ويا الله الجزء 80
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.
.بين الأمس واليوم/ الجزء الثمانون
" حبيبتي شعاع هدي شوي
أنا قلت لش بأكنسل السفر بس أنتي مارضيتي"
شعاع بين رعشات جسدها وشفتيها: أشلون نكسل والناس كلهم عارفين إنه حن طالعين المطار
وأنت مرتبط بمواعيد مع الدكتور
أنا خلاص مافيني شيء مافيني شيء
شعاع كانت تشعر في هذه اللحظات التي جلست فيها على مقعد الطائرة برعب حقيقي مختلط بمشاعرها الشديدة التعقيد
كشخص لم يسبق له ركوب الطائرة مطلقا لم تفكر أنها ستخاف منها
فالإنسان لا يخاف من شيء لم يجربه أو يفكر فيه لأنه حتى التفكير في الرحلة لم تجد له وقتا
فموعد زواجها تحدد مع امتحاناتها وكانت مشغولة تماما وهي في رتم متسارع بين الدراسة والتجهيز
حتى حين طلب والدها جواز سفرها لينجز لها الفيزة لم تسأله أين سنسافر أو ربما منعها الخجل!! ففي بالها أمور كثيرة !!
ثم صدمتها ليلة زواجها والأحداث تتلاحق لتجد نفسها بعد ذلك في السيارة متجهة مع علي للمطار
وخلفهم سيارة أخرى فيها والدها وكساب ومعهم أحد سائقين شركة كساب ليعيد سيارة علي
فهل تفضح نفسها أمام الناس وتقول أنها لن تسافر
وخوفها الحقيقي ليس من علي ولكن من والدها رغم أن والدها بعد حادث عبدالرحمن أصبح حنونا كثيرا
ولكنها تعلم أنه ما أن يغضب فأنه سيجلجل ويثور دون رحمة!!
تتخيل منظرها أمام علي وفي الشارع حين تقول إنها لن تسافر وما الذي سيفعله لها والدها
لذلك رأت أن الطائرة أهون الشرين
وخصوصا أنها تعلم أن علي لديه موعد غدا صباحا فهل تربك كل ذلك من أجل خوف لا مبرر له
ومن ناحية ثالثة لا تريد أن يتكلم عليها أحد وتتخيل شكل الإشاعات التي ستظهر عليها حين تعود من المطار.
لن يقول الناس خائفة من الطائرة. بل كل لسان سيخترع له حكاية!!
ومن ناحية رابعة لا تريد أن يشعر علي أنه صاحب فضل عليها حين يلغي كل شيء من أجلها
لأنه حين يقدم لها جميلا فهو بالتأكيد سيريد مقابلا له
وتشعر بالرعب الأشد من رعب الطائرة حين تفكر بالمقابل!!
لذلك جمدت مشاعرها كلها حتى أنهت كل الإجراءات وصعدت للطائرة
وجلست في مقعدها لتبدأ حينها في الارتعاش!!
كانت تشبك يديها في حضنها وصوت اصطكاك أسنانها يبدو واضحا بخفة
علي شد يدها بحنان ليمسك بكفها وهو يحتضنها بين كفيه ويدعكها بخفة حانية ويهمس لها بحنان مصفى:
سمي بسم الله وتعوذي من الشيطان وادعي دعاء السفر
كانت شعاع تحاول التكلم لتجد لسانها مرتبطا علي همس لها بخفوت في أذنها وهو مازال يشد على كفها: يا الله قولي وراي
كان يدعو وهي تكرر ورائه كما لو كان أبا يعلم ابنته ويهدئها
شعرت بنوع من الهدوء النسبي والراحة النفسية وهي تترك كفها بين يديه دون أن تنتزعها كما كان يظن أنها ستفعل
فهي في هذه اللحظات أشد حاجة له من حاجته لها!!
حينها ولأول مرة وجد الفرصة ليتأمل رقة أناملها ويشعر بمتعة وروعة وسماوية وجودها بين يديه
ورقتها ونعومتها تذوي كالزبد بين أنامله شعر بشعور أشبه بالصداع ناتج عن رغبته الشديدة إلى رفع كفها إلى شفتيه ليغمرها ببعض من قبلاته الوالهة
ولكنه لم يستطع إلا أن يكتم رغبته فليس الوقت ولا المكان بالمناسبين!!
كما أنه لا يريد استعجالها بشيء فترعب منه!!
