الجزء التاسع عشر
** الآخـيـــــــــر **
* جميلـــة *
دخلت غرفتي ، بيميني أرج الرضعه و بيساري أهف على وجهي جلست جنب أحمد و أنا أقول بانزعاج
: اوووف غرفتي لها ريحه .
أحمد باندفاع : لا عاااااد تكفين .
: وشفيك ؟
قرب مني بشكل مضحك و هو يقول : لا يكون أنا لي ريحه بعد .
شديت هجوري لحضني توني أستوعب اللي صاير لي ، حسبت الايام و التواريخ و التغيرات اللي أحسها ، بجد لي أكثر من أسبوعين بنتي مو مكتفيه فيني بالرضاعه ، ريحة غرفتي اللي تزعجني كلما دخلتها نزلت عيوني لضحكه هجوري العاليه كرد على سواليف أبوها المحبه
: أحمد ، خلها ترضع لا تغص بالحليب .
ما ناظرني و عيونه عليها و طريقة كلامه لبنته نفسها رغم أن الحديث موجه لي
أحمد : شسوي أمها تهووووجس مخليتني أسولف على حالي ، صح بابا ، يا حياتي باباتي . عمري إنتي .
نزلت هاجر على الجهه الثانيه مبعدتها عنه
: أشوف السوالف كلها لبنتك و أنا مالي بالطيب نصيب .
لصق كتفي بكتفه وصلتني أنفاسه الهاديه قبل لا يقول بخفوت
أحمد : إنتي الطيب كله لك ، إنتي الاساس .
: إلعب إلعب علي بهالكلمتين .
لف وجهي و على شفاته إبتسامه : ناظري عيوني ، شوفي شتقول .
رفعت عيني من حضني لعيونه بحب ، إقترب مني بهدووء مسح على شفتي بهدوء مع ردي الخجول من نظراته و قربه
: أشوفني فيهم .
قبلني بهدوء ثم قال بضحكه : ثاني مره لا تحطين عقلك بعقل هاجر يا أم هاجر .
توسعت عيوني ، صدمـــه ، وقفت بسرعه متوجهه للباب بـ نبرة تهديد و زعــل
: طيّب يا أحمد .
صرخت لانه شالني فجأه ، قلت بخوووف : أحمد ، نزلني هذا و إنت اللي علمتني عن حمالي .
أحمد : ما لي دخل يا أنا يا الزعل بقلبك ، إختـــآري .
تنرفزت : الزعــــــــــل .
نزلني و لازال محوطني بايديه : آفــآ يا أم هجوري ، و أنـا أشارط بغلاتي عندك .
: تشارط عند مين ، إن شا الله .
بأوسع إبتسامه : بيني و بيني ، أشارط نفسي بنفسي ، جميلتي الحلوهـ
همس بحب سابقته عليه عيونه : أحبك .
حسيت عيوني إمتلت بالدموع ، هالنبره تعني لي الكثيـــــــــــــــــــر ، تعني لي أكون له زوجـــــه وَ حبيبــــــــة وَ أم و أكثر و أكثر من كوني مجرد أنثــــــــى عاديه دفنت وجهي بصدره ، أسمع دقات قلبه و أنا أقول بصدق و محبه و إمتنان و كل المشاعر اللي أحسها معه و معــــــه بــــــــــس
: أحبــك .
************
* ربــى *
مصيت أصبعي لاني جرحت نفسي و أنا أقطع الخيار ، هزيت راسي بضيق لان الالوان بدت تتداخل ، يــــا الله ساعدني أصير أقوى ، أنا مخططه لـ ليلة مميزهـ أعلن فيها حملي لأمجد بس الظاهر ما راح أقدر أتحرك من هـ الدوخه طلعت من المطبخ بخطوات حذره و بطيئه
: أمجد ، أحط لك الـ
ضغطت على راسي بكف وحده مغطيه عيوني عنه ، ما حسيت بعدها إلا بريحة عطره القويه تخترق خلايا مخي و ضرب خفيف على خدي ، عشان أفتح عيوني بثقل
أمجد : حبيبي ، حبيبي سامعتني ، ربــى
أول ما فتحت عيني مضبوط ، ظل ساكت لدقايق ينقل نظراته على وجهي باهتمام
: وش فيك ؟
أمجد بجديه : منتي طبيعيه أبد ، صحصحي شوي خليني أوديك الطبيب .
