الموقر, الجديد, ساكن, شقتنا
إقرأ التوقيع قبل أي حكم مسبق !
أكتب لك هذه الرسالة, بمشاعر متضاربة
و كأكثر أصحاب الرسائل, الذين عادة ما يبدؤونها بقولهم: لا أدري بماذا أبدأ !
ثلاثة شبان, مغتربين سكنوا في هذه الشقة, في البداية عند دخولنا إياها أول مرة, بالضبط كانت نظراتنا مثل نظرتك الآن ! صحيح, الشقة صغيره, صالة بقياس 4*5 و غرفتين بقياس 3*4 !
و أيضا, نفس النظرة التي ألقيتها على مواقف السيارة الكبيرة المزدحمه !
و أنت أحد شخصين, إما كاره لأغلب نوعيات سكان العماره, أو محب, و هذا لا يهم !
كنا وقت استئجارنا هذه الشقة, نسعى لأفضل شقة بأفضل سعر و قد حصلنا مرادنا, فكل ما نحتاجه هو مكان “صالح” للجلوس, و جلوسنا هو الأهم
انتبه, لا تحتقرها, فقد شعرنا بنفس الشعور يا صاحبي أول مرة, لكني الآن و بعد أربع سنوات, أكتب لك رسالتي هذه و قد خالطها الدمع و ستلاحظ ذلك على الورق .
كان مما قد قيل عن الشقة - أو عن أفراد الشقة, لا أعلم - : ” و الله لو سكرتوا على انفسكم الباب اسبوع كامل ما مليتو من بعض ”
جمعتنا, ثلاث أصحاب, مختلفي الأمزجه, مختلفي الصفات, و متراكبين بطريقة عجيبه !
كان الناس يأتون أفرادا و جماعات, نحن الثابتون و هم المتغيرون,
لا أعلم يا عزيزي ما ” أنعي” هل أنعي الشقة, أم أنعي الجلسات التي كانت فيها !
أظنني أنعي الشقة حيث أنها أشمل من الجلسات, أو أني أنعي الجلسات و من نعيي لها أنعي الشقة !
أيام جميلة قضيناها هنا, في هذه الزاوية كان يجلس العضو رقم 1, و كنا نسميها زاوية النار, إذ أن صاحبها كان دائما ما يقول كلمات قد تهوي به سبعين خريفا في النار, و حين أقول قد تهوي, أعني تهوي فعليا !
و أمام التلفاز بجانب الجدار, مكان العضو رقم 2, شيخ العرب, دائما ما يجلس و أمامه دلته كالعابد أمام الصنم, و حاول فقط أن تأخذ مكانه ! حتى بعد مغادرتنا, ستطاردك روحه و تحل عليك اللعنة ! و عادة ما يتلقى ” الريموت ” مني بعد أن أمل من التلفاز, و حينها نعلم بأن الوقت حان لمتابعة جميع أصناف الألعاب الرياضيه !
و كنت أجلس بالوسط, أمام التلفاز, ماسكا ” الريموت” مقلبا بين القنوات, عادة ما تكون سلسلة قنوات (( mbc)) هي هدفي, عل الحظ يسعفني - و كانوا يسمونني ” أبو حظين ” - بفيلم أو مسلسل قديم لم أشاهده !
أكتب لك الآن بعد أن أفرغت الشقة من كل شيء, إلا من قلمي و الورقة, و الذكريات !
أكتب لك الآن, و أنا أدير وجهي يمنة و يسره حتى لا تسقط دموعي مرة أخرى !
الشقة, هذا المكان الذي احتوانا, و تبنانا, هنا كانت أجمل سنين أفرادها السابقين - نحن -
لا أستطيع أن أكمل !
Ygn sh;k arjkh hg[]d]< hgl,rv