قبل أن تُغيّر عتبة بابك
لماذا لا يتذمّر الفقراء من زوجاتهم.ويعدّدون مثالبهنّ كما يفعل الأغنياء؟
هل لأن الحظ أسبغ عليهنّ هالةً من الرحمة! ومسحةً من السكينةرأفة بحالهنّ!!!
إن المشاهَد من حال بعض الرجال مع زوجته غريب. فبعد أن يتبدل عيشه من العسر إلى اليسر و من الجوع إلى الشبع ومن الظمأ إلى الريّ.
يصبح مرآها يقضّ مضجعه وصوتها يؤلم مسمعه!!
عندها يطلقها أو يستبدلها بأخرى مع هجرانه لها
إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكدْ إليه بوجه آخر الدهر تقبلُ بعد أن كانت يداها تمتد إليه إذا أرِق ليلةأو ضجِر ساعة
تمسح على رأسه بطيب الكلام فما تلبث أن تطرد الآلام فهي معه كالنهر الجاري المتدفق الذي يحمل معه كل الأقذار و الأكدار!! لينوء بها كاهلها فتتجرع غصاتها وتبتلع آهاتها!!
فمنهنّ من كانت تسهر الليالي تحيك الملابس لتعينه.
ومنهنّ من كانت تقرأ وتكتب له درسه.
ولكل منهنّ أحلامها وآفاقها البعيدة.
فكان العالم كله مملكتها الواسعة.
تركب مطيّتها كل ليلة وهى تؤنس وحشتها.وتبعد غربتها مؤمّلة نفسها بالعيش الناعم المترففى ظل حبيبها ومع ذريتها!!
ولكن سرعان ما تنقلب هذه الحديقة إلى فلاة موحشة مظلمة لايضيئُها كوكب ولا يلمع فيها نجم
فيا أسفي عليك وطولَ شوقي
إليك لو أن ذلك ردّ شيئا
فليت شعرى ما الذي حلّ بها من خطب جسيم وبلاء عظيم.
حزينة تتلظى بنارهاوتعتلج أُوارها.
يجيش صدرها بكوامن الحب ولواعج الهوى
فلماذا عندما حلّ المال فى جيبك فارقَت الرحمةُ قلبَك؟!
لماذا طار لبّكواضطغن عليها صدرك،
وأصبح مرآها يقضّ مضجعكويطيل غمّك؟
إن الجمال الحقيقي الذي فقده الزوج بنكرانه كاللؤلؤ المكنون في صدفاته
لايمكن إدراكه إلاّ بعد الغوص فى غياهبه.
عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة ، فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوماً من الأيام فأخذتني الغيرة فقلت: هل كانت إلا عجوزاً قد أبدلك الله خيراً! منها، فغضب
ثم قال: لا
والله ما أبدلني الله خيراً منها! آمنت إذ كفر الن
اس، وصدقتني إذ كذّبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء!!
قالت عائشة: فقلت في نفسي لا أذكرها بعدها بسبة أبداً.
ولم يكن ينافح عنها فقط في القول بل كان يترجمه إلى أفعال.
ففي الصحيح عن عائشة كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ذبح الشاة يقول: أرسلوا إلى
أصدقاء خديجة!!
فقال: فذُكرت له يوماً فقال: إني لأحبّ حبيبها؟!
أنت روحي إن كنتُ لستُ أراها
فهي أدنى إليّ من كلّ داني
ولهذا صدرت مواقف من بعض النساء يعجب لها السامع عند أول وهلة ولكن لها مسوّغاتها:
• فقد نشرت الصحف الأردنية عن عجوز طالبت زوجها بالطلاق حتى لاتكون زوجته في الجنة؟!!
• وقد حُدّث عن امرأة فى أوساطنا أوصت أولادها بعدم إشراكها هي وأبوهم فى أضحية واحدة بعد موتها
• ولأن الطبيعة البشرية واحدة ففى الغرب حيث انقلبت الأدوار، فقام الزوج بدور الزوجة والعكس, فكان تولستوي الروائي الروسي صاحب أشهر الروايات مبيعاً, بعدما هرب من منزله ذات ليلة على غير هدى, وقد ركب أحد القطارات فى جو بارد مثلج
وُجد ميتاً بعد إحدى عشرة ليلة فى القطار, وقد ترك بجانبه ورقة
أوصى فيها ألاّ تراه زوجته بعد موته, ولا تشارك فى جنازته؟!
rfg Hk jEyd~v ujfm fhf;