جوزاء
فكيف يسمح لهم أن يجرحن في زوجته؟!!
***************************************
" كساب ماكلت شيء من عشاك"
كساب يتمزق فعلا من الألم ومع ذلك مازال متماسكا تماما وهو يهتف بإرهاق:
ماني بمشتهي اتصلي بس في إبي خليه يجيني!!
كاسرة همست بقلق: ليه حاس بشيء؟ يوجعك شيء
كساب بحدة: اتصلي بدون ماتسألين أو عطيني تلفوني وأنا باتصل
كاسرة تراجعت وهي تهمس بجمود: حاضر إن شاء الله
ربما في موقف آخر كانت لتخرج خارج الغرفة ولا تستجيب لطلبه ولكنها لا تستطيع فعل ذلك فحالته تربط يديها
كانت على وشك الاتصال لولا الطرقات القوية التي تعالت على باب الجناح
تلاها دخول زايد ومزنة.
كساب وقف للسلام عليهم بينما الاثنان يرتسم على وجيهما علائم الجزع والقلق الشديد
زايد هتف بعتب فور أن قبل كساب رأسه: ليش ماقلت لي إنك تعبان يوم كلمتني
ومزنة تهتف بقلق أمومي: سلامتك يأمك عسى ماشر
كساب بإرهاق: تعويرة بسيطة وأبيك يبه تجيب لي دكتور مستوجع شوي وأبيه يغير لي ويعطيني إبرة!!
لم تغب على نظرة زايد أن هذا الألم ليس مصدره الكسر ولا الجروح التي في وجهه
لذا اقترب من كساب وهو يفتح جيبه
كساب أزال يد والده برفق واحترام وهو يهتف: يبه وش تسوي
زايد بحزم: ولا كلمة خلني أحط ثوبكشكلك تبي مستشفى مهوب دكتور
مزنة غادرت المكان بحرج وهي ترى زايد يصر على انتزاع ملابس كساب
بينما كاسرة وقفت ودقات قلبها تتصاعد بعنف
أ يكون محتاجا لمن يساعده على خلع ملابسه وهي حتى لم تعرض عليه المساعدة؟
" وهو خلا لي مجال أساعده حتى لو بغيت!!"
كساب رضخ لوالده فهو على كل الأحوال كان سينزع ثوبه أمام والده حين يأتي الطبيب!!
كاسرة شعرت أنها ستنفجر من البكاء وهي ترى جسده بالكامل ملفوف بطيات من الشاش السميك التي بدأت نقاط صغيرة من الدم تبرز خلفها
لم تستطع حتى أن تبقى واقفة وهي تدخل إلى الحمام وتنفجر من البكاء فيه!!
بينما كان زايد يهتف بغضب حقيقي: أنت وش مسوي في روحك وليه أساسا تجي البيت ليه مارحت للمستشفى وكلمتني أجيك!!
كساب بذات النبرة المرهقة: والله إنه بسيطة يبه!!
زايد بغضب: دقيقة خلني أجيب لك ثوب نظيف ونمشي للمستشفى!!
كساب طاوع والده فهو بالفعل محتاج للمستشفى
وإن كان أصر على الخروج منه فهو لأنه دخله بدون اسم وكان يخشى أن يراه أحد فيعرفه حتى مع وجود الحراسة على باب غرفته والوضع الذي حدثت فيه إصابته!!
ثم أن ماحدث بعد ذلك هزه بعنف وجعله يقرر الخروج حتى يعلم الجميع بعودته ويستطيع أن يفعل ماقرره!!
والآن الآن سيدخل المستشفى باسمه وبقصته الجديدة إنه حادث سيارة في الخارج وأتى ليكمل علاجه هنا
وجواز سفره يثبت فعلا دخوله البلاد من ساعات فقط!!
حتى يستطيع أن يخرج في الغد ليفعل ماقرره!!
***********************************