الفصل الثاني
جلست لينا على حافة سريرها وهي معصبة من كل شيء حولها من أبوها اللي حطها في هذا الموقف و زعلانه من أخوها اللي تخلى عنهم و من نفسها لإنها قبلت بوضعها. ما كانت تتوقع إنه في يوم يصير لها مثل هذا . يمكن بسبب كلام أبوها اللي فقدت ثقتها فيه بعد اللي صار معها لو إنها أجبرت على الزواج من راكان لأن أبوها أعطى له كلمه كان أهون عندها من إنها تكون مقابل مبلغ كان دين عليه. بدت تتذكر كيف إنها كانت تدعم صديقتها نفسياً يوم زوجها والدها من دون رضاها وعرفت إن القول أسهل من التطبيق بس في كلا الأمرين فيه اختلاف لأن صديقتها ما أجبرت عشان مقابل تزوجته لأنه أبن صديق أبوها والشيء الثانية إنها ممكن تحب زوجها مستقبلاً وتتكيف معه لأنه ببساطة ما يعرف إنها مجبورة على الزواج منه وهذا بنسبة لها فرق جوهري. أما هي فعلى العكس من كل هذا أجبرت بمقابل والمصيبة إنه شاف ردت فعلها على الموضوع بكبره وحتى لو انه ما عرف بينظر لها على إنها إنسانة تافهة يوم رضت فيه وإنه أشتراها بفلوسه . فكرت أنه على الأقل هذا أمر انتهت منه الآن لأنه عارف فكرتها عن الوضع كله لكن بالمقابل هذا يعني إن حياتها بتكون جحيم معه و بيذلها بعد العز اللي هي فيه لكن كيف بتكون ردة فعل الوليد يمكن ما يكون ميئوس منه إلى ذا الدرجة هو برتبة نقيب في أمن الطرق وهذا يعني أن راتبه يتجاوز الأربع أو الخمس عشرة ألف في الشهر يعني يقدر يساعدها وأكيد أنه يدخر له شيء في البنك مع كل ذي السنين لأنه مهما يكن هم من دم واحد وعمر الظفر ما يطلع من اللحم زي ما يقولون وهي بتحاول معه. ما راح تهتم للي قاله هذا الركان وبتطلب من أخوها العون وإن شاء الله ما يخيب أملها لكن كيف لو صار العكس؟ هي ما سمعت الصراخ اللي صار بينه وبين أبوها و كان فيه الوليد عديم الذوق تماماً جارح في كلماته قاسي في نظراته ومع إن أبوها أظهر صبره لكن في الأخير طرده من البيت لأن الوليد كان يتعمد يأذي الجميع عشان يرضي زوجته و رجعت لذهنها كلمه سمعت أبوها يقولها وهو يتحسر على الوليد
"ربيته عشان يساعدني وهاذي أخرتها أللي في القلب واحد "
كان واضح أنه هذا شيء جرحه لكن هو يكابر قدامهم .قالت في نفسها أن أبوها تحمل الكثير وهذا أكبر ألم يحمله لأنه مع كل اللي صار هو للحين يذكر الوليد ويتصل به ويتودد له مع أن المفروض الوليد اللي يعتذر لكن أخوها عديم القلب في كل مرة يطلب فيها والدها منه المعونة يكرر ويردد على مسامعهم
" أنا ما لي دخل "
" والله ما أحد قال لك حط نفسك في الدين وأنت عارف أن ما معك شيء "
الآن تذكرت كل ذيك المحاولات في سداد الدين .البحث عن من يسلفه. أدوات البيت اللي يتم تسجيلها ولا تدفع إلا في أخر الشهر إن توفر المبلغ أو من مكافأة أحمد وناصر. طريقة الوليد القاسية وهو يرد في كل اتصال
" ما عندي شيء "
حتى حفظت هاذي الكلمة عن ظهر قلب وكانت تردد دايما في نفسها
" الحمد لله أننا ما نحتاجك لك "
هل كان أبوها غارقاً في الدين من ذاك الوقت؟ وهذا يتناسب مع اللي قاله راكان .عنفت نفسها بقوة عشان ما تبكي وهي تسأل ليش يتزوج طيب؟ إذا زوجته مخلصة له لطيفة ودودة ومطيعة عياله من حوله أولاد وبنات باستثناء الوليد اللي أصلاً كان يدور عذر عشان يبعد عنهم, كل شيء حوله ما نقصه شيء من دون ذكر الفلوس اللي كانوا يقتصدون في مأكلهم ومصاريفهم عشان لا يثقلوا عليه و هاذي هي أخر تضحيتهم أنه يجمع ويتدين و يفكر في الزواج ويا ليت الزواج كان ناجح تقول أنه في احد استفاد! الزواج كان فاشل والديون تراكمت إضافة لتزويجها هي ككبش فداء للعايله بسببه.والمصيبة إنها تعرف كل هذا من الرجال اللي بتتزوجه وتتصنع قدامه إنها على علم بزواج أبوها قالت بصوت خفيف مسموع
"و خزياه ".
