تماماً, ياحاضراً
عقرب الدقائق يشير للثانية عشرة وعقرب الساعات يشير للحادية عشرة مساء .
لاأكف النظر لهاتفي.
أرفع عيني عنه أمد جذعي قليلاً لأرى شاشة التلفزيون أتأكد من توقيت عرض المسلسل اليومي
ربما ساعتي مخطئة لكن التلفزيون لن يخسر مشاهديه بسبب تقديم أو تأخير دقائق من عرض المسلسل ومنذ ذاك ضبطت ساعتي على توقيت المسلسل توقيت إتصالك
توقيت نبضي وشعاع ابتسامتي يخترق ليل الرياض
أتذكر ماقاله (البدر) بدر بن عبد المحسن عن ليل الرياض
( آه ما أرق الرياض تالي الليل .! أنا لو أبي أخذتها بيدها . ومشينا.!)
كنت تضحك وأنت تأخذيدي بيدك وتمثل المشية مقلداً البدر
لابالضبط لم تكن تأخذ بيدي
كانت كفك الغليظة السمراء تنقلب ليصبح باطنها ظاهراً لي خطوطها أقرؤها وأتملاها قليلاً تدس أصابعك تحت رسغي تماماً هنا حيث النبض وحيث تسكن عطوري
وتدب قليلاً قليلاً ليأخذ بطن كفك شكل بطن كفي تتخلل أصابعك أصابعي ثم تطبقها ونغمض أعيننا في إستقبال موجات من الروح ربما هي الأكثر من أحاديثنا العادية
خلافنا الأخير آذاني اخترق قلبي ومزق شرايين كثييرة رغم بساطته وتفاهته إلا إنه يبقى الخلاف الأخير سواء خلاف على بهرجه ملابسي أو خلاف على فيلم السهرة أو خلاف على طريقين فرقانا للأبد
جلست في محاضرة اللغة العربية كانت بجواري شيماء أخرجت هاتفي وأريتها رسالتك.نظرت إلي بفزع ولم تعلق قالت إكتبي إكتبي كلم الدكتورة مهم
أعدت هاتفي مبتسمة شيماء غبية وغريبة الأطوار
اليوم وقت الغداء في البيت قبل أن أصعد الى غرفتي نادتني أمي بسرعة لولي حضري معي الغداء أبوك واخوانك في أي دقيقة سيدخلون ويقلبون البيت فوق رؤسنا أنت لاتعرفين الرجال إذا جاعوا
ابتسمت وأجبتها تقولين لي هذ الكلام وعندي أكبر غاضب جوعان في العالم؟
أمس ياأمي فهد غضب مني بشكل مجنون لأني تأخرت في الغداء كنت أضحك وهو غاضب حتى أني تركته يأكل لوحده جزاء فعلته!!
كنت أضحك وأمي لم تستدر حتى لتنظر في عيني لكي رأيتها أنطوت كما تنطوي الأم الجريحة حين يتعرض صغارها لمخاطر لاتقوى على دفعها
للمرة لاأدري كم على التوالي يافهد تتركني أرسل ولاترد معقولة حتى الآن غاضب من نقاشنا الأخير أنت هكذا دايما تصنع من الحبة قبة
تريدني أن أراضيك أنا دللتك بطريقتي في مراضاتك فصرت تطمع أنت حبيبي وروحي لكن أتعرف لن أدللك سأتركك لغضبك حتى ترضى سأصنع كل ماتحب وأضع عطرك المفضل وأسرح شعري وألبس الأزرق لكن أبدا لن أراضيك كفاك دلالاً ودلل صغيرتك لولي أنا ليلى ألم تعد تذكرني ولاتحن إلي قلبك قاسٍ يافهد قاسٍ
أكثر موقف غبي حصل معي يوم الخميس ذهبت إلى حفلة زواج مع أمي اتفقت أمي مع أبي أن يأتي ليأخذنا في تمام الواحدة والنصف قلت لهم قل أن أنزل أبي ربما لاأعود معكم فهد سيأتي مبكراً ويأخذني متعبة ولا أظن أني سأطيل في الحفلة .
الغريب أن أبي استمر ينظر إلى عيني أمي بإصرار بينما هي تغلق حذائها متشاغلة عن الكلام وعن نظرات أبي إشارة أبي إلى يده ثم إلى رأسه لم أفهمهالا أعلم ربما هي إشارة بينه وبين أمي
بقيت أنتظرك يافهد رغم إني أرسلت لك إني أريد أن أخرج من الحفلة باكراًضجرت وأريد السهر بعينيك
انتظرت وأنتظرت وجدت أمي تودع الحاضرات فاقتربت لتصحبني بهدوء ونعود مع أبي
على عكس كل الأشياء دوماً لم يكن الموقف ليس مضحكاً ولاغريباً باختصار كان موقفاً مهولاً مخيفاً كليلة برق ورعد وحفيف شجر سمعت أمي تحادثها تحادث أمك تقول لها من ورائي يافهد مالا أصدقه ولا أريده .
أنا أعرف أنه حقيقة هذا الكلام الذي يقولون لكن أنا حرة يافهد لا أريد تصديقه!
تقول أمي :
(أتعبتنا ياأم فهد تكلم كل الناس عنه تنتظره وتتصل به وتطهو له وتلبس لهتتكلم عنه وكأنه يقضي معها أيامه ولياليه
إنها بكامل عافيتها ولاتفعل أي شي خاطئ .إنها فقط عجزت أن تستوعب أن هذا العام هو العام الرابع الذي رحل فيه فهد بعد أن خرج غاضباً ,لأنها أقترحت تأخير الزواج حتى تتخرج من الجامعةرفضت أن تستوعب أن فهد عندما خرج يومها لو يعد لا لك ولا لها ولا لنا نسيت الحادث . نسيت أيام العزاء نسيت تركته وإرثه وكل ماخلفه وراءه
نسيت كل شيء ولاتتذكر أبداً أنه ذهب ولن يعود.
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهي عليك ولا أمر
نعم أنا مشتاق وعندي لوعة ولكن مثلي لايذاع له سر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
dhphqvhW ghdydf ikh jlhlhW