النهاية بعنوان "ورحلت "
كان صباح غائم مثقل بالغيوم السوداء الماطرة, وكأن السماء
تنذر سكان المزرعة بما يخفي لهم هذا اليوم القاتم من مفاجئات
الوقت الحادي عشرا ظهراً, المكان غرفة أش
اجتمع بيير وجيف وليزا في غرفة أش بعد أن قام جيرمي
ومات بعملية الحصر للخسائر
بيير : 300 رأس من العجول و253 رأس من الأبقار اغلبهم
من الأبقار المريضة
امسك جيف الورقة ليقرأها: هذا يعني انك لن تستطيع
أن تفي بالعقد الذي وقعته مع شركة أوراس فلم يبقى
سوى شهر لتسليم العجول, وفي حال لم نسلم الشحنة
علينا أن دفع 700 ألف دولار, هذا بالإضافة إلى بعض
الأقساط المتأخرة للبنوك لفك رهنا أرض المزرعة وتسديد
ثمن بعض معدات المزرعة وثم الثور الذي قمت
بشرائه إضافة إلى ثمن الثور النافق ومصاريف المزرعة
وأجور العمال
كان أش يستمع إلى جيف وهو يفكر بطريقة يحصل بها على
المال الكافي لحل هذه الأزمة, تحدث بيير يقطع الصمت الذي
عم الغرفة : سوف اعرض شقة المدينة للبيع, كما أني املك
بعض المال الذي قد يساعد في عمل شيء انه ليس بمبلغ كبير
جد,ا ولكن قد يساعد في عمل شيء ما
ابتسم أش لأخيه : أشكرك يا بيير ولكن هذا ليس كافياً ,
ولا داعي لان نخسر كل شيء دفعة واحده
"ثم نظر إلى جيف "ما رأيك أنت يا جيف
وضع المحامي الأوراق التي يدقق فيها من يده
" ونظرا إلى أش" صمت للحظة ثم قال : يؤسفني أن يحدث هذا
يا أش ولكني حذرتك من المغامرة, المبلغ ضخم وإذا
ما علم البنك سوف يحجز على المزرعة ليحفظ حقوقه
ويبيعها في المزاد ليفي الديون المترتبة عليك بالإضافة
إلى القصر, وقد لا يتبقى لك شيء بعد ذالك سوا القليل
كانت ليزا مذهولة مما تسمعه : ولكن أليس هناك مخرج
من هذه ألازمه
نظر إليها أش الذي طغى عليه مظهر البرود برغم التوتر
في داخلة : لا تقلقي
سنجد حل وألان هلا تركتموني ارتاح قليلا اشعر بتعب
ليزا : اجل يجب أن ترتاح قليلا لقد عملت لساعات طويلة
هذا ليوم حمل جيف بعض الأوراق: سأجري بعض المحادثات
وارتاح قليلا, الراحة تساعد على التركيز أراك في ما بعد
خرج الجميع من غرفة أش , ذهب المحامي إلى غرفة المكتب
فورا بينما دخل ليزا وبيير غرفة المعيشة حيث كانت الين تقرءا
كتابا لتشغل وقتها أثاء غياب الجميع جلست ليزا على الكرسي
المقابل لبيير بينما قامت الين بصب العصير لهم
ليزا: بيير أريد أن أخبرك بأمر ما ولكن يجب أن تسمعني
حتى ألنهاية
نظر ليها بيير بنظرة متسائلة : ماذا يا ليزا قولي ولن أقاطعك
أخذت ليزا العصير من الين بعد أن شكرتها : الأمر ,, الأمر يتعلق
بالعجوز باترك
ظهرت الدهشة على وجه بيير : من !!
