لَهُ, مٍنْ, الخلافة…لِمَن, السَّمْعَ, ذكرى, شَهِيدٌ, وَهُوَ, قَلْبٌ, كَانَ
بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكرى هدم الخلافة…لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
بقلم : عاهد ناصرالدين
في الثامن والعشرين من شهر رجب الخير لسنة 1342 هـ، الموافق للثالث من آذار لسنة 1924م, وقعت أكبر جريمة في حق المسلمين، حيث تمكنت الدول الأوروبية بقيادة بريطانيا من إلغاء دولة الخلافة الإسلامية، ولم تخرج الجيوش البريطانية المحتلة لمضيق البوسفور وإستانبول العاصمة إلا بعد أن اطمأنت إلى نجاح عميلها مصطفى أتاتورك في تركيا من إلغاء دولة الخلافة، وإقامة الجُـمهورية العلمانية على أنقاضها، وإخراج الخليفة من البلاد.
فهذا الحدث الجسيم، وهو هدم الخلافة، لا شك بأنه يعتبر منعطفاً خطيراً في حياة الأمة الإسلامية .
بسقوط الدولة الإسلامية ،خلافة المسلمين في العام 1924م، لم يتبق للأمة الإسلامية منذ ذلك التاريخ دولة حقيقية تمثلهم، ولم يعودوا يحيون في جماعة إسلامية يقودها خليفة مبايع شرعاً على العمل بكتاب الله وسنة رسوله .
بفقدان دولة الخلافة فقدت الأمة الإسلامية ما وصفه القلقشندي: بـِ«حظيرة الإسلام، ومحيط دائرته، ومربع رعاياه، ومرتع سائمته، والتي بها يحفظ الدين ويُحمى، وبها تُصان بيضة الإسلام، وتسكن الدهماء، وتقام الحدود فتمنع المحارم عن الانتهاك، وتُحفظ الفروج فَتُصان الأنساب عن الاختلاط، وتُحصن الثغور فلا تطرق، ويُذاد عن الحُرَمِ فلا تُقرع».
لقد افتُقدت فعلاً هذه المعاني واختفت بسقوط دولة الخلافة، وغاب واقع هذا الوصف الذي ذكره القلقشندي عن الخلافة تماماً من حياة المسلمين.
أما الدول التي أُقيمت على أنقاض الدولة العثمانية فإنها في الواقع ليست بأكثر من كيانات زائفة لا تمثل الأمة بحال من الأحوال؛ لأن الإستعمار هو الذي فرضها على شعوب الأمة الإسلامية .
والمسلمون منذ سقوط الخلافة قبل خمس وثمانين سنة هجرية لم يذوقوا طعم الإنتصار والعزة والكرامة ولو لمرة واحدة، فهم لم يكسبوا معركة قط، ولم يفوزوا بحرب أبداً، فحروبهم بعد عهد الخلافة لم تُنتج سوى الهزائم والنكسات والنكبات، وأما سلمهم الذي ينادون به ويروجون له فلم يكن سوى الإستسلام بعينه للأجنبي، ولم يتمخض عنه إلا الخيبة والسراب والأوهام .
مؤخرا قام كيان يهود الغاصب لأرض فلسطين أرض الإسراء والمعراج ، اعتبار المسجد الإبراهيمي في الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم، ضمن المناطق التراثية "الإسرائيلية"، في خطوة تأتي تعبيراً وتأكيداً على الأمر الواقع الذي فرضه كيان يهود منذ أمد بعيد.
لقد حدثت هذه المجزرة الرهيبة يوم ضاعت خلافة المسلمين سنة ألف وثلاثمائة واثنتان وأربعين هجرية التي تبعها الويلات والمصائب والنكبات؛ففي الرابع عشر من مايو/أيارعام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين ، سقطت فلسطين أرض الإسراء والمعراج ، الأرض المباركة ، أولى القبلتين في أيدي يهود ، واستولوا عليها ، وامتدّوا إلى غير فلسطين، وها نحن نرى الجرائم تُرتكب في فلسطين ولبنان تطال البشر والشجر والحجر، ومع ذلك فإن المسلمين لا يستطيعون نصر إخوانهم وهم يُذبحون ويُقتلون ويُقصفون هذه مصيبة الأمة الإسلامية في فلسطين وحول فلسطين،
مجزرة تتلوها مجزرة أبشع من أختها على سمع وبصر العالم الصامت إلا عن محاربة الإسلام باسم الإرهاب والتطرف .
حتى مجلس الأمن يكيل بمكيالين فضاعت قضية فلسطين والمسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي في جنبات وأروقة مجلس الأمن فتمت مكافأة الجلاد ومعاقبة الضحية .