تأملت في وضعها إن كانت هي نفسها أقسى من الوليد يوم سمحت لطبعها البركاني أنه ينفجر في وجه أبوها و فضحته قدام الرجال. أبوها اللي ما عمر أحد يشوف عينيه إلا ويرخي طرفه مهابة له تجي هي وتنظر له بتحدي وترفع صوتها اللي شوي ويفجر أذنه .هو حاول أنه يجنبها هذا الزواج ما قال راكان كذا؟ لكنه في النهاية زوجها وصدمها بالخبر هزت رأسها بيئس وهي تفكر في هذا الشيء. الوضع يختلف بينها وبين الوليد هي لو تملك مال الدنيا ما بخلت عليه به لكن حياتها صعب؟! ابتسمت بحزن لأنها كانت دايما تكرر إن أبوها هو حياتها. أخيراً وبعد التفكير الطويل قررت إنه إذا ما ساعد الوليد أبوها بتنسى أحلامها اللي بنتها مع مرور الزمن وترضى بالأمر الواقع.
انتبهت لمقبض الباب وهو يفتح وسألت في نفسها كيف نست تقفله يوم دخلت. هي فاضيه لعبير الحين ولا هذا وقت للنكت ناصر ومزحه ولو كانت أمها فهاذي مشكلة أكبر . تفاجئت إن اللي دخل أبوها ونظرته الحادة للحين في عينيه دخل للغرفة وقفل الباب. كان والدها في الخمسينات من عمره يتميز بطول واضح و شخصية مهيبة قوية ومع أن الشيب كان منتشر في شعره إلا أنه للحين يتمتع بقوة جسمه وملامح وجه حادة ما ورثها أحد منهم إلا أختها هيفا. سحب أبو الوليد كرسي الزينة و جلس قدامها أما هي فكانت تذكر نفسها أنه مهما يكون يظل هو والدها و لازم تتعامل معه بأدب وهذا تركها تحس بوخز الدموع في عينيها لكنها نهرت نفسها وبدت تكرر
" أنا قوية .أنا قوية وكبيرة وقادرة أتعامل مع الوضع"
أثناء ما هي تحاول السيطرة على أعصابها ما كانت منتبهة إن في عيونها نظرة عتاب له فقال بهمس
" لينا يا بنتي الزواج قسمة ونصيب و راكان رجال "
قاطعته
" ليش تزوجت؟ "
ناظر لها أبوها ما هو مصدق إنها عرفت فقالت قبل ينكر أو يتهرب
" يوم انك عارف أن ميزانيتك ما تغطينا ليش تتزوج؟ وفي النهاية ما تقعد أسبوع وتهج اللي ما عرف منهي وتورطني أنا !!"
