أحكام متعلقة بزكاة الفطر
وداعاً رمضان
.
أيها المسلم الحبيب: "شرع لنا ربنا الكريم في ختام هذا الشهر العظيم عبادات جليلة يزداد بها إيماننا، وتكمل بها عباداتنا، وتتم بها علينا نعمة ربنا، إذ شرع لنا ربنا في ختام هذا الشهر الكريم زكاة الفطر نطهر بها أموالنا، ونتمم بها عباداتنا، وهي كما يلي:-
مقدار زكاة الفطر:
فأما زكاة الفطر فهي صاع من طعام: من البر، أو الرز، أو التمر، أو غيرها من قوت الآدميين، قال أبو سعيد - رضي الله عنه -: "فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر صاعاً من طعام"1، وكلما كان من هذه الأصناف أطيب وأنفع للفقراء؛ فهو أفضل وأعظم أجراً، فطيبوا بها نفساً، وأخرجوها من أطيب ما تجدون، فلن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، وهي ولله الحمد قدر بسيط لا يجب في السنة إلا مرة واحدة، فكيف لا يحرص الإنسان على اختيار الأطيب مع أنه الأفضل عند الله، وأكثر أجراً.
توزيع الفطرة الواحدة على أكثر من فقير:
يجوز للإنسان أن يوزع الفطرة الواحدة على عدة فقراء، وأن يعطي الفقير الواحد فطرتين فأكثر؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدَّر الفطرة بصاع، ولم يبين قدر من يعطي، فدل على أن الأمر واسع، وعلى هذا لو كال أهل البيت فطرتهم، وجمعوها في كيس واحد، وصاروا يأخذون منها للتوزيع من غير كيل؛ فلا بأس، لكن إذا لم يكيلوها عند التوزيع فليخبروا الفقير بأنهم لا يعلمون عن كيلها خوفاً أن يدفعها عن نفسه وهي أقل من الصاع.
من تجب عليهم زكاة الفطر:
وزكاة الفطر فرض على جميع المسلمين: على الصغير والكبير، والذكر والأنثى؛ فأخرجوها عن أنفسكم، وعمن تنفقون عليه من الزوجات والأقارب، ولا يجب إخراجها عن الحمل الذي في البطن، فإن أُخرج عنه فهو خير.
وقت إخراجها:
والأفضل إخراج الفطرة يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز إخراجها قبل العيد بيومين فقط، ولا تجزئ بعد صلاة العيد إلا إذا كان الإنسان جاهلاً لا يدري مثل أن يأتي العيد بغتة ولا يتمكن من أدائها قبل الصلاة، أو يظن أنه لا بأس بتأخيرها عن الصلاة؛ فهذا تجزئه بعد الصلاة.
من يستحق زكاة الفطر:
ولا يجزئ دفع زكاة الفطر إلا للفقراء خاصة، والواجب أن تصل إلى الفقير، أو وكيله في وقتها، ويجوز للفقير أن يوكل شخصاً في قبض ما يدفع إليه من زكاة، فإذا وصلت الزكاة إلى يد الوكيل فكأنها وصلت إلى يد موكله، فإذا كنت تحب أن تدفع فطرتك لشخص، وأنت تخشى أن لا تراه وقت إخراجها؛ فمره أن يوكل أحداً يقبضها منك، أو يوكلك أنت في القبض له من نفسك، فإذا جاء وقت دفعها فخذها له بكيس أو غيره، وأبقها أمانة عندك حتى يأتي"2.
فتعلموا أيها المسلمون أمور دينكم، واعملوا بها؛ فإن من يرد الله به خيراً يفقه في الدين.
نسأل الله - تعالى - أن يفقهنا في دينه، وأن يزيدنا علماً وعملاً وتقوى وصلاحاً، وأن يتقبل منا هذا الشهر الكريم، وأن يكتب لنا فيه العفو والغفران، والعتق من النيران، والحمد لله رب العالمين.
--------------------------------------------------------------------------------
1 رواه البخاري برقم (1506)، ومسلم برقم (2330).
2 الضياء اللامع من الخطب الجوامع لابن عثيمين - رحمه الله - (1/388-389)بتصرف
Hp;hl ljugrm f.;hm hgt'v