هذه المرة تركت يدها له فليرضى بالقليل الذي تقدمه برضاها إن كان يريد أن يحصل على الكثير!!
فالسياسة علمته الصبر والدبلوماسية!!
وماصارت تقدمه برضاها بات أكثر من المتوقع لأنه ما أن بدأت الطيارة تتحرك حتى صرخت شعاع بخفوت: وش فيها وش فيها
ابتسم وهو يشد على كفها مطمئنا: لا تخافين ياقلبي الحين تتحرك عشان تتوجه للمدرج دقيقتين بالكثير ونطير
ماراح تحسين بشيء أبد!!
أما حين بدأت بالتحرك بسرعة على أرض المدرج انتزعت كفها من بين يديه وهي تصرخ بذات الخفوت المكتوم: يمه يمه بأموت ياعلي يمه بأموت
لتستدير ناحية علي لتحتضن عضده بذراعيها الاثنتين وتخفي وجهها فيه
كاد يغمى عليه وهو يشعر بحرارة أنفاسها المتصاعدة تلفح عضده
مد يده ليمسك بعضدها وهو يربت عليه ويقرأ عليها آيات القرآن الكريم بصوت رخيم جدا وبالغ الحنان لدرجة تُشعر بالنشوة النفسية العميقة!!
شعاع بقيت على هذه الوضعية وصوت علي الحاني بالفعل يطمئن روحها
حتى شعرت أن الطائرة هدأت تماما وكأنها لا تتحرك.
وكل ماشعرت به هو بعض الألم في أذنيها الذي زال مع ابتلاعها ريقها الذي جف في حنجرتها
أفلتت يده ليشعر حينها كما لو أن قلبه قفز من مكانه لأنه لم يكن يريدها أن تفلته
بينما كانت تهمس باختناق: شا اللي صار
ابتسم بحنان: شفتي!! ماصار شيء الطيارة طارت وهذا أنتي مافيش إلا العافية !!
همست باختناق أشد: ريقي ناشف أبي ماي إذا ممكن
هتف بذات الحنان وهو يشير للمضيفة: أكيد ممكن
****************************************
" عبدالله أبيك تساعدني في موضوع طالبك!!"
ابتسم عبدالله وهو يضع فنجانه: غريبة!! مهيب عوايد!!
فهد بتأفف: عبدالله لا تزيدها علي يعني بتذلني قبل ماتساعدني
عبدالله ضحك: وش مذلته يا الكذوب؟!! مابعد فتحت حلقي!!
فهد بحزم: اسمعني وش بأقول لأبي ولو أنا احتجت مساعدة أرجوك عبدالله ساعدني
وعلى العموم إبي ماني بخايف منه إبي رجال راعي دين
لكن النسوان أنت تعرف تفكيرهم!! عشان كذا أنت عقب اللي بتكلم أمي!!
عبدالله حينها شعر بالقلق: فهد وش السالفة
فهد يقوم من مكانه ليجلس جوار والده وهو يهتف لعبدالله بثقة: الحين بتعرف
حينها كان أبو صالح يرتشف قهوة العصر ويشاهد الأخبار قبل أن يجلس فهد جواره وهو يربت على فخذه ويهتف باحترام:
يبه أبيك في سالفة!!
أبو صالح بحزم: وأنا ما أسمع ولا لك عندي سمع ولا جابه!!
فهد بصدمة: أفا يا أبو صالح ليه كذا
أبو صالح بذات الحزم والصرامة: مسرع نسيت من سواتك الشينة ليلة راحت عالية لبيت رجالها!!
فهد قفز ليقبل رأس والده ثم أنفه ثم يده وهو يهتف باحترام حقيقي:
أفا يبه أنت عادك شايل في خاطرك حزة شيطان وراحت
وأنت عارفني دمي حامي والذبانة ما تمر من قدام خشمي
ماهان علي تروح أختي لبيتها ونفسها مكسورة
بس يوم شفتها ذا الأيام مبسوطة ومستانسة والله إني استانست لها
حينها هتف أبو صالح بشبح ابتسامة: والله ما أدري وش عندك يا الهيس في صفصاف ذا الحكي!!
شوف. كن السالفة أنك تبي تعرس أنا حاضر
كنه شيء ثاني قم فارقني في السعة!!
ابتسم فهد: أنت اللي قلتها!! أنت حاضر!!
