مفهوم النوم

[طيـ الأمل ـــف]

مفهوم, النوم

النوم أية من آيات الله في الخلق وقد خص الله به الثقلين من الجن والإنس ومحتوى الكون من البكتيريا والحشرات ومالا تراه العين والحيوان .
في تحقيق النوم ذكر الله لنا في القرآن الكريم أن النوم جزء مخفف من الموت وسماه الله بالنوم وذكر أنه يغشى صاحبه كما يغشى الليل النهار والنهار الليل و ذكر أن النفس تموت في منامها كما تموت في صحيانها ولا شيء يمنع موت النفس إذ جاء أجلها .
من مقاصد النوم أن ترى النفس بغيتها كالأحلام والراء وتنال حريتها فالنوم إجازة للنفس كي تتحرر من سجن بدنها وتحكم العقل فيها وكذلك هو أجازة لأعضاء البدن كي تنال قسط من الراحة بعد جهد الحركة يأتي النوم فيكون أمنة وراحة من تعب الجهد وتفكير العقل فينخفض بالنوم مستوى العقل وتنخفض ضربات القلب ويبطأ النفس وترتخي العضلات فتكون في مستوى متدني من العمل .
لذلك تجد النائم لا يسمع والسبب لأن العضلات مرتخية فلا تتأثر بالاهتزازات إلا أن تكون قوية وبقدر قوت النوم يكون قدر قوت السمع .
أما البصر فيبقى مع النفس وكذلك السمع ولكن بطريقة حسية بالغة التعقيد لا يستطيع العلم تفسيرها . فعندما ترتخي العضلات بسبب النوم أو الموت
يبقى السمع والبصر في النفس فترى وتسمع ولكن بدون عقل أنما بما اكتسبت من عمل تكون النفس تعمل بذلك المكتسب دون عقل حتى تبعث فيرد الله إليها العقل فتكون نفس وبدن وعقل فتعقل الأشياء وترى النار رأي العين فتكون حقيقة مقره بحقيقتها معترفة بوجوبها وترى البعث والحساب والعقاب وتعقل السؤال والجواب فتكون حياة حقيقية يرونها رأي العين ويلمسونها حقيقة واقعة لا لبس فيها ولا تشكيك وذلك في قوله تعالى في سورة التكاثر . كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ثم لتسألن يوم إذٍ عن النعيم .


