أسهم في رفع معدلات السعودة في القطاع الخاص ويحافظ على مدد الخدمة للمتقاعدين
نظام "تبادل المنافع" تفاصيل مهمة لمشتركي "التقاعد" و"التأمينات" 1-3
- - 25/08/1428هـ
يأتي قرار نظام تبادل المنافع بين نظامي التقاعد المدني والعسكري والتأمينات الاجتماعية تقديراً ودعماً لشريحة المتقاعدين المستفيدين من معاشات التقاعد ومحافظاً على مدد الخدمة للعاملين في القطاعين العام والخاص ويهدف إلى تنظيم كامل لمدد الخدمة وضمان حقوق العاملين المكتسبة في كل من القطاعين، كما أن النظام أسهم بشكل كبير في رفع معدلات السعودة في القطاع الخاص منذ تطبيقه حتى الآن، ونظراً لأهمية هذا الموضوع وضرورة الإلمام بتفاصيله لدى الموظفين في القطاعين العام والخاص على حد سواء. نعرض من خلال هذا الصفحة قراءة في نصوص نظام تبادل المنافع قدمها عبد الله بن عبد العزيز الماجد مدير عام الشؤون القانونية في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.
يوجد في المملكة ثلاثة أنظمة للتقاعد: نظاما التقاعد المدني والعسكري وتطبقه المؤسسة العامة للتقاعد على موظفي الدولة، ونظام التأمينات الاجتماعية وتطبقه المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية على العاملين في القطاع الخاص وعلى العاملين في الدولة الخاضعين لنظام العمل والعمال.
ولأن طبيعة العمل وظروفه ورغبة الموظف في التغيير، كل ذلك يدفعه إلى الانتقال من العمل في القطاع الحكومي إلى العمل في القطاع الخاص وبالعكس، وكان من نتيجة ذلك توافر مدد عمل في كل قطاع يتم النظر فيها وفق أحكام النظام الذي قُضيت في ظله، وإذا لم تكن تلك المدة مؤهلة بذاتها للحصول على المعاش فإن ذلك يعني حرمان الموظف من الاستفادة منها ما لم تتح له الفرصة لضمها إلى مدة عمله في القطاع الآخر لذا كان لابد من وجود نظام للتبادل يعمل على تنظيم تكامل المدد وضمان الحقوق المكتسبة بالحفاظ على مدد الخدمة، مما يمكّن كل من ينتقل من العمل الخاضع لنظامي التقاعد المدني والعسكري إلى العمل الخاضع لنظام التأمينات الاجتماعية بأن يضم مدد اشتراكه إلى بعضها تحت مظلة النظام الأخير بحيث يتمكن في نهاية خدمته من الحصول على معاش، أو تحسين معاشه، وهذا بلا شك سيعطي حرية أكبر لتنقل المهارات والخبرات السعودية بين القطاعين، مما يسهم في طمأنينة العاملين السعوديين أن فرص العمل متاحة لهم وميسرة في القطاعين دون إضرار أو ضياع للحقوق المكتسبة، مما يدعم خيار السعودة في القطاع الخاص.
ليس هذا فحسب، بل سيسهم ذلك في زيادة أعداد الداخلين إلى سوق العمل في القطاع الخاص وزيادة نسبة العاملين فيها، ولاسيما أصحاب المؤهلات والخبرات الجيدة، كما أنه سيتيح الفرص لبعض هذه الخبرات للتنقل للعمل في القطاعين العام والخاص وسيؤدي إلى التقليل من البطالة ومعالجة مشكلاتها.
صدور النظام
صدر نظام تبادل المنافع بين نظامي التقاعد المدني والعسكري ونظام التأمينات الاجتماعية بموجب المرسوم الملكي رقم م/53 وتاريخ 23/7/1424هـ، وجاء محكومًا بالأساس الذي بني عليه وهو (مبدأ تبادل الاحتياطيات) والذي يفترض تحويل المبالغ الخاصة بالمدد التي قضيت في ظل النظام الأول إلى النظام الأخير، ويتم تبادل الاحتياطيات وفقًا لجداول اكتوارية بنيت على أسس اكتوارية حيث يفترض أن المبالغ التي تخص الخدمة المراد ضمها بقيت لدى النظام الأول وقام باستثمارها.