إبتسمت بخجل و محبه لاهتمامه و حبه اللي يظهر لي بكل تصرفاته مسحت على كفه و همست ، متحمسه لردة فعله عن هالخبر اللي أتوقع له ردة فعل غير شكل عليه
: أمجد ، أنــا
قاطعني بدون إنتباهـ و هو مركز على عيوني بخوف : وش فيك ؟ لا يكون أنيميا حاده .
: لا بس امممممممم أنـآ حــــآمــل .
فتح فمه و عيونه ترمش بدون تصديق ، وقف ، مسح على شعره بتشتت واضح ، رجع ناظرني . حسيته مصدووووم ، مبتسم ، عيونه غارقه بالدموع .
أمجد بدون تصديق : قولي و الله ، إحلفي إحلفـــــــي .
: لازم يعني هههههههههه
مسك كفوفي وقفني معه ، تكلم بأمر : نروح الطبيب .
: إي لازم ، لاني لازم أخذ شي عن الدوخه . إحتمال معي فقر دم .
مشى معي بشويش ساندني لنفسه ، باهتمام : شوي شوي .
طلعنا و رجعنا و هو غارق بصمت غريب وقفت عند باب الغرفه كان جالس و عيونه تاكل الورقه أكل حس بوجودي ، وقف بهدوء و أقترب بهدووء حتى وقف قدامي ، ما قدرت أرفع عيني لوجهه من الخجل و الترقب
همسة عتب قويه و متألمه : مو قادر أصدق ، لك شهر و قريب بيخلص الثاني و ما تتكلمين ، ليه طيب ؟
رفعت عيني له بتساؤل ، إستكمل كلامه بألم : تدرين هذيــك ، ما لحقت أفرح بحمالها حتى نزلت اللي ببطنها لاني رفضت أثث لها شقه هناك ، إنتي ليه ساكته ؟ و إنتي تدرين !!
: تتوقع وحده نزل ولدها بالغصب و الضرب من بطنها تنزل العوض برضاها مو بس اللي ببطني عوض عن اللي شفته ، حتى أنت عوض عن كــــــــل شي شفته بحياتي ، أنت من البدايه لي لحالي ، قلبك و أهتمامك و تفكيرك ، تتوقع يعني ألغي أكثر شي يزيد إرتباطنا ببعض . و لعلمك أنا خبيت هالموضوع حتى عن خواتي كل اللي يدرون فيه أمي و أمك و بس . و أنا عمداً متعمداً ما علمتك حتى أحسس أمك أنها أمي و أني بأخبي عندها سر مهم بحياتي ، كنت مخططه أعلمك بأحسن من هالظروف بس أنت شفت اللي صار لي و اللي خلاني أعترف لك بعكس ما كنت مخططه له تماماً
تنهدت ، الغصه ساده حلقي : ع العموم ، مشكور على حسن ظنك .
شدني لصدره عشان أطلق العنان لدموعي تغسل فرحتي اللي ما تمت لــــــــــــولا أنه تكلم بمحبه
أمجد : شاسوي فيك و إنتي كل يوم تكبرين بقلبي أكثر ، ما خليتي لاحد مجال ، ألغيتي العالم كله من تفكيري ، ما صار ببالي إلا ربى ، و ش تبي ربى ، وش تحب ربى ، معقول أرضيتها اليوم ، وشهو شكل أطفالنا ، متى تحمل و تبشرني ، متى تفرحني زياده لاني من عرفتك و الفرحه دايم بدنيتي
مسح دموعي بكفوفه و هو يقول باهتمام : ربــــــى و الله ما تكفيني بس ما عندي شي أقدر أقوله غيرها أحبــــــك و الله أحبك و الله أحبك أحبك أحبك
***********
* بسمــــــه *
" الحمــــد لله "
أرددها دايماً كل ما أشوف عبودي بحضن أبوه ، يلاعبه و يضاحكه رفع عيوونه اللي إختلفت نظراتها من السالب إلى الموجب مع بداية تقبله لولده
سند بضحكه : عاجبينك .