سيطرت ليزا على ترددها واندفعت قائله : العجوز باترك طلب
مقابلة أش ولكن الطبيب اخبره بالحادث الذي تعرض له فطلب
مقابلتك أنت انه نادم على ما حدث في السابق ويريد أن يعتذر
منكم ويكفر عن خطئه
وقف بيير بغضب ليقطع الحديث : كلا لا نريد اعتذاره
فلن يغير شيء الآن
وقفت ليزا وأمسكت بذراعه : بيير لقد سمعت بنفسك
ما قاله جيف عن وضع أش ,قد يخسر كل شيء, ولكن إذا
طلبت مساعدة العجوز قد تحل الأزمة أو حتى تقلل من الخسائر
الين : بيير لا اقصد التدخل في أموركم الخاصة ولكن لماذا لا
تذهب إليه وتعرف ماذا يريد لن تخسر شيء بل قد تساعد أخاك
بذهابك ولن يجبرك احد على فعل شيء لا تقبله أنت وأخيك
مشى بيير بتوتر في الغرفة وهو يفكر ثم نظر إليهم : ولكن هذا
سيغضب أش ولن يقبل مساعدته أنا اعرف أش لن يفعلها,
وسيغضب إذا علم بذهابي إليه من اجل طلب المساعدة
, كما أني لا أطيق ذك العجوز
الين : لم نطلب منك أن تحبه, ولكن أن تعرف ماذا يريد
ولا داعي لإخبار أش في الوقت الراهن
وقفت ليزا أمامه تنظر إلي عينيه مباشرة : بيير انه على
فراش الموت لن يضرك لو ذهبت لتحقيق أخر رغبه له
فكر بيير لبعض الوقت وهو يرتشف العصير وعندما توصل
إلى قرار وضع كأس العصير الفارغ على الطاولة: حسنا
سوف اذهب لأرى ماذا يريد ذاك العجوز ولكن لن اطلب المساعدة منه
(¯`o._ (¯`o._(¯`o._(¯`o._( )_.o´¯)_.o´¯)_.o´¯)_.o´¯)
الوقت 3 ظهرا
خرج بيير تحت المطر مسرعاً باتجاه قصر
العجوز باترك وعند وصوله إلى القصر,طلب من كبير الخدم
مقابلته العجوز,فصحبه إلى غرفته وستأذن له بدخول,كان بيير
يشعر بشعور غريب هو يخطو داخل القصر الذي قضى فيه
أوقات ممتعه في ما مضى, ولكنه تغير كثيرا بدت جدرانه كئيبة
حزينة بدت مختلفة عما عهده , طلب منه كبير الخدم الدخول
لمقابلة العجوز, تمنى بيير لو لم يحضر ولكنه تقدم بخطوات ثابتة
إلى دخل الغرفة فوجد العجوز مستلقي على السرير بوجه
شاحب ونظراته تتبع تقدمه نحوه
بادر بيير الكلام: مساء الخير أيها العجوز لقد طلبت مقابلتي
وها قد حظرت
بدا العجوز باترك سعيدا برؤية بيير مرة أخرى لقد تغير ألان بدا
أكثر رجولة عن ما مضى تحدث العجوز فبدا صوته منخفض
قليلا مرتعش: كيف حالك يابني وكيف هو حال أش لقد سمعت
انه تعرض لحادث وأصيب في ذراعه كنت أتمنى رؤيته قبل.
قطع عليه بيير الحديث : أنا بخير وكذالك أش بدا في التحسن,
علمت انك تريد رؤيتي لأمر ما ؟
أغمض العجوز عينيه يستجمع شجاعته : اجل. أجل أردت
أن اعترف بذنبي وخطئي تجاه ابني أخي العزيز لورنس فلم
اعد قادر على كتم الموضوع وأريد أن اطلب الصفح قبل أن أموت
, فقد يقبل الله توبتي "سكت للحظة قصيرة " لقد اتهمت أبوك
بسرقة أموالي في ما مضى, فعلت ذالك بدافع الغيرة, فقد بدأ
يحتل مكانه في عالم التجارة, تجاري مكانتي التي جاهدت لها
لوقت طويل , حتى أن التجار بدئوا يتركوني ويتجهون إلي
مباشره, برغم من أننا كنا ندير التجارة معا
فشعرت بتجاهلهم لي, فكرهته أباك, أجل كرهته فقد سرق
مني كل ما جاهدت من اجله لسنوات, أنا من ربيته وأدخلته
إلى عالم التجارة, حتى أصبح شخص مشهور
فجن جنوني من الغيرة , وخططت لأتهمه بسرقة, كي
أحطمة وأهز سمعته , الغيرة أعمتني والحقد غذى ذالك
الشعور, كما أن الحاقدين وجدوني فريسة سهله لإفراغ
حقدهم على والدك, حولت مبلغ كبير من المال إلى حسابه
في البنك, واتهمته بتزوير توقيعي على الأوراق لأهز سمعته
في السوق, وقررت أن اكشف عن
الخطة أمام الناس بنفسي, وان احدث شجار بيننا لأؤكد
الفضيحة في حفل العشاء الذي أقامة والدك بمناسبة
حصوله على صفقة كبيرة مع إحدى اكبر الشركات و
صرخ بيير واقفا بعد أن نفذا الصبر منه : يكفي , اصمت
لا أريد سماع المزيد كيف استطع أن تخطط لكل هذا,
انه ابن أخيك, بل ابنك الذي ربيته, لقد حطمته تمام
لقد أغرقته في الديون, حطمت سمعته حتى كاد أن
يعلن الإفلاس, كل هذا بسبب غيرتك أيها العجوز,
وتريد منا الصفح! كلا لن اصفح عنك ما حييت, وكذالك أش
لقد أمضى أبي أخر أيامه حزيناً تعيساً, لذالك سأتركك تموت
دون أن تنال الصفح منا على فعلتك ليحاسبك الله على أفعالك القذرة
خرج بيير مسرعا من القصر تاركا العجوز غارق في دموع الندم
وهو ينادي بصوت مبحوح على بيير لكي يعود ولكن دون أمل
_(¯`o._( )_.o´¯)_.