اتسعت ابتسامة أبي صالح: مابغيت يا أبيك شابت رموش عيني وأنا أحن عليك
تبي تخطب عند حد تعرفه وإلا تبينا ندور لك
عبدالله كان يستمع للحوار الدائر ويبتسم متسائلا لماذا طلب فهد مساعدته فهو يبدو غير محتاج للمساعدة أبدا
ولكنه حين رأى تغير وجه فهد بعد سؤال والده. تجهز عبدالله للمساندة لأنه علم أن المشكلة هي في اسم العروس شخصيا!!
تنحنح فهد : لا فيه حد معين في بالي (قالها وهو ينظر لعبدالله بنظرة معناها استعد للمساعدة)
هتف أبو صالح بتلقائية: بنت من
فهد شد له نفسا عميقا ثم هتف بحزم: بنت مرت منصور آل كساب!!
أبو صالح تغير وجهه قليلا ولكنه شد له نفسا عميقا أيضا ثم هتف بحزم حان مختلط بالصرامة البالغة:
اسمعني يا أبيك أنا عارف غلا منصور عندك بس لاتخلي الغلا يحدك على شيء ماتبيه!!
أنا ماني بقايل لك كلام الجهّال وأقول لك حضرية لأنها من عرب أجواد وفيهم خير وأنا كنت أعرف أبيها وجدها
ولاني بقايل مطلقة مع إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك؟"
بس البنت كانت مريضة وبغت تموت وأنا بنفسي متذكر وش اللي جا زايد وهو يراكض من مكان لمكان عشانها
وش يدريك إن مرضها مايرجع وإلا يكون أثر عليها وتكون ماتجيب عيال
الرجال لا عرس يبي له صيب وذي سنة ربي في الحياة!!
فهد بتصميم: وأنت بعد يبه وشيدريك إنها ماتجيب عيال هذا كله قسمة ربك!!
أبو صالح بتصميم: وأنت وشيدريك بعد أنها تجيب
والله يا أبيك ما أشوف شيء يحدك تأخذها كون غلا منصور وهي حتى مهيب بنته!!
فهد بتصميم أشد وأشد: إذا جالي عيال مهوب خوالهم عيال منصور آل كساب
أبو صالح بانتصار: هذا أنت رجعت إنك تبغي عيال وهي يمكن ماتجيب لك!!
حينها تدخل عبدالله بنبرته الهادئة الحازمة: يبه الله يهداك وش فيك تعضل على فهد
دام البنت ماينرد في أخلاقها ولا دينها شيء مايصير ترده منها
أبو صالح بثقة: أنا أبي له الزين وأنا وش أبي إلا توفيقه بس أبيه يأخذ وحدة تملأ عينه مهوب عشان (ياخال أبوي حك ظهري)
حينها هتف فهد بحزم بالغ: وأنا لو ماخذتها ما أبي العرس خلاص
والبنت بتخلص عدتها عقب كم يوم وما أبي حد يسبقني عليها!!
**********************************************
" يبه تبي فنجال بعد"
الجد جابر يهز كفه المعروقة هامسا بحنان: لا يأبيش شكّرت
ابتسمت كاسرة: أحسن كثر القهوة مهوب زين لك
الجد حينها هتف بإصرار: أجل صبي لي فنجال كم مرة قلت لش أنا ماني ببزر تحاكيني كذا
كاسرة وقفت لتقوم عن الأرض حيث كانت تجلس وهي (تقهوي) جدها لتجلس جواره على سريره بعد أن قبلت رأسه وهي تهمس بابتسامة:
خلاص أنا البزر وأنا اللي ما أفهم السموحة يبه!!
الجد ابتسم بحنان وهو يسألها: زين رجالش وينه قد لي يومين ماشفته!!
ابتسمت كاسرة: يبه كان لاهي في عرس أخيه وتو أخيه راح اليوم راح يوصله للمطار وأكيد عقب راح لشغله شغله قريب من المطار
وبيجيك الليلة أبشر!!
الجد جابر بعفوية: بأروح لمجلس زايد أتقهوى عندهم عقب المغرب بأشوفه هناك على خير
أربكم يأبيش حالكم زين
كاسرة تنهدت: الحمدلله يبه ماشي الحال
الجد جابر بقلق: تقولينها كنش منتي براضية
ابتسمت كاسرة: إلا راضية ومن اللي يشوف وجهك الزين ولا يرضى!!
ابتسم الجد: يا الكذوب ماعليش من وجهي!! أنشدش من كساب
ضحكت كاسرة بمرح رقيق: وعاد وجه كساب أزين الله لا يخليني منه!!