: مره صراحه .
سند : تعالي إسمعي يقول بابا .
: هههههه مسرع .
سند : كيفك ، أساساً باخليه يناديك . بسمه .
: على كيفك أنت و إياهـ .
سند : ههههههههههه أجل على كيفك أنتي ، صح بابي مو تقول لها ماما بعدين أرمييييك
أصدر عبودي ضحكه مرتفعه مع حركات أصابع أبوه على بطنه سحبته من إيدين أبوه
: بس حبيبي ، الحين يسّهرنا غصب .
وقف قبالي ، صار يكلم عبودي اللي يحرك إيديه و يبتسم له بالمقابل
سند : أبي أروح أجيب عصير بس أجي ألقاك نايم ، طيب بابي .
باسه بقوة على خدوده ، لاني شايلته باسني بخفه على خدي و طلع بدلت له و جلست أرضعه هي ربع ساعه أو أقل لما دخل سند
سند : ما نام ؟
: يعني على وشك ، بس أخليه يشبع
جلس وراي و تكى بفكه على كتفي همس : الحمدلله ، ربي رزقني فيك . و ما طاوعتيني و نزلتيه ،
باس كتفي و كمل : أمي لما إختارتك كانت تقول لقيت لك وحده غير البنات
نزلت عبودي بسريره بحذر و إبتسامة رضا تتسلل لشفايفي مع إرتعاشة فرح توصل لاطرافي وقف معي ،
خطوات حذره طلعنا من الغرفه تاركينه غارق بالنوم
جهزت له العصير ، أول ما جلست لمني برقه : أمي كانت تشوف مستقبلي ، حتى زواجي الاول ما كانت راضيه عنه ، خريج ثانويه مع بنت أصغر منه بسنه ، خيبت ظنها لما حبينا بعض ، خيبت ظنها أكثر لما فقدتها و يأست و أتأثرت دراستي و نفسيتي يـــــــــأس إستوطن إيماني و هزني مثل أوراق الخريف ، لين ظهرت بحياتي ، إنسانه ، رقيقه ، هاديه ، قنوعه ما سمعتها إتذمرت من برودي ، كل طلباتي مجابة بخاطر طيب ، فقدت أمي فـ صارت لي أم . حسيت إني كل يوم أرجع أقوى و أنا معها . إلين أعمتني عصبيتي و قلة إيماني و طردتها من حياتي بقسوة سبحان من خلا الاقدار تجمعنا ببعض
رفع راسي بشويش ، طبع بوسه طويله على جبيني : بسومه ، حبيبتي ، مستعده تجيبين إخت لعبود و إلااااا؟
ردي كان إبتسامه واسعه مع دمعه ساخنه منعها من النزول باصبعه
سند : تؤ تؤ تؤ ليش البكى ، طيب !!
: أنا مستعده ع اللي تآمر عليه .
سند بنبرة مرحه : شوفي عاد إذا طلع ولد ، بتحملين وراه ما في تمنعين و لا شغل رضاعه ، تضلين تحملين و تجيبين ، تحملين و تجيبين ، إليييييييييين تجي بنوته حلوه زي أمها .
