الملاحظات
صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 35

الموضوع: منـــبر الجـــمعه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كـــل عـــام وأنــتـم بخـــــير والأمه الإسلامــيه بألـــف خير عندي موضوع وحاب الكل يشارك فيه وهو عباره عن خطب ليوم الجمعه وتكون المشاركه

  1. #1 Post منـــبر الجـــمعه 
    المشاركات
    1,085
    منـــبر

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    منـــبر الجـــمعه show.php?pic=139070
    كـــل عـــام وأنــتـم بخـــــير والأمه الإسلامــيه بألـــف خير

    عندي موضوع وحاب الكل يشارك فيه وهو عباره عن خطب ليوم الجمعه وتكون المشاركه أسبوعياً ولكل جمعه خطبه وراح يكون صاحب الخطبه المميزه له وسام التمييز لمدة أسبوع كامل وإن شاء الله تعم الفائده من الخطب المطروحه ولكم الأجر إن شاء الله

    البدايه تعريف الخطبه لغة واصطلاحاً

    الخطبه: يقال فلان خطيب القوم إذا هو المتكلم عنهم وهي الكلام المنثور المسجوع ونحوه والخطبه مثل الرساله التي لها أول وآخر .
    واصطلاحاً: هي القدره على النظر في كل مايوصل إلى الاقناع في مسأله من المسائل.

    نشـــأتها :
    نشأت الخطابه من قديم مع الإنسان الأول لأنها شيء يقتضيه التجميع البشري للتوجيه والإرشاد والقياده للسير في هذه الحياه.
    وكانوا رُسل الله صلوات الله عليهم أجمعين روادا لأممهم وخطباء لشعوبهم يهدون إلى الطريق المستقيم ويبشرونهم بالفوز والسعاده ويحذرونهم من طرق الغوايه ومن مزالق الشيطان وعواقب الخسران.

    وهناك أنواع من الخطابه منها الدينيه والإجتماعيه والسياسيه وقضائيه والعسكريه

    وسوف أبدأ بخطبه دينيه وأفتتح هذا المشروع
    ========================================
    خطــــــــبة النــبي في حــجة الـــوداع
    " قال صلى الله عليه وسلم: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفر الله ونتوب إليه ونعوذ بالله من شور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد ِ اللهُ فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأتفتح بالذي هو خير أما بعد
    أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإنني لا أدري لعلي لا القاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.

    قال ابن إسحاق : ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حجه فأرى الناس مناسكهم وأعلمهم سنن حجهم وخطب الناس خطبته التي بين فيها ما بين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا ; أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت ، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها ، وإن كل ربا موضوع ولكن لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون . قضى الله أنه لا ربا ، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وكان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية . أما بعد أيها الناس فإن الشيطان قد يئس من أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم أيها الناس إن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا ، يحلونه عاما ويحرمونه عاما ، ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ورجب مضر ، الذي بين جمادى وشعبان . أما بعد أيها الناس فإن لكم على نسائكم حقا ، ولهن عليكم حقا ، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولي ، فإني قد بلغت ، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا ، أمرا بينا ، كتاب الله وسنة نبيه . أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم اللهم هل بلغت ؟ فذكر لي أن الناس قالوا : اللهم نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اشهد "

    ==================
    وأتمنى أني قدمت شيء يرضي رب العالمين

    واتمنى من الله أن يقدركم على هذا التعاون والمثمر بإذن الله زشاكر لكم حسن التعاون على الخير


    شروط اضافة الخطب :
    ان يحاول العضو قدر الاستطاعة كتابة اسم مصدر الخطبة ( اسم الشيخ الذي القى الخطبة )

    ان تكون الخطبة من خطيب على منهج اهل السنة والجماعة .

