الجزء الثاني عشر
لم تتوقف حلقات مسلسل "المكالمات الخارجيه" عن البث في ذلك الاسبوع
عبدالعزيز : وينك ياخي شفيك ماتتصل علينا ؟! الحين انا مو قايلك دق كل
ثلاث اربع ايام سمعنا صوتك ياخي حتى لو مالك خلق بس خمس دقايق ;
طيبه خاطر للوالده
عبدالرحمن : انشغلت شوي سافرت مع واحد تعرفت عليه لمنطقه قريبه لنا نتمشى
وتدرى وقت السفر ماتفكر باحد
عبدالعزيز ( متهكماً وغاضباً في آن واحد ): الله يهديك ومخلينا نشلخ التلفون وانت مادريت عنا !!
ياخي طمنا بمسج على الاقل ولا ماسمعت عن هالاختراع !؟
عبدالرحمن (يصطنع الاهتمام ): خلاص انا اسف حقك علي
عبدالعزيز : المهم دق على امي وابوي خصوصا امي ترى قلبها شاب عليك نار
عبدالرحمن : انشالله انشالله ايه شخباركم وشلون دانوه ودلال
عبدالعزيز : ماكوو زود اخبار اختك دلال انخطبت بس ليما الحين ماكو شي اكيد مجرد كلام
عبدالرحمن (بلا مبالاة) : ايه وانت شلونك مع الدوام والترقيه
عبدالعزيز ( انزعج ) : طلعت من خشمي والله سولف بشي احسن واللي يرحم والديك
عبدالرحمن ( بحذر ) : وبيت عمي شعلومهم ؟
عبدالعزيز : ملجه بنت عمك كانت الخميس اللي طاف شنو ماعندك خبر ؟ ترى لازم تدق تبارك
عبدالرحمن ( لم يصدر اي رد فعل فقد ذهل تماما رغم توقعه لهذا الخبر
لم يعتقد بانه سيجرح من جديد ظن انه قد تعود على الاحساس بتلك
الغصه الحارقه المؤلمه )
عبدالعزيز : الــووو وليييه لا يكون انقطع
عبدالرحمن : ها انا معاك عالخط
عبدالعزيز ( مقدما خدمات لا يملكها ) : اذا تبي تعرف تفاصيل دوين "النشره المتنقله "
عندها كل الاخبار
عبدالرحمن : لا وانا شكو بس حبيت اخذ واعطي معاك اشوفك مالك خلق يله الله يسهل عليك
عبدالعزيز : شنو بولد انا ! شفيك ماقمت تعرف تتكلم
عبدالرحمن : مادري شدراني شنو لازم اقول !
استمر الحديث الممل لدقائق معدوده فقط ثم انتهى بسلام حار لكل الاصدقاء
ليباشر عبدالرحمن باجراء مكالمه اخرى لوالديه ليطمئنهما عن دراسته
ويفسر لهما كيف انه لا يعاني من حرقه تملاء صدره كلما استقيظ صباحا وتذكرها
ويشرح لهما كيف انه قلبه لم يجرح على الاطلاق وان احواله لا يمكن ان
تصبح افضل مما هي عليه الان !
~~~~~~~~
دلال : قلت لج دام انهم يقولون انه زين انا موافقه
دانه : هــوو انتي ماوافقتي على اللي اصغر منه توافقين عليه !
دلال : من كبره الحين ترى مو شايب
دانه : بينج وبينه تسع سنين مو جنها قويه التسع سنين !!
دلال : عادي بالعكس احسن تفكيره ناضج , مو ياهل ويبيله احد يفكر عنه
دانه : سبحان الله وجهه نظر يديده هذي !!
دلال :قديمه ولا يديده ترددت بما فيه الكفايه خل اتزوج وبس
دانه : صاحيه انتي شنو خل اتزوج وبس ! ترى عرس وريل ومستقبل كامل مو كره طائره !
دلال : فاهمه شنو الزواج مو محتاجه شرح يالخبيره
دانه (توميء باشارات الجنون ) : هالعايله كلها مخفات اولها عبدالرحمن رافض السفر
وفجأه وافق وتاليها انتي العرس مو بخاطرج ابد وبعدين توافقين على واحد
مايناسبج حتى فكريا
دلال : عبدالرحمن انتى ادرى بظروفه هالمسكين وعارفه
شاللي خلاه يتحمل غربه مايطيقها
دانه : زين هالمسكين له اسبابه انتي شنو اسبابج
دلال : ادور على راحتي وو ناستي
دانه ( الخبيره ) : ياربي منو اللي مفهمج ان الزواج سعاده و وناسه
ترى ان كثرت بس اول سنه بتستانسين , وتاليها شقا وتعب
دلال : انتي اللي منو مفهمج ان كل زواج فيه شقا بالعكس
مو يمكن يحبني ويتمنى راحتي والاقي عنده اللي مالقيته اهني
دانه : مالقيتيه اهني سكتي بس اللي يسمعج يقول معلقينها بالمروحه
ومانعين عنها الاكل والشرب !!!
