اتهام قوات القذافي باستعمال قنابل عنقودية
اتهم الثوار الليبيون ومنظمة هيومن رايتس ووتش قوات معمر القذافي باستعمال قنابل عنقودية محظورة في مصراته، المدينة الساحلية الكبيرة غرب البلاد التي يقاوم فيها الثوار والتي تتعرض الى قصف كثيف
منذ عدة ايام.
وقتل ما لا يقل عن 13 شخصا الجمعة في مواجهات بين قوات القذافي والثوار وتواصل القصف كامل الليل حسب مصادر طبية.
وافاد مراسل فرانس برس عن دوي انفجارات قوية ورصاص رشاش من وسط المدينة موضحا ان طائرات حلف شمال الاطلسي حلقت في الاجواء قبل القصف.
وتكثف تبادل الرصاص باسلحة رشاشة وقذائف الهاون والمدفعية مع غروب الشمس.
وسقط ثمانية قتلى على الاقل الجمعة حسب اطباء بنغازي معقل الثوار، وهم على اتصال مع زملائهم في مصراته المحاصرة منذ نحو شهرين. وتسلم مستشفى الحكمة في مصراته خمسة قتلى و31 جريحا ليل الجمعة السبت كما افاد مصدر طبي ليلا.
ودان الثوار الجمعة استعمال قوات القذافي قنابل عنقودية في المناطق الآهلة بالمدنيين في مصراته واكدت منظمة هيومن رايتس ووتش ذلك وقالت انها شاهدت قنابل من هذا القبيل في المكان لكن النظام نفى ذلك.
واوضحت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان انها "لاحظت على الاقل ثلاث قنابل عنقودية تنفجر فوق حي الشواهدة في مصراته ليلة 14 نيسان/ابريل".
وافادت صحيفة نيويورك تايمز استنادا الى صور نشرتها، ان قوات القذافي استعملت قنابل عنقودية من عيار 120 ملم مصنوعة في اسبانيا سنة 2007، قبل سنة من توقيع هذا البلد المعاهدة الدولية حول القنابل الانشطارية، خلال معارك مع الثوار.
وقالت هيومن رايتس ووتش "يجب على ليبيا ان تكف فورا عن استعمال تلك الاسلحة وان تبذل كل ما في وسعها لحماية المدنيين من هجماتها الدامية".
يذكر ان الذخيرة التي تحملها الاسلحة العنقودية من شانها، عندما لا تنفجر على الفور ان تقتل وتوقع اصابات تؤدي الى بتر اعضاء المدنيين بعد زمن طويل من استعمال القنابل.
ونفت طرابلس استعمال قنابل نشطارية وقال موسى ابراهيم الناطق باسم الحكومة للصحافيين ردا على سؤال في هذا الصدد "لا قطعا، اننا لا نستطيع اخلاقيا ولا شرعيا ان نفعل ذلك بحق شعبنا".
وقد دخلت معاهدة دولية تحظر الاسلحة الانشطارية حيز التنفيذ سنة 2010 لكن ليبيا لم توقعها.
على الصعيد الانساني عزز حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي تنسيقهما بهدف القيام بعملية انسانية يعدها الاوروبيون في مصراته. وسيعقد اجتماع في هذا الصدد "خلال الاسابيع القادمة".
وقال الرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مقال مشترك نشرته الصحف الجمعة انه "يستحيل تصور مستقبل ليبيا مع القذافي (.) ولا يعقل ان يلعب شخص اراد ابادة شعبه، دورا في مستقبل الحكومة الليبية".
واعتبر وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي من "الاكيد" ان بهذا الموقف تخطت هذه الدول الثلاث قرار مجلس الامن رقم 1973 حول ليبيا واقترح استصدار قرار جديد يتبنى مشروع الاطاحة بالقذافي.
من جانبها اعتبرت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف ان حلف شمال الاطلسي تجاوز مجددا تفويض الامم المتحدة مؤكدا ان "الاهم الان هو الانتقال بشكل عاجل الى مرحلة سياسية والمضي قدما نحو تسوية سياسية ودبلوماسية" للازمة الليبية.
اما وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون فاكدت ان التدخل العسكري الدولي في ليبيا حال دون وقوع مجزرة في بنغازي تشبه تلك التي وقعت في سربرينيتسا في 1995 في البوسنة.
وافادت صحيفة واشنطن بوست الجمعة ان مسؤولين اميركيين كبار وفي الحلف الاطلسي اكدوا ان قوات الحلف تنقصها قنابل تصيب اهدافها بدقة وانواع اخرى من الذخائر.
واوضحت الصحيفة ان هذا النقص يعكس الحدود التي تحول دون استمرار المملكة المتحدة وفرنسا ودول اوروبية اخرى، على المدى الطويل، في عملية عسكرية متواضعة نسبيا، لكنها لم توضح سبب هذا النقص.
وقد تولى الحلف الاطلسي في 31 آذار/مارس قيادة العمليات العسكرية التي بداها في 19 آذار/مارس تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بناء على قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973 يسمح بقصف قوات معمر القذافي عندما تشكل خطرا على المدنيين.
ورفضت الولايات المتحدة الخميس العودة الى خط المواجهات في ليبيا بعدما سحبت طائراتها القتالية من العمليات.
وتشارك ست فقط من الدول ال28 الاعضاء في الحلف حاليا في الغارات الجوية على القوات الليبية.
hjihl r,hj hgr`htd fhsjulhg rkhfg ukr,]dm