" آمـــــــيــــــــن"
كاسرة قفزت واقفة وشهقت وهي تسمع الصوت ثم ترى الخيال الذي دخل مع الباب الخارجي ثم أغلقه وراءه بالمفتاح
كاسرة همست بغضب تغطي به على حرجها المتفجر: أنت أشلون تدخل كذا بدون استئذان حتى؟!!
كساب تقدم وهو يسلم وينحني على رأس الجد ثم يشدها من عضدها وهو يهمس بحدة بالغة وبصوت منخفض:
إلا أنتي اللي أشلون قاعدة كذا وحتى شعرش مفكوك والباب اللي من صوب الحوش مفتوح لو سليم اللي داخل عليش الحين
بس ماعليه حسابش في البيت
كاسرة بصوت غاضب منخفض: والله سليم عمره مادخل بدون مايدق الباب لين توجعه يده وأنا بالعادة أصلا أسكر الباب
وليش ماتقول أنت أشلون داخل كذا لو وحدة من البنات هي اللي عند جدي وأنت داخل مدرعم كذا ؟!!
كساب غاضب بالفعل: لا يا بنت ناصر أنا أعرف الأصول زين
أنا رحت لمجلسنا حسبت بأعين أبي جابر مثل عادته بس مالقيته
اتصلت في أمش أسأل عنه لأنه لي يومين ماشفته
قالت لي في حجرته وماعنده إلا مرتك مادريت إن مرتي ماخذه راحتها بزيادة!!
الجد جابر قاطع الشرارات المتفجرة بين نظراتهما وهو يهتف بتساؤل متأفف:
أنتو وش تهذرون ماسمعتكم
كساب يجلس جواره وهو يهتف باحترام مختلط بغضبه من كاسرة: أبد يبه
أنشد كاسرة عنك!!
ابتسم الجد: انشدني من روحي وإلا نشدة كاسرة أزين
حينها ابتسم كساب بخبث: أكيد يبه وش جاب صوتك عند صوتها اللي أروح عنده وطي!!
حينها ضحك الجد بصوت مسموع: الله يهني سعيد بسعيدة ويعوض علي
هي شايفة وجهك أزين وأنت شايف صوتها أزين
ها وش الي مقعدكم عندي
كاسرة وجهها احمر فعلا من الحرج والغضب وهي تسب نفسها لأنها لم تغلق الباب وتسب كساب لأنه تعمد إحراجها هكذا!!
همست بحزم وهي تستعد للمغادرة : المكان مكانك أنا باروح داخل
ولكن كساب أمسك كفها بقوة وهو يهتف بحزم مازال يتخلله الغضب:
اقعدي قهويني مابعد تقهويت
الجد الذي كان نظره ضعيفا لذا هو يرى مايحدث بضبابية فقط هتف بغضب:
أفا ياكاسرة أنتي ماقهويتي رجالش
كاسرة همست من بين أسنانها: حاضر يبه بأقعد أقهويه!!
كاسرة جلست على الأرض لتصب لكساب القهوة كساب تناول منها الفنجان بذات حدته
كان يرتشف قهوته ببطء وعيناه ترتشفان ببطء أيضا ملامح حسنها الغاضبة أمواج شعرها الغافية على كتفيها
وغضبه يتزايد كلما تخيل أنه كان من الممكن أن تلمحها عين رجل سواه
بعد أن أنهى فنجانه هزه دلالة على انتهاءه بينما كاسرة همست بغيظ: مقعدني قدامك عشان فنجال واحد بس
أجابها بنبرة مقصودة تماما: شوفتش قدامي تسوى فناجيل!!
وقفت وهي تهمس بحزم: خلاص أترخص
أكمل وهو يقول للجد باحترام: بنترخص كلنا
ثم أردف لكاسرة بحزم: يا الله معي للبيت
كاسرة لا تريد أن تذهب معه لأنها تعلم ما الذي سيحدث سيصرخ عليها قليلا ويؤنبها لأنها تركت الباب مفتوحا
وهي تشعر فعلا بالحرج ولا تحتاج للمزيد!!
همست بصوت منخفض: كساب ما أبي أروح الحين
كساب شدها من كفها وهو يهتف بحزم بالغ: غطي وجهش بجلالش وامشي
خلصيني
كاسرة شدت كفها وهي تهمس بغضب حقيقي من بين أسنانها:
كساب أظنك تعرف إني مستحيل أروح معك بذا الطريقة
حينها أفلتها وهو يهتف ببساطة تثير الغيظ: خلاص براحتش
بس عشان ماتزعلين وتقولين ماقلت لي أنا بأروح أرتب أغراضي وبأطلع المطار عقب المغرب لأن طيارتي بعد العشا
كاسرة تراجعت نصف خطوة وهي تهمس بصدمة حقيقية: أنت مهوب قلت لي عقب كم يوم؟!!