كان صوتها متحشرج مثقله الألم والهم فهز أبوها رأسه باستسلام وقال
" عاد اللي صار صار وأنا أبوك ولو أني ما سألت عن راكان وطلع رجال ما كان وافقت عليه "
" و ما لقيت غير تزوجني؟ ليه ما رحت للوليد وقلت له ما أظن أنه شين لذا الدرجة وما يفكر فينا "
"الوليد داري بكل شيء من البداية وكان رافض حتى يساعدني في زواجي حتى يوم طلقت الثانية وطلبته يساعدني يسدد الدين قام يتشمت "
"وقال لك كلامه ألمعروفه ما عندي شيء ولا يقول لك مثل العادة إنك ما تعرف تخطط "
سبقها لسانها بذي الكلمة القاسية اللي دايماً يقولها الوليد لأنها كانت في قمة انفعالها وما تقدر تسيطر على نفسها إذا عصبت. شافت وجه أبوها يتجهم ثم شوي وتلين ملامحه ورفع لها عيونه اللي احمرت .والدها اللي كان دايما من هي صغيره مثلها الأعلى كانت تشوفه صانع العجائب كان بطلها اللي يحميها ويحافظ عليها و القادر على تحقيق كل شيء تتمناه ما شافته يوم ضعيف وما شافته يوم مستسلم كانت معجبة فيه لدرجة ما تشوف أحد غيره لكن الحين تشوف لمعان دموعه بسببها. قامت وقبلت رأسه وهي مختنقة بدموعها وتقول
" السموحه يا أبوي والله ما قصدت "
مسك يديها وطلب منها ترجع لمكانها ثم قال
" إن كنتي ما تبين الزواج من راكان قولي لي وأنا أخلص كل شيء لكن الله يشهد إن راكان رجال "
هاذي هي الفرصة ترجع لها من جديد لكن النهاية أنه بيصير بعيد عنهم. ثم وين الفايده فيه؟ هي أخذت صدمه وحده وتعذبت فيها وتعبت نفسيتها وما هي مستعدة تتعرض لصدمه ثانية تعيشها بألم جديد وهم ما يوقف من غير تأنيب قلبها اللي ما راح يستريح . قررت وهي تتأمل عيون أبوها أنها تتزوج بذا الراكان لأن أملها في الوليد خاب و بتشوف كل يوم سجنها بنفسها ويبقى أبوها في بيته معزز مكرم. على الأقل ما فيه أحد يعامل أولاده مثل أبوها كانت تضحك وتنكت وأحيان تعلق على أبوها وما كان يزعل كانت تقدر تناقشه عادي وهو يتحمل انفعالاتها هي وإخوانها كان مثل الصديق لهم كلهم مع أن غير عائلته ما كانوا يقدرون يسوون الشيء نفسه معه. لدرجة صاروا زميلاتها يقولون إن هم ما يحترمون أبوهم ما كانت هي وأخوتها مثل معظم البنات اللي تنزل القهوة عند أبوها وتروح ما تجلس معه كانت تناقش وتطرح مواضيع وتحاج وترفض وتبدي رأيها عودها على الشفافية وأنه ما تكون في حواجز بينهم. قالت في نفسها وهي تشوف أبوها قدامها ينتظر ردها أن هذا ما هو حق تعبه معهم إنها في النهاية تجحد معاملته الطيبة وتعب تربيته لها بمثل ما سوى الوليد فقالت له وهي ترفع أكتافها
" اللي تشوفه يا بوي هماك تقول أنه رجال أنت أبخص "
هي كانت تثق بنظرة والدها وحكمه في الرجال مع إنها حالياً نست معنى ذي الكلمة في أي شيء يتعلق بأفعاله و زواجها يعيد وضع زواج هيفاء وبصورة أشين من قبل لكن في قرار نفسها تعرف أن أبوها ما راح يتركها وناصر وأحمد أخونها اللي يحبونها ما يتخلون عنها أقل شيء لو بمشاعرهم وهذا اللي هي متأكدة منه. قاومت نفسها لا تبكي أكثر وهي تشوف نظرته الحنونة رجعت له يكفي إنها أرجعت تنطق بعاطفته الأبوية حواجبه المرتخية سماحة وجهه و وقاره كل هذا يرمز لرحمته وحنانه هي تعرف مع كل اللي صار أن لها أب عظيم ما يملك غيرها مثله. هو أبوها وأخوها وصديقها وغلطة منه ما تنسيها خيراته. حب أبوها اللي للحين عينه حمر أنه يبدل ها الجو الكئيب فقال يمزح