المسلمون منذ التحاق الرسول – صلى الله عليه وسلم - بالرفيق الأعلى لم يهتموا بقضية قدر اهتمامهم بالخلافة.
إن القضية المصيرية للمسلمين في العالم أجمع هي إعادة الحكم بما أنزل الله ، عن طريق إقامة الخلافة بنصب خليفة للمسلمين يُبايع على كتاب الله وسنة رسوله ليهدم أنظمة الكفر ، ويضع أحكام الإسلام مكانها موضع التطبيق والتنفيذ ، ويحول البلاد الإسلامية إلى دار إسلام ، والمجتمع فيها إلى مجتمع إسلامي ،ويحمل الإسلام رسالة إلى العالم أجمع بالدعوة والجهاد .
لقد كان المسلمون هم قادة العالم يوم كانت الدولة الإسلامية في عنفوان مجدها وأوج قوتها، وجيشها الجيش الذي لا يُغلب؛فحاول الكافر المستعمر القضاء عليها عسكريا ففشل،ثم لما حصل الإنقلاب الصناعي في أوروبا اغتنم العدو هذه الفرصة الذهبية واتخذوه وسيلة للغزو الفكري، وأداة للغزو السياسي، واستعملوه قوة للغزو العسكري، ولكن عندما عجزوا في القضاء على الخلافة الإسلامية التي تجمع الأمة والبلاد الإسلامية اتخذوا أسلوب تقطيع أطرافها عنها، فبدأوا باقتطاع البلاد الإسلامية بلداً بلداً حتى يتم لهم القضاء على مركز الخلافة الإسلامية .
وبالفعل سارت دول الغرب تُقَطِّع بلاد المسلمين حتى كانت الحرب العالمية الأولى فتمكنوا بعد انتصارهم في تلك الحرب من إزالة الخلافة، وتقطيع الأمة الإسلامية بتجزئة بلاد الإسلام إلى مستعمرات ثم إلى دول، وتفريق صفوف الأمة الإسلامية إلى شعوب وقوميات، باسم الإستقلال، ورسموا ووضعوا حدودا وهمية فاصلة مقطِّعة جسم الأمة الإسلامية الواحد أجزاء مفككة لا يربطها رابط، فاستطاعوا الإستيلاء على البلاد الإسلامية وتحطيمها والقضاء على الخلافة الإسلامية.
لقد استطاع أعداء الأمة تقسيم الأمة إلى نحو خمس وخمسين دولة ليتمكن من قتلهم بلدا بلدا ،ولا يقوم أي بلد بنصرة أي بلد يُذبح فيه أهله كالعراق وفلسطين .
لماذا الإستهانة بمقدسات المسلمين
ولماذا الإستهانة بدماء المسلمين ؟ ولحساب من تُسفك الدماء الزكية ؟ ولماذا هذا القتل المستحر؟!!! ولماذا الوقوف والتحالف مع أعداء الأمة ضد الأمة ؟
إن المسلمين يُذبحون من الوريد إلى الوريد ؛ يُذبحون في الهند ،ويُذبحون في بورما،ويُذبحون في الصين ،وفي باكستان، وأفغانستان، والعراق ،وفي فلسطين وفي السودان وفي الصومال وفي الشيشان وفي الداغستان .
لقد تم هدم دولة الخلافة عام 1342هـ ؛ في الثامن والعشرين من رجب ، على أيدي الانجليز والفرنسيين والخونة من حكام المسلمين الذي تواطؤوا مع الكفار،ففقدت البشرية أعظم أمر، وتحكم النظام الرأسمالي في العالم ، وعشعشت الحضارة الغربية في أذهان كثير من أبناء المسلمين ، وغيرت من سلوكهم ، وعلى جميع الأصعدة؛ السياسية والإقتصادية والإجتماعية .
وخسر المسلمون بفاجعة سقوط خلافتهم هيبتهم من صدور أعدائهم ؛ مما جرّأ أعداؤهم عليهم ، فأعملوا في رجالهم القتل وفي نسائهم الغصب وفي أطفالهم الأمراض وجعلوا بلادهم مختبرا لأسلحتهم المحرمة دوليا كاليورانيوم المنضب وغيره.
ضاعت ثروات الأمة ؛ فأُغرِقت بلاد المسلمين في المديونية .
أصبح من يقاتل في سبيل الله ليخرج عدو الله إرهابيا متطرفا يستحق المطاردة والتدمير؟؛ فتاهت عقول بعضهم واحتارت.
أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إرهابا وجريمة لا تُغتفر ، فأصبح المنكر مألوفا وأمرا عاديا.
