أكون, ذكريات, بلا, على, كلها
كنت قد بدأت الإقتناع بواقعي . . محاولة الاستسلام لما انا فيه . . وفجأه . . فجأه وأنا برفقة بعض الزملاء . . نتحدث عن أمورنا اليومية . . فجأه . . أصبح الحديث عن الماضي . . أصبح محور الحديث عن الطفولة . . عندها انطفئ النور بعيني . . عندها رجعت إلى الوراء . . أصبحت صامتاً . . لأنه عندما نظرت إلى المرآه لم أجد صورتي . . نعم . . وجدتها ظلماء . . حزينة . . حزينة على الماضي . . خائفتاً من المستقبل . . فلم أجد من بين ذكريات طفولتي ما يسعدني . . نعم لم أجد . . وجدت ذكريات حزينة تبكي . . لأنها أصبحت مرافقتي في حياتي . . عندما أتذكر طفولتي أبكي نعم أبكي . . أبكي لأنني لم أجد من يدعمني . . لم أجد من يهتم بي . . لأن أبي كان عصبي المزاج . . لم يهتم بي إلا من الجانب المادي . . نعم . . فكلماته ما زالت في تتردد في أذني . . لقد أعطيتك ما تلعب به . . لقد اشتريت لك ما تلبسه . . لقد قسوة عليك لتصبح رجلاً . . هههههه . . هل أصبحت القسوة والضرب وسيلة للتربية هل أصبح الحرمان العاطفي وإنعدام الدعم المعنوي سبباً لكي أصبح رجلاً هل أصبح حرمان طفلاً من حنان أمه ما سيجعله قوياً . . صامداً بوجه ما يواجهه في حياته . . نعم . . حرمان طفلاً لأهم شيء بحياته وهو حنان الأم . . بعد ما فقدتها بطفولتي لم أجد من يدعمني . . من يقف إلى جانبي أثناء ضربي من يعطف علي وأنا جائع . . أصبحت ضائعاً حزيناً . . فأنا أنظر إلى من هم بسني . . وأرى سعادتهم تشع بوجوههم . . أسمع أحاديثهم عن طفولتهم . . عن دفاع أمهاتهم عنهم . . عن وقوفهم إلى جانبهم . . فأصبحت ضعيف الشخصية . . متأثراً بالماضي . . حزيناً على الحاضر . . وخائفاً من المستقبل نعم كل هذا حدث لي
أصبحت منعدم الثقة بنفسي . . لا أملك من الجرأة شيئاً أقاوم به في حياتي لا أستطيع اتخاذ قراراً حاسماً لا أستطيع أن اعيش بدون خوف . . كنت أنضرب لأتفه الأسباب وبدون سبب . . كنت أغطي كدمات الضرب بدموعي وعلى مخدتي . . مخدتي التي إمتلأت بماء عيني . . التي سمعت بكائي . . التي حفظت كبريائي المهزوم . . أصبحت محطماً . . حزيناً . . خائفاً . . كل هذا من طفولتي . .
وعندما بدأت في الكبر . . رأيت كيف للأم أن تعود فجأة من بعيد . . تبحث عن طفلها بعد نسيانه زمناً طويلاً . . هههههه . . كل ما كانت تبحث عنه هو الماده فقط . . نعم . . عندما علمت بأن طفلها كبر أصبحت تريد قربه لكي يصرف عليها . . لم تكن تريد قربه لتعوضه عن ما فاته بصغره . . لتضمه بشوق وحنين . . لترويه بحبها . . فأخبروني كيف لي أن أعيش حياتي . . فها هي أتت ومعها كل مصائب الأرض . . لن يفهم ما أقول سوى شخص عاش مثلما عشت . . وفقد مثلما فقدت . . حرماني حنان أمي بصغري . . جعل منها إنسانة عادية بنظري . . طريقة تعاملها معي جعلها بعيدة عني . . وهي بعيدة من زمان ولكن زادت بعداً . . لم تعد تعني لي شيئاً لم أعد أحس تجاهها بأي إحساس . . هذا صحيح قد يعتقد من يقرأ هذا الكلام بأنني قاسي القلب . . ولكن لن يفهم شيئاً منه طالما لم يعش ما عشته . .
والدي الذي عاملني بكل قسوة بصغري . . لم يقف إلى جانبي عند كبري كنت أرى فرق تعامله بيني وبين إخوتي . . كنت أرى الحرص عليهم واللامبالاة بي كنت أرى المحبة لهم والكره لي . . وهذا ما أجبرني على الهرب من واقعي . . ومن ترك دراستي الجامعية . . والإلتحاق بوظيفة تدر علي بعض المالي . . لكي أعين نفسي . . ظناً مني بأنها سوف تعوضني قليلاً . . لكن هيهات . . أصبحت حياتي جحيماً . . فإنعدام حياتي الأسرية وتعقيد وظلم وظيفتي ما زاد من كآبة حالتي . . علماً بأن والدي بيده أن يغير وضعي جذرياً . . لكن هيهات أن يفعل ما هو بصالحي . . فما زالت اللامبالاة مستمرة . .
آهـ . . على ظلم زماني . . العالم الآن يعيشون حاضرهم ومستمدين القوة من ماضيهم . . وأنا أعيش حاضري حزيناً على الماضي . . لم أستطع نسيان شيئاً من ألم . .
من يعرفني سيجد لدي حنان غريب . . رومنسية عذبه . . ولكن بكل أسف لم أجد من يستحقها . . نعم . . كنت أبحث عن الحنان بصغري . . فلم أجده . . وبحثت عنه في كبري ولم أجده أيضاً . . فأصبح حناني داخلي . . مستمداً من طيبة قلبي . . لم أستطع تفريغ ما بداخلي إلا للورق . . لم أستطع إيجاد من يفهمني سوا قلمي . .
كم تمنيت لو أفقد ذاكرتي . . لكي ينطمس الماضي من ذكرياتي . . فعندي أكون بلا ذكريات . . على أن أكون بذاكره كلها ألم . .
uk]d H;,k fgh `;vdhj > > ugn Hk H;,k f`h;vi ;gih Hgl > >