" متأكدة أنك موافقة يا لينا؟ "
ولأنها تعودت على الشفافية مع أبوها قالت بصدق
" أيه متأكدة وهذا قراري أنا وما لأحد تأثير علي فيه ولا تقعد تقول إنه عشانك ولا من ها الخربيط هذا اختياري أنا يعني لا صار شيء مستقبلاً لقدر الله لا تلوم نفسك "
قال وهو مبتسم يجاملها
"الله لا يقدر لك إلا الخير. وإنك قبل شوي صجيتي العالم و أزعجتيه وبغيتي تأكليني عند الرجال "
ابتسمت من بين دموعها وهي تقول
" دلع بنات وبعدين شفته أميليح يعني حليو ما عليه كلام من الناحية الشكلية فغيرت رأيي"
كان أبوها عارف إنها تحاول تخفي حزنها بأسلوبها المرح و الأفضل أنه يتركها الحين لأنها ما عاد تقدر تمسك نفسها أكثر من كذا. قبل رأسها و هي خجلت من نفسها لأنها المرة الأولى اللي يقبل رأسها. أجتاحها شعور مؤلم في نفسها لأنه ما هو بالأمر السهل أنه يكون من هو أكبر منك سن والأولى باحترامك وتقديرك أنه يقبل رأسك و كأنها رسالة اعتذار لك عجز يعبر عنها بلسانه .قال أبوها قبل يتركها وهو حاط يده على راسها
" الله يوفقك ويسعدك ويسترك يا بنتي قولي آمين "
قالت من بين شفايفها من دون ما تصدر صوت
" آمين "
طلع وصك الباب من بعده ووقفت هي وقفلت الباب قبل ما يدخل أحد ثاني. ناظرت في غرفتها ونزلت دموعها على وجهها من غير توقف فمسحتها بيدها وقالت تروح عن نفسها
" أصحي يا لينا ولا تقعدين تسوين لنفسك فيلم هندي "
اتجهت للمراية تشوف وجهها كانت هاذي طريقتها في التخلص من الدموع في البداية تبكي شوي ثم تبدءا تتأمل عيونها وبعدها تنتقل إلى أسنانها ثم تشغل نفسها بترتب شعرها وتمسح أنفها بالمنديل وكذا شوي شوي و ما هي إلا دقايق حتى تنسى ليش كانت تبكي وهذا يرجع لطبيعة نفسها اللي تحب السعادة والأمل وتكره الحزن و الوحدة. بعد ما مسحت عيونها بمنديل و اختفى الاحمرار منها بدت تشوف وجهها و تسأل ليش أصر راكان على الزواج منها؟ هي ما لها بشرة بيضاء و شعر أسود و لا تعرف هل كانت بنسبة له جميلة هي بنسبة لها ولثقتها بنفسها كانت مقتنعة إنها جميلة وإن بشرتها البرونزية تكسبها جاذبية خاصة لكن ما تدري عن رأيه هو فيها؟ ثم ليش ما أخذ عبير؟ عبير عكسها تماما لها بشرة بيضاء وشعر أسود طويل يصل إلى أسفل خصرها وإن كانت ما تختلف عنها كثير بالملامح لكن هذا السؤال ظل عالقاً في ذهنها وكلامه أن الناس يمدحونها ما دخل مخها لأن الناس يثنون على عبير أكثر منها خصوصاً إذا رجعوا لقضية أن عبير تتحمل المسؤولية وفنانة في الطبخ وتعرف كيف تستقبل الناس وتقدر تدخل في المجتمعات بسهوله عكسها تماما. هي ما تتحمل المسؤولية و لا تعرفها وما تعرف من المطبخ إلا أسمه ولأنها دايم مع أخوانها الشباب كل سوالفها تقريباً شبابية وتهتم بالسيارات مثلهم لكنها تختلف عنهم في إنها تكره متابعة الرياضة وخصوصاً كرة القدم و إذا جاهم جيرانهم يا تكون مع أخونها أو تجلس في غرفتها أو تكون مع الحريم ساكته وما أحد ينتبه لها يعني بالعربي من اللي يعرفها وبعدين قبيلة راكان من جنوب المملكة وهي من نجد فمن وين سمع بها ؟ لا يكون من طرف جارتهم أم خالد لأنها هي الثانية من الجنوب من منطقة أبها بس فيه بعد أم سعيد وهي من الباحة. مسكت راسها لأن المشكلة أن كل الثنتين من نفس القبيلة ولا يقربون لبعض. يا ترى هي أي وحده فيهم؟ والأهم من كذا مستقبلاً كيف بتتكيف مع عائلته وعادتهم وتقاليدهم مختلفة عن عاداتها وتقاليدها اختلاف السماء عن الأرض؟ من وين بتعرف طريقتهم في حفلات الزواج أو الصباحية أو حتى وش الشيء اللي ينقدون ويعد عيب عندهم وش الشيء المستحسن؟ ما راح يجاوبها على كل أسئلتها إلا صديقتها شمس. بس وين؟ اليوم الخميس وشمس وعائلتها مع أهل أخوانها المتزوجين طالعين للاستراحات كالعادة في أي عطلة أسبوع وبكرة الجمعة و تشك أنه بيكون لها خلق تكلم أحد لأن عندها كويز في درس المسرحية اللي أخذوه يوم الاثنين. ما عندها حل إلا يوم السبت تقابل شمس في الكلية وتقول لها على إنها تزوجت. ابتسمت وهي تتخيل وجه شمس اللي ما راح تصدق و بتزعل أنه ليه ما قالت لها من البداية لكن ما تقدر تقول لها الحقيقة لأن الموضوع يخص عائلتها و راكان ما يخصها لحالها و أكيد لو فضفضت لشمس بيتضايق أبوها فما لها إلا أنها تدبر كذبة محترمة. دق باب غرفتها فما ردت عليه لينا ورجعت تجلس على سريرها وهي تسمع صوت عبير
" لينا أفتحي الباب . لينا . لينا "
لا ما راح تفتح لعبير أبداً لأنها عارفه أنها بتتفلسف وتجيب لها التاريخ العربي كله وبتزيد همها اللي تبي تنساه وترتاح منه. شوي و تسمع ضرب أقوى على الباب و صوت ناصر يستهبل
"لينا . لينا أفتحي الباب لا يكون زعلانه مني ما لك هم أدخل عندك الحين وأدغدغك لين تقولين بس يا الله أفتحي "
شوي إلا صوت أحمد
"ما فتحت لكم أفآآآآآ نونا أفتحي الباب يا بابا عيب تخلينا واقفين كذا طابور وكأننا سرا على المستوصف أنا بابا أحمد كبير العايلة في المرتبة الرابعة والضابط مستقبلا "
ناصر:-" تشرفنا معك الدكتور ناصر و ولي العهد من بعدك بس ترى على فكره الدلع اللي أنت جبته ما هو حلو"
صوت مشاعل
"خلاص يا عيال أتركوها أصلاً المفروض إن كانت بتزعل تزعل عليك أنت يا أحمد "
أحمد بنبرة تهديد:-"ليه وش سويت أنا؟ "
مشاعل :-"ترى بقول لها "
أحمد:-"عن؟ "
"عن ؟! أقول لك يا عمي يوم ملكوا تدرين وش سوى يا لينا "
عض أحمد على شفايفه يهددها فقالت مشاعل
" لا ما فيه ما عندي أنا ما أستلم مكافأة مثلك يا حضرة الضابط مستقبلاً و توي في الثانوية وعلى المصروف فا عطني والا بقول "
ناصر متضايق منها:-"هيه هيه ابتزاز عيني عينك روحي وراك بس. لينا أختي أفتحي الباب قبل ما تجي أمي و تزفنا كلنا على غرفنا "
كانت لينا تسمعهم وهي تبتسم وتتخيل أخر يوم لها كيف تتركهم وتودع أيامها البريئة معهم بتترك الدلع والشقاوة وتبعد عنهم ويوم حست أن دموعها بترجع قامت من مكانها
عبير:-" أقول شكلنا ضايقناها؟ "
أحمد:-" محاولة أخيرة بس"
ناصر:- " أتركها علي لينا ترى معي برنجلز و."
