مهرجان, منزل, السعودي», الورد, «النسيم, قطاف
حصاد 100 مليون زهرة ونشاط سياحي غير موسمي
مهرجان قطاف الورد الطائفي موسم لشم «النسيم السعودي»
محافظ الطائف يفتتح اليوم مهرجان قطاف الورد
إحدى مزارع الورد في الهدا
قدور تقطير الورد
أشجار الروائح العطرية في الطائف
الطائف - أنس الأحمد:
شهد مهرجان قطاف الورد الطائفي السنوي الذي يستمر إلى نهاية الشهر الجاري بالقرية الخضراء في محافظة الطائف إقبالاً كبيراً من زوار المحافظة من المدن الكبيرة المجاورة مثل مكة المكرمة وجدة، وكذلك من الأهالي حيث كان لمحافظة الطائف المعروفة بعروس المصايف موعد مع زهور معطرة وباقات منمقة وألوان زاهية وروائح زكية وأياد تتزاحم لتتلقف وروداً جميلة. واستمتع زوار المهرجان الذي يعتبر أحد أهم أعراس مدينة الطائف المتميزة بمشاهدة عمليات التقطير وتحويلها إلى أكبر عملية تصنيع للعطور في البلاد.
ويُعد المهرجان الذي أقيم هذا العام برعاية الهيئة العليا للسياحة الملتقى الأبرز لأكبر منتجي الورد الطائفي من مزارعين بالإضافة إلى أشهر تجار الورد على مستوى المملكة ويتوقع أن يساهم المهرجان في تسليط الضوء على هذا المنتج الزراعي الذي بات مهدداً بالانحسار في ظل ابتعاد الكثيرين من مزارعي الورد عن زراعته على الرغم من مستوى الطلب المرتفع عليه.
وما أن ينتصف شهر ابريل من كل عام إلا ويبدأ المزارعون في مدينة الطائف إنتاج الورد، في موسم حصاد أكثر من 100 مليون زهرة في منطقتي «الهدا» و«الشفا». وتنشط مصانع التقطير التابعة للمزارع في إنتاج الورد المقطر، ليتم تحويل كل هذه الورود إلى عطور طبيعية بعد إجرائها لعمليات تقطير تشتهر بها، ويستخرج منها كذلك ماء الورد ليضاف إلى ماء الشرب ليميزه عن بقية مياه العالم. والزائر لمدينة الطائف حالياً وبخاصة منطقتي الهدا والشفا، سيلاحظ سفوح الجبال وقد ازدانت باللون الوردي المائل للإحمرار، ليتحول هذا الموسم إلى احتفالية رائعة ينتظرها الجميع، دعت الكثير من المؤرخين لإطلاق لقب «زهرة الحجاز» على مدينة الطائف.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن عبدالعزيز الذي يحضر المهرجان للمرة الأولى عن هذه المناسبة أن المهرجان رائع، وجاء بشكل أجمل من ما كان يتصوره، فقد خرجت القرية الخضراء بأبهى حلة وأجمل صورة وتمنى سموه تطوير المهرجان بشكل أكبر. وأضاف: إنه إذا أردنا الاهتمام بالسياحة فعلينا تطوير الفرق الشعبية، لأنها مهمة في جذب حضور أكبر عدد من الزوار، مشيراً إلى أن جهود الهيئة واضحة في هذا المجال.
محافظ الطائف فهد بن معمر أوضح أن المهرجان هو الثالث من نوعه الذي تشرف عليه وترعاه الهيئة العليا للسياحة وسيتوسع المهرجان بشكل أكبر في المستقبل مؤكداً أن التطوير مستمر ونطمح لأن يكون مهرجاناً عالمياً منافساً. كما هي الحال بالنسبة للمهرجانات المماثلة في الكثير من الدول العالم.
ومن جهته قال بندر الفهيد رئيس منظمة السياحة العربية أن مهرجان الورد الطائفي عامل ورافد اقتصادي مهم لأهالي محافظة الطائف، معتبراً أن الاهتمام الشخصي للهيئة العليا للسياحة لهذا المهرجان يؤكد البُعد الاقتصادي للسياحة، وقال إن منتج الورد الطائفي يُعد الأول على مستوى المملكة ومن السهل جداً منافسة هذا المنتج لدول مثل تركيا وبلغاريا.
وأضاف: إن هذه الفعاليات تساهم كثيراً في القطاع السياحي وهي رافد رئيسي للسياحة، ونحن ننظر لها كونها أحد الأساسيات فالهيئة العليا للسياحة وضعت أجندة متعددة لهذه المهرجانات في مناطق ومحافظات المملكة وهو ركيزة أساسية لأحد العوامل الجاذبة للسياحة لمحافظة الطائف.
وفي المملكة تعاني بعض المدن السياحية من الرواج السياحي في المواسم السياحية الصيفية أو على الجذب السياحي أغلب فترات العالم، منوهاً أن الهيئة قامت بدراسة الإجازات السنوية وذلك للتغلب على موسمية السياحة والوصول إلى مرحلة السياحة المستدامة. وقال الفهيد إن السياحة أصبحت صناعة كبرى تستحق الدعم وتضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص، ولأن السياحة مصدر رزق أساسي وتساعد على الحد من الفقر ومكافحة البطالة وتنمية المجتمعات المحلية من خلال استدامتها وهذا ما تسعى إليه المنظمة العربية للسياحة والهيئة العليا للسياحة.