وبالتالي فهو لا يخرج في إطاره العام عن الأساس الفلسفي ذاته لنظم التقاعد والتأمينات الاجتماعية المبنية في تقديرها للمنافع على قاعدة التوازن بين الموارد والتعويضات في ضوء دراسات اكتوارية دقيقة، وفي إطار ما تقرره تلك النظم من منافع وفقًا لأحكامها، إضافة إلى جوانب نظامية أخرى وقد يجد البعض أن في النظام بعض الشروط التي تحد من الاستفادة منه، وهذا يرجع إلى أن النظام راعى جميع المصالح واهتم بعدم إحداث أي خلل في الأنظمة المذكورة. يتكون النظام من ستة مواد نستعرضها فيما يلي مع إيضاح لأهم الأحكام التي تضمنتها.
المادة الأولى
خصصت المادة الأولى لتعريف معاني المصطلحات الواردة في النظام لتلافي تكرارها في كل مادة، ويستفاد من تعريف مصطلح "المشترك" ومصطلح "مدة الاشتراك" أن حق طلب الضم مكفول لمن كانت لديه مدة اشتراك في أي من الأنظمة الثلاثة "نظام التقاعد المدني" و"نظام التقاعد العسكري" و"نظام التأمينات الاجتماعية".
كما يستفاد من تعريف مصطلح "النظامين" أنه اعتبر كلاً من نظام التقاعد المدني ونظام التقاعد العسكري نظامًا واحدًا، وذلك راجع ـ كما أسلفنا ـ إلى التكامل بينهما وضم المدد، وإدارتهما من مؤسسة واحدة.
المادة الثانية
تقرر المادة الثانية حق المشترك في طلب ضم مدد الاشتراك، وتشير الفقرة (1) منها إلى مبدأ اختيار طلب الضم "يجوز للمشترك" فهو الذي يقرر رغبته في ذلك من عدمها، بمعنى أنه ليس مفروضًا عليه أن يطلب الضم وذلك من منطلق أنه هو من يملك هذا الحق بحكم أنه المستفيد، ذلك بأنه قد يرى أن من مصلحته صرف التعويض المقطوع، أو أن مدة اشتراكه في النظام الأول تؤهله للحصول على معاش فيستعجل صرفه دون انتظار انتهاء مدة عمله في النظام الأخير.
أما الفقرة (2) من هذه المادة فتشير إلى أن انتقال المشترك من نظام إلى آخر أكثر من مرة لا يحرمه من الاستفادة من أحكام نظام التبادل، وفي هذه الحالة يعتبر النظام الذي عاد إلى العمل في ظله من جديد هو النظام الأخير.
في حين تقرر الفقرة (3) من المادة أن حق طلب الضم مكفول حتى لمن انتهت مدة اشتراكه في النظامين قبل بدء العمل بنظام التبادل بهدف مد أحكامه إلى فئات لم تكن على رأس العمل عند نفاذه لغرض توسيع قاعدة المستفيدين منه، وهذا بالطبع محكوم بتوافر شروط الضم المنصوص عليها في المادة (الثالثة) من النظام.
أما الفقرة (4) فتؤكد أن من اختار الضم ولم تؤهله هذه المدة بعد ضمها إلى مدة اشتراكه في النظام الأخير للحصول على معاش فإن حقه في التعويض عنها وفقًا للنظام الأول يبقى قائمًا كحق مكتسب، ولا يؤثر في ذلك اختياره لطلب الضم.
المادة الثالثة
تحدد هذه المادة الشروط اللازم توافرها لضم مدد الاشتراك، وأوردت المادة ذلك في ستة فقرات، نستعرضها فيما يلي:
الفقرة (1): تضمنت شرطًا يقضي بألا يكون المشترك قد تسلم مكافأة أو معاشًا طبقًا للنظام الأول عن مدة اشتراكه المطلوب ضمها، وهو مبني على أساس أن المراكز القانونية قد تحددت في الحالتين المشار إليهما قبل بدء تطبيق نظام التبادل، فمن تسلم مكافأة فقد انتهت علاقته بنظام التقاعد الخاضع له بالنسبة للمدة التي صرف عنها المكافأة، ومن تسلم معاشًا فهو الآخر قد سوى وضعه عن المدة التي تسلم عنها المعاش، ومن ثم فلم يعد ممكنًا قبول طلب الضم استقرارًا للأوضاع، كما جاء هذا الشرط في إطار الأساس الذي بني عليه نظام التبادل وهو (مبدأ تبادل الاحتياطيات) الذي سبق الحديث عنه.