فتحت الباب وقابلتهم وهي ساده الطريق بجسمها كانت لابسه بلوزتها الوردية الملامسة لوسطها بنعومة فوق تنورتها الرماديه الواسعة وقالت
" خير يا أكبر مزعجين في الدنيا "
بعدها ناصر عن الباب ودخل الغرفة بسرعة و لحقه أحمد وقفز الاثنين فوق السرير وجلسوا وكل واحد يقول لثاني وخر ضايقتني أما لينا فضحكت على حركت أجسامهم الطويلة وهم مالين الغرفة
لينا :-" هيه هيه أرفقوا دمرتو الدنيا علي "
ناصر :- " لا ما عليك ترى خفيفين الأخ أحمد ذبحته تمارين الكلية شوفيه نحيف و جاي أسمراني وش حليلة "
أحمد:-" الحين أنا أسمراني يا اخي حرام عليك بشرتي حنطيه "
ناصر:-" ما فرقت الحنطي درجة من درجات السماره "
أحمد:- "لا يشيخ الحين الحنطي أسمر؟ "
قال ناصر وهو ياكل من البرنجلز
"أية نعم وأنا أشهد, ما يكفيك أني طالب في العلوم الطبية يعني أفهم في مواضيع البشرة و الشغلات هاذي "
أحمد :- " إذا أنا أسمر أنت وش؟ "
ناصر :- " شفت اللمبة عبير أنا مثلها "
أحمد :- "بسم الله على عبير منك يا ضب "
ناصر:- " أنا ضب يا الجربوع"
لينا :- " خلاص بس أزعجتونا تعالي عبير مشاعل اجلسوا بصك الباب ولو أني أشك بتلقون مكان مع ها الاثنين "
دخلت مشاعل وجلست على الكرسي حق المكتب الصغير وعبير جلست على كرسي الزينة أما لينا فوسع لها أحمد وناصر وجلست معهم على طرف السرير وهي تسأل
"أمي وينها ؟ "
مشاعل :- "جالسة مع أبوي "
أحمد:-" الحين هاذي من عازمها ما كأنها صغيرة تسمع اللي بنقوله؟ "
ناصر:- " المشكلة مو هاذي قل بتروح و تعلم أمي باللي نقوله ما على فمها سد .شوفي شعوله تسوين حركات مبزره قسم بالله أمسح بك الأرض "
عبير تجاهلتهم :-" هو وش اللي صار يا لينا؟ "
قالت لينا بيأس :- " ما صار شيء اكتشفت أن زواجي بعد ثلاث شهور يعني بداية الصيفية "
ويوم حس ناصر الحزن في صوتها مد عليها البرنجلز وهو مالي فمه منه ويقول
"عادي تصير في أحسن العائلات "
لينا:-" ما الي نفس "
ناصر:- " واحد يا بنت الحلال "
لينا :-" والله ما أشتهيه "
ناصر:-" والله لتاكلين منه يلله عاد أنا حلفت "
مدت يدها وأخذت قطعه أكلتها فقال أحمد بمرح ولا كأن الموضوع فيه مشكلة
"صحيح ذكرتيني مبروك يا عروسة "
الكل سكت يناظر له بلوم بعد ما عقدت لينا حواجبها فقال
" لا ما يصير عروسة تتقبل التبريكات بوجه معصب "
عبير:-"أحمد! "