    المراجع:
    1/كتاب الخطابه وإعداد الخطيب تأليف د. توفيق الواعي
    2/سيرة ابن هشام


    إعــــداد أخوكم

    القيصر تينوو

    lkJJJfv hg[JJJlui







    التعديل الأخير تم بواسطة ضي الأمل ; 27-Dec-2006 الساعة 08:31 PM
    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    يزاك الله خير فكرة رائعه

    لا عدمناك





    رد مع اقتباس  

  3. #3  
    المشاركات
    1,085
    الله يجزاك بالخير أخوي منبع الطيب

    وياريت نشوف خطبه لك في القريب العاجل تنفع بها المتصفحين والأعضاء ويكون لك الأجر بإذن الله





    رد مع اقتباس  

  4. #4  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625


    الله يبارك فيك على الفكرو الاكثر من رائعة والله يجعل كل حرف يكتب هاهنا في موازيت حسناتك و الله يعطيك الهعافية يارب
    واتمنى من الاعضاء التفاعل مع الموضوع و اضافة كل ماهو مفيد زطيب من خطب اهل السنة والجماعة





    رد مع اقتباس  

  5. #5 Talking  
    المشاركات
    3,957
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خير الجزاء يالقيصر تيتو والله لايحرمنا من فكرك الراقى.
    تحياتنا لك:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





    التعديل الأخير تم بواسطة الـمُـبـْـتـَـسـِـمُ ; 28-Dec-2006 الساعة 12:55 PM
    رد مع اقتباس  

  6. #6  
    المشاركات
    1,085
    أختي ملاك هذا كله يعود بفضل الله ثم جهودك الواضحه والمنيره


    مشكوره ولا عدمناك على مرورك الكريم

    وأتمنى أشوف لك خطبه مميزه كعادتك





    رد مع اقتباس  

  7. #7  
    المشاركات
    1,085
    أخي الأرجواني جزاك الله خير وهذا من طيب أصلك

    وأتمنى لك المشاركه الفعاله وخطبه منيره من أناملك الذهبيه


    أخوك

    القيصر تينوو





    رد مع اقتباس  

  8. #8  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    الخطبة الاولى


    محبة النبي بين الوهم والحقيقة
    الشيخ السديس

    محبة النبي صلى الله عليه وسلم بين الوهم والحقيقة

    إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء والمرسلين، ومحبته واجبة على كل من يؤمن بالله واليوم الآخر؛ محبة لا إفراط فيها ولا تفريط، وهكذا أمر صلى الله عليه وسلم هذا ما بينه الشيخ، وذكر أنه لابد من اتباع سنته صلى الله عليه وسلم حتى يعود للأمة عزها ومجدها وصلاحها، ثم ذكر فضل الصحابة وآل البيت، وفضل الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم.

    أهمية معرفة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم




    الحمد لله مَنَّ على هذه الأمة ببعثة خير البرايا، وجعل التمسك بسنته عصمة من الفتن والبلايا، أحمده تعالى وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأسأله الثبات على السنة والسلامة من المحن والرزايا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عالم السر والخفايا، والمطلع على مكنون الضمائر والنوايا، وأشهد أن نبينا وحبيبنا وقدوتنا وسيدنا محمداً عبد الله ورسوله كريم الخصال وشريف السجايا، والمجبول على معالي الشمائل والمعصوم من الدنايا، عليه من الله وعلى آله وأصحابه وأتباعه أفضل الصلوات وأزكى التسليمات وأشرف التحايا.

    أما بعد:

    فيا عباد الله: اتقوا الله تبارك وتعالى، فإن تقواه سبحانه وصيته للأوائل والأواخر، وبها تسمو المشاعر، وتحيا الضمائر، وبها النجاة يوم تبلى السرائر.

    أيها المسلمون: إن المتأمل في تاريخ الأمم والحضارات يجد أنه ما من أمة زخر تاريخها بالعظماء كهذه الأمة؛ أمة محمد صلى الله عليه وسلم، كما يرى الناظر في سير عظماء التاريخ، وصناع المجد وبناة الحضارة أن الشخصية الفذة -بلا منازع- التي تتضاءل عند عظمتها عظمة كل عظماء البشرية هي شخصية الحبيب المصطفى، والرسول المجتبى؛ أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي صلوات ربي وسلامه عليه حبيب القلوب، والمبلغ عن علام الغيوب، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، فأعظم به من نبي! وأكرم به من رسول!

    فأعظم منه لم تر قط عينٌ وأعظم منه لم تلد النساءُ


    وسيرته العطرة بما فيها من شمائل نبوية، ومعجزات محمدية، ووقائع مصطفوية، كلها معينٌ وينبوعٌ صافٍ متدفق، يرتوي من معينه ويستقي من رحيقه كل من أراد السلامة من لوثات الوثنية ، والنجاة من آصار الجاهلية، بل هي الشمس الساطعة، والسنا المشرق المتلألئ، والمشعل الوضاء، والنور المتألق الذي يبدد ظلمات الانحرافات: قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ [المائدة:15] يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [المائدة:16].

