اهلا بالمنتصر
دليلنا قوله تعالى: ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) [النساء: 82] وقوله تعالى: [COLOR="rgb(0, 100, 0)"]( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) [/COLOR][الإسراء: 88]
فإنك تجد فيما في أيدي الناس من الكتب المقدّسة ـ كما يسمونها، من التناقض والاضطراب ما يسقط بعضها عن الاعتبار العقلاني فضلاً عن التقديس والإكبار الروحاني والقرآن - والفضل لله تعالى ـ خلوٌّ من ذلك الاختلاف، لاسيما بعد الرجوع إلى حجج الله على البشر (سلام الله عليهم) لإحكام ما تشابه من آياته وإظهار دقائق معانيه
وتجد كل كتابٍ قُصِدَت به معارضة القرآن ـ (كالأقدس) لبهاء الله، و (البيان) لعلي محمد الباب قد تهافتت عبارته وغثّ أسلوبه، وأصبح ضُحكَةً لأولي الألباب والقرآن باقٍ على عهده ومجده، لا يخلق بكثرة الردّ بل يزداد تجوهراً وتلألؤاً كل عصرٍ وكل زمان ذلك لأن فيه مفاتيح الكون والوجود، وأصل الإنسان وسرّ الخلود
ياالمنتصر….احب ان يطرح كل انسان منا على نفسه هذا السؤال….هل انا متأكد وموقن بأن القرآن هو كلام الله حقا ………………… انتظر قليلا ولا تتهمنى باثارة البلبلة ………… فان الامر فعلا يحتاج الى التفكير ….فان كنا فعلا موقنين بان هذا القرآن هو كلام الله …اذن فلماذانرى في أنفسنا تلك المظاهر التي تدل على أننا غير موقنين بهِ ، … فالبعض يحب سماع الأغاني ولا يحب سماع القرآن …
والبعض يقرأ كثيرا في القصص والروايات ويترك أحسن القصص القرآني … والبعض يقرأ في فلسفات البشر …… ولا يلتفت إلى الحكمة الإلهية في القرآن ……
أقول لكم إن السبب في ذلك هو ضعف اليقين بأن القرآن كلام الله
والسؤال الآن : كيف نثبت أن القرآن كلام الله ؟
أقول لكم - كمدخل إلى الحوار – إن القرآن هو معجزة الله الناطقة …… ولهذه المعجزة وجوه كثيرة …… منها الإعجاز التاريخي للقرآن ……… وقد تم تأليف كتاب بالعنوان التالي :
التحديات العظمى والإعجاز التاريخي للقرآن
للكاتب : سعيد شلندة
أكتب لكم منه هذا الجزء البسيط لعله يكون مدخلاً إلى الحوار … ولعل عقول أعضاء المنتدى تتفتح على أفكار جديدة
يقول الله تبارك وتعالى تبت يدا أبي لهبٍ وتب % ما أغنى عنه ماله وما كسب % سيصلى ناراً ذات لهب % و امرأتهُ حمالة الحطب % في جيدها حبلٌ من مسد صدق الله العظيم
لقد أخبر الله في هذه الآيات بمصير أسود لأبي لهب وامرأته ، قال ابن كثير في تفسيره اخبر عنهما بالشقاء وعدم الإيمان
لقد كان من الممكن ، بل المنطقي والمتوقع – من أناس يبحثون عن كل سبيل يوقف تيار الدعوة الإسلامية – كان المتوقع منهما أن يتظاهرا بالإيمان وحينئذ تتبلبل عقيدة المسلمين في صدق قرآنهم ، ولكن الذي أنزل القرآن يقول عنه رسول القرآن إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن فالله يعلم أنهما لن يلجأ أحد منهم إلى استعمال هذا السلاح الذي أعطاهما إياه مُنزِل القرآن .
قال ابن كثير ص 565 ج4 كانت زوجته من سادات نساء قريش هي أم جميل واسمها أروى بنت حرب بن أمية وهى أخت أبى سفيان بن حرب ، وكانت عوناً لزوجها على كفرهِ ، فلهذا تكون يوم القيامة عوناً عليه في عذابهِ في نار جهنم يعنى تحمل الحطب فتلقي على زوجها ليزداد على ما هو فيه
لقد عاش أبو لهب بعد نزول هذه الآيات سبع سنوات على أقل تقدير ، ويمكن معرفة ذلك بحساب بسيط ، ومع ذلك لم يُعلن إسلامه ولو تظاهراً ونفاقاً
قال ابن كثير قال العلماء : وفي هذه السورة معجزة ظاهرة ودليل واضح على النبوة ، فإنه منذ نزل قوله تعالى سيصلى ناراً ذات لهب % وامرأته …… فأخبر عنهما بالشقاء وعدم الإيمان ، لم يقيض لهما أن يؤمنا ، ولا واحد منهما ، لا باطناً ولا ظاهراً ، لا مسراً ولا معلناً ، فكان هذا من أقوى الأدلة الباهرة الباطنة على النبوة الظاهرة
ولكن كيف مات أبو لهب ؟
قال أبو رافع مولى رسول الله e في حديث أورده ابن إسحاق في سيرته :
فوالله ما عاش إلا سبع ليالٍ ( بعد بدر التي كانت في العام الثاني للهجرة ) حتى رماه الله بالعدْسة فقتلته – وهى قرحة تتشاءم بها العرب – فتركه أبناؤه وبقي ثلاثة أيام لا يقربون جنازته ، ولا يحاولون دفنه ، فلما خافوا السُبة ( العار ) في تركه حفروا له حفرة ، ثم دفعوه بعود في حفرته ، وقذفوه بالحجارة من بعيد حتى واروْه