: لااااااا و أفرض ما جات البنت لبعد ست بطون تبي جسمي يخرب
سند : المهم تكونين هنا
أشر على صدره ، كمل : وحده ما تشيب و لا يخرب غلاها أبد
سألته بدلع و تغلي : بس غلا
سند : يووووووووه يا بسمه ، إنتي وصلتي لاعلى أعلى أعلى من كل شي له علاقه بالحب و إلا العلاقه الزوجيه العاديه ، إنتي أخذتي بيدي من بين القبوووور ، خليتني أشوف كل الالوان ، علمتيني أحب الحياه و أعرف إن اللي خلقني ما ينساني و إن الله إذا أخذ فاكيد بيعوض عبده ، سوا بالدنيا و إلا بالاخره
: كنت أصعب إمتحان مر علي بحياتي ، و أحلى نتيجه إستلمتها بعمري ، نظرة عيونك و راحتك و وجود عبودي أحلى ثمرة صبر جنيتها ، أحبك
سند : أحبك يا بسمة حياتي
************
* جـــوري *
صرخ بنفاذ صبر : طفرتيني ، وش أسوي بنفسي يعني . تدرين وشو أحسن شي ، أترك لك البيت بكبره
رزع الباب وراه و هو طالع ، دفنت وجهي بالمخده و بكيت من الضيقه اللي مو راضيه تفارقني
قريت ثلاث أجزاء عن ظهر غيب ، صليت أكثر من أربع مرات بدون فايده ، أحس هالضيقه طالعه من نص صدري ، من بين ضلوعي ، وش أسوي ما أقدر أتكلم معه و لا أرد له كل كلمه بعشره ، غصباً عني مو راضي يفهم إني مسيره مو مخيره
غسلت وجهي عدة مرات قبل لا أفتح الباب للطارق ، كانت دلال بهيئتها الملائكيه اللي تبين مدى أنوثتها
دلال بهدوء : ممكن تجين غرفتي ؟ أبيك شوي .
أفلتْ قبضتي من الباب و أنا أدخل : تعالي ، أسامه طلع .
جرت كفي ، برجا : لا ، الله يخليك ، أخاف يجي ، لانه بيتوتي و أكيــد بيرد بسرعه لانو مو عاده له إذا زعل يطلع
ما عجبني تفسيرها لتصرف أسامه ، لكنّي أجلّت الكلام حتى أدخل غرفتها ، صكت الباب و هي تسحبني ، جلسنا على الكنبه الموجوده بالغرفه
بادرت : معليش ع التطفل ، سامحيني بس أنا ملاحظه عليك شي كان في بسمه أول .
ما تغيرت ملامح البرود اللي كاسيه وجهي أبداً
دلال باحراج : شفت أسامه أمس و قبل أمس و هو يطلع من البيت بنفس الحاله ، أدري إنك تفشين غلك فيه و يعني إسمعيني ، بسمه قضت معي أربع شهور تقريباً من حملها ، زعول درجة أولى ، عصبيه ، حساسه ، تدور علي الغلطه بالمجهر لو ما لقت ، تصدقين أحيان إذا تحاشيتها طول النهار تهاوشني لاني ما تكلمت معها و إذا تكلمت هَمْ تهاوشني ، يعني هي ضيقه فهمت تجي مع الوحم و الحمل و تروح معه
قلت بيأس : بس أنا مو حامل
دلال : بس الشهر للحين ما خلص ، متى موعدها .
غطيت وجهي بكفوفي ، بضيق : تكفين دلال ، لا تعلقيني بامل و بالاخير يطلع هباءاً منثورا .
طبطبت على كتفي و هي تقترب مني و تقول بجديه : الاعمـــــــى ، يشوف إنك حااامل .
ناظرتها من بين فيضان دموعي : أنا متضايقه من نفسي ، ربى حامل لها شهرين و نص و جميله معها بعد ، أحس أسامه يسود وجهه كل ما يمر شهر و أنا مو حامل
دلال بسرعه : إتقي الله في نفسك ، وش فيك جوري ؟! ، قوي قلبك شوي ، بعدين إنتي مستوعبه إن لك شهرين متزوجه بس ، أجل اللي لهم سنين ، وش يقولون ؟!
إنفتح الباب تزامناً مع صوت أم أسامه : دلال ويــ . بسم الله عليك يمه ، وش فيك ؟ يوجعك شي ؟ متخانقه مع زوجك ؟
دلال : لا يمه ، صدقيني مثل ما توقعتي ، يبي لها تغيير جو و شي يأكد اللي شكيتي فيه .
أم أسامه : هذا أسامه ينادي ، خليك هنا لا تطلعين راجعتلك .
ربع ساعه أو يزيد حتى جات بيدها كيس لصيدليه قريبه من البيت ، ناولتني إياه و بلهجة رجا
أم أسامه : روحي يمه سويه ، عشان خاطري لا ترديني .