الفقرة (2): اشترطت ألا تقل مدة الاشتراك في النظام الأول المطلوب ضمها عن سنة، وجاء هذا التحديد على اعتبار أن السنة تمثل جزءًا كاملاً في حساب متوسط الأجر أو الراتب خلال السنتين الأخيرتين من مدة الخدمة، وهذا الشرط ارتبط بالشرط الذي يليه والمنصوص عليه في الفقرة (3).
الفقرة (3): اشترطت هذه الفقرة ألا يزيد عمر المشترك على (59) عامًا عند طلب الضم، وجاء تحديد هذه السن في ضوء ما ورد في نظام الخدمة المدنية من تحديد هذه السن كحد أقصى للالتحاق بالخدمة، وقد تضمنت نصوص النظام حكمًا يجيز لمن ترك العمل الخاضع للنظامين قبل تاريخ بدء تطبيق النظام، وكذلك المشترك الذي لا يزال على رأس العمل الخاضع للنظام الأخير في تاريخ بدء تطبيق النظام ـ طلب الضم نظرًا لأن المشترك في الحالتين قد يكون تجاوز سن الـ(59) ولم يكن متاحًا له هذا الحق من قبل لعدم صدور النظام.
الفقرة (4): اشترطت هذه الفقرة ألا يكون المعاش في النظام الأول قد استحق بسبب العجز، وهو شرط مبني على أن نظامي التقاعد والتأمينات يضمنان للمشترك في هذه الحالة قدرًا كافيًا من المعاش، ومن ثم فهو ليس في حاجة إلى الضم لأن المدة المضمومة قد لا تكون مؤثرة في زيادة المعاش.
وهل هناك تعارض بين نص هذه الفقرة ونص الفقرة (1) من هذه المادة؟ والجواب لا، لاختلاف عبارة النصين، ففي الفقرة (1): ألا يكون المشترك قد تسلم. وفي هذه الفقرة (4)، ألا يكون المعاش قد استحق. ذلك أنه قد يوجد مشترك توافرت فيه شروط الاستحقاق غير أنه لم يتسلم المعاش بعد، وقد يكون من بين هؤلاء من ترك العمل بسبب العجز، ولذلك استبعدت هذه الحالة من الحالات التي يجوز فيها طلب الضم.
الفقرة (5): تحدثت هذه الفقرة عن المهلة المحددة للمشترك لكي يبدي خلالها رغبته في طلب الضم، وذلك على النحو الآتي:
* المشترك الذي لا يزال على رأس العمل وقت نفاذ نظام التبادل، وكذلك المشترك الذي انتهت مدة اشتراكه في النظامين قبل هذا التاريخ يحق لكليهما أن يبديا رغبتهما في طلب الضم خلال سنتين من تاريخ بدء تطبيق النظام.
* المشترك الذي يلتحق بالعمل بعد تاريخ نفاذ نظام التبادل يحق له أن يبدي رغبته في طلب الضم خلال سنتين من تاريخ التحاقه بالعمل في النظام الأخير.
الفقرة (6): قضت بألا تكون مدد الاشتراك المضمومة مددًا مكملة لاستحقاق المعاش قبل بلوغ سن الستين في النظام الأخير، وإنما يجب على المشترك إكمال المدة التي يتطلبها هذا النظام، واستثنى النص من هذا الحكم حالات انتهاء الخدمة بسبب الوفاة، أو بسبب العجز، أو بسبب التنسيق من الخدمة، حيث يمكن للمشترك أو أفراد عائلته ـ حسب الحال ـ الاستفادة من الضم قبل بلوغ سن الستين، ويرجع ذلك إلى أن المشترك في الحالات الثلاث يستحق المعاش وفقاً لنظامي التقاعد المدني والعسكري ونظام التأمينات الاجتماعية بالنسبة للحالتين ( الأولى والثانية) دون ارتباط ذلك بالسن. وما أشارت إليه هذه الفقرة من عدم الاستفادة من الضم لغرض التقاعد قبل سن الستين مرجعه أن الأصل في أنظمة التقاعد والتأمينات الاجتماعية هو صرف المعاش التقاعدي عند بلوغ السن المحددة للتقاعد، ومن ثم فإن استحقاق المعاش قبل بلوغ هذه السن يعد استثناء من القاعدة العامة ويجب عدم التوسع فيه، ثم إن إتاحة الفرصة للتقاعد المبكر في نظام التبادل سيؤدي إلى زيادة التكلفة الخاصة بالتقاعد المبكر على أنظمة التقاعد والتأمينات.