[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:60%;background-color:black;border:4px double silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
هذا المساء كبير جداً
أحببت أن أدعوكم جميعا إلى فنجان من قهوتي
إلى مشاركتي قراءه لي .
جدارٌ صغير يفصل بين جارتي و سريري ،
جديدٌ علمتُ أن لي جارةً حين انتقلتُ مع سريري
إلى زاويتي الجديدة التي سأسكن فيها،
هناك لم يكن لي جارة بجانب سريري اليوم لي جارة.
ذات ليلة و أنا على ُكرسِي استخدمُ جهاز الحاسوب
بدأت أسمع موسيقى غريبة
تأتي من جهة الجدار لم أسمعها من قبل،
حيثُ توقفت أصابعي على لوحة المفاتيح،
و بدأتُ استمعُ للموسيقى التي تعزف بدقة،
كأن هناك أوركسترا خلف الجدار،
وعندما انتهت لم أسمع تصفيقاً لمن كان يعزف،
لكني سمعتُ خُطوات أشبه بالموسيقى التي سمعتها
فكرتُ قليلاً فتذكرتُ أن لي جارة، كانت تلك الخطوات هي خطواتها،
انتظرتُها لتعودَ للعزف
لكن يبدو أنها كانت متعبه فذهبت للنوم،
و بسرعة اختلط الليل بالنهار فأنجبا ليلةً جديدة لي لتعودَ جارتي
تعزف جديدها فبدأت أسمعُ،
و أدقق الموسيقى و إذا بي أقتربُ بخطوات اللص
حتى وصلت للجدار،
هنا اكتشفتُ أنني لا أستطيع أن أخترق الجدار
بخطواتي المتلصصة.
فعدت إلى كرسيَ استمعُ و أفكر كيف سأخترق جدار جارتي
الملعون لكي أشاهدها،
وهي تعزف بآلاتٍ أشك أنها غربية.
حينها بدأت أفقد أعصابي،
فهمس الشيطانُ في أذني و قال لي احفر خرماً صغيراً في وسط الجدار،
و بدون تردد حملت قلمي؛ لأحفر خرماً،
فاصطدمت بخارطة وطني ملصقةً على الجدار،
فعتُ مهزوماً إلى كرسيَ، و انتهت الموسيقى
بخطوات جارتي التي غادرت لتنام.
تركتُ سماع موسيقتي المعتاد عليها،
و بدأت أنتظر كل يوم موسيقى جارتي
حيثُ كان سؤالاً يطاردني كل يوم
ألم تعلم حين تبدأ العزف يبدأ الليل،
و الجيران يبدؤون الدخول في فراشهم ؟!! سؤالاً
كان يتردد كل ليلة
عندما يلتصق رأسي على وسادتي المحاذية للجدار
على أنغام عزفها، كم كنتُ أتمنى
أن أطرق على جدارها لأسألها
لكن في كل مرة يسقط على رأسي بقايا التردد من أعلى الجدار،
و توقف يدي خوفاً أن أوقف عزفها .
فهل هي صماء لم تسمع صوت آلاتها الموسيقية المرتفعة ؟!!!
أم أنها كفيفة لم تعرف متى يبدأ الليل ؟!!!
احتار أمري يـا جارتي فتركتُ كل شيء
و لم يبقى لي سوى علامات الاستفهام،
و التعجب تعانق عنقي كل ليلة فيفيقُ جسدي أشلاءٌ منثورةٌ على جداركِ
يدعوكِ أن تكفي عن عزفكِِ الجميل ,
و الله قد آمنت ُ بأناملك الساحرة ,
فارحمي جسدي المعلق على السرير .
عذراً إنني لا أشكك في فَنِك لكنكِ لا تعلمين بأن
واجهة الجدار في زاويتي
قد أوشكت على الانهيار ؟
أدعوكِ لتشربي القهوة معي و أنظري إلى الشقوق
و بعض الثقوب الصغيرة التي تنزفُ رملاً على وجه
وسادتي النحيفة
فلا أستطيع إعادة ترميم ما أحدثته
موسيقاكِ المرتفعة كل ليلة لعلكِ
ترحمي فقري فارحميه.
كتبتُ دعوتي على جداري لتقرأها لعلَ و عسى أن تقبلها،
لكن تذكرتُ شيئاً مهماً أنها لم تشاهدني من قبل فكيف
ستتعرف على شكلي ؟
فقررتُ أن أرسم صورتي على غلاف الدعوة،
جمعتُ ألواني و بدأت بالرسم حتى اكتملت تفاصيل الصورة،
فدب النومُ في جسدي شيئاً فشيئاً
فاستلقيت قبل أن أرسم صورتها التي لم أشاهدها من قبل.
أُغلقت عيناىَ و بدَأَت خطوطٌ بيانيةٌ ملونةٌ تتزاحم لرسم صوراً لها،
مكونةً جداريه أشبه بملامح خريفٍ مفعم بالأنوثة،
بدأتُ أجمع أجزاء جسدها المتناثر
مكوناً تضاريساً صيفيةً لجارتي كعزفها المجنون،
دقت زجاج نافذتي بموعدها،
و وصلت بيديها تداعب وجهي النائم بابتسامتها الدافئة،
و أمسكت بيدي لنرقص الصباح قبل أن نشرب القهوة،
رقصنا حتى احتضنَ الدفء
جسدي، و امتلأ وجهي بأشعتها الذهبية،
و اقتربت بوجهها إلى عنقي تهمسُ قائلة:
قد إنتهت العصافير من تغريدها فلمَ نرقص ؟!!
فُتحت عيناىَ فوجدت الشمس تضيء
جسدي، و بسرعة نظرت إلى ساعتي ثم إلى واجهة جداري،
فلم أجد رداً على دعوتي لجارتي، ظننتُ أنها لا تجيد الكتابة
و بدأتُ الانتظار مع صنع القهوة بكل تمهل لتكون رائحة قهوتي الساخنة
في استقبالها فانتشرت الرائحة في كل أجزاء زاويتي
و بدأ الصبر ينفذ شيئاً فشيئاً
حتى وصلتُ لنهاية فنجان قهوتها الذي لم تحضر لشربه،
و بصوت عالي قلت لها:
لقد شربت فنجان قهوتك الساخن فلن أدعوكِ مرة أخرى
لتشربي قهوتي في زاويتي الصغيرة.
فلم ترد على صراخي فقلت لها: سوف أرفع شكوى قانونية ضدكِ،
و كأنها صماء لم تسمع أم أنها لم تكن في زاويتها خلف الجدار
و بسرعة بدأتُ في كتابة شكوتي.
السيد/ أبي
تحياتي العائلية لكَ و لأسرتنا العزيزة و بعد
نكمل ماتبقي من القصة غداً 27 / 12 / 09 أن شاء الله
.
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]