الزواج وفلسفة الحب في الإسلام
"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد. قالوا: يا رسول الله! وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، ثلاث مرات" رواه الترمذي.
كلما وقفت أمام هذا الحديث الشريف متأملا. محاولا رسم صورة منطقية لبناء علاقة مثالية دائمة بين شريكين أبديين على أسس قويمة ثابتة، دون إغفال مقتضيات الفطرة المكونة لطبيعة النفس البشرية.
يتدحرج على الذاكرة الوجدانية سؤال فلسفي ثقيل مخيف: هل يمكن أن تتشكل القيمة الجمالية في الزواج بل الترجمة المثالية لقوله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم.
بمجرد التصاق الأجساد تحت هذه المظلة الدين والأمانة؟.
وهل الحب بمعناه العاطفي شرط من شروط الزواج. أم أن تغييبه من ساحة الاستعداد والبحث قراءة شرعية متقدمة لفهم الشارع لحقيقة العلاقة الزوجية أو ما وراء الزواج؟ وان الحب بمطلقه المجرد أداة خارجية توصف بقيمتها السلبية من حيث أنها مثلبة أخلاقية لا تنسجم وطبيعة الشرع القويم، تخدش وقار العلاقة بين الرجل والمراة وتذهب بعيدا إلى عالم لا مثالي في بناء المجتمع؟
ثم هل المثالية الدينية في فهم العلاقة الزوجية تكمن في البحث عن ذات الدين وذات الدين فقط؟. وهل حضور الجمال الحسي في ظلالات البحث عن السعادة وهم تبدده نصوص الشريعة؟ أم أن هذه النصوص وغيرها تحتاج إلى نوع من القراءة المتأنية التي تعتمد منهجا استثنائيا في استنباط الدلالة المرجوة من النص تنسجم مع طبيعة المنطق الفطري لطبيعة النفس البشرية؟
وهل ثمة حضور لحظ الأنا والرغبة الفطرية من هذا البناء الثنائي؟ وهل الحب بمطلقه جريمة وعيب وواحة مغلقة في قانون الشرع الإسلامي الحنيف؟
ثم هل لنا أن نتساءل بوعي عن طبيعة فهم الرعيل الأول- الذي خرج من ظلامات الجهل إلى نور الإسلام –عن فهمه الدقيق لحقيقة هذه العلاقة، كيف فسر الرسول هذه العلاقة عمليا في حياته، ومثاليا في توجيهاته؟. وكيف استجاب لها الصحابة وانسجموا معها؟ وماذا فهم هو وصحابته الأخيار من قوله "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله". وهل هناك ثمة علاقة دلالية بين الحب والخيرية في هذا الحديث؟ وان وجدت هذه العلاقة فما نوع هذه القيمة العاطفية في النص؟. وما نوع خصوصية العالقة في قوله عليه السلام:"رفقا بالقوارير" وما حد الزينة والاستجابة في حديثه - عليه السلام – "حبب إلي من دنياكم العطر والنساء" ثم ما سر تعدد الزوجات في تاريخ الصحابة والسف الصالح؟
إذا، للموضوع فروع، لا يمكن إغفالها، ولا يمكن أن نغط في دعة متجاهلين واقعية الخطاب الإسلامي في رسم معالم الصورة الجمالية في فلسفة الزواج؛ فالإسلام – حينما ضبط العالقة بميزان الشرع إنما لجمها بفلسفة الصيانة، وحماها من عبث الفاحشة، وأسس لمفهوم أعمق للجمال، من خلال استحضار فلسفي حكيم لطبيعة هذه العلاقة؛ فالقيمة الأخلاقية المعنوية في العلاقات الزوجية فوق المادية المحسوسة لمن وعاها حق وعيها، فمعها لا تتحول المرأة إلى سلعة عابرة للذة عابرة، وإنما قيمة مشاركة بإنسانيتها وقدراتها في حياة لها أبعادها ومحاورها والحب في العلاقة مفهومه الشامل عمود العلاقة وأساس ديمومتها فإذا استقامت هذه الأعمدة دارت العواطف في أفلاك هذه العلاقة سابحة سامية، وبهذا ينتقل الحب من مفهومه الاستغلالي في حب المتعة إلى مفهومه الاكرامي في حب المودة.
نعم، بهذا التصور المثالي تكتمل الصورة العبقرية في رسم معالم العلاقة الجدلية في الحياة الزوجية بين الرجل بصفته الذكورية والمرأة بصفتها الأنثوية
hg.,h[ ,tgstm hgpf td hgYsghl
LinkBack URL
About LinkBacks
مشرف
الزواج وفلسفة الحب في الإسلام –
21-Jun-2012,01:12 PM 