ساءت أوضاع كثير من بلاد المسلمين وهي تعاني من أعداء الله ؛ ففلسطين ممزقة بين ضفة وقطاع,القطاع ينتظر فتات موائد اللئام على أنه شريان الحياة ،في الوقت الذي تقوم به (الشقيقة مصر) بوضع جدار فولاذي بينها وبين من كانت تعتبرهم أبناءها ،لأن تعليمات أمريكا تقتضي ذلك .
وليس هذا فحسب ، فقد قال وزير التنمية الدولية في الحكومة البريطانية دوغلاس ألكسندر"إن توفير تعليم أفضل في غزة، بعيد عن تأثير المتطرفين، يعتبر أساسيا لأجل بناء مستقبل المنطقة"
بهذه الكلمات أعلن وزير التنمية الدولية في الحكومة البريطانية دوغلاس ألكسندر اعتزام حكومته تقديم ما يزيد عن 53 مليون جنيه استرليني كدعم للسلطة الفلسطينية ولوكالة غوث وتشغيل اللاجئين من أجل حماية ودعم أطفال غزة بحسب تعبيره، وذلك وفق ما نقلته وكالة معا الإخبارية. فيما اعتبر مدير عمليات الأونروا في غزة جون غينغ أن أكبر التحديات التي تواجه مدارس الوكالة التي تضم 260 ألف طفل لاجئ في غزة هو ما أسماه بـ "معالجة التطرف" الذي أفرزته الحرب والحصار "الإسرائيلي" المستمر، حسب قوله ووفق ما نقلته وكالة فلسطين اليوم الإخبارية.
كل هذا ليس لعيون أهل غزة بل لزيادة وزرع نفوذ القوى الغربية الإستعمارية في العالم وخاصة في بلدان العالم الإسلامي الغني بالثروات والعدو الحضاري التقليدي لها، وذلك تحت مسميات وشعارات مصطنعة لايتم فيها السيطرة على فلسطين فقط ،بل على باقي بلدان العالم الإسلامي ككشمير, وقبرص, وتيمور الشرقية والعراق وأفغانستان وجنوب السودان (دارفور),الذي ينحدر وضعه من سيئ إلى أسوأ.
لقد حل الضعف والذل والهوان؛فأهل السودان – سلة العالم الغذائي يتضورون من الجوع ،ومحارم المسلمين تنتهك في كل مكان،وتناثرت أشلاء هنا وهناك ، وسالت الدماء الزكية كالشلالات حتى الرُضَّع لم تسلم دماؤهم من السيلان.
امتلأت السجون والمعتقلات ، وكثُرت رسائل ذوي المعتقلين التي تقطع نياط القلب .
وسياسو الغرب واستخباريوه يجولون ويصولون في بلاد المسلمين ، ولا يغادر هذه البلاد زائر إلا ويأتي غيره بفكرة شيطانية خبيثة هي أسّ الداء ومكمن البلاء ، وهم بجموعهم يبرز عليهم أمر واحد ؛هو محاربة الإسلام والمسلمين باسم الإرهاب والتطرف والإرهاب والأصولية ، وما زالت الحرب مستمرة ، وما زال القتل الوحشي مستمر مستحر في أفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين .
ومع كل هذا فإنك تجد من يصفق لهم؛حتى من بعض علماء المسلمين !!!!!
فلسطين التي لم تُحل قضيتها فحسب؛بل تزيد تعقيدا يوما بعد يوم ، واليهود يراوغون ويصرحون بحل الدولتين أو دولة ونصف .
كل ذلك إما أن يكون بمحاربة صريحة أو بخبث ودهاء ومعسول الكلام، في محاولة لتغطية الدماء الزكية التي سفكها ويسفكها أعداء الأمة في أفغانستان والعراق وباكستان .
كل ذلك يجري،والأمة ليس لها كيان سياسي ولا إرادة سياسية ولا قرار سياسي نابع من كتاب الله وسنة الرسول – صلى الله عليه وسلم - .
كل ذلك يجري وبلاد المسلمين مستعمَرة ومجزأة إلى عدة دويلات حتى وصلت إلى نحو خمس وخمسين دويلةً، نَصَّبوا على كل منها حاكماً يأمرونه فيأتمر وينهونه فينتهي، لا يملك أن يتخذ قرارا ولو بالذهاب لحضور مؤتمر ، ورسموا لهم سياسةً تقتضي أن يبذلوا الوسع لتطبيقها على المسلمين .
لقد عاث الكفر في أرض المسلمين الفساد ، وسام المسلمين سوء العذاب ،وبالغ في إظهار عداوته لله ولرسوله وللمؤمنين .