    معاشر المسلمين: إن حاجة الأمة إلى معرفة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم والاقتباس من مشكاة النبوة فوق كل حاجة، بل إن ضرورتها إلى ذلك فوق كل ضرورة، وستظل السيرة العطرة الرصيد التاريخي والمنهل الحضاري، والمنهج العلمي والعملي الذي تستمد منه الأجيال المتلاحقة، من ورثة ميراث النبوة وحملة مشاعل الهداية زاد مسيرها، وأصول امتدادها، وعناصر بقائها، فكل من يرجو الله واليوم الآخر يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم قدوته، والمصطفى عليه الصلاة والسلام أسوته: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [الأحزاب:21].

    وأهل الإيمان الحق عبر العصور يستمدون من الهدي النبوي منهاج حياتهم، فلا يستقيم السبيل إلا بذلك، فبهديه عليه الصلاة والسلام يهتدون، وعلى ضوء سنته يسيرون، ومن معين نبوته يرتوون، ولأعلام هدايته يحملون، وتحت لوائها ينضوون أسقطوا الرايات المشبوهة، ودحضوا الشعارات الزائفة، ولم يرفعوا إلا شعار التوحيد والمتابعة، عليه يحيون، وعليه يموتون، وفي سبيله يجاهدون، وعليه يلقون الله رب العالمين.


    إشارات إلى أهم الجوانب من سيرته صلى الله عليه وسلم




    أمة الإسلام! أحباب سيد الأنام عليه الصلاة والسلام: ولد صلى الله عليه وسلم في هذه البقاع الشريفة، وكانت ولادته إيذاناً ببزوغ فجر الحق وأفول شمس الباطل

    ولد الهدى فالكائنات ضياءُ وفم الزمان تبسمٌ وثناءُ


    الله أكبر! إنه ضياء الحق والإيمان أشرق على الدنيا فبدد ظلام الجاهلية، وقضى على معالم الشرك والوثنية ، وارتقى بالإنسانية إلى آفاق الحرية الشرعية، وقمم أمجادها الحضارية التي لم تشهدها على امتداد تاريخها وبين تلك الربى والبطاح نشأ وترعرع عليه الصلاة والسلام، ودرج مدارج الصبى محفوظاً بحفظ الله من أرجاس الوثنية ولوثات الجاهلية نشأ يتيماً تكلؤه عناية الله، وعندما بلغ الأربعين من عمره الشريف أكرمه الله بحمل الرسالة، وبعثه إلى كافة الناس بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.

    وكم لقي في سبيل تبليغ دعوة ربه من الأذى، فصبر وصابر، وجاهد وثابر ثلاثٌ وعشرون سنة لم تلن له قناة، ولم يفتر عن تبليغ رسالة الله أيده الله بالمعجزات الباهرة، والآيات الظاهرة، والحجج القاهرة، وجبله على أكرم سجية، وخصه بأفضل مزية، عليه من الله أفضل صلاة وأزكى سلامٍ وتحية وهبه من الأخلاق أعلاها، ومن المكارم أزكاها، ومن الآداب أفضلها وأسناها، وحسبكم بما وصفه ربه بقوله سبحانه: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4].

    وعندما اشتد أذى خصومه له في مكة أذن الله له بالهجرة إلى المدينة ؛ طيبة الطيبة، قاعدة الدعوة، ومنطلق الرسالة، ومأرز الإيمان، وأساس دولة الإسلام، فأعلى راية الجهاد والدعوة إلى الله حتى انتهت بعز الإسلام ودخوله صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وبعد حياة حافلة بجليل الأعمال وكريم السجايا والفعال، توفاه الله عز وجل، ولحق بالرفيق الأعلى بعد أن بلغ البلاغ المبين، وأنار الطريق للسالكين، فجزاه الله عن أمته خير ما جزى نبياً عن قومه، وصلوات الله وسلامه عليه دائماً وأبداً إلى يوم الدين.

    تلك يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم إشاراتٌ إلى أهم الجوانب في شخصية وسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، التي لم تكن غائبة يوماً ما عن سلوك محبيه، رفع الله ذكره، وأعلى في العالمين قدره، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره.