ضلت دانه تناقشها بطريقه تهكميه دفعتهما الي الشجار على غير المعتاد
فانحسم الخلاف باصرار كل منهما على وجهه نظرها الغير مقنعه !
~~~~~~~~
بعد ايام
نبث لكم حلقه جديده من المسلسل العائلي " المكالمات الخارجيه "
دانه : هااا رحتوا ايطاليا ولا بعد
ساره : اليوم بنروح لها
دانه : بالطياره
ساره : لا يقول خالد ساعتين بالسياره ونوصل
دانه : زين الــوووو الـــوووو
ساره : هو شفيج اسمعج
دانه : اشوى المهم لا تنسين وصايتي الجناط والشحاطات حق الجامعه
اهم شي مالت ديور السودا اللي بغيت اشتريها وامي مارضت
ابيها يعني ابيها
ساره : انشالله ولايهمج
دانه : حتى انتي اخذيلج ترى يقولون ارخص بايطاليا لا بعد يقولون تنزيلات
ساره : انشالله انتي تامرين امر
دانه : ماراح تروحون لندن
ساره : لا شيودينا هناك
دانه : بعد انتوا تناقزون من ديره لديره قلت يمكن تمرون على حمني
ساره : هههههههههههههههه اي والله تعب بس وناسه
دانه : اي استانسي ترى هالايام مره بالعمر ماتنعاد
دلال : اقول جبي يالخبيره وعطيني السماعه
دانه : زيــــــن الوو ساره هاج النسره بتكلمج
دلال : الووو هلااا ساااااره شلووونج ولهنا عليج
ساره : هلا فيج بخير الله يسلمج حتى انا اشتقت لكم والله ها شتامرين عليه
دلال : لا يعل راسج سالم مابي الا وناستج وانسى هالسخيفه ووصايتها
ساره : ههههههههههههه لا عاد الا دندون تامر امر
دانه ( مخاطبه دلال ) : انتي السخيفه
وتهم بسحب سماعه الهاتف من يدها
دلال ( مدافعه عن لفظها ) : اي والله سخيفه وماتستحين على ويهج
عيل البنت رايحه شهر عسل وانتى مابقى شي ماوصيتيها عليه
دانه : هلا ساره مالج شغل فيها مثل ماوصيتج لا تنسين وهاف فن !!
ساره ( كادت ان تظهر ابتسامتها عبر خطوط الهاتف ) : اكشخ يالانجلش
في الطرف الثاني من الغرفه
خالد : يالله سارونه خل نمشي
اشارت له زوجته بالايجاب واستأذنت من دانه بلطف
ساره : يالله دندون لازم نطلع الحين سلمي على الكل باي
دانه : تيك كيرر باي
ساره : انشالله عمتي !!
كانت في منتهى السعاده
لدرجه ان صفه السرور قد طغت على نبره صوتها
وعلى ملامحها الناعمه ايضا
وكان هو ايضا شديد السعاده بإنجازه هذا
فقد بنى لها قصراً من الفرح واحياه في قلبها الموجوع
اجتاحه شعور بالفخر واراد ان يسعدها اكثر فأكثر
ليمنح لنفسه حق الزهو بنفسه والفخر اكثر و أكثر
~~~~~~~~
دانه : تدرين ليتنا قايلين لها انج انخطبتي وجذي
دلال : لا يامعوده خاف مايصير نصيب ( وتخفض صوتها برويه) بعد خاف المعرس يغير رايه
دانه : ويـــع عشتو حاصل له دلال ترضى فيه ويغير رايه كافي عيوبه الشرعيه
دلال : ههههههههههههههههه حرام عليج ترى الريال ماينعاب
كل من مدحه لابوي ولعبدالعزيز
دانه : ويـــع اصلا عساه يغير رايه فكه !
طرق لباب الغرفه تبعه صوت نحنحه منها عرفن الفتيات بأن الطارق هو والدهن
فنهضت دلال بعجله لفتح الباب له
دلال : هلا يبه
وقبلت رأسه باحترام
بينما ضلت دانه جالسه على السرير دون اى مبادره للحركه * كالمعتاد*
ابوعبدالعزيز ( مخاطبا دانه ) : انتي متى تصيرين نفس اختج ؟
دانه ( ببلاهه مصطنعه ) : وي شكو اصير نفسها !!
ابو عبدالعزيز : زين طلعي من الدار ابي اختج بكلمه راس
دانه : انشالله بنفتك من عريس الغفله
ابو عبدالعزيز ( بنبره لا تخلو من القسوه ) : مو شغلج يالله قومي
دانه : وااااااي انشالله اسود مو اهل بس يصارخون !!