الماء العطري
ويكتسب ورد الطائف أهمية كبيرة وذلك لدوره في صناعة دهن الورد وماء الورد ويتم من خلال المهرجان بيع وعرض زهور الورد الطائفي ومنتجاته ومشتقاته من ماء وعطر الورد بأسعار منخفضة وإقامة عروض فلكلورية شعبية وألعاب نارية وتنظيم مسابقات لأفضل باقة ورد وأفضل رسم لمزارع الورد وأفضل طبق شعبي، ويحضر المهرجان كبار منتجي الورد الطائفي وكبار صُنّاع العطور ومستحضرات التجميل وأصحاب معامل الورد حيث من المتوقع أن تقام مزايدات لبيع الورد بالإضافة إلى تخصيص جناح لعرض الصور الفوتوغرافية عن الورد ومنتجاته المختلفة من الدهون العطرية وماء الورد المعروف، كما يرافق المعرض إقامة مواقع لبيع وتقديم الوجبات الشعبية التي تشتهر بها المحافظة، وكذلك نماذج من معامل تقطير ماء وعطر الورد الطائفي توضح فيه مكونات المعامل ومراحل عملية تقطير ماء وعطر الورد.
وقال لؤي بن سعيد قنيطة رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية بالطائف والمشرف العام على المهرجان، أن المهرجان سيساهم في استقطاب المزيد من الزوار للطائف خلال فترة إقامته، والتي تمتد لخمسة أيام بالإضافة إلى التعريف بهذا المنتج الزراعي المحلي المميز وسيكون هناك زيارات ميدانية لزوار المهرجان من الموقع إلى مزارع الورد بالهدا والشفا والمواقع الأثرية والمتنزهات والمرافق الترفيهية والمنتجعات السياحية المختلفة بالمحافظة.
ويهدف المهرجان دعم السياحة الداخلية وتسويق الورد محلياً وعالمياً وزيادة الوعي السياحي والتعريف بالطائف كوجهة سياحية، وهناك العديد من الفعاليات المصاحبة لهذا المهرجان تتمثل في إقامة ندوات علمية وكرنفال يجوب شوارع الطائف للتعريف بالمهرجان وإقامة عروض شعبية من تراث المنطقة وتنظيم مسابقات لزوار المهرجان وإقامة مزاد لأجود أنواع العطور ومعرض مصاحب للمهرجان مع الاهتمام بوضع برنامج خاص لضيوف المهرجان والزوار من خارج المملكة، كما يمكن للزوار مشاهدة مصنع مصغر لتقطير الورد وكيفية استخراج الدهن العطري. وتوقعت مصادر اقتصادية أن يكون دخل مهرجان قطاف الورد الطائفي أكثر من نصف مليون ريال وبيع أكثر من 5 آلاف تولة خلال خمسة أيام، هذا وقال أحد مقطري الورد أن المبيعات تجاوزت 250 ألف ريال خلال ثلاثة أيام. وتبلغ شجرة الورد الطائفي ذروة إنتاجها في الأسبوع الثالث من شهر ابريل ويصل طولها عند اكتمال نموها إلى متر ونصف المتر تقريباً، ويبدأ موسم غرسها في شهر ديسمبر من كل عام، وفي فترة الذروة يمكن أن يصل إنتاجها إلى (200) وردة في كل صباح، وكلما تقدم العمر بالشجرة أصبح إنتاجها أكثر، فشجرة الورد تعمر كثيراً، فعندما تبلغ العشرين سنة تقريباً يتزايد إنتاجها إلى أكثر من (3000) وردة في الموسم الواحد، وعندما تمتلئ السلال بالورد الندي يسارع صاحبها إلى معمل التقطير بحيث يكون مجهز بقدور خاصة للتسخين مصنوعة من النحاس ومبطنة بالقصدير وتبلغ سعة القدر الواحد منها (120لتراً)، حيث يحضر لعملية التقطير بسكب خمسين لتراً من الماء في كل قدر ويتسع القدر الواحد إلى عشرة آلاف وردة، ويسخن القدر برفق لفترة تتجاوز ست ساعات، ويجمع البخار بواسطة خوذة معدنية تنطبق بإحكام على قدر التسخين ويخرج من أعلاها أنبوب معني ينحني إلى أسفل ويمر خلال خزان من الزنك يحتوي على مياه للتبريد وينساب البخار الناتج عن التسخين في الأنبوب وأثناء مروره عبر خزان الماء البارد يتكثف ويهبط إلى أسفل حيث يجمع ماء الورد في قوارير زجاجية. ويتم جمع الورد في موسم القطاف بعد شروق الشمس مع تقطيرها بعد جمعها مباشرة، كما يتأثر الورد الطائفي بالمناخ تأثيراً مباشراً بجودة الظروف المناخية الملائمة كالحرارة والرطوبة وضوء الشمس، كما يعطي إنتاجاً متفاوت الجودة.
liv[hk r'ht hg,v] hg'hztd l,sl gal «hgksdl hgsu,]d»