ماذا عن لذة الحب  
 
 
 
 
 
. و ماذا عن لذة ( الحب )  !! أهي أيضا ليست ( لذة خالصة )  .
 
 
 
إن الإنسان يريد أن يجعل للذة وجودها الحقيقي بوصفها القطب الآخر المقابل للألم  ومن ثم فإنه يستعين بكافة الوسائل 
 
 
الإرادية و الحيل الإصطناعية من أجل العمل على تحقيق استمرار اللذة و ضمان دوامها 
 
 
و لهذا فإننا نراه يغلف اللذة بأغطية جنيلة و براقة من ( الأمل ) ( التطلع ) ( الإسترجاع ) و ( التذكر )  كما نراه يخلط في 
 
 
الوقت نفسه بين اللذة ذاتها من جهة  و مجموع الشروط أو الظروف الموضوعية الثابنة التي تحدد ظهورها من جهة أخرى 
 
 
و هكذا يصبح للذة وجودها في ( الماضي ) بفضل عملية ( الإسترجاع ) أو ( الإسترداد ) و في ( المستقبل ) بفضل عملية 
 
 
( التطلع ) أو ( الإستباق )  بدليل أننا نتحسر على لذاتنا المنصرمة  و نتطلع بشغف و لهفة إلى لذاتنا المقبلة  و لكن :
 
 
ألسنا نجد هنا سخرية لاذعة من قبيل ( الزمان )  فإن الزمان لا يدعنا نتذوق سحر ( اليوم )  اللهم إلا بعد أن يكون قد
 
 
انتزعه منا و أحاله إلى مجرد ( أمس ) 
 
 
و لننظر مثلا إلى ( لذة الحب ) تلك اللذة القديمة في حياة البشرية قدم الحياة نفسها  و إن كان من شأنها دائما أن تبدو جديدة
 
 
كل الجدة  لذلك القلب العاشق الذي يرى فيها لذة نقية خالصة _ و لنسأل أنفسنا _ :
 
 
( ألسنا هنا بإزاء لذة لاحقة  تستبدل بمتعة الأمر الراهن نظرة استرجاعية ترتد إلى صورته الماضية  أو نظرة استباقية تتطلع
 
 
إلى صورته المقبلة   ) 
 
 
ألسنا نلاحظ أن لحظة الحب الحقيقية تشغل مكانا ضئيلا بالقياس إلى المقدمات الجميلة التي تستبقه و التحسرات الأليمة التي 
 
 
تتأوه  
 
 
إذن أفلا يجدر بنا أن نقول إنه لولا تدخل كل من الذاكرة و المخيلة  لما كانت لتلك اللحظة الخاطفة التي نسميها باسم ( الحب )
 
 
أية حقيقة واقعية في الزمن