تناولت احدى المجلات من على مكتب اختها الصغير وخرجت من الغرفه
تمشى ببطء بينما كانت دلال تحاول جاهده كتم ضحكاتها وتغلق الباب
الذي عجزت شقيقتها الصغرى عن اغلاقه ثم توجهت للجلوس الي جانب والدها
دلال : آمر يبه
ابوعبدالعزيز : كلمني بو راشد
* بالمناسبه راشد هو من تقدم لخطبتها ,, وبطبيعه الحال فإن ابو راشد هو والد من تقدم لخطبتها *
دلال : انزين !
ابوعبدالعزيز : وقالي انكم بتسافرون بعد الزواج على طول حق كوريا
دلال : كوريا !!
ابوعبدالعزيز : انتي تدرين ان راشد دبلوماسي
دلال ( مقاطعه ) : بس انا ماوافقت الا لما دريت انه ماراح يروح سفارات او قنصليات
يعني ما راح ابعد عنكم
ابو عبدالعزيز : السفره هذي شهرين او ثلاث اشهر مو عمل دائم
وبعدين ترى فيها فرصه كبيره له
دلال : ولـوو مو ورا الملجه على طول
ابو عبدالعزيز : اعتبريه شهر عسل
دلال : بكوريا !
ابوعبدالعزيز : ولا يهمج تراه قالي انه هالشغله ملحه وان بعد ماينجز
شغله بيوديج شهر عسل
دلال : هــا لا مو عن جذي بس جنه 3 اشهر مو بسيطه !
ابو عبدالعزيز : اذا تبين نخلى الزواج بعد مايرد من السفر
اهم شي راحتج وهم مو مخالفين
غرقت لثواني في الصمت
ابو عبدالعزيز : خلاص اخليج تفكرين وبعدين ردي علي خبر
دلال : لا خلاص انا موافقه الزواج بعد مده يعني مو باجر بسافر
عندي وقت ارتب نفسي
ابو عبدالعزيز : اكيد ماتغيرين رايج وتوهقيني
دلال : لا ماراح اغير رايي انشالله
ابو عبدالعزيز : خلاص توكلنا على الله
لما وافقت على أي حال ؟
لما وافقت على من يكبرها بحوالي عشر سنوات دون غيره ! ؟
أكانت حياتها مزريه لهذه الدرجه !! ليس باعتقادي
ام كان الالحاح عليها شديداً ؟ لطالما تحملته فلما اختلف الامر الان (!)
ايعقل ان يكون السبب هو السعاده الصادره عن ساره ؟
هل جعلها ذلك تفكر مليا بشأن سعادتها ومستقبلها هي الاخرى ؟
ربما لكن هذا ليس بالسبب المقنع
غموض قد ساد تغير رأيها المفاجيء عن مبدأ الزواج ككل
~~~~~~~~
عبد العزيز : وافقت على السفر معقوله ؟
ابو عبدالعزيز : الظاهر ان امك فاره راسها وذابحتها بالحنه
عبدالعزيز : . ماعتقد انا قايل لامي تخليها تاخذ قراراها بنفس
بدون تدخلات من اي احد
ابو عبدالعزيز : هذا نصيبها وهذا اللي كاتبه ربك لها
عبدالعزيز : ونعم بالله عموما راشد خوش الريال
ابو عبدالعزيز : ايه الفال لك
عبدالعزيز : لا لا لا سالفه العرس هذي انسوهااا حرام ادفن طفولتي
ابو عبدالعزيز : اي طفوله اطول مني وتقول طفوله .
عبدالعزيز ( مال على والده مداعبا) : اتغشمر معاك بس ترى صج توني لاحق على الزواج ومجابل المره والعيال
ابو عبدالعزيز : اي عيال ؟ ! الحين انت اخطب بعدين تكلم عن العيال
عبدالعزيز : لازم اتطمن على اخوي الصغير اول واستره بعدين اتزوج
ابو عبدالعزيز : عذر اقبح من ذنب الحجي رايح معاك راسك يابس
يتميز افراد هذه العائله بصفه تندرج تحت الغباء احيانا !
وتحت قوه الشخصيه احيانا آخرى !
لا بد انكم قد ادركتم ما انا بصدد التحدث عنه *العناد*
يقال ان العناد والاصرار على رأي واحد ولو كان خاطئا هو نوع من الغباء والحمق
و البعض فعلا مؤيدين لهذه المقوله بينما يرى آخرون ان الثبات على
موقف واحد دون التأثر باراء الغير ودون الانجراف معهم هو سمه من
سمات الشخصيه القويه والعزيمه الخ .
برأيي ان العناد يمكن يندرج تحت هاتين الصفتين معاً ( الغباء والقوه ) بحسب الموقف والقضيه !!
و ربما لا ينتمى لأى واحده منهن فلا يعتبر العناد غباء او حتى قوه !