فلتشرق شمسك
على احد الطرق السريعة توقف السائق لدفع رسوم الطريق
والغريب أنه دفع ضعف المبلغ المطلوب!
وأشار بيده إلى السيارة التي خلفه ملفتا انتباه الموظف إلى أن قد سدد عن صاحبها الرسم
ثم مضى حال سبيله!
سئل عن صلته بالشخص الذي سدد عنه الرسوم ؟
صديق أم قريب أم جار؟
قال لا أعرفه!!!
إذن لماذا سددت عنه؟
قال :عودت نفسي على هذا ولا أجد أن المبلغ الذي ادفعه يوازي سعادتي تجاه إدخال السرور على الآخرين .الله ما أروعك
سائق بسيط المؤهلمتواضع الثقافة اهتدى بالممارسة إلى هذه الحقيقة العميقة !
إن من الاشياء التي اتفق عليها المصلحون الذين تحدثوا عن السعادة
ومسبباتها إن العمل على إسعاد الآخرين يعتبر من أقوى الأسباب الجالبة للسعادة .
وما أروع هذا العطاء إذا صاحبته نية صادقة وقصد مخلص لله (وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه رب الأعلى)
ومن أقوى حالات العطاء وأعظم درجات البذل هو مجاوزة درجة العطاء المتوقع إلى ما لايتوقع!
وقد قرأت جميلة رائعة في احد الكتب تقول
(قدم للآخرين عطاء لايحلمون في أحلامهم الوردية أن يقدمه لهم أحد)
والمـتامل في سيرة الحبيب يجد تلك الصفة العظيمة
كما فعل مع ذلك الأعرابي حديث العهد في الإسلام حيث منحه وادياً من غنم ، فولاّه الأعرابي ظهره فرحاً مبهوتاً متمتما بعظمة العطاء .
ما أجمل أن يكون العطاء عموما صفة ملازمة وعادة لاتنفك ,فالاندفاع الشديد نحو حيازة الأشياء والجنوح المبالغ فيه نحو الماديات والملاحقة اللاهثة نحو الأخذ والنوال من الآخرين كل تلك الأشياء لن ثثمر أبدا عن إشباع الروح بالرضا والطمأنينة والذي يكفل تحقيق هذا ا هو العمل بقانون العطاء والمنح ويشدد على هذا مدرب كرة القدم الأمريكي الشهير جون وودين بقوله (لايمكنك أن تعيش يوما كاملا دون أن تفعل معروفا مفيدا لشخص لايستطيع رده وهذا يعني أن تفعل هذا لشخص لن يعرف حتى من فعل هذا المعروف)
عظيم أن نعطي بلا من ولا أذى.لله فقط.
عظيم أن نعطي من لايستحق
عظيم أن نحفظ الأسرار ونشاطر الهموم ونشارك الأحلام
عظيم أن نبتسم لمن لايبتسم لنا
عظيم أن نضحك لطرفة سمعناها كثيرا
عظيم أن نسمع لصغير وتتفاعل مع طرح (ممل) لشيخ كبير
عظيم أن نعفو ونتسامح مع جليل الأخطاء
ومن أروع العطاءات أن نعطي جزءا من أوقاتنا وان نعطي جزء من تفكيرنا واهتمامنا للآخرين حبا وتعاطفا ووفاء لإنسانتيهم وطمعا في الأجر والمثوبة
tgjavr als;