ناصر يساند أحمد:-"هي ما هي زعلنه أن أحد يهنيها يا فالح بس أنت قلت مبروك وهذا أسم مفعول من برك والصحيح أنك تقول مبارك عليك يا لينا "
الكل التفت للينا واضح أن الضغط وصل معها فقال أحمد يغني
" يا ناس لا تزعلو لينو ترى اللي يزعله يزعلني "
وبدا ناصر يردد معه فقررت لينا أن الكآبة ما تسر أحد والموضوع انتهى خلاص فقالت لناصر
"عن الفلسفة يا سيبويه توك تقول أنك علوم طبية "
ناصر:- "أيه بس عرب "
عبير :- " وأنتي وش رايك بالموضوع؟ "
لينا باستسلام:-"حلوه وش رأيي هو بقى فيها رأي ملكوا لي وقالوا شوفيه وعرسك في الصيف و وافقت "
عبير:-" وافقتي على اللي صار وقافلة على نفسك الباب ومخوفتنا؟ "
لينا :- " وش تبيني أسوي أطمر وأرقص في البيت وأقول أعرست!.والا أقوم و أسوي مناحه وأخلي البيت كله يكره اليوم اللي جيت فيه؟ أنا زعلانه من طريقة الزواج بس. يعني لو قايلين لي من قبل كان أهون وبعدين أموت وأعرف الشيخ كيف قبل يملك لهم؟ "
مشاعل:-" أسئلي أحمد "
راح المزح عن أحمد وقال
"مشاعل قومي أطلعي برا "
مشاعل:-" ما راح أطالع غرفت لينا ما هي غرفتك "
أحمد كان على وشك يقوم وهو يقول
" والله ما أنتي طالعة لين أوريك شغلك أنا "
أمسكته لينا وهي تقول :-" أحمد أتركها ما حنا ناقصين مشاكل ونكد خلقة نفسي قافله"
بس هو ما سمع لها وصرخ على مشاعل :- " بتطلعين ولا كيف ؟ "
ناصر بتهديد :- " مشاعل وش تستنين أقوم معه يعني . أطلعي برا لخليك تتفلين العافية"
مشاعل :- " خلاص طيب بطلع "
عبير :- " صكي الباب معك "
يوم أطلعت مشاعل التفتت لينا لأحمد وقالت:-" أنت عارف شي عن الموضوع ؟ "
أحمد:-" أيه "
ناصر قاطعهم:- " أنا اللي بقول لك "
لينا :-" و ليش أنت؟ "
ناصر:-" أنا بقول لك هو وش سوى لأني بخليه يقول لك أنا وش سويت كذا أسهل لنا "
لينا :- "شباب خلصوني تراه واصله هنا "
ناصر:- " طيب هذا يا طويلة العمر والسلامة يوم وقع الأخ راكان عطوا أحمد العقد على أساس يعطيك توقعين ودخل و وقع بدالك "
التفتت لينا لأحمد اللي قال يدافع عن نفسه:-"غصب عني يا لينا أبوي هو اللي قال لي ."
لينا بعصبية:-" أبوي اللي قال لك رجال خط شاربك في وجهك وتقول أبوي اللي قال لك "
ناصر:-" لينا أهدي ترى حتى لو أحمد ما وقع كان أبوي اللي أخذ العقد وهو اللي وقع "
لينا بعصبية:-" يعني عارفين من قبل بس ما قلتو لي!"
