من المؤكد أنه كان في حياة كل أم وكل أب _أثناء الطفولة_
نجم أو نجمة من المشاهير معجبون
بل وميتيمون بهم، ولكن هل أثر ذلك على شخصياتهم
وسلوكهم؟ هل أصبح خطرا بالفعل يهدد حياتهم؟
من هنا باتت مسألة الإعجاب بالمشاهير حوارا مفتوحا يثير
الجدل، والبعض يراه إيجابيا والبعض الآخر
ينظر إليه بنظرة سلبية قاصية.
- إيجابيات وسلبيات الإعجاب بالمشاهير عند الأطفال:
إن قضية الإعجاب بالمشاهير لها العديد من العوامل الإيجابية
والأخرى السلبية، والعوامل الإيجابية قد تكون:
- التعزيز من تقدير الذات:
فعندما يقوم الأطفال بتقليد الصفات الإيجابية التي يتمتع بها
المشاهير، فهم يشعرون برضا تجاه أنفسهم.
- إن الإعجاب بمهارات أحد الرياضيين أو الموسيقين
وربما الممثلين تساعد الأطفال في تنمية مواهبهم الخاصة.
- إذا كان أحد المشاهير هو متحدث بارع في قضية هامة،
فقد يزيد ذلك من وعي الأطفال الاجتماعي.
- الارتباط برياضي معين أو فريق كامل
يقوى من إحساس الطفل بالانتماء والمشاركة.
وعن السلبيات فقد تشتمل:
- استهلاك حياة الطفل:
حيث تؤدي به إلى إهمال العلاقات الواقعية في حياته،
بل وتجعلهم في عزلة عن الأصدقاء والأقارب.
- إن الإعجاب البسيط بشخصية عامة يمكن أن يعزز
من تقدير الطفل لذاته،
ولكن الإفراط في ذلك الإعجاب يأتي بأسوأ النتائج،
كذلك فإن الاشتياق المبالغ فيه إلى علاقة لم تتم يمكن
أن يؤدي بالطفل إلى الاكتئاب.
- إذا تصرف أحد المشاهير على نحو سيء،
فقد يعتقد الطفل أن ذلك السلوك مقبولا ويقوم بمحاكاته.
- تشعر المراهقات بالنقص نتيجة اعتقادهن أنهن لسن جميلات
كالمشاهير من النساء،
وهذا ينتهي باضطرابات الطعام
أو الإفراط في استخدام المكياج
والرغبة في الجراحة التجميلية.
- تأثير المشاهير:
يمكن أن يكون المشاهير نموذجا إيجابيا يُقتدى به،
وهذا لما لهم من العديد من الأعمال الخيرية
والتبرعات والإعانات.
ولكنهم في نفس الوقت قد يتحولون إلى نموذج سلبي غير صالح،
وكثيرا ما نسمع عن تورط نجم مشهور في جريمة ما
أو متاجرا في المخدرات.
ومن ثم فعلى الآباء أن يسألوا أنفسهم
لماذا يحب أطفالهم نجما معينا؟
هل هذا بسبب قدراته الرياضية أو الغنائية
أو لما يقوم به من خدمات عامة؟
وعليهم أن يشرحوا لأطفالهم أنه لابد من وجود أسباب جيدة
للإعجاب بشخصية ما،
وإذا رأى الطفل أن بعض الصفات السلبية
هي ما تجعل تلك الشخصية محبوبة وسط الناس،
فينبغي التركيز على النتائج والعواقب الوخيمة
جراء الإعجاب بذلك الشخص.
أيضا يجب عليهم التوضيح بأن المشاهير
هم أشخاص مثلنا تماما يمكن أن يخطئوا،
وأن هناك فرقا بين الإعجاب بعمل
أو أداء شخصية معينة وبين محاكاتها وتقليد سلوكها.
كذلك ينبغي سؤال الطفل بالنظر إلى معتقداتهم الأخلاقية
ومقارنتها مع شخصيتهم المفضلة،
ومن ثم التحديد إذا كان ذلك الشخص يستحق الإعجاب من عدمه.
ويمكن أيضا أن يقوم الآباء بسؤال الطفل ما إذا كان يعرف أحدا
استفاد من ذلك الإعجاب في حياته الخاصة، وبالتالي سؤاله عن
تلك الصفات التي جذبته تجاه معلمه مثلا أو طبيبه ودفعته إلى
تقليدها.
- الحد الفوري:
إذا أصبح طفلك مولعا بأحد المشاهير لدرجة أدت به إلى تجاهل
علاقاته الاجتماعية ودراسته، فها هو الوقت لاتخاذ خطوة فورية،
وتتخذ تلك الخطوة من خلال الحد من قضاء الطفل الوقت في
غرفته بمفرده، أو تصفح مجلات المشاهير ومتابعة أخبارهم على
الإنترنت.
وفي حالة ما إذا تسبب إعجاب طفلك بأحد المشاهير في إصابته
بالسمنة أو الاكتئاب والتوتر والعزلة واضطرابات الطعام، فمن
الضروري أن يتم التحدث إلى الطبيب.