رمضان شهر مبارك ولـــــكن !!!
تمتد موائد الإفطار في الخيم الرمضانية المنتشرة عبر الأحياء ,
يقترب الأذان فيبدأ بالتوجه إليها العشرات من العمالة
الأجنبية المغتربة من جنسيات شتى مسلمين وغير مسلمين .
فرحين بوجبة ساخنة يتناولونها بعد يوم شاق ,
لكنهم فرحين أكثر بابتسامة ستستقبلهم وتعاملٍ حسن
يفتقدونه طيلة العام ثم يجدونه لدى الأخيار من
القائمين على تلك الموائد .
والحقُّ أنهم أخيارٌ قبل رمضان وبعده ,
ولكن تبقى المشكلة في آخرين جمعوا القسوة والعجرفة
فظنوا أنهم الأسياد وأن هؤلاء العمّال المكافحين عبيدٌ عندهم ،
وكم هو مؤلم مشاهدة مواطنٍ قبل شهر الصيام فقط بيومين
يدفع مغتربا مسناً مشيراً إليه باحتقار:
أنت هنا يا "" ما جئت إلا لخدمتي !.
هناك بيننا من لا يرحم ولا يدرك أن الرحمن الرحيم أقرّ دينه
وبعث نبيه رحمةً للعالمين ,
وذلك يجعلنا نتذكر عاملات المنازل وما يتحملنه من الأعباء
المضاعفة المرهقة في رمضان,
والرُعاة وعمال المزارع والمصانع وغيرهم .
- تحاول دائما أن تتفاءل وتستبشر خيراً وتراهن على
أن القادم أفضل ولكن الواقع يأبى إلا إيقاظك وهزيمتك .
استقر رمضان في الوجدان كشهر للعبادة والقرآن
والورع والإيثار وضبط النفس وتقويمها والرجاء
وخشية المولى ،
ولكن ˇ﹏ˇ
تتأمل بعض المنازل تغزوها الموسيقى الهابطة والمسلسلات
والأفلام المبتذلة منذ غياب الشمس حتى بزوغها .
مجزرة حقيقية تُسحق فيها الأخلاق فتخلّف وراءها
جيلا ناشئا بلا قيم أو هوية !
تتأمل بعض أسواقنا فترى إحداهن تخرج إليها وقد أفرغت
زجاجة العطر كاملةً على فستانها الحريري الضيّق
" العباءة ! "
تراها وغيرها يدفعن أمامهن العربات مُثقلةً بما قد يكفي
لإنهاء مجاعة إخوتنا في الصومال وإنقاذ أطفالهم من الهلاك !.
تتأمل هنا وهناك وكل شيء حولك يثبت لك أن رمضان
لا يعني الآن للكثيرين منا إلا سهراً في الليل على
التوافه والمحرمات ,
ونوما طويلا في النهار عن الطاعات ,
وإسرافا وتسكعا في الأسواق والطرقات.
- في ليالي الشهر الكريم تكثر الزيارات وتعجّ بعض
مجالس النساء خاصة بالغيبة والنميمة والثرثرة ,
فلتلك المرأة التي تدفعها الغيرة و الحسد ,
أو الجهل والفراغ إلى النيل بلسانها السليط
من كل أنثى تعرفها أو لا تعرفها .
لها ولمدمنات الغيبة والبهتان و سفاسف الأمور
أقول :
إرحمن أنفسكن فليس في هذه الدنيا بأسرها شيء أو شخص
يستحق أن تتراكم سيئاتكن وتذهب حسناتكن لأجله.
- تقرأ صحفنا المحلية فيداهمك الأسى لما تطالعه
من أخبار المسلمين حول العالم :
قتل ، أسر ،
فقر، فتن .
ولكن بعض كتابنا كأنما قرروا أن ذلك لا يكفينا في رمضان !
فلا بأس بجرعة أخرى من البؤس،
حملة نشطة للتنغيص علينا في هذا الشهر الإيماني,
مقالات استفزازية مكثفة تنال من العلماء والفقهاء والدعاة.
تتهمهم وتتطاول عليهم ،
تتعمد بالنقد أدق خصوصياتهم ،
مقالات تحيد عن النقد العلمي المنهجي المطلوب
إلى القدح والظلم بأسلوب فج مندفع يخفي وراءه
حسدا قديما متجددا وعجزا عن مجاراة أهل النجاح
ومنافستهم بشرف,
أعتقد أن كاتبا بات لا يكتب إطلاقا إلا مهاجما الصالحين المصلحين .
ما عاد يمتلك قلما حقيقيا فقد جف حبره الثقافي
فعمد لاستخدامه كسلاح حاد للتجريح والطعن
طمعا في إخضاع المخالفين أو إسكاتهم.
- في رمضان يتزايد الحرص على كثرة تلاوة كتاب الله الكريم ,
وهذا أمرٌ رائع وأجره عظيم
ولكن
أين الفهم والتدبر؟
أين التطبيق والاتباع ؟
القرآن ليس درسا للمطالعة إنه منهج رباني للتربية والإصلاح ,
إذا لم تؤثر فيك آيات الله فأنت يقينا لم تقرأها كما يجب ,
نقرأ القرآن ولكنّا لا نقف عند حلاله وحرامه ،
نقرأ السنة المطهرة ولكنا لا نطبق أو نقتدي ,
إذن فنحن مقصرون ولا بد لنا من التوبة والتغيير
واغتنام الفرص فأبواب الرحمة والمغفرة والعتق من النار
ستكون مُشرعة .
اللهم يا من له القدرة والكمال, يا من هو الكبيرالمتعال ,
أكرمتنا بشهر الفضل والرحمة وفي الأنفس هموم وآمال :
لنا إخوةٌ يموتون جوعا , وآخرون يُقتلون ويُعذبون قهرا وغدرا ,
اللهم كن لهم و معهم.
اللهم إن نواصينا بيديك وأمورناترجع إليك وأحوالنا لا تخفى عليك ,
نسألك اللهم عزا و تمكينا .
اللهم طال ليل الظالمين فسلّط عليهم يد من الحق حاصدة,
ترفع بها ذلنا وتعيد لناعزنا .
اللهم لنا إخوةُ معتقلون وأسرى , فثبّتهم
و فكّ أسرهم
وشدّ أزرهم.
اللهم استجب لنا اللهم استجب
مما راق لي ..
★« vlJJqNk aiJv lfNv; > ,g;JJk !!!