يتعرض الأطفال في بعض الأحيان لحالات مرضية قد لا يتعرف الأهل على حقيقتها بأنها مرض أصيب به الطفل, وقد يظنون بأن ما يحدث هو تقصير أو نوع من الإهمال من قبل الطفل؛ ونذكر حالة صعوبة التعلم كإحدى هذه الحالات.
والمقصود بصعوبة التعلم هو تعرض الطفل لاضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية القاعدية التي تلعب دوراً في فهم اللغة المحكية أو المكتوبة أو استخدامها, ويشمل هذا الأمر أيضاً عدم قدرة الطفل على الاستماع, والتحدث, والقراءة, والتهجئة, والقيام بالحسابات الرياضية, والتفكير؛ ويستثنى من الكلام السابق الأطفال الذين يعانون من تأخر عقلي, أو إعاقات حركية أو حسية سواء كانت سمعية أو بصرية, أو الذين يعانون من اضطراب عاطفي, أو غبن ثقافي أو اجتماعي.
وإن النتيجة الحتمية لصعوبات القراءة والكتابة والحساب هي بالتأكيد حصول الاختلال والتراجع في عملية التحصيل العلمي, ويتأثر هذا الأمر بمدى شدة هذه الصعوبات وانتشارها, فهناك حالة أخطاء التعرف والتي تكون على شكل إهمال حرف من كلمة أو كلمة من جملة, أو إضافة كلمة إلى جملة, أو قلب الأحرف في الكلمة, أو خلل في نطق الكلمة, أو بطء التعرف على الكلمات, والتردد أمام الكلمات الغير مألوفة وصعوبة نطقها.
وبالنسبة لأبرز صعوبات الحساب والعمليات الرياضية, فتكون على المستوى الحركي كالكتابة الغير واضحة للأرقام والبطء وعدم الثقة في كتابتها, أما على مستوى الذاكرة فهي تقسم إلى الذاكرة الحسابية أو المعلومات الحسابية الجديدة, أو صعوبة تذكر معاني الرموز الرياضية, وبطء استيعاب الحقائق الرياضية, والأداء الفقير في مراجعة دروس الرياضيات.
وعند إصابة الطفل بأي حالة من حالات صعوبة التعلم مهما كانت شدتها أو مهما كان نوعها, لا بد من اللجوء إلى مجموعة من الاختصاصيين التربويين والنفسيين ومعالجي النطق, لأن هؤلاء الخبراء وحدهم القادرين على حل هذه المشكلة التي يتعرض لها الطفل, وذلك من خلال إعادة تأهيل الأطفال الذين يعانون من حالة صعوبة التعلم.
ومن الضروري أيضاً أن يتواجد مثل هؤلاء الاختصاصيين داخل جميع المؤسسات التعليمية, من أجل معالجة الأطفال الذين يعانون من صعوبة التعلم داخل المدرسة أيضاً, ونقلهم من صفهم الأكاديمي إلى صف خاص من أجل تبسيط عملية التعليم وتسهيلها بحسب قدرات الطفل المريض, وبالتالي سيبدأ الطفل بالاستجابة مع العلاج وتتحسن حالته إلى أن يستطيع العودة من جديد إلى صفه الملائم لعمره ومتابعة تحصيله العلمي كبقية الأطفال الذين في مثل عمره.
والجدير بالذكر أن علاج الطفل من حالة صعوبة التعلم أمر مهم من الناحية النفسية والتربوية للطفل, فذلك يبعده عن الشعور بالإحباط عندما يقارن نفسه مع زملائه الذين في مثل سنه, كما يرفع معنوياته ويدفعه دفعاً إيجابياً لتخطي الصعوبات التي يواجهها, والوصل إلى نتائج مدرسية واجتماعية جيدة.
la;gm wu,fm hgjugl uk] hgH'thg 2013