أزمة الرهن العقاري ترفع حصص السندات الإسلامية في العالم
- "الاقتصادية" من لندن - 26/08/1428هـ
أكد مسؤول في بنك ألماني أن تكلفة السندات الإسلامية والتمويل في الشرق الأوسط سترتفع نتيجة انقباض الائتمان الذي أصاب الأسواق الدولية في الأسابيع الماضية.
وفي لقاء مع "داو جونز", قال جيرت بوسويت المدير الإداري والرئيس الإقليمي للمنتجات المهيكلة في الشرق الأوسط في دويتشه بانك: "ينبغي أن يكون المستثمرون على وعي بأن الفروق في أسعار البيع والشراء للمنتجات الائتمانية التي شهدناها في الماضي لن تحدث الآن". وقال "سيكون الشرق الأوسط أقل تعرضاً ولكن ستكون هناك بالتأكيد قضايا وأمور حول نطاقات الأسعار الأرحب". وأضاف: "سيطلب المستثمرون الآن تعويضاً أعلى مقابل ما يدفعونه, ذلك أن مخاطر التسديد أصبحت أعلى من ذي قبل". ولكنه لم يعط أي تفاصيل حول السندات المعينة التي يمكن أن تتأثر بذلك.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
أكد مسؤول رفيع في بنك ألماني أن تكلفة السندات الإسلامية والتمويل في الشرق الأوسط سترتفع نتيجة انقباض الائتمان الذي أصاب الأسواق الدولية في الأسابيع الماضية.
وفي مقابلة مع زاوية داو جونز قال جيرت بوسويت، المدير الإداري والرئيس الإقليمي للمنتجات المهيكلة في الشرق الأوسط في دويتشه بانك: "ينبغي أن يكون المستثمرون على وعي بأن الفروق في أسعار البيع والشراء للمنتجات الائتمانية التي شهدناها في الماضي لن تحدث الآن". وقال "سيكون الشرق الأوسط أقل تعرضاً ولكن ستكون هناك بالتأكيد قضايا وأمور حول نطاقات الأسعار الأرحب".
وأضاف: "سيطلب المستثمرون الآن تعويضاً أعلى مقابل ما يدفعونه, ذلك أن مخاطر التسديد أصبحت أعلى من ذي قبل". ولكنه لم يعط أي تفاصيل حول السندات المعينة التي يمكن أن تتأثر بذلك.
تراجع شهية المخاطرة للمستثمرين
وفي الوقت الذي بدأت تهدأ فيه مشكلات أسواق الإسكان وأسواق القروض لضعيفي الملاءة، تقلصت شهية المخاطرة بالنسبة للمستثمرين. ففي أسواق الائتمان الأمريكية، يبتعد المستثمرون عن الصفقات التي تتميز بالابتكار والمخاطرة الإضافية. وحتى تتصدى البنوك للعزوف المتزايد للمستثمرين خلال النصف الأول من آب (أغسطس)، ضخت البنوك المركزية حول العالم قدراً من السيولة في الأسواق المالية.
يقول ديفد وايس، المدير الإداري وكبير الاقتصاديين في "ستاندرد آند بورز": "لمدة عامين على الأقل ظلت ستاندرد آند بورز تجادل بأن المستثمرين متهاونون فوق الحد بالنسبة للمخاطر. والآن نرى أن رد فعلهم كان يزيد عن حده في الاتجاه المعاكس ولكن التاريخ يوحي بأن أسواق الائتمان ستعود إلى وضعها الطبيعي بسرعة نسبياً، ولكن ذلك يمكن أن يكون بعد عدة أشهر".
وقد تحول المستثمرون في الدخل الثابت إلى الملاذ الآمن للسندات الحكومية وإلى النقد ومعادلات النقد، مثل ودائع البنوك وشهادات الإيداع والأوراق التجارية العادية، حتى يتجنبوا جوانب عدم اليقين التي تشوب الوضع الحالي. ويقول جان ميشيل سيز، كبير الاقتصاديين لدى "ستاندرد آند بورز" في أوروبا: "ستعود السيولة إلى الظهور من جديد حين تبلغ إعادة تسعير المخاطر بالفعل مستوى جديداً".
إن سوق القروض السكنية المورقة (أو المهيكلة) شهدت أعظم تراجع من قبل المستثمرين، ولكن الرغبة في عدم الدخول إلا في استثمارات مضمونة امتدت إلى ما وراء ذلك. وتقول ديانا فازا، المديرة الإدارية ورئيسة قسم أبحاث الدخل الثابت العالمي في "ستاندرد آند بورز": "لغاية الشهرين السابقين، كانت الشركات قادرة على إعادة التمويل والوصول إلى الأسواق الرأسمالية بمنتهى السهولة واليسر. أما الآن فقد تغير كل ذلك, فقد سقطت الإصدارات في الولايات المتحدة من فوق مرتفع عال".
ورغم أن السندات المطروحة ذات المستوى العالي والعوائد العالية شعرت بانقباض الأسواق، إلا أن إصدارات السندات ذات الجدارة الائتمانية المشكوك فيها التي تدرسها "ستاندرد آند بورز" وصلت إلى مرحلة التجمد تقريباً. وفي حين أن العروض للسندات ذات الجدارة الاستثمارية العالية، وإن كانت أدنى، إلا أنها كانت أوفر حظاً إلى حد ما. وتقول فازا: "إن السوق لا تزال تنظر في الصفقات المهيكلة التقليدية والسليمة وإن كانت بأسعار أعلى".
تفشي القلق
وفي الخليج وضع المصرفيون العرب أيديهم على قلوبهم في الأسابيع الماضية من جراء قلقهم من أن أزمة القروض السكنية لضعيفي الملاءة في الولايات المتحدة يمكن أن تقضي على الطفرة الاستثمارية في المنطقة التي تشكل موطناً لأكثر من نصف الاحتياطي النفطي للعالم.
وفي حزيران (يونيو) قال دويتشه بانك إن من المتوقع أن يولد الشرق الأوسط استثمارات يمكن أن تصل قيمتها إلى 30 مليار دولار في السندات الإسلامية الجديدة، في الوقت الذي يرتفع فيه بشدة الطلب على السندات الملتزمة بأحكام الشريعة الإسلامية لتمويل مشاريع التطوير العقاري ومشاريع تطوير البنية التحتية.
وأرغم تقلب سوق السندات وتباطؤ طلب المستثمرين بالفعل شركة دانا (في الإمارات العربية المتحدة) وشركة DAE Aviation Holdings على إيقاف إصدار سندات بقيمة 1.94 مليار دولار. وأجلت "دانا غاز" تسعير سندات إسلامية قابلة للتحويل بقيمة مليار دولار حتى شهر أيلول (سبتمبر).
والأحد الماضي قال ناصر الشيخ، رئيس مجلس إدارة "أملاك للتمويل" في الإمارات، وهي شركة متخصصة في القروض السكنية الملتزمة بأحكام الشريعة الإسلامية، إن تسعير سنداتها المقبلة التي تبلغ قيمتها مليار درهم إماراتي يمكن أن يزيد بمقدار عشر نقاط أساس على الأقل.
وفي أوائل تموز (يوليو) أجل بنك الخليج الأول في الإمارات برنامجه لبيع سندات في أوروبا بقيمة 3.5 مليار دولار، كما أن بنك إثمار في البحرين أجل بيع سندات إسلامية قيمتها 300 مليون دولار ومدتها خمس سنوات.