بعد أن نفذ صبرها خرجت مسرعة تبحث عنه عند الحظائر
فهي مصرة على رؤيته هذه المرة ولا يهم إذا ما غضب منها
, مشت بحيرة بين الحظائر تبحث عنه ولكن لا اثر له ,
رأت احد الرعاة وسألته عن جيرمي , ولكنه اخبرها انه
ذهب منذ قليل إلى الحظائر القديمة , فاستشاطة غيضاً "
لقد نسي موعدها مرة أخرى ولكن هذه المرة لن
تستسلم "عادة إلى البيت وهي مصممة على اللحاق
به حتى لو غضب منه مرة أخرى
(¯`o._ (¯`o._(¯`o._(¯`o._( )_.o´¯)_.o´¯)_.o´¯)_.o´¯)
أصر أش على أن تخرج ليزا والين من القصر في جولة على
ظهر الخيل لترويح عن الين التي ظلت مهمله لفترة طويلة
مؤكدا انه يريد البقاء برفقة المحامي على انفراد , مما بعث
السرور في قلب الفتاتين, لحاجتهم إلى استنشاق الهوى
بعد فترة التوتر التي مرت بهم, وكان الجو منعشاً برذاذ المطر
الذي خف منذ قليل, فأرادتا اغتنام الفرصة والخروج في هذه
النزهة, وعند خروجهم من بوابة القصر رأتا ,حصان بيير يعدو
من بعيد بسرعة ,وكأنه يهرب من شيء يطارده فشعرتا بالخوف
نظرت الين بفزع إلى ليزا : مآبه؟ ماذا حدث ياترا؟
قالت ليزا وهي تشد لجام الحصان :لن نعرف إلا إذا لحقنا به ؟
وأسرعت ليزا تتبعها الين بتاجه بيير, الذي لم يلحظ أن هناك
من يتبعه لغرقه حزنه وشعور بألالم يعتصر قلبه ,فقد أعاد
إليه العجوز أسوء فتره في حياته, عندما حجز البنك على كل
ما تمكن والده من جمعة خلال شبابه, فاستولى البنك على
مجموعة من الخيول الأصيلة التي كان والده يربيها من اجل
بيعها لسباقات, وكان هذه يؤمن دخل ثاني للمزرعة, كما
استولى على مساحات كبيرة من المزرعة التي ورثها عن
ولده حتى تقلصت إلى الحجم الذي أصبحت عليه الآن,
ولم يبقي لهم سوى القصر وبعض رؤوس الأبقار , التي
مكنت لورنس من العود لتجارة في ما بعد وبمساعده
بعض الأصدقاء ,كان ذكرى تلك أللحظات تحطم بيير
المراهق والعاجز عن فعل أي شيء لمساعدة والده,
خاصة بعد فشله من الالتحاق بسلك المحاماة مما أشعره
بالعجز وشعور بالذنب الذي طارده لفترة طويلة من حياته
أخيرا توقف بيير بالقرب من البحيرة عند بقعة تكثر فيها
الأشجار ,حيث أردا أن يختبئ عن أعين الجميع ,نزل من
على الحصان وجلس على جذع شجرة وغطى وجهه
براحتيه ليمسح قطرات الدموع التي علقت بين رموشه
الكثيفة وما هي إلا لحظة حتى سمع صوت ليزا والين
تناديانه ,أرد تجاهلهم في البداية لكن سرعان ما اكتشفتا مخبئه
نزلت الين بسرعة من على الحصان تتبعها ليزا واقتربت
بتردد من بيير تحدثت الين بقلق : بيير هل أنت بخير؟
اقتربت ليزا من بيير : بيير ماذا حدث اخبرني ؟