إستخرجت العلبه من الكيس ، بتردد : أخاف ، يعني ،
شدت دلال على يدي : توكلي على الله
: لا إله إلا الله
قطعت عمري صياح بحضن أم أسامه لان النتيجه سلبيه ، مادري شلون طاوعتهم و تسرعت أنا هبله هبله ، رجعت غرفتي عالقه بانفاسي شهقات مكتومه لشدة بكائي
وقف أسامه أول ما دخلت : زين شرفتي ، ألبسي عبايتك و ألحقيني .
: ألبس عباتي ، ليه
أسامه بنفاذ صبر : ألبسي بدون نقاش أنا بالسياره
طلعت معه ألف فكره و فكره تجي ببالي ، مشيت معه مثل الآله ، طلب تحليل دم ، سحبو مني و أنـا ما أشـوف و لا أسمع من شدة ضيقي و دموعي الغزيره طلب مني أنتظره بالسياره بينما هو قضى ربع ساعه بانتظار النتيجه ، ركب و لانطق بـ و لا حرف حتى شكله ما لمحت منه شي ، لانه لابسه كـآب مظلل على وجهه و فوقها لابس نظارته الشمسيه ، شفايفه مزمومه بطريقه تلخبط بين إنه مبتسم أو متعكر
لما وصلنا البيت ، إتجهت فوراً لغرفتي لان منظري ما يسر إلا عدويني ، أخذت دش باااااااارد ، شفت أسامه جالس ، يد على راسه و يد على فمه نزلت إيديه بسرعه و هو يأشر لي باصبعه أجي لعنده ، جلست جنبه ، سحب المنشفه من على شعري
أسامه : إنتي هبله ؟ ليش تبكين .
رفعت عيني بسرعه شفته مبتسم برضا و راحه
: من اللي تسويه فيني ، ليه مصرين كل مره تكسروني فيها أكثر
مرر يده من وراي ، حتى صار كفه على بطني : ماحد مسوي فيك غيره . بس يجي لازم أضربه على هالضيقه اللي جابها لك .
: هاه !!!!!!! وش قصدك ؟
باسني على خدي بقوة قبل لا يقول : مبروك حبي ، إنتي حامل
بكل بلاهه ، أشرت على صدري : أنــــــــــــــا ؟!!
أسامه : ههههههههههههههههههههههههه يا حبي لك على هالتتنيحه ، تجنن عليك .
: من جد أسامه ، صدق يعني أنا ح حا. حامحـ ـا مــ ـل
ضمني بكل محبه : يا بعد روح أسامه ، ربي يبلغني بشوفتكم بكامل الصحه و العافيه يا رب .
بعد ما شبعت من دموعي ، همس لي على وضعه
أسامه : روحي ألبسي ، اليوم غير و لازم يظل غير لاخر دقيقه فيه .
كل شي معك غير و أحلى يا أسامه ، طلعنا من بعد صلاة العصر و ما رجعنا لبعد يومين قضينا الخميس و الجمعه بفندق ، تغيرت نفسيتنا تماماً و الاهم تخلصنا من الجو المشجون بالضيق و الكأبه
يوم الاحد .
دخل أسامه و هو يقفل جواله : السلام .
: و عليكم السلام .
أسامه بفرحه واضحه : ما شا الله ، تخرج جلال
: بنص السنه تونا
أسامه : فادته الاترام الصيفيه اللي كرف عمره فيها ، و بعد خذا له كم دوره تدريبيه ساعدته و أهّلته لاستلام الوثيقه هالوقت
: متى يرد ؟
أسامه : بعد بكـــــــــرآ .
