قصة ليلة العيد
أُحبّ العيد
كانت ليلةُ العيدِ مليئةً بالفرح، النجوم تتلألأ في السماء، والمآذن تتزيّن بالمصابيح المضيئة.
نثرَ الأولادُ ألعابَهم هنا وهناك، ولوّنت ابتساماتُهم الصافيةُ سماءَ المنزل بالأنس والمحبّة.
كانت الأمُّ منشغلةً بتجهيزِ الملابسِ الجديدة، والحَلْوَيات اللذيذة، بينما كان الأبُ ينظّمُ جدولَ أعمالِ يومِ العيد.
هيَّأت الأمُ أسرَّةَ أبنائِها، وطلبت منهم أن يناموا، لكي يستيقظوا باكراً.
نامَ الأبناءُ فرحين، وقد ملؤوا أذهانهم بالأمانيّ الجميلة يحلُمون بطلوع فجر اليوم الموعود.
استيقظَ الأب والأم باكراً، وأيقظَا أبناءهما من أجل صلاة الفجر.
نفضَ الأولاد عن أجفانِهم النعاس. وقالوا بصوت واحد: تقبّل الله منا ومنكم .
الأب والأم: تقبّلَ الله منا ومنكم.
توضّأ الجميع ثمّ أفطروا على التّمر، وذهبوا إلى المسجد مشياً.
كان فجراً رائعاً، فالوجوه تمتلئ بالابتسامات والقلوب تفيضُ بالمحبّة، كان الناس يهنئون بعضهم بالعيد.
وبعدَ صلاةِ الفجر، عادَ الأبُ إلى المنزل، وحملَ خمسةَ أكياس من الرزّ، ثمّ أعطاها أحدَ فقراء الحيّ.
محمد: لمّ أعطيتَ الرجل الرز ؟
الأب: علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن تكون صدقة الفطر صاعاً من بُرّ أو تمر أو شعير.
أحمد: وما الفائدة من صدقة الفطر ؟
الأب: صدقة الفطر واجبة على الصغير والكبير، وهي طُهْرةٌ للصائم من الرّفث.
عبد الرحمن: أنت لم تُعط الرجلَ بُرًّا، ولكنّك أعطيته رزا.
الأب: هذا جائزٌ يا ولدي، والمهم أن تكون الصدقةُ من قوتِ أهل البلد.
وبعد صلاةِ العيد ذهب الأبناء مع والدهم ووالدتهم إلى بيت جدّهم حيث التقوا هناك بأعمامهم وعماتهم، وأخوالهم وخالاتهم فهنئوهم بالعيد.كانت لحظات سعيدةً في حياة الأسرة.
عادَ الجميع إلى المنزل تغمرهم الفرحة الكبيرة. بعد دقائق استأذن الأبناء والدهم من أجل الذهاب إلى البقالة لشراء الحلويات والألعاب.
وافق الأبُ على خروجهم، وطلب منهم ألا يشتروا ألعاباً ناريّة لخطورتها على أجسامهم.
لعب الأبناء مع أبناء جيرانهم وزملائهم من الحيّ.
كان عبد الرحمن يحمل هديّةً ملفوفةً بطريقة لافتةٍ للنّظر.
الأم: لمن اشتريت هذه الهديّة ؟
عبد الرحمن: اشتريتها لصديقي معاذ، لقد توفي والدُه قبل شهر من الآن إثر تعرّضه لنوبة قلبيّة حادّة.
الأم: رحمه الله، وغفر له، وصبّر الله زوجته وأطفاله، اتّصل بصديقك ليستعدّ، وأنا سأذهب معك أيضاً إن شاء الله.
عبد الرحمن: شكراً لك يا أمي، أنت أروع أم في الدّنيا.
ذهب عبد الرحمن مع أمه وهنّأ صديقه بالعيد، وقدّم له هديّةً جميلةً.
سُرّ معاذ وأمه بهذه الزيارة الغالية، وابتسم معاذ فملأت ابتسامته الدنيا سروراً وسعادة .
ما أروع ابتسامة اليتيم ! وما أروع من يزرع الابتسامة على شفتيه !
rwm gdgm hgud]