مــن, يــكرهــك؟؟, كــيــف
لو قام الذي يعاديك ويكرهك يوماً بذكر مساوئ ومعايب عنك أمام الناس وفي حضورك ، ولكن من
دون أن يشير إليك أو يذكر اسمك ، فلا تقاومه وتدافع عن نفسك ، بل قم أنت بتأييده وانتقاد من
به تلك المساوئ أيضاً وكأنك لا تعلم أبداً أنك المقصود ، وهو ما سيثير استغرابه
حاول أن تجيب على تساؤلاته بالتطرق إلى موضوعات أخرى بعيدة عن الموضوع ، فإن أصر على
الموضوع وقام بتسميتك هذه المرة وأنك المقصود ، فاظهر له استغرابك وأنك كنت تتوقع أن يكون
ذلك مزحاً فإن رأيت إصرارا منه ، قم بتلطيف الأجواء عن طريق إجابات طريفة وسرد بعض
النكات . وهذا ما سيعمل على إغاظته وإثارته أكثر فأكثر ، فتكون نتيجة ذلك ظهوره بمظهر غير
لائق وهو ثائر غضبان ، في حين تكون أنت كقطعة ثلج في صحراء سيبيريا الباردة لا تذوب أبداً .
في ذلك الوقت سيبدأ الشخص بملاحظة نفسه وأنه ثائر على لا شيء وأن مظهره بالفعل غير لائق
أمام الناس ، فيبدأ بالميلان نحو التهدئة التلقائية ، ومن ثم الوقوع تدريجياً في دائرة الإحراج ،
بداء من الناس الحاضرين أو منك أنت المكروه وموقفك ذلك سيجعله يفكر مستقبلاً ألف مرة قبل
أن يهاجمك أمام الآخرين ، وسيدرك أنه ما كان يجب عليه القيام بذلك ، فتراه وقد تركك نهائياً ،
بل قد يترك معاداتك وكراهيتك أيضاً
من هنا يتبين أن القوة في المرء هي في كتم الغيظ وضبط النفس ، وليست في الرد بالمثل . فإن
الذي يهاجم غيره ، يترك دائماً ثغرات كثيرة دون أن يدرك ذلك ، فتكون تلك الثغرات هي منطلقات
للهجوم المضاد من الطرف الآخر إن أراد ، ويكون ذلك الهجوم بالضرورة مؤثراً ومن ذلك يتعين
على أي فرد منا الابتعاد عن تلك التفاهات وصغائر الأمور ، ولا يدع مجالاً أو مساحة في القلب
لكره أحد أو معاداته ، فالحياة قصيرة
القوة في المرء هي في كتم الغيظ وضبط النفس ، وليست في الرد بالمثل
;JJdJJt jJJpJJv[ lJJk dJJ;viJJ;