أوراق تغير لونها فلنغيرها
تمضى الأيام بنا وتتبدل الفصول فبعد الصيف يأتى الخريف وبعد الشتاء يأتى الربيع ومع تغير الظروف المناخية يتغير لون الأوراق
فنجد الأوراق ذابلة فى الشتاء
ونجدها صفراء فى الخريف
ونجدها تزدهر فى الربيع
ونجدها تنمو فى الصيف
وكذلك هو حال اوراق عمرنا فبعد أن
ننمو فى صغرنا
ونزدهر فى شبابنا
نذبل فى خريف عمرنا
ولكن هناك اوراق لايجب أن تتغير الوانها على مر السنين
وهى اوراق أخلاقياتنا
وقيمنا
لانه لو حدث تغير فى لون الاخلاق والقيم لانهارت المجتمعات
لذى تخيلت نفسى أتجول فى مكتبة العمر وأمسكت بكتاب الأخلاق وعندما فتحته للأسف وجدت انه عفى عليه الزمن و أوراقه تغير لونها
فاخذت أتصفحه ورقة بعد الأخرى
*1-فأجد ورقة الإيثار وقد تغير لونها فلا يؤثر شخص الاخرين إلا إذا كان له مصلحة معهم ويعلم انه سيحصل من وراء علاقته بهم منافع أكثر مما يبذلها لهم
ثم طويت الصفحة إلى الصفحة التالية
*2-فوجدت ورقة الحياء وقد تغير لونها مما أدّى الى فتيات كاسيات عاريات فى مجتمعاتنا وشباب ليس لديه مروءة او نخوة يعاكس فى تلك الفتيات ويتمايل بميوعة كالفتيات
ثم ذهبت إلى الصفحة التالية
*3-فوجدت ورقة الحب والوفاء وقد تغير لونها فلا نجد الآن الحب فى الله أو البذل والعطاء بدون مقابل بل المنفعة والاستغلال
ثم انتقلت الى الصفحة التالية
*4-فوجدت ورقة الإخلاص فى العمل وقد تغير لونها فخسرنا إزدهار أمتنا وتقهقرنا إلى عصور التخلف والضياع
ثم قررت أن تكون تلك آخر صفحة أتصفحها
*5-فوجدت ورقة الإسلام فى قلوبنا وقد تغير لونها فأصبحنا لا نقيم حدود الله ولا ننتهى عند نواهيه فاصبحنا أمة ذليلة زالت هيبتها من قلوب أعدائها
وعند هذا الحد اكتفيت لأنه أصابنى الإحباط
وقررت أن أغلق هذا الكتاب الذى تغيرت ألوان أوراقه
وقررت أن أبدأ فى كتابة اوراق جديدة للأخلاق التى اندثرت وتغيرت ألوان أوراقها وأختار اوراق أكتب عليها وأنا واثق انها لن تتغير ألوانها فى هذه المرة
H,vhr jydv g,kih tgkydvih