الذكرى الثالثة عشر :
وضعت اخر قطعة من ملابسي في الحقيبه واغلقتها ،، وعيناي ممتلأتان بالدموع لوعة واسى لفراق حور وها انا اتوجه الآن في طريقي إلى المطار بحزن سأتصل بها لتبقى معي إلى ان اصل إلى المطار وانهي إجراءات السفر بسلام
*****
كانت رحلة الطائرة طويله ومرهقه وخاصة لشخص مثلي يشعر بالوحده والحزن حاولت ان انام ولكني لم اقدر فالذكريات اخذت تمر بي كالشريط السينيمائي فهذه ضحكتها،، وتلك ابتسامتها هذا بكاؤها ،، وتلك نظرتها آه كم اشتاق إليها رغم انني لم اغادرها إلا منذ سويعات قلائل
شوقي لها اخذ في الازدياد بمرور الساعات وحين شعرت بأنني لم اعد اطيق الصبر والانتظار اخذت التفت يمينا وشمالا بحثا عن الهاتف الملحق بمقعد الطائره إلى ان وجدته فأدخلت بطاقتي الائتمانيه في المكان المخصص لها من الهاتف وأدرت رقم هاتفها بأصابع مرتجفة لهفة وشوقا
لهفتي لسماع صوتها ذهبت ادراج الرياح ،، لأن هاتفها كان مقفلا وقد اعدت المحاولة مرات ومرات دون جدوى . فقضيت بقية الرحلة خائبا حزينا محاولا شغل وقتي بأي شيء فتارة اقلب في قنوات التلفزيون واخرى اقرأ كتابا إلى ان حلت الساعة السابعه مساءا
في هذه الساعه تماما ،، حطت الطائرة على ارض مطار الدوحة الدولي معلنة الوصول إلى وجهتها فهببت واقفا قبل ان تستقر الطائرة تماما وقبل ان تطفأ إنذارات ربط احزمة الأمان وكل ذلك لسبب واحد فقط هو لهفتي لتشغيل هاتفي والاتصال بحور
ادرت هاتفي ،، وما ان ظهرت شارة الشبكه حتى استلمت رساله نصيه ففتحتها متلهفا وإذ بها من حور تقول فيها : ( حمدا لله على سلامتك ،، انارت الدوحة بقدومك . اشتقت إليك ) فابتسمت وسارعت بضغط الأرقام لأتصل بها إلا انها كانت اسرع مني بالاتصال
أجبت اتصالها حتى قبل ان تكتمل الرنة الأولى بلهفة وشوق لا يوصفان وأخبرتها بأنني كنت على وشك الاتصال بها إلا انها سبقتني فضحكت وأخبرتني انها كانت تحدق في هاتفها متلهفه بانتظار ان يتم تسليم الرساله لتسارع بالاتصال لأنها كانت قلقة علي للغايه
شعرت بسعادة لا توصف حين أدركت مدى لهفتها وقلقها علي وانتابتني نشوه لم اعرف مثيلا لها في حياتي لأنني ايقنت بأنها تحبني لا لا تحبني بل تعشقني وتهيم بي
قلت لحور بأنني اتصلت بها من هاتف الطائره ووجدت هاتفها مغلقا فسألتها عن سبب إغلاقها للهاتف فأجابتني بأن قلقها علي هو السبب فاستغربت لهذا الرد البسيط والمختصر في آن فسألتها ان تشرح لي كيف يكون قلقها علي سببا لإغلاق هاتفها ؟!
شرحت لي حور السبب قائلة بأنها كانت في أشد حالات التوتر منذ صعدت إلى الطائره وكانت تذرع غرفتها ذهابا وإيابا مرات ومرات على أمل ان تمر الدقائق والساعات ليحين موعد وصولي فتطمئن علي وقد كان قلقها يزداد بمرور الوقت فأصابتها آلام في معدتها و ضربات قلبها أخذت في التسارع ويداها في الارتعاش وأخذت الأفكار السوداويه تروح وتجيء إلى مخيلتها إلى أن أحست بأن رأسها يكاد ينفجر فقررت أخذ حبة منومه لتسكت هذه الأفكار وهذا الارتعاش ثم اغلقت هاتفها ونامت لتستيقظ قبل موعد وصول الطائره بعشر دقائق فقط
لم اصدق ما اخبرتني به حور ألهذه الدرجة تقلق علي ؟! ايمكن ان تكون جادة فيما تقول اعجبتني الطريقة التي عبرت فيها حور عن حبها وقلقها علي فشعرت بحنان طاغ نحوها وبأن حبها يغمرني من رأسي إلى أخمص قدمي لا اعرف كيف اعبر عن شعوري في تلك اللحظة بالذات إن قلت بأنني شعرت بأنني اصبحت كلي قلبا هل يبدو هذا التعبير واضحا ؟! او قلت بأنني شعرت بأن الحب يشع من نظراتي وينثر قلوبا متطايره من حولي ايبدو هذا اوضح ؟! لا أدري ولكن في تلك اللحظه بالذات تمنيت لو كانت حور بقربي لأضمها بكل قوه وحب
بعد ان اطمأنت حور إلى وصولي سالما اغلقت الهاتف لأتمكن من الاتصال بأهلي وأبلغهم بوصولي على وعد مني بأن اتصل بها ليلا واقضي معها وقتا طويلا في الحديث ثم اتصلت بأبي الذي اخبرني بأنه ينتظرني في الخارج منذ بعض الوقت
اخذت حقائبي وخرجت من المطار برفقة والدي الذي احتضنني حالما رآني بالرغم من انه متحفظ عادة في إظهار مشاعره علنا إلا ان شوقه لرؤيتي كان كبيرا هذه المره فقد غادرتهم منذ سنة كامله لم ازرهم خلالها مطلقا
استقبلتني امي بالدموع دموع الفرح والشوق واخذتني في احضانها بقوه ولم تتركني لوقت طويل فضممتها بقوه مماثله وذرفت دموعي شوقا لها ولأهلي جميعا لأول مرة في حياتي فقد كنت اخجل عادة عن التعبير عن مشاعري وحبي لأهلي بالاحتضان او بالدموع وكنت شديد التحفظ معهم فلا اذكر انني احتضنت ابي او امي يوما نعم انا اقبلهما على رأسيهما ولكني اخجل من احتضانهما لا ادر لم اخجل من ذلك ولكنه شعور لطالما انتابني
بقيت مع امي واخواتي وابي نتسامر ونضحك نسترجع ذكريات السنين الماضيه والأطفال يتقافزون ويلعبون بمرح وسرور حولنا وخاصة بأنهم لم يروني منذ زمن بعيد فكنت بالنسبة لهم شخصا جديدا آت من بعيد
كنت مسرورا بالجلوس مع اهلي ولكني في نفس الوقت كنت اتوق للاختلاء بنفسي في غرفتي الصغيره لأتمكن من الاتصال بحور فقد كان شوقي إليها يجعلني قلقا متململا في مقعدي بغير ارتياح
لم يسمح لي اهلي بمغادرتهم إلى أن حلت الساعة الواحدة ليلا فتوجهت إلى غرفتي بسعادة وما ان اغلقت باب الغرفة حتى اخرجت هاتفي من جيبي واتصلت بحور التي عاتبتني على تأخيري فاعتذرت لها شارحا كيف ان اهلي لم يسمحوا لي بمغادرتهم إلا منذ دقائق معدوده
وإلى هنا اسمحي لي يامفكرتي أن اغادرك وسأعود لك مجددا بذكرى جديده قريبا فانتظري عودتي وإلى اللقاء