******************************
" أمازلتي ترددينها كل مساء ، أحبك "
" أمازالت أحلام الطفوله تراودك كما تراودني ، لكم أتمنى ذلك "
هـــــــي /
في بالها أسألته و في قلبها نبضه ، فـ تجهزت له كما لو إنها البارحه تملكت عليه لكن ما قدرت تكون كأنها البارحه عرفته خطت خطوهـ لمستقبلهم اللي إكتشفت إن كل خطواته مرسومه بحوارات بريئه بين طفلين
هـــــــو /
دخل ، ينفث من صدره زفرات خوف و قلق ، متــــــــــوتـــــــــــــر إلى أقصى درجــآت التوتر ، متلهـــــــــــــــــف إلى أقصـــى أقصى درجات اللهفه ، عيونه تنتقل بفضول من زاوية لـ زاوية ، حتى إستقرت
عليهــــــــــــــآ
فستان أبيض يلامس الارض لطوله ممتلي بجسم أنثوي شديد النحافه ، ظهر منه جزء من صفحة صدرها و أكتافها و إيديها اللي عبرت عن توترها بفركهم بأقوى ما عندها ، تفاصيل ملامحها اللي مثقله بالزينه فصارت أكبر و أجمل و أجمل بنظره ، مو مهم درجة جمالها قد مو مهم درجة حبه لهاا
عيونها عليـــــــــه
جزمه سودا يعتليها بنطلون جينز فاتح جداً صدر عريض مع قميص أسود بازرار مفتوحه لمنتصف الصدر و يده الرجوليه متوقفه عليهم بمعنى إنه توقف عن فكهم أكتافه العريضه ، رقبته السمراء ، شفايفه المحمره المفتوحه بذهول أنفه المعتليهم عيونه الصغار بنظراتهم المحبه شعره الاسود الحريري
.
.
تــــــلاقت العيـــــــون
.
.
لتخرس الحروف و تموت الظنون
لهفته وصلتها > من نظرته
خجلها و ردها على أسئلته وصلته > من وجودها
كان خايف يكون حلم مثل كل مره يصحى منه على صوت أحد من الشباب ، خايف يرمش و تختفي من قدامه بخطوات بطيئه و عيون مليانه دموع أصر أن تبقى مكانها ، عاند حتى وجودها و مشاركتها لليلته
نطقت شفاهه بعد صمت طااااال : إنتي حلم و إلا علم ؟
بخجل و كثير من الحب و الشوق و لنفس الاحساس ردت : إنت اللي حقيقه و إلا خيال ؟
دفا يحاصر الارواح قبل الايدين لما أحتضن إيديها بكفوفه و قربهم لفمه هز راسه و هو يغمض و يفتح عدة مرات بابتسامه محبه
جلال : إنتي عندي صحيح ؟
دلال : يعني ما كنت عندك ؟
جلال ، ذكرى قديمه تترآى بذاكرته : عروستي ؟
دلال : ما تذكر ؟
عقد حواجبه و هو يسترجع موقف لهم و هم صغااااار أكدته بصوتها اللي إخترق خلاياه و سكن قلبه
دلال : أحلامنا سوى و إحنا صغاااار صغااار .
{(< زواج قريب من أقاربهم
دلال 9 سنين : وش تناظر له .
جلال 13 سنه و بكل براءه : بس نكبر ألبسي لي مثل هذي العروسه .
دلال : بس هذا حق كبيرات .
جلال : أقولك بس نصير كبار ، و أصير أنا مهندس .
دلال : بس هذا مره كبير ، بعدين أطيح فيه .
جلال : خلاص بس نكبر و يصير في شعر بوجهي تلبسين ثوب أبيض صغير >)}
نهـــــــر ذكريــــــات ، نهلو منه بعــــــــذوبة ، بـ كثيـــــــر كثيـــــــر من الحنين
جلال : يااااااااااااااهـ ، إش ذكرك ذيك الليال
إنزلقت دمعه ساخنه و هي تنطق باشواقها و حبها و ذكرياتها
دلال : من متى أصلاً نسيت
( أصعب سؤال ) اللي جوابه للأسف مثله ( سؤال ) !!
ما هو تفلسف !! إلا موقف صار و إسمع " ثاني بيت" :
البارحه يومه سأل : ( وش ذكرك ذيك الليال ؟ )
كان الجواب بكل بساطه : ( من متى أصلاً نسيت ؟ )
أدري بأن جمع ( الصعوبه و البساطه ) شي محال !!
لكنها صارت كذا ! و اللي (( أهم )) إني دريت :
إن الحياه فبعد أحبابك إذا جف الوصال
إتعيشها لو تقتنع إنك خلااص أصبحت ( ميْتْ !!)
يا صاحبي لو كل شي يمر بالخاطر يقال
ما كانت العبره تــــولجني إليا منك طريت ؟!
شفني قدرت أحبس دموعي بس ( دمع القاف ) سال
و يا كبرها ساكت و لكن داخل أوراقي بكيت !!
عمر الحكي ما كان دافي لا أبتدى بقولة : تعال
لجل أتجاهل رجفة حروفي إليا مني حكيت
الحال في بعدك قسم بالله ما أسميه حال
أنوي على الضحكه و أحس كلي خطا لاني نويت ؟!
أتصور إنك من رحلت أشوفك لجسمي ظلال
لا شفته أمشي ببتعد و أثره معي مهما مشيت !!
مدام يعني في بحرك لفرحتي مليون جال
وش فيه موجك ما ركد ؟ قربت أموووت و ما رسيت
يرضيك ما عادت معي تفرق إذا جالك مجال
لاني أقتنعت إنك نهايه و إني ببطي ما بديت !!
صرت ( أعقد حجاجي ) إذا جابوك بأطراف الجدال
و أنا قبل لا قالوا أسمك كني : ميت ثم حييت
تعبت أعيش الدور و أفتح للمعاذير الخيال
و أتخيل إني جيت في بالك و بأنك إستحيت
و ترد لي كلك (( وله )) و تقول : ( كن البعد طال ؟ )
و من الفرح ما عاتبك و أقول : ( ياخي ما بغيت ! )
حتى و أنا تخيل حشمتك ! لن قلبي لا يزال
يكرر إسمك داخل أعماقي بنبضه لا سهيت
قلي شسوي فيك ؟ و أنت بداخلي أصدق مثال
للحب و إحساس القصيد إن عانق الليل و سريت
ربي يصبرني على الفرقا مدام الحظ مال
و أنت بيجيلك يوم تعرف ليه في بعدك شكيت
وإذا بلاك الله و عذبك إشتياقك (( بس تعال ))
و أقرى القصايد في غيابك كل أبوها بيـــت . بيـــت
بتدري أن ( أصعب سؤال ) اللي يجي رده ( سؤال )
لا قلت لي ( وش ذكرك ؟ ) ثم قلت لك ( متى نسيت ؟ )
جذبها لصدره و هو يردد : آ آ آ هـ يا دلاااااااااااااال و الله أحبك .
تدارك كلامه بلهفه : لالا ، وش أحبك ذي ، و الله أحبك قديمه ، و الله قديمه و شوي على اللي عندي ، أنا . أتنفسك . متيم فيك . دلال . أنـــــا ، أ ع ش ق ك . أعشقك أعشقك .
دلال : و اللي يحب يسوي سواتك ، بالعيد ما تتنازل و تعايديني .
جلال بصدق وهو يشدها لصدره أكثر : تدرين لو إني سامع صوتك لو من بعيد و الله ما كملت دراستي و لا فلحت بشي لا أهجر الدنياااااااا و أقابلك بعد ما حبيت أضغط عليك ، رغم إني أعرفك منتي بالحساسه اللي تتأثر بكم كلمه ، بس أنا حبيت أعطيك الفرصه مثل ما تبين بالضبط ، ما عندك أي مسؤليه تجاه أي أحد ، حبيتك تكبرين كأنك ما تزوجتيني ، و لو إني ضعفت مرتين و أرسلت لك بطايق و سألتك ، بس و الله ما قدرت كان لازم أتنفس لما أحسك بتقرين حروفي
كل ثانيه يزيد إحتضانه و هو يتكلم لما سكت لدقيقه ، همس باذنها : ما قلتي لي وش أصعب سؤال ؟
رفعت راسها فاختلطت الانفاس و هي ترد : كل سؤال رده سؤال كان . أصعب سؤال .
غرقت العيون بالعيون
تلاقت الارواح قبل الاجساد
ليتحدث الصمت بجنووووووون
(( تــــــــمــــــــت))
×سبحـــآنكـ اللهم و بحمــدكـ ،لآ إله إلا أنت ،أستغفــركـ و أتــــوب إليـــك×