لأن المسلمين قعدوا عن نصرة دينهم والقضاء على أعدائهم ، فأمعن الكفار فيهم ، إذ لم يروا أن المؤمنين لبعضهم كالجسد الواحد، وليس لهم قائد له الإرادة السياسية يملك بها اتخاذ القرار المناسب؛ فأتبعوا فلسطين بالشيشان وبأفغانستان ، وبالبوسنة وبكسوفا وبالسودان وبالجزائر ومن ثم بالعراق ولبنان .
دنسوا كتاب الله سبحانه على مرآى ومسمع الأمة عيانا ، وأهانوا شخص رسول الله في أكثر من موضع ،وصوتوا لمنع المآذن في سويسرا ،ويحاولون منع النقاب ، وشيخ الأزهر يساعد ويبرر هذا الصنيع ،فهانت الأمة في عيون أعدائها من أراذل الخلق حتى أصبح حديث رسول الله منطبقا بحرفيته : {يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة الى قصعتها ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، فقال قائل : وما الوهن يا رسول الله : قال حب الدنيا وكراهية الموت} .
ولكن هل تعود الأمة إلى سابق عهدها وتعيد مكانتها بعضهم يقول إن الأمة الإسلامية لن تعود كما كانت ، وأن الخلافة ضرب من الخيال والخرافة والجنون، ومن المستحيلات .
لكننا نعتقد اعتقادا جازما لا يتطرق إليه شك أن شمس الإسلام ستشرق من جديد،وأن دولة الإسلام قادمة بإذن الله-عزوجل- .
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( أمتي أمة مباركة لا تدري أولها خير أم آخرها ) رواه ابن عساكر عن عمرو بن عثمان وأشار السيوطي إلى حُسنه 0
وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم - (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله)) [رواه البخاري ومسلم].
وفي عام 1930هـ /2009مـ تحرك علماء الأمة الإسلامية المخلصون لحضور مؤتمر العلماء الذي عقد في جاكرتا مؤخراً، وحضره سبعة آلاف عالم،والذي يعتبر الأول من نوعه في مسيرة الدعوة إلى الخلافة، بعد أن رجع العلماء الأفاضل إلى أقوامهم بغير الوجه الذي غادروهم فيه، وقد عاهدوا الله على العمل مع العاملين لإعزاز هذا الدين وإقامة خلافة المسلمين ، حامية ذمار المسلمين وحافظة الدين .
وقد حفظ الله بمنه وكرمه أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – وجعلها خير أمة أُخرجت للناس وجعلها أمة وسطا بنص القرآن الكريم فقد قال تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }البقرة143. وَرَوَى التِّرْمِذِيّ عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْله تَعَالَى : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّة وَسَطًا " قَالَ : ( عَدْلًا ) . قَالَ : هَذَا حَدِيث حَسَن صَحِيح .
وكأن رسول الله ينطق بيننا ويعيش بين أظهرنا، حين أخبرنا عن زماننا هذا. فقال كما في الحديث الذي رواه مسلم من حديث أبي هريرة : ((بدأ الإسلام غريباً، وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء)).
وفي رواية الإمام أحمد: ((قيل من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس)).
أمة قادرة على تحقيق وعد الله تعالى وبشرى رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم - (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)، فإن خليفة المسلمين هو الذي سيقود جحافل الفتح والتحرير قريباً بإذن الله تعالى فهذه أمة عظيمة كريمة وهي خير أمة أُخرجت للناس، وهي أمة لا زالت حية وهي قادرة على النهوض والإرتقاء والتحرير وعلى ما فوق التحرير، ألا وهو تحقيق السعادة للبشرية جمعاء من خلال مبدأ الإسلام العظيم.
أمة فيها الرجال الرجال الذين يصلون ليلهم بنهارهم حتى تعود كما أخبر عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ) وليس ذلك فحسب بل وجعل بيت المقدس عقر دارها عاصمة لها ، وليس كما يريدون شرقية وغربية لكيانات كرتونية .
فهلموا أيها المسلمون للإجتهاد بالطاعة والعمل الصالح .
هلمُّوا إلى العمل لاستئناف الحياة الإسلامية ، واعقدوا الصفقة التي لن تبور ، فقد أذن الفجر وانهضوا أيها المسلمون وعودوا إلى عقيدتكم وانصروا دين الله ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ{10} تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{11} يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{12} وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ{13} الصف.
منقول من مدونة الشيخ عاهد ناصرالدين
td `;vn i]l hgoghtm…gAlQk ;QhkQ gQiE rQgXfR HQ,X HQgXrQn hgs~QlXuQ ,QiE,Q aQiAd]R