هز كتفيه وهو يفتح الباب ويستعد للخروج : تقدمت الرحلة فيه مانع يعني
وخرج فعلا وهو يغلق الباب وراءه ثم يتنهد خلفه بعمق لاسع!!
يتخيل أنه قد يمنعها عنادها من اللحاق به وأنه قد يسافر دون أن يودعها
دون أن يضمها لصدره ويتزود من عبق أنفاسها!!
شعر حينها أن قلبه يُعتصر بقسوة. ولكنه مضى
مــا الـجــديــــد
قهر نفسه وأمنياته ورغباته شيء اعتاد عليه حتى غاص بوجعه في خلاياه!!
لذا لم يستطع منع نفسه من الابتسام وهو يراها تدخل خلفه إلى غرفتهما بعد دخوله بدقيقتين
كان قد وضع حقيبته على السرير وفتحها
همست دون أن تنظر ناحيته وهي تشد الحقيبة ناحيتها: ملابسك ذا المرة ملابس شغل واجتماعات وإلا كالعادة
هتف بذات ابتسامته التي لم يستطع منعها من الاتساع: كالعادة
همست بحزم: خلاص افتح لي الدولاب السري خلني أرتب ملابسك
غريبان هذا الزوجان غريبان بالفعل!!
يخفي سرا كبيرا وتعلم هي ذلك ويعلم هو أنها تعلم!!
أحيانا حين يسافر تكون هي من ترتب ملابسه كما يحب هو بطريقة منظمة جدا بنطلونات وقمصان وأحذية رسمية للعمل واجتماعات رجال الأعمال
أحيان أخرى يكون هو من يرتب حقيبته دولاب مغلق مفتاحه معلق مع مفتاح سيارته الملابس معلقة في أكياس قماشية داكنة وكذلك الأحذية!!
يكون هو من يستخرجها ويصفها في الحقيبة!!
فما الغريب أن ترتبها هي اليوم مادامت لا تعرف ماهية هذه الملابس ولا شكلها!!
كساب فتح لها الدولاب فعلا ووقف جانبا وكأنه بهذه الطريقة يريد أن يريها كم أصبحت قريبة منه
كاسرة همست بسكون: كم لبسة تبي
أجابها بحزم: كلهم
شعرت حينها أنها اختنقت تماما اختنقت بالفعل (كلهم؟!!)
كم يريد أن يطيل هذا القاسي المتحجر؟!!
كانت تضع الملابس بآلية دقيقةحتى انتهت كانت تريد أن تغلق الحقيبة
لولا أنه أمسك بها من عضديها وأدارها ناحيته وهو يهمس بعمق:
أنتي الحين ليش زعلانة مني؟ من يوم دخلتي حتى عينش ماحطيتها في عيني!!
همست بسكون ودون أن تنظر لوجهه: كساب ماني بزعلانة والله العظيم ماني بزعلانة!!
حينها همس برفق وهو يمد سبابته ليرفع ذقنها قليلا: زين خلني أشوف عيونش
عشان أدري إنش منتي بزعلانة
حاولت رفع عينيها ولكنها لم تستطع لا تعلم ما الذي حل بها
لكنها تخشى أن تنفجر باكية وهي تفضل أن تموت على أن يراها تبكي!!
كساب تنهد لا يعلم ما بها ولكن يبدو أنها غاضبة فعلا لذا لا تريد أن تنظر له بشكل مباشر
شدها برفق ليحتضنها بقوة كانت ذراعيه تحيطان بها بقوة حانية
بينما مدت هي ذراعيها لتحيط بعنقه وهي تتطاول على أطراف أصابعها وتهمس في عمق أذنه بنبرة عميقة خاصة:
لا تتأخر
نثر قبلاته العميقة على أذنها قبل أن يهمس لها بعمق خالص: بأحاول بس أنتي خلي بالش من نفسش
صمت لثانية ثم أردف: وأنتي تدرين ياكاسرة وش كثر أغار عليش
أمنتش بالله الشيء اللي كان يزعلني وأنا موجود ماتسوينه وأنا غايب!!
*********************************