الأزمات, السعادة, النفسية
بسم الله الرحمن الرحيم
على مر العصور أجمعت كافة النظريات. بأن العامل
النفسي يعتبر العامل الرئيسي في معظم الأمراض
الجسدية . وعلى هذا الأساس فقد قامت الأبحاث في
معظم الدول المتطورة لدعم مراكز الأبحاث
ذات الصلة للعمل على
نشر الوعي حول هذا الموضوع . وخاصة في
ظل تنامي انتشار الأمراض والآفات النفسية
في الشرائح والمستويات في العالم. وقد ركزت
معظم النتائج أن المصدر الأساس للتخلص من
الأمراض النفسية هو الإحساس بالسعادة والفرح
. وأصبحت الابتسامة والضحك مفتاح الحياة السعيدة
الخالية من منغصات التوتر والاكتئاب والضغط النفسي والعصبي
صحتك تبدأ من دماغك
منذ عشرين سنة تعرض عالم النفس الأمريكي
أوكلي روي للإصابة بمرض السرطان في أنسجته
اللمفاوية أي لمفوما وأجريت لديه عملية لاستئصال
الطحال وبقي على قيد الحياة خلافاّ للعديد من
أمثاله قضوا بهذا الداء. وحينها تساءل روي عن
سباب نجاح بعض المرضى في التغلب على
السرطان في حين يعجز غيره عن ذلك؟
وتنبه بعدة أبحاث ودراسات عدة إلى الأثر الكبير
الذي تمارسه المعطيات النفسية والاجتماعية
والدينية وغيرها على كيمياء جسم الإنسان
وفزيولوجيته كما تؤشر أحياناّ إلى أسباب
المرض وتحدد موقعه ودرجة انتشاره
في هذا الصدد يعتبر روي بأن أفكارنا وأحاسيسنا
ومعتقداتنا وأمالنا ليست سوى تفاعلات كيماوية
كهربائية تفعل فعلها في الخلايا العصبية للدماغ
حين تتغير أفكارنا يتغير دماغنا مما يؤثر الكثير
من العمليات الحيوية في أجسامنا ومما يعني
أيضاّ أن الدماغ هو خط الدفاع الأول الذي
يحمي الجسم من الأمراض
من جهة تشير أستاذة الطب النفسي في
جامعة جورج واشنطن كريستينا بوشالسكي إلى
أنه ( كلما تحل الشخص المريض بالسعادة
والتفاؤل والأمل كلما قوي جهاز المناعة وخفة
حدة الضغط النفسي وزاد حظه في الشفاء
ويتماهي الدكتور روي مع هذا الرأي ويقول
( إن الإيمان والأمل والتخلي عن مشاعر القلق
والضعف واليأس هي من العوامل التي تساعد
المرضى على تحسن أوضاعهم الصحية وربما طالت في أعمارهم أيضاّ
الحباط والإجهاد النفسي والمناعة
وأثبتت دراسات روي التي أجراها على بعض
المسنين ممن واجهو الحياة بتفاؤل أن مشاعر الألم الناجمة
عما يعانونه من أمراض صدرية وقلبية قد تضاءلت
إلى حد كبير ويشرح ذلك عندما نكون محبطينيائسين
يتعطل نظام المناعة وتبدأ الخلايا السرطانية بالالتهاب والتآكل
أما باتريك طبيب وباحث سابق في جامعة
مونتريال فيرى انه كلما تقدم الإنسان بالعمر
كلما تعرضت خلايا جسمه للاصابة بالسرطان
ولكن جهاز المناعة يبقى قادراّ على مقاومتها اذا كان على حال جيدة
القلب و الضغط النفسي
يقول مدير قسم علم النفس في جامعة مونتريال
(لقد ثبت لدي بعد تجارب عدة على أشخاص
يعانون من الضغط النفسي والإخفاق والهموم
الحياتية والإحباط أن هؤلاء أكثر عرضة للإصابة
بالأمراض القلبية حتى وإن لم يصابوا بها من قبل
وأن هناك آلية بيولوجية في إحداث تفاعلات سلبية
بين الدماغ والقلب بمعنى حدوث اضطرابات بيولوجية
تؤثر في حركة القلب وسلامته مما يلعب دوره في أمراض
من وزن النوبة القلبية كما تشير أبحاث إلى وجود علاقة
سببية بين الضغط النفسي والأمراض العضوية والآفات
الجسدية ففي الولايات المتحدة الأمريكية يؤكد رئيس
المعهد الطبي في بوسطن إن 60 إلى 90 في المائة
من الأمراض على صلة مباشرة بالضغط النفسي
ويوضح أن الضغط النفسي يساهم أو يسبب أمراض
عدة منها السكري وضغط الدم وعدم الخصوبة ومشكلات
الهضم والتوترات ويسأل (كيف يجعلنا الضغط النفسي مرضى)
حين يكون الإنسان في حال ضغط نفسي فإن
مناطق عدة في دماغه تعمل وتفرز هرمونات ومواد
كيماوية تؤثر في جهاز المناعة وتضعف مقاومته
عدم التفاؤل بجدوى الوصفات النفسية دوماّ .
ولكي لاينجرف البعض إلى إفراط في التفاؤل
بجدوى الوصفات النفسية إذا لايمكن أن نتجاوز كل
الأمراض هكذا بهذه البساطة من التفكير ! ولكن
حين نستهلك كل مافي حوزتنا من أدوية وعلاج
ومضادات حيوية وهي الأهم حتماّ يبقى جهاز الأمل
والتفاؤل والعطف والحنان هو السلاح الأخير في يد المريض
وأهله وأقاربه وأصدقائه والحقيقة أن مثل هذه الوصفات
المعنوية تساعد المريض على مقاومة الأمراض
المستعصية والتعايش معها لأطول فترة ممكنة
أتمنى أتفيدكم
دمتم بخير
hgsuh]m jvdhr hgH.lhj hgktsdm