    رد مع اقتباس  

  9. #9  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    محبة النبي صلى الله عليه وسلم بين الإفراط والتفريط




    إخوة الإيمان: ولم تكن حاجة الأمة في عصرٍ ما إلى معرفة السيرة العطرة معرفة اهتداءٍ واقتداء أشد إليها من هذا العصر الذي تقاذفت فيه الأمة أمواج المحن، وتشابكت فيه حلقات الفتن، وغلبت فيه الأهواء، واستحكمت الزعوم والآراء، وواجهت فيه الأمة ألواناً من التحديات، وصنوفاً من المؤامرات، من قبل أعداء الإسلام على اختلاف مللهم ونحلهم، يتولى كبر ذلك من لعنهم الله وغضب عليهم، وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت، من اليهود الصهاينة، ويوالي مسيرتهم دعاة التثليث وعباد الصليب، ويشد أزرهم المفتونون بهم، والمتأثرون بصديد أفكارهم وقيح ثقافاتهم من أهل العلمنة ودعاة التغريب.

    ويزداد الأسى حينما يجهل كثيرٌ من المسلمين حقائق دينهم، وجوهر عقيدتهم، ويسيرون مع التيارات الجارفة دون تمحيصٍ ولا تحقيق، أو يجمدون على موروثات مبتدعة دون تجلية ولا تدقيق، وحينما يضرب المثل في ذلك على نظرة كثيرٍ من المسلمين للسيرة العطرة فإنك واجدٌ العجب العجاب.

    ففئاتٌ تغلو في الجناب المحمدي وترفعه إلى المقام الإلهي، وفئات تجفوا وتعرض، والميزان الشرعي في ذلك توجيهه صلى الله عليه وآله وسلم لأمته بقوله: {لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا: عبد الله ورسوله } خرجه البخاري ومسلم من حديث عمر رضي الله عنه فهو عليه الصلاة والسلام ليس إلهاً فيعبد، ولا رباً فيقصد، وإنما هو رسول يطاع ويتبع.

    من الناس من نظر إلى السيرة النبوية على أنها قصصٌ تورد، وروايات تسرد، دون متابعة واقتداء فلا تحرك قلوباً، ولا تستثير همماً.

    وأبو القاسم محمدٌ صلى الله عليه وسلم فوق كونه عظيماً من عظماء التاريخ؛ فإن شرف النبوة وتاج الرسالة هو الذي يحتم له المحبة والاتباع، وإن صلة الأمة وارتباطها برسولها وحبيبها صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة ليس ارتباط أوقاتٍ ومناسبات، ولا حديث معجزاتٍ وذكريات، بل إنه ارتباطٌ وثيق في كل الظروف وجميع الشئون وأحوال الحياة إلى الممات.

    وشخصيته صلى الله عليه وسلم ليست شخصية مغمورة في زوايا السير، ولا مطمورة في جنبات التاريخ، تروى قليلاً وتطوى كثيراً حاشاه عليه الصلاة والسلام فداه أبي وأمي بل إن ذكره يملأ الآفاق، والشهادة برسالته تدوي عبر المآذن والمنابر، وتنطلق عبر الحناجر والمنائر، والمسلم الذي لا يعيش الرسول صلى الله عليه وسلم في ضميره، ولا تتبعه بصيرته في علمه وعمله وتفكيره في كل لحظة من لحظاته لا يغني عنه أبداً التغني بسيرته، ولا صياغة النعوت في مدائحه، وليس هناك أغلى وأعلى من مدح ربه جلَّ وعلا له وثنائه عليه.

    وما جنح بعض المسلمين إلى مثل هذا اللون في الإفصاح عن تعلقهم بنبيهم صلى الله عليه وسلم إلا يوم أن زهدوا في الثوابت واليقينيات، وانبهروا بالمظاهر والشكليات، وتركت نفوسهم الجد والعزمات، واستسلمت للتواني والدونيات، فالجهد الذي يتطلب العزائم هو: الاستمساك والاقتداء، فينهض المسلم الجاد إلى تقويم نفسه وإصلاح شأنه؛ حتى يحقق الاقتداء والاهتداء برسوله صلى الله عليه وسلم، وحتى يترجم تلك الدعاوى إلى واقعٍ عملي في كل شئونه في معاشه ومعاده، في حربه وسلمه، في علمه وعمله، في عباداته ومعاملاته وإن تحويل الإسلام إلى هزٍ للرءوس، وجمود على مظاهر وطقوس، يصاحب ذلك تعلقٌ بأذكارٍ وتسابيح، وترنمٌ بقصائد وتواشيح؛ لشيءٌ عجيب يحار العقل في قبوله!