وإن الإنسان ليعجب شديد العجب من نفسه وتكوينه ومكوناته وإنه أي الإنسان ليتفكر في خلقه وخلقته ومكوناته ويتفكر في خالقه ويتفكر في خلق الله سبحانه وتعالى له ولكل المخلوقات ويتفكر في حكمه وعظمته ويتفكر في الكون كله وهو جزء منه فيقول في نفسه إن الله هو الغني الواسع الكبير المجيد العزيز المتكبر وهو الجبار وهو القادر والمقدر وهو الحكيم العليم المتجبر هو الصمد الواحد الفرد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له قط كفأ أحد هو الغفور الودود السميع البصير المبدع المعيد خالق الخلق كله ربه ومليكه الجليل العظيم المتفرد بملكه لا شريك له كل من في الوجود له عبد وهو رب العالمين .
فإذا وصل الإنسان بتفكيره الذي وهبه الله له وأنبته نبات من طينة الأرض فالبسه الإنسان وكان الإنسان قبل ذلك لم يكن شيء مذكور فخلقه الله من نطفة أمشاج أبتلاه فجعله سميع بصير وهداه السبيل فأما شاكراً وأما كفور ثم أعد وأعتد للكافرين سلاسل وأغلال وسعيرا وسمى المطيعين لربهم بالأبرار لأنهم يبرون بأماناتهم وعهدهم ووالديهم فجزأهم شراب الجنة كأس كان مزاجه كافورا عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا لأنهم كانوا يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ويقولون أنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريرا فقواهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا وجزأهم بما صبروا جنة وحريرا ثم استرسلت الآية الكريمة في وصف الجنة وحال أهلها إلى أخر الآية .
هذا الإبحار في الفكر والتدبر للقرآن يجعل الإنسان في حيرة ويقين , الحيرة كونه إنسان مخلوق لا يعلم الحكمة من خلقه ووجوده في حياة متعاقبة وموت متعاقب فقد كان ميتا فأحياه لله فأماته ثم أحياه ثم أماته ثم بعثه فأحياه فأرجعه إليه تعالى فأكرمه ونعمه أو عذبه وأشقاه . كل هذا ولإنسان بين الخوف والرجاء والإنكار والحقيقة بين الكفر والإيمان فمن أمن بحكم ربه نجا ومن جحد نعم الله عليه وكفر أشرك ولحد فضلّى عن سبيل ربه فكان إلى ضلالته أقرب فيجزا الجزاء الأوفى فهل خُلق الإنسان ليعاقب ويعذّب ويبعد عن رحمة الله وهل خلق أخر لينعم ويقرّب من رحمة ربه نعم إنه كذلك كل خلق لما هوله ولا يحيد مخلوق عن ما خلق له وكلٌ في فلكه يسبحون إلى أجل معلوم فتبارك الله أحسن الخالقين .
نعود إلى التحقيق في الموت والنوم إن الله تبارك وتعالى قرن النوم بالموت بالوصف واليقين قرن النوم بالموت وذكره في القرآن الكريم وجعل لكل نفس أجل وكتاب ووقت معلوم فلا تنع نفس نفسها إذا جاء أجلها وأن الله لا يؤخر نفس عن أجلها كان ذلك على ربك قضاء محتوم وإذا قضى الله أمرا كان مفعول شأت قدرته حيث يشاء هو فيجعل خلقه حيث ما يشاء ويريد ويخلق مالا تعلمون .
إن الإنسان قد يخاف من النوم إذا علم بخطر يداهمه أثناء نومه وقد يأمن النوم إذا كان النوم أمنة وكان أمناً مطمئناً ولكن يخاف دوما من الموت فالموت نهاية لبداية والمخلوق بطبعة يخاف المجهول فإذا كان في شيء فإنه يألفه ولا يحب الانتقال إلى المجهول وإن كان أحسن مما كان فيه فتجده يمانع حتى يجبر فيرضى ويعيش فيما أجبر عليه وتتأقلم نفسه معه على حياة الانتقال وتلك من مكونات المخلوق في تكوينه وطبعه . أما العقل والبصر والسمع والفؤاد فتلك هدية الرحمان للمخلوق وتتفاوت بين مخلوق وأخر في الحس والإحساس والتكريم وفيها كرم الإنسان . فالإنسان أكرمه الله إذ قال الله تعالى وكرّمنا بني أدم وتكريم الله للإنسان إنما بمكرمه ملكية عظيمة تكون فوق عطاؤه له بالخلق والوجود وجعله إنسان . هنا يعلم الإنسان أنه محاط بأمور ثلاث الروح والنفس والبدن فالروح من روح الله والنفس خصائص الإنسان والبدن من الأرض لبس النفس وفي اللبس المكرمة والتكريم إذ جعله إنسان مكرم من الرحمان فإذا فقد الإنسان خصائصه الثلاث رجع إلى أصله الروح والنفس فيكون في أعداد الأموات وإن أحياه الله بحياة فهو حي ولكن تلك الحياة ليست كحياته الأولى بل هي حياة أموات وليس الأموات كالأحياء أن الأموات مقيدون بحياة هي فوق حياة الحياة الدنيا فيسمع ويرى ويتكلم ولكن مثل الأحلام . فإذا بعثه الله تعالى ونفخ فيه الملك الموكل بالأرواح عادة إليه روحه فيحيى بتلك الروح ذلك البدن الذي أنبته الله بدون روح فكان مثل خلق أدم وهو قوله تعالى يخلق الله خلقه ثم يعيده كأول مره كما بدأه يعيده وهو الخلاق العليم المبدع والمعيد .
فهل بعد هذا التحقيق تخافون الموت ما عليكم سوى الاستعداد لرحلة طويلة بدايتها الموت ونهايتها البعث والنشور ثم إلى ربكم ترجعون . والله أعلم فهل تصدقون فإن صدقتم مالا تعلمون فإنما ذلك هو من ألفطره التي فطركم الله عيها لتصدقوا اليقين وتنكروا مالا تعلمون .

راق لي فنقلته

ودمتم احبتي في رعاية الله وحفظه .

---

lti,l hgk,l

[أوهــــــامَ]

سلمت يمناكـ على الطرح الرائع
ما ننحرم من جمال مواضيعك
مودتي

.

[طيـ الأمل ـــف]

الله يسلمك يالغلا
مشكوووره اوهام على مرورك الراقي بارك الله فيك
دمتي بخير