آمين
شكراً لك يا بوغالب
|
الهدية من مفاتيح القلوب
{ وألَّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألَّفت بين قلوبهم ولكنَّ الله ألَّف بينهم إنَّه عزيزٌ حكيمٌ
* الهدية: هي ما يعطى بقصد إظهار المودة، وحصول الألفة والثواب للأقرباء أو الأصدقاء، أو العلماء، أو من يحسن الظن به بمعنى أنها تقدم ولا يراد بها بدل، وليست هي في مقابل ثمن، أو سلعة، أو نحو ذلك، بل هي ما يقدم بلا عوض بقصد إظهار المودة وحصول الألفة؛ ومن ثم كانت الهدية مفتاحًا للقلوب، وقد قال القائل في هذا:
هدايـا النـاس بعضهم لبعض *** تولد فـي قلوبهم الوصال
وتزرع في الضمير هوى وودًا *** وتلبسهم إذا حضروا جمالا
وهذا أمر ظاهرٌ لا إشكال فيه؛ لأن له معناه وأثره المشهود في طبائع النفوس وسجيتها؛ فإن النفس والقلب لا شك يتأثران بالهدية؛ امتنانًا من صاحبها، وشكرًا له، ومودة ومحبة له، وإضافة لذلك؛ فإننا نرى دلائل الشرع تؤيد هذا وتؤكده؛ لما في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابُّوا) رواه البخاري، وهذا من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام، لخّص فيه الفعل وأثره: (تهادوا تحابُّوا) أي: اجعلوا بينكم التهادي وتبادل التهادي؛ يحصل بينكم أو يقع لكم أصول المحبة فيما بينكم بإذن الله عز وجل.
وليست الهدية ذات أثر في إيجاد المحبة فقط، بل لها أثر بإذن الله في إزالة الجفوة، وفي مسح ما قد يكون من غضب أو ضغينة؛ فإن الإنسان ربما يخطئ على أخيه، فيقع من أثر الخطأ نوع جفوة، أو بعض غضب، أو قليل من شحناء أو بغضاء، فإذا بادر إلى الهدية، فكأنها لسان حال الاعتذار، وكأنها جلاء ما في القلب من الأقذار والأكدار.
* حالات الهدية مع المحبة:
1- استنباط المحبة قبل وجودها:
وذلك في الغالب يكون في أوائل العلاقة؛ فإنك تتعرف على إنسان أو تحل ساكنًا جديدًا، فتبادر القوم، أو يبادرك جيرانك بالهدية؛ ليستنبطوا المحبة، ويغرسوا بذرتها، فتكون بداية لما يأتي بعدها من علاقات، ومعاملات، وإحسان وإكرام، ونحو ذلك .
2- لإظهار المودة:
بمعنى أنه قد تكون بينك وبين أخ لك علاقة قوية، وصلة وطيدة، وزيارة متبادلة، والحب بينكم عامر، ولكنك تريد أن تعبر له عن أن محبتك له ومكانته في نفسك عظيمة، فكأن هذا دليل على ما يلمسه من معاملتك وعلاقتك به، وهي -وإن كانت المودة في القلب والمحبة- فإنها تؤكدها وتظهرها .
3- درء الضغينة وإزالة الجفوة؛ وذلك إذا وقعت.
وحسبك بهذه الأغراض أثرا في القلوب والنفوس.
* ولكي تؤتي الهدية ثمارها المرجوة نقف هذه الوقفة مع بعض التوجيهات والوصايا في الهدايا:
أولاً : الإهداء عند الابتداء :
إذا تعرفت على أخ لك فإنك ما تزال تريد أن يكون بينك وبينه علاقة ولقاء وحديث ومناقشة ومزاورة وربما يطول الوقت حتى تحصل الألفة التامة، لكن كما يقولون: "الهدية رسول الحب"، فابعث له بهديتك تكون لك رسولاً وما يأتي بعدها يزيدها إن شاء الله.
ثانيًا : الإهداء للأصدقاء والأحباء
فالإهداء للأصدقاء تجديد عهد، واستمرار وود .
ثالثًا : تحيّن المناسبات للإهداء
ولا شك أن هذا فيه مراعاة لما يدخل الفرح مضاعفًا على النفوس، فيكون له أثر أكبر إضافة إلى الربط بين الهدية ومناسبتها، وفيه أيضًا إشعار باهتمامك بهذا الأخ وكأنك تتابع أخباره وأحواله، وهناك مناسبات عديدة، والهدية تكون مع ربطها بمناسبتها جميلة ومؤثرة ولها أثرها الكبير .
رابعا : البعد عن التكلف
فليست الهدية في قيمتها المادية، أو ضخامتها، وإنما في معناها ومغزاها وفي رمزها، فكما قلنا إنها تطوي وتختصر معانٍ كثيرة، ورسائل عديدة، فلا ترى القليل من الهدية قليلا لا يستحق أن يهدى، بل قد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا طبخت مرقةً فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك) رواه مسلم؛ ولو من المرق
ولا شك أنه لكي تدوم الهدايا لابد من البعد عن التكلف.
خامسًا : قبول الهدية
وإن كانت قليلة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ضاربًا من نفسه القدوة لغيره: (لو دعيت إلى ذراعٍ أو كُرَاعٍ لأجبت، ولو أهدي إليَّ ذراعٌ أو كُرَاعٌ لقبلت) رواه البخاري.
قال ابن بطَّال في تعليقه على هذا الحديث: "أشار عليه الصلاة والسلام بالكراع والفرسن إلى الحض على قبول الهديَّة ولو قلَّت لئلا يمتنع الباعث من الهدية لاحتقار الشيء, فحضَّ على ذلك لما فيه من التألف".
وقال ابن حجر أيضًا في هذا الحديث: "وأشير بذلك إلى المبالغة في إهداء الشيء اليسير وقبوله لا إلى حقيقة الفرسن لأنَّه لم تجرِ العادة بإهدائه أي لا تمنع جارة من الهديَّة لجارتها الموجود عندها لاستقلاله بل ينبغي أن تجود لها بما تيسَّر وإن كان قليلا فهو خيرٌ من العدم".
وفي الحديث -كما قال ابن حجر-: "الحث على التهادي ولو باليسير؛ لأن الكثير قد لا يتيسر في كل وقت"، فإذا قبل النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذه الهدايا، فكيف لا يقبلها عامة أمته وهم دونه عليه الصلاة والسلام ؟!
نسأل الله أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وأن يحسن أخلاقنا، ويفتح قلوب الناس لنا، ويعيننا على تبليغ دعوته.hgi]dm lk lthjdp hgrg,f
آمين
شكراً لك يا بوغالب
كل الشكرررررررررررررررررررررر
اللهم اااامييين
ولك كل الشكر.
تحيااااااااااااااتي الموصوووووووووووووولة
يعطيك العافيه ع ما طرحت لنا
ما ننحرم من أبداعك .
دمت بخيرَ
.
« احاسيس ومشاعر | لذة الفشل » |