    والأدهى من ذلك أن تكون هذه الأمور معايير لصدق المحبة وعدمها، ومقاييس يُرمى كل من تركها واستبان عوارها بتنقصه لجناب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وتلك شنشنة معروفة من أخزم، فحب رسولنا صلى الله عليه وسلم يتغلغل في أعماق نفوسنا، ويتربع في سويداء قلوبنا، ولا يغيب حبه إلا من قلب أهل النفاق والزندقة، ونشهد الله الذي لا إله غيره أنه أحب إلينا من أنفسنا ووالدينا وأولادنا والناس أجمعين كيف لا ومحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم دينٌ يدين لله بها كل من تشرف للإسلام؟! بل لا يستحق أحدٌ شرف الإيمان إلا بتحقيقها، يقول صلى الله عليه وسلم: {لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين } خرَّجه الشيخان من حديث أنس رضي الله عنه .

    وعند البخاري من حديث عمر رضي الله عنه قال: {قلت: يا رسول الله! لأنت أحب إلي من كل شيءٍ إلا من نفسي. فقال: والذي نفسي بيده! حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال له عمر : فإنك الآن أحب إلي من نفسي، قال: الآن يا عمر }.





    رد مع اقتباس  

  10. #10  
    ضي الأمل غير متواجد حالياً T৵હ.¸ اللهم إغفر لها وتغمدها برحمتك "¸.હ৵
    المشاركات
    16,625
    حقيقة محبته صلى الله عليه وسلم



    إن المعول -أيها المحبون رعاكم الله- على صدق المحبة ولوازمها وحقيقتها بالاتباع والاهتداء والتأسي والاقتداء، يقول سبحانه: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ [آل عمران:31-32].

    ومن الأسف أن أعداء الملة وخصوم السنة وسماسرة الخرافة، تمكنوا في غفلة من المصلحين أن يصدعوا البناء، ويشوبوا الصفاء، ويكدروا النقاء، ويتركوا دينهم لعباً ولهواً وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا [الأنعام:70].

    فكيف -يا أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم- يترك ميراث النبوة نهباً للعوادي؟! وكيف يكون التبديل والتغيير في دين الله في غفلة وسكون؟! وكيف يمهد للجاهلية الأولى أن تعود من جديد؟!

    ألا فليفقه المسلمون سيرة رسولهم صلى الله عليه وسلم فقهاً مؤصلاً بالدليل والبرهان، والسير على منهج سلف الأمة رحمهم الله، قبل أن تأخذ السبل الملتوية بهم فتطيح بهم بعيداً عن جادة الحق والهدى وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً [الكهف:104].



    أعلى الصفحة


    اتباع السنة هو مصدر عز الأمة وصلاحها




    أمة الإسلام! لقد جربت الأمة هذه المظاهر والشكليات بعد انحسار القرون الثلاثة المفضلة، فلم تحقق عزة، ولم تورث منعاً، ولم تعد مقدسات، وإذا كانت الأمة في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها تتحدث عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ فكيف يطيب الحديث والذكريات؟ وكيف يحلو الكلام والمناسبات ومقدسات المسلمين يعيث فيها أعداء الإسلام والمسلمين؟

    كيف يجمد الحديد وأعداء الإسلام من الملحدين يصرون على صلفهم وعدوانهم ضد إخواننا في الشيشان المجاهدة؟ كيف يحلو الكلام وأعداء الإسلام من الوثنيين يمعنون في حقدهم السافر ضد إخواننا في كشمير ؟ كيف. وكيف . وقضايا المسلمين معلقة وأوضاعهم متردية إلا من رحم الله؟ ألا حق أن نذرف الدموع الحراء على أحوال السنة الغراء!

    إن الأمة بحاجة ماسة إلى تجديد المسار، وتصحيح المواقف، والوقوف طويلاً للمحاسبة والمراجعة، نريد من مطالعة السيرة ما يزيد الإيمان، ويزكي السريرة، ويعلو بالأخلاق، ويسمو بالقيم، ويقوم المسيرة.

