مسلمون في أميركا: شعور مختلف للصوم في مجتمع لا يصوم
الصوم في أمريكا يفتقر إلى المناخ الرمضاني
قد لا يدرك أحد الفرق في شهر الصيام حينما يشهده المسلم في أحد بلدان الاغتراب، حيث يعد المسلمون أقلية، الأجواء لا تخبر أحداً بأن رمضان قد طرق الأبواب إلا في مناطق التجمعات للمراكز الإسلامية، فالمارة يأكلون ويشربون ويدخنون في نهار رمضان، وقد لا يشعر أحد بك وأنت تتجول في طرقات المدينة بأنك "صائم"، وانك ممسك عن الأكل والشرب من الشروق إلى الغروب.
التقت عدداً من المسلمين في ولاية فرجينيا الأمريكية، فتحدثوا عن مزايا الصيام وأبرز ما يلاقيه المسلم الصائم في بلد كالولايات المتحدة الأمريكية.
أحد المساجد في أمريكا
قال محمد علي عراقي (44 عاماً) يقيم في ولاية فرجينيا الأمريكية "يعتبر رمضان هذه السنة هو التجربة الثانية لي في الولايات المتحدة الأمريكية, لا أخفيكم أن معنى رمضان في الدول الإسلامية يختلف تماماً عما هو عليه في أمريكا، وأقصد بذلك أن الجو الروحاني الرمضاني الكامل في نهار رمضان لا يوجد منه أي بارقة هنا".
في حين أشار علي محمود (22 عاماً) وهو مواطن سوداني يدرس في جامعة جورج واشنطن، قائلاً "عندما تذهب لكل مكان تجد العالم يأكلون ويشربون, حتى أنني أحياناً قد أنسى نفسي أنني في شهر رمضان, أو في أحيان أخرى قد أعيب على الآخرين أنهم لم يصوموا وكل هذا هو شعور داخلي فقط، فأتذكر بأن ديني يأمرني بالصيام فأكف عن هذا التفكير".
من جانبه، ألمح عصام رشيد جزائري (32 عاماً) وبعمل سائقاً "رغم سلبيات الصيام في دول غير إسلامية، إلا أنني اكتشفت أنه في أمريكا له الكثير من الإيجابيات، فعلى سبيل المثال الاجتماع في المسجد والإفطار الجماعي لا يوجد لدينا في الجزائر إلا لمن هم غرباء أو غير متزوجين، بينما هنا تجتمع العوائل نساء وأطفالاً ورجالاً للإفطار في المسجد على الأقل يومياً، ويتكفل كل شخص بجلب طبق من المأكولات لنفطر مجتمعين".
وتابع رشيد قائلاً "عندما يجتمعون بالمسجد تجدهم أمة واحدة، وهذا ما أفتقده في صيامي في بلدي الجزائر".
ويضيف ناصر حسن مواطن فلسطيني (40 عاماً) صاحب شركة تأجير سيارات، قائلاً "تجد علاقة المسلمين هنا في شهر رمضان طيبة، رغم أن بعضهم قد لا يعرف البعض، وربما بعضهم يقابل شخصاً لأول مرة، لكن تجده يبتسم ويتحدث معه وكأنه صديق حميم".
ومن بين النساء تحدثت سحر جلال مواطنة مغربية جاءت هي وأطفالها إلى مسجد دار الهجرة في ولاية فرجينيا الأمريكية، قائلة "اختفى مفهوم السهر غير المبرر وقضاء الأوقات على المسلسلات واللعب، فهنا لا مجال للسهر، فالدوام وقته ثابت ولا يتغير مثل ما يحدث في البلدان العربية في الغالب، فإن كنت مسلماً عليك أن تتحمل عبء صيامك وعملك وترجو من الله الرحمة".
أما الشيخ محمود الرحيلي وهو ضيف زائر للمسجد فيخبر "العربية.نت" قائلاً "المسجد هنا غالباً هو مكان اجتماع المسلمين وأرضية عبادة، فالمساجد هنا لها قيمتها الحقيقية، وترى المسلمين قد أعطوا المسجد قيمة مكان العبادة والألفة والتعارف والتعاون والبر والتناصح والمؤازرة، وهو المكان الذي يجتمع فيه المسلمون للصلاة، وأيضاً لتوطيد جسور المحبة فيما بينهم".
وأشار الرحيلي بالقول "هنا المساجد ليست فقط للخطب والدروس والمواعظ، بل هي أعم وأشمل، هي مجتمع شامل لكل أمور الحياة الدينية والدنيوية".
الحنين للمائدة الأسرية
كما أن للطلبة المغتربين رأي أيضاً في رمضان الاغتراب, حيث أكد عبد العزيز صالح طالب سعودي في جامعة جورج ميسن الأمريكية "لا أخفيكم سراً أنني افتقدت الإفطار مع أمي وإخوتي ولكن يبقى الإفطار هنا له طعم لذيذ كما هو هناك، لكن ما ينقصه هو أفراد العائلة والجو الأسري الذي نشأنا في ظله".
من ناحيته، أوضح صلاح زكي (45 عاماً) وهو مواطن من أصل مصري يعمل في المحاسبة المصرفية، ويقول "رغم كل المتاعب في نهار رمضان والعمل المتواصل لكنك تفرح أشد الفرح عندما ترى المسلمين هنا على قلب رجل واحد، ولا يفرقهم لا لون أو عرق، ويجمعهم إفطار واحد ومسجد واحد وصلاة واحده".
ومن الجدير بالذكر أن المسلمين في أكبر تجمع لهم في المركز الإسلامي في فرجينيا (دار الهجرة)، صلوا أول صلاة تراويح لهم (20 ركعة)، بعد أن أفطروا إفطاراً جماعياً في أجواء إيمانية تجعل المسلمين يمتزجوا يبعضهم كما يقفون في صف واحد للصلاة كالبنيان المرصوص.
lsgl,k td Hldv;h: au,v lojgt ggw,l td l[jlu gh dw,l