طبيب وميكانيكي
تم تصغير هذه الصورة . نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 1200 في 1200 وحجم الصورة 122 كيلو بايت
بينما كان جراح القلب المشهور يصلح سيارته عند الميكانيكي، كان الميكانيكي يفتح موتور (ماكينة) سيارة الجراح ويخرج منها بعض الأشياء ويصلح البعض الآخر، ثم أقبل الميكانيكي على الطبيب وقال له: أتسمح لي بأن اسألك سؤالا؟ فاستغرب الطبيب للطلب فقال له بحذر: تفضل اسأل! فقال الميكانيكي: أنت تجري العمليات على القلوب وأنا أيضا أجري الصيانة والتصليحات والعمليات على قلوب السيارات مثلك تماما، فلماذا تكسب أنت الكثير من الأموال بينما نحن مكسبنا أقل منكم بكثير، معشر الجراحين؟! فاقترب الجراح مبتسما من الميكانيكي وهمس في أذنه بكل هدوء: سأعطيك راتبي كاملا إذا كنت تقدر على إصلاح ماكينة السيارة بدون أن تطفئها!
هذه القصة الطريفة التي جاءتني عبر الايميل، وبغض النظر عن مدى صدقها، إلا أن معناها صحيح فالفائدة في هذه القصة ـ في ظني ـ أنها تؤكد أهمية العمل النوعي وانتقاء أفضل الأعمال والتركيز عليها، فكون الإنسان يقوم بجهد وتعب طوال اليوم، لا يعني بالضرورة أنه يعمل عملا ذا فائدة او جدوى! ولا أقصد هنا عمل الميكانيكي بطبيعة الحال، ولكني أتحدث عن الجهود التي نبذلها طوال اليوم، وفي آخر النهار، نرى أن لا فائدة منها !
فهناك بعض الاشخاص، مثلا، يذهب لعمله في كل يوم ويقوم بنفس العمل بدون تغيير أو تطوير او إضافة، ثم يعود الى المنزل ويأخذ القيلولة التي تمتد حتى آذان المغرب، فيجلس قليلا ثم يخرج الى ديوانية تتلوها ديوانية حتى الواحدة ليلا ثم يعود إلى منزله ليشاهد التلفاز قليلاً ثم يأوي إلى فراشه، وهكذا دواليك، تأتيه بعد خمس سنوات فتجده نفس الشخص ونفس الأفكار ونفس المعلومات ونفس الثقافة ونفس العقلية، ثم تجده يتساءل ـ بكل وقاحة ـ لماذا غيره ينجح ولماذا غيره أعلم منه ولماذا غيره أغنى منه، ثم يجيب هو على نفسه بأنه الحظ والفرصة والواسطة، ثم يعود بعد ذلك إلى حياته المملة المكررة!
يقول برايان تريسي ـ أحد خبراء التنمية الذاتية ـ أن بامكان ساعة واحدة يوميا أن تغير حياتك كليا وللأفضل باذن الله.
فإذا خصصت ساعة واحدة يوميا للقراءة في المجال الذي تحبه وترغب أن تبرز فيه، فإنك بعد ثلاث سنوات ستكون ضمن أفضل المتخصصين في هذا المجال، وفي غضون خمس سنوات، ستكون مرجعا في هذا المجال، وفي غضون سبع سنوات، ستكون من أفضل المتخصصين على مستوى العالم!
اقرأ كل ما يقع تحت يدك، اشترك بافضل المجلات في مجالك، تابع أحدث الاصدارات والدراسات والأبحاث في مجالك، وستغير حياتك للأبد! قراءة ساعة واحدة يوميا في مجالك تعني قراءة كتاب واحد في كل اسبوع، مما يعني خمسين كتابا سنويا، مما يعني 500 كتاب في السنوات العشر القادمة! ستكون الأذكى والأكثر ثقافة والأغلى في مجالك!
باختصار، النجاح ليس سحرًا أو لغزًا أو ضربة حظ النجاح التزام وجدية واختيار نوعي لقراراتك، وصبر عليها، والناس قسمان: ناجحون وفاشلون، وإذا لم تكن انت في الفريق الاول، فانك حتما في الفريق الثاني، وإن أنكرت ذلك او تجاهلت هي حياتك، فافعل بها ما شئت، لكن لا تلومن إلا نفسك!
'fdf ,ld;hkd;d