عبير:-" أهدي يا حياتي أنت توك تقولين موافقة "
لينا بانفعال:-" كنت أتوقع انه ما أحد كان يعرف غير أبوي ما كنت أدري أن كلكم ما شاء الله عارفين إلا أنا! "
عبير:-" أنا ما دريت إلا قبل أشوي من أمي"
لينا :- " وأمي متى عرفت؟ "
عبير :- " قبل الملكة بيوم "
لينا تقول لأحمد وناصر:-" من عارف غيركم ؟"
أحمد :- " حنا الشباب بس "
هزت لينا رأسها ثم قالت:-" وأنت وش سويت يا ناصر "
أحمد :- " ناصر هو اللي تكفل بقضية الفحص الطبي لأن له علاقة بالمستشفى اللي سجلاتنا الطبية فيه وافتحوا ملفك الطبي وجهزوا أوراقك لأنك قبل أسبوع كنت رايحه تشوفين نتايج تحليلك لفقر دم "
لينا مخنوقة:- " ما هقيتها منكم "
ناصر :- " لينا صدقينا الموضوع أكبر مما تتوقعين "
لينا تستفهم :- " قد أيش عارفين عن ها الشيء؟ "
أحمد بهدوء:- "كل شيء من طق طق لسلام عليكم "
ناصر :-" عبير ممكن تروحين وتسوين لنا شاهي "
وقفت عبير وقالت مبتسمة :- " طيب ومتى تبيه في خمس دقايق والا بعد ساعة؟ "
أحمد :- " إذا خلص في العشاء بيكون أحسن "
عبير :- " ما تبين شيء لينا ؟"
لينا وهي تفكر بمشكلتها :-" لا "
طلعت عبير وصكت الباب فقال أحمد :- " لينا الموضوع أصلاً له قصة طويلة حدود السنة "
لينا :- " أدري "
ناصر مستغرب :- " وش دراك ؟ "
لينا :- " حضرة سموه هو اللي قال لي "
أحمد :- " راكان ؟ "
لينا بيأس :- " أيه .بس كان المفروض قايلين لي من قبل أصير فاهمة الوضع ولا أنكم تحطوني في الصورة و أنصدم بكل شيء فجأة "
أحمد :- " شوفي يا لينا اللي صار صار و انتهى حنا مثلك تفاجئنا يوم قال لنا أبوي وما كنا نتوقع أن الموضوع ياصل لها الدرجة و رحنا للوليد وحاولنا فيه بس أنتِ عارفه. "
لينا :-" تكفى لا عاد تجيب لي طاريه "
ناصر :-" المهم يا لينا ترى ما أحد يدري بزواج أبوي غير أنا وأحمد والوليد وأنتي بس البقية ما يدرون فلا تقولين لأحد حتى البنات و لا حتى هيفاء مفروض تدري لأن لو وصل الخبر لأمي والله ما تمرح في البيت دقيقة "
لينا :- " أنت بتقول لي! "
أحمد :- " فيه شيء تبين تسألين عنه؟ "
لينا :- " أيه متى يا طويل العمر وقعت عني؟ "
أحمد يمازحها:- " يوم الأربعاء يوم أخذت التوكيل من أبوي وقعت عنك يعني أمس "
ناصر :- " شفتي أننا حلوين ما طولنا عليك الخبر توه طازج "
أحمد :- " أسئلة ثانية يا حضرة الأستاذة ؟ "
لينا بتعب واضح:- "أنت فاضي "
ناصر :- " ما كأن عبير نست الشاهي قوم يا أحمد شكلنا ربعنا في غرفة الآنسة "
فهم أحمد قصده فقاموا يطلعون و يوم وصل ناصر نصف المسافة أنتبه أن البرنجلز بيده قال
"أوه نسيت خذي كمليه عني "
حطه بيدها وطلع بسرعة أما أحمد وقف عند الباب وقال
" ترى سألت عنه قبل ما نملك له وقلبت تاريخه كله الرجال ما عليه قصور ارتاحي "
أخيراً طلع أخر واحد بقي في الغرفة وصك الباب وتركها وهي تناظر للبرنجلز بين أيدينها أرفعت عينها و شافت الورقة الصغيرة اللي مكتوب فيها رقم راكان على مكتبها الصغير مطوية مثل ما كانت عليه يوم أخذتها .
----------------------------------------------