    ويخطئ كثيراً من يظن أن انتكاسات الأمم، وهزائم الشعوب، وزوال الحضارات؛ راجعٌ إلى ضعفٍ مادي، أو نقصٍ حربي أو تقني؛ ولكن الحقيقة أن ذلك راجع إلى التفريط في الثوابت ودخول النقص في المبادئ والمعتقدات.

    إن عز الأمة وسعادتها وصلاحها وهدايتها مرهونٌ باتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وشواهد ذلك جلية في نصوص الشرع وحوادث التاريخ.

    فيوم أن كانت الأمة متمسكة بإسلامها الحق، مهتدية بنور الوحيين، مقتفية آثار النبوة؛ دانت لها المشارق والمغارب، وتحققت لها العزة والمجد المؤثل، والشرف المؤصل اجتمعت كلمتها، وتوحدت صفوفها، ولم تجد البدع والأهواء طريقاً إلى مجتمعها وتمر القرون، وتمضي الأعصار والسنون، وتبتلى هذه الأمة بالفرقة والاختلاف في أمور دينها، حتى تسربت إلى صفوف الأمة ألوانٌ من العقائد المنحرفة، وتسللت عبر الحصون ضروبٌ من الطوق الفاسدة التي تشوش على الأمة في أعز ما تملك في عقيدتها، واتباعها وحبها لرسولها صلى الله عليه وسلم، وأضل سرادق الخرافة عقول كثيرٍ من أبناء أهل الديانة، مما يجسد المسئولية على حماة السنة وحراس الملة أن يهبوا من رقدتهم، ويبذلوا مزيداً من الجهود المنسقة في الدعوة إلى الكتاب والسنة، والتحذير مما يخالفها، والذب عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم تعلماً وتعليماً، ودعوة وجهاداً.

    يقول الإمام النيسابوري رحمه الله: الذب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله.

    ألم يئن الأوان -يا أمة الإسلام- أن تجتمع القلوب، وتتوحد الدروب على الكتاب والسنة بمنهج سلف الأمة ؟ وإذا كانت الأمة تعيش عصر الانفتاح والعولمة فإن ترميم بنائها من الداخل ضمانة -بإذن الله- لوجود الحصانة من التأثير السلبي ضد عقيدة الأمة وقيمها ومثلها، ولن يكون ذلك إلا بتحقيق الاتباع، والحذر من الابتداع، ولو كان خيراً لسبقونا إليه والله المستعان!

    لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [التوبة:128-129]. بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بهدي سيد الثقلين.

    أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنبٍ فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو البر الرحيم.


    فضل الصحابة وآل البيت




    الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم كتابه المبين: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [آل عمران:164].

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل العاقبة الحميدة للمتقين المتبعين، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله الصادق الأمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    فاتقوا الله عباد الله! واعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الإخوة الأحبة في الله: إن شأن المسلم الحق التمسك بالثوابت التي كان عليها خير القرون، وهم سادات المحبين، ولا شك أنهم أحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ممن جاء بعدهم، وهيهات أن يأتي أدعياء المحبة في أعقاب الزمن بمحدثاتٍ يزعمون أنها ترجمان المحبة، وهي لا تزيدهم من المحبة إلا بعداً، ولطالما كان سبباً في توسيع هوة الفرقة في الأمة، وإن من يدعو إلى الاعتصام بالوحيين داعية وفاق وخير للأمة، لا من يتعصب لهواه على حساب هداه: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ [القصص:50].

    أخي المحب المبارك: ومما يلحق بمنزلة المصطفى صلى الله عليه وسلم المختار مكانة أهل بيته الأطهار، وصحابته الأبرار، وآله الأخيار، وزوجاته أمهات المؤمنين، وحبهم ومعرفة قدرهم وفضلهم جميعاً، وعدم تنقصهم أو الوقيعة بهم؛ فإن ذلك أمارة الخسران، والكف عما شجر بينهم؛ فإنه علامة الإيمان، والترضي عنهم جميعاً رضي الله عنهم وأرضاهم، وجمعنا بهم مع رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في دار كرامته بمنه وكرمه.





    رد مع اقتباس  

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •