رجعوا للبيت وهدأت العواصف وعاد الأمان والحب والطمئنينة ترفرف على هذا البيت من جديد غير أن دين والدها لم يسدد بعد
.
.
تذكرت سلطانة إبراهيم وأم عصمان والعم الطيب الطيب لكن كيف اللقاء ؟
.
.
بعد مرور ستة أشهر تماثل والدها للشفاء بشكل تام وخرج يبحث عن فرصة عمل لكنه لم يجد
.
.
أما سلطانة فأهتمت بأخوانها عبد الله ومحمد وحاولت أن تعيد لهما الثقة التي سلبتها خالتهم عزيزة أدخلتهم في دورات تأهيلية لتطوير الذات أهتمت بشوق وشقيقتها وظلت تعشق ياسر الذي هو حبة قلبها
.
.
خرجت تنظف جدران سور البيت الذي بدا متسخاً
.
.
الأب : ياسلطانة خلي الجدران بنضربها بويه
.
.
سلطانة : يبه كلها غبار ووسخ
.
.
الأب : سبحان الله طالعه على أمك بالضبط الله يرحمها
.
.
وهي ممسكة بفرشاة كبيرة مخصصه لدعك الجدران سمعت صوت الشيخ ماهر المعيقلي في سيارة قريبة من بيتهم
.
.
تذكرت إبراهيم
.
.
ثم عاودت التنظيف بعدما أطفيء صوت المسجل
.
.
ضرب جرس الباب
.
.
وسلطانة تقول في نفسها : معقوله يكون إبراهيم ؟
.
.
خرج الأب وهو يشير لسلطانة أن تدخل
.
.
دخلت وهي مرتبكة !!!
.
.
خرج الأب وأستقبل هذا الزائر
.
.
وبعد فترة ليست بطويلة خرج الأب من مجلس الرجال وهو يحمل حقيبة
.
.
سلطانة عرفتها إنها حقيبة الذهب الخاصة بوالدتها
.
.
الأب: أحد ينسى شنطه وش كبرها كلها ذهب .خذي شنتطتك فيها ذهب ومفتوحه جزاه الله خير هالرجال ما أخذها لأ رجعها
.
.
سلطانة : إبراهيم ؟
.
.
الأب وهو يضحك : إيه يقول جا عشان الذهب
.
.
سلطانة : يعني عشان شنطة الذهب يرجعها ؟جزاه الله خير
.
.
الأب : لأ الذهب إنتِ ياسلطانة يقول جيت بعطيكم الذهب وأبي منكم الذهب
.
.
أصيبت سلطانة بالبكم .
.
.
الأب : الرجال جا يخطب هو متزوج وعنده بنت
.
.
وأخذ الأب يتكلم عنه هولا يدري أن سلطانة تعرف الكثير عن إبراهيم
.
.
الأب : هاه وش قلتي لإنه مطلق يعني يمكن نرفضه
.
.
سلطانة : لا لا يبه هذا الرجل أنقذني وسكني في بستان أهله وعمره ما أذاني ولا قال لي كلمة ولا حتى بنظرة
.
.
الأب : إذن على بركة الله
.
.
أخذت سلطانة الحقيبة وباعت الكثير من الذهب وسددت ديون والدها لإن سعر الذهب كان مرتفعاً جداً باعت كل شي بإستثناء تلك القلادة والأقراط وطقم زفاف والدتها
.
.
.
وفي عقد الزواج العمر التاريخ الذكرى
.
.
جلست سلطانة لأول مره مع زوجها
إبراهيم: سلطانة أنا أعرف عنك كثير وأعرف إنك تعذبتي كثير وعانيتي كثير وأنا أشهد الله وملائكته إني بعوضك على كل لحظة حزن وألم عشتيها قبل تعرفيني ومن بعد ماعرفتيني سلطانة أنا كرهت كل الحريم بعد زوجتي ومآحد غير نظرتي غيرك إنتِ
محترمة مؤبة نظيفة صبرتي كثير
.
.
إبراهيم : سلطانة لا تبكين إنتِ ملكتي وعمري وحياتي وكل شي بس لي شرط واحد صغير
سلطانة حلا أمانة عندك
.
.
سلطانة : حلا ؟ في عيوني حلا
مستحيل أجرحها وأعيشها في شي أنا عشته وعانيت وتألمت منه .الي ماتعرفه إني أحب حلا يمكن أكثر من حبك إنت لها
.
.
إبراهيم : وهذا العشم طيب طيب بقول لك بشاره تعرفين النخلة الي في البستان طلعت رطب سكري !
.
.
سلطانة : معقولة حييت ؟
.
.
إبراهيم : إن الذي أحياها لمحيي الموتى النخل ياسلطانة عجيب وله جذور تمتد لأصقاع الأرض وخصوصاً نخلتي الحبيبة
وعلى فكرة أدري إنك كنتي تسقينها وتعتنين فيها ومطنش بكيفي
.
.
ضحكت سلطانة
إبراهيم : شوفي الزواج أبيه في رجب وعلى طول بنمشي مكة إن شاء الله وبعدها العيد وين تبيننا نسافر ؟
.
.
سلطانة : أقول وماتردني
.
.
إبراهيم : قولي قولي
.
.
سلطانة : المزاحمية
.
.
إبراهيم وقد بدت نواجذه من الفرح : تقولينه ؟
.
.
سلطانة : كلنا نروح ونآخذ أبوي لإنه في فترة نقاهة . وأخواني وشوق وحلا وياسر ومنها أشوف النخلة ونآكل من سكريها
.
.
إبراهيم :ياسلام عليك طيب طيب غالي والطلب رخيص سلطانة كان ودي أسألك عن شي قلتيه !
.
.
سلطانة : متى
.
.
إبراهيم : يوم كان أبوك في المستشفى قلتي له جمله لازالت ترن في راسي
.
.
سلطانة : وش هي ؟
.
.
إبراهيم : قلتي له أبوي أنت موطني الأول وجغرافيتي !
.
.
سلطانة : ايه وهو موطني الأول وجغرافيتي وتاريخي بعد
.
.
إبراهيم : طيب وأنا
.
.
سلطانة : أنت .
.
.
سلطانة : أنت مولدي الحقيقي لحظة لقاك
.
.
وفي صباح العيد كان إبراهيم والأب وعبد الله ومحمد يفترشون سجادة كبيرة ويجلسون بسعادة تحت ظل النخلة العتيقة وقد أخضوضرت يفطرون كبدة ويتكلمون ويضحكون
وحواليهم ياسر يلعب بفرح وشوق وحلا يبنون بيوتاً في الطين
.
.
وسلطانة تسند رأسها على الشباك وتضع يدها على ظهرها . تراقبهم من ركنها الهاديء الذي أعتات عليه أنتهى كل شيء وهدأت العواصف سبحان مغير الأحوال من هنا كانت تنظر لإبراهيم وتدعوا الله أن يكون زوجها والآن هي تحمل إبنه
.
.
مجرد دعوات صادقة كُلّ هذا لماذا ؟!
هذا الإيمـان الجـازم بصدق وعدِ الله سبحانه
" من يدعوني فـ أستجِب له " !
لله درك سلطانة .
بالرغم من كم الآلآم والأحزان والتحديات مَع ذلك لم تجزعي فـ لُطف الله وإحسـانه أعظم مما يُخيّل للنّفوس وتتصوّره !
فـ حتّى الدّعوات سـ نراها يوم القيامة حسناتٍ
نتمنّى في حينها أنّها لم تُستجب
لكن الله كريم يؤتي في الدينا حسنة وفي الآخرة حسنة
لاتحزن ،
إذا منع الله عنك شيئا تحبه .
فلو علمتم كيف يدبر الرب أموركم !
لذابت قلوبكم من محبته
.
.
(مآحد يحبك أكثر من ربك ولا حتى نفسك !
.
.-----------------------
خجلة منك ياركــــن
خجلة من كـــــــــــل شي
من دقائق الإنتظار من سويعات الفرح
من سنين الحزن
.
.
صدقاً لم أتعمد مايحدث بحياتي
فكل ماحدث كان مقدر لي قبل أن أكــون
.
.
جميلة هي أيامي مع إبراهيم الآن
كل مافيها يدعو للسعادة
.
.
تذوقت ملح الحب
من لم يعش الحرمان من الحب فلن يتذوق ملحه
.
.
أطلي علي بأعذب أحرفك ياروح الح ب
فصفحاتي الآن مشتاقة لجميــــل هطولك
.
.
التوقيع / سلطانة