حفلات «راقصة» في استراحات الرياض وتذكرتها تصل إلى 200 ريال
«استراحة على أطراف الرياض، محاطة بعدد مهول من السيارات، وفي الداخل آلات موسيقية متنوعة ترافقها مجموعة من الشباب، على رأسهم مطرب شعبي»، إن وجدت نفسك وسط هذه الظروف، فأعلم أنك وسط حفلة «شكشكة»، كما يحلو لمرتادي هذه الأجواء تسمية مثل هذه الحفلات الغنائية «المبسطة».
برز هذا النوع من الحفلات أخيراً، كطريقة لملء الشباب أوقات فراغهم، خصوصاً في إجازة نهاية الأسبوع، وتقوم على تجهيز مثل هذه الحفلات مجموعة من الشباب، يتكفلون بتجهيز المكان والفرقة والآلات والعشاء، وفي مقابل ذلك يفرضون على زائر الحفلة تذكرة تتراوح قيمتها بين 100 و200 ريال ، في تقرير أعده "متعب العباس" ونشر في جريدة "الحياة" الجمعة 22 فبراير 2008م .
حفلات «الشكشكة» التي تتنوع فيها أنواع الغناء بين الشعبي والطربي والراقص، تزخر بحضور شبابي كبير، لتنافس بذلك فنوناً شعبية كالدحة والعرضة والسامري والخطوة وغيرها، وهي تقام بهدف الترفيه والتسلية والتعرف على أصدقاء جدد، إضافة إلى الربح الذي يأتي من تنظيم هذه الحفلة الذي يصل في بعض الحفلات إلى 50 ألف ريال.
ويؤيد سلمان محمد (22 عاماً) مثل هذه الحفلات التي تنظم في إجازة نهاية الأسبوع، ويقول: «الفراغ هو من دفعنا إلى الدخول في مثل هذه الحفلات لقضاء وقت ممتع»، مشيراً إلى أنه وأصدقاءه يذهبون غالباً سوياً للاستمتاع بليلتي الأربعاء والخميس.
ويضيف: «تنظيم بعض هذه الحفلات يكون جيداً، بحسب جودة أداء الفنان الذي يغني بها، ومكان الحفلة، إذ قد تكون في استراحة خمس نجوم، من دون أن ننسى دور وجبة العشاء (البوفيه المفتوح) في تقويم السهرة»، معتبراً أن سعر تذكرة الدخول معقول جداً في مقابل التنظيم الجيد.
ويرى تركي الشريدي (23 عاماً) أن توافر جهة إشرافية تتولى عملية تنظيم مثل هذه الحفلات أمر ضروري، ويقول: «وجود الجهة الإشرافية أمر ضروري، خوفاً من أن يتمادى بعض الشباب، بإدخال المشروبات الكحولية إلى الحفلة، ونحن لا نريد الا الاستمتاع بالطرب والفن فقط».
ويضيف: «فكرة هذه الحفلات رائعة وغير مكلفة ودخلها كبير للمنظمين القائمين عليها، على رغم تكاليفها التي لا تعد هينة»، مشيراً إلى أن الأمر انتشر بين شريحة واسعة من الشباب، إذ بدأت رسائل الجوال مع اقتراب نهاية الأسبوع بالتبليغ عن وجود حفلة في مكان معين». ويقول أحد الفنانين الشعبيين (فضل عدم ذكر اسمه) الذي يمارس الغناء في حفلات «الشكشكة» بشكل أسبوعي: «هذه مهنتي في حياتي اليومية، ولا يوجد دخل لي غير الغناء في الحفلات»، موضحاً أنه لا يخرج للغناء في إحدى هذه الحفلات بأقل من 3000 آلاف ريال له شخصياً، فضلاً عن أجر الفرقة ومعداتها. ويضيف: «كثيرون من نجوم الفن المعروفين في الساحة الفنية الآن، لم يصلوا إلى الشهرة إلا عن طريق غناء حفلات الاستراحات، إضافة إلى أن مجال الغناء في السعودية فيه مكاسب كبيرة، بسبب أنه غير منظم وغير رسمي»، مشيراً إلى أن هناك الكثير من فناني الشكشكة يتوجهون في إجازة الصيف إلى بعض البلدان العربية مثل مصر، للتعاقد مع مطاعم وفنادق بمبالغ مالية لإحياء الحفلات الغنائية وجلب السياح، خصوصاً الخليجيين والسعوديين منهم، الذين يتواجدون في تلك الفترة من العام بكثرة. من جانبه، حذر المدير العام للتوجيه والتوعية في وزارة الداخلية الدكتور علي النفيسة الشباب من دخول مثل هذه الحفلات، واصفاً إياها بـ «الشبهات»، التي تؤثر في الأخلاق والسلوك.
وقال النفيسة لجريدة «الحياة»: «يجب على الشباب أن ينأى بنفسه عن هذه المواقع، التي قد تترتب عليها مساءلة أمنية بل ومحاكمة شرعية أو حتى تشويه للأسرة التي ينتمي إليها، مشيراً إلى أن الشاب لا يفتخر بأن يضبط في مثل هذه الاستراحات، لتأثيرها في السمعة والأفكار، وربما تعوقه عن الزواج».
من جهة أخرى، اعتبر مصدر أمني (فضل عدم ذكر اسمه)، أن الحفلات الغنائية التي ينظمها الشباب في الاستراحات ليست إلا للترفية والتسلية فقط، أما الحفلات التي تكون لأهداف أخرى، فهي نادرة وتعد حالات محدودة.