لكمفلنبكي, المشرفين, احوالنا, اقول, جميع
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تحيه طيبه معطرة بماء الورد وبعد
هذي باقة من المشتاقون إلى الجنة للشيخ محمد العريفي أقطفت منها
بعض القصص والتي
وجدت لها صدى بالنفس
جمعنا الله وأياكم بالفردوس الأعلى
ورزقنا رضوانه
*********
ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال :
' آخر من يدخل الجنة : رجل فهو يمشي على الصراط مرة ، ويكبو مرة ، وتسفعه النار مرة ، فإذا
جاوزها التفت إليها ، فقال : تبارك الذي نجاني منك ، لقد أعطاني الله شيئاً ما أعطاه أحداً من
الأولين والآخرين .
فترتفع له شجرة فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة أستظل بظلها وأشرب من مائها
فيقول الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها ؟
فيقول : لا يا رب ، ويعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره ، لأنه يرى مالا صبر له عليه ، فيدنيه منها
فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها .
ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى ، فيقول: يا رب أدنني من هذه لأشرب من مائها ،
وأستظل بظلها لا أسألك غيرها
فيقول : يا ابن آدم ألم تعاهدني أنك لا تسألني غيرها ؟
فيقول : لعلي إن أدنيتك منها أن تسألني غيرها ، فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه
يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها ، فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها
ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين
فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة لأستظلَّ بظلها وأشربَ من مائها لا أسألك غيرها
فيقول : يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟
قال : بلى يا رب ، هذه لا أسألك غيرها وربه يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها ، فإذا
أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة
فيقول: يا رب أدخلنيها
فيقال له : ادخل الجنة فيقول : رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم
فيقول الله : يا ابن آدم ما يرضيك مني ؟!
أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا ؟
فيقول : رضيت رب
فيقول : لك ذلك ومثله ، ومثله ، ومثله ، ومثله
فيقول في الخامسة : رضيت رب
فيقول الله تعالى : لك ذلك وعشرة أمثاله ، ولك ما اشتهت نفسك ولذّت عينك
ثم يقول الله تعالى له : تمن ، فيتمنى ، ويذكره الله : سل كذا وكذا ، فإذا انقطعت به الأماني
ثم يدخل بيته ويدخل عليه زوجتاه من الحور العين، فيقولان : الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك
فيقول: ما أعطى أحد مثل ما أعطيت .
قال ( يعني موسى عليه السلام ) : رب فأعلاهم منزلة ؟
قال : أولئك الذين أردت غرس كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر
على قلب بشر )
*************
المشتاقون إلى الجنة لهم مع ربهم أخبار وأسرار بل كانوا إذا حصلوا الجنة لم يلتفتوا إلى غيرها
أبداً
حارثة بن سراقة غلام من الأنصار له حادثة عجب ذكرها أصحاب السير وأصلها في صحيح
البخاري
دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس للخروج إلى بدر
فلما أقبلت جموع المسلمين كانت النساء
وكان من بين هؤلاء الحاضرين عجوز ثكلى ، كبدها حرى تنتظر مقدم ولدها
فلما دخل المسلمون المدينة بدأ الأطفال يتسابقون إلى آبائهم ، والنساء تسرع إلى أزواجها ،
والعجائز يسرعن إلى أولادهن ، وأقبلت الجموع تتتابع
جاء الأول ثم الثاني والثالث والعاشر والمائة ولم يحضر حارثة بن سراقة
وأم حارثة تنظر وتنتظر تحت حرّ الشمس ، تترقب إقبال فلذة كبدها ، وثمرةِ فؤادها ،
كانت تعد في غيابه الأيام بل الساعات ، وتتلمس عنه الأخبار ، تصبح وتمسي وذكره على
لسانها
تسائل عنه كل غاد ورائح وتوميء إلى أصحابه وتسلم
فلله كم من عبرة مهراقة وأخرى على آثارها لا تقدم
وقد شرقت عين العجوز بدمعها فتنظر من بين الجموع وتكتم
وكانت إذا ما شدها الشوق والجوى وكاد
تذكر نفساً بالتلاقي وقربه وتوهمها لكنها لا توهم
وكم يصبر المشتاق عمن يحبه وفي قلبه نار الأسى تتضرم
ترقبت العجوز وترقبت فلم تر ولدها
فتحركت الأم الثكلى تجر خطاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ودموعها
فنظر الرحيم الشفيق إليها فإذا هي عجوز قد هدها الهرم والكبر ، وأضناها التعب وقلّ الصبر ،
وقد طال شوقها إلى ولدها ، تتمنى لو أنه بين يديها تضمه ضمة ، وتشمه شمة ولو كلفها ذلك
حياتها
اضطربت القدمان ، وانعقد اللسان ، وجرت بالدموع العينان
كبر سنها ، واحدودب ظهرها ، ورق عظمها ، ويبس جلدها ، واحتبس صوتها في حلقها
وقد رفعت بصرها تنتظر ما يجيبها الذي لا ينطق عن الهوى
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلها وانكسارها ، وفجيعتَها بولدها ، التفت إليها وقال :
ويحك يا أم حارثة أهبلت ؟! أوجنةٌ واحدة ؟! إنها جنان ، وإن حارثة قد أصاب الفردوس لأعلى
فلما سمعت العجوز الحرى هذا الجواب : جف دمعها ، وعاد صوابها ، وقالت : في الجنة ؟ قال :
نعم .
فقالت : الله أكبر ثم رجعت الأم الجريحة إلى بيتها
رجعت تنتظر أن ينزل بها هادم اللذات ليجمعها مع ولدها في الجنة
لم تطلب غنيمة ولا مالاً ، ولم تلتمس شهرة ولا حالاً ، وإنما رضيت بالجنة
******************
روى البخاري عن عطاء بن أبي رباح
الأمة السوداء :
جاءت إليه صلى الله عليه وسلم تلتمس منه أن يغير مجرى حياتها فقد تعذبت فيها أشد العذاب
لا أحد يتزوجها ولا يجلس معها الناس يخافون منها والأطفال يضحكون منها تصرع بين
الناس في أسواقهم وفي بيوتهم وفي مجالسهم حتى استوحشوا من مخالطتها ملت
من هذه الحياة فجاءت إلى الرحيم الشفيق ثم صرخت من حرّ ما تجد :
إني أصرع فادع الله تعالى أن يشفيني
فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من كلامه
نظرت المرأة وتأملت في حالها ومرضها ورددت كلامه صلى الله عليه وسلم في عقلها
فإذا هو يخيرها بين المتعة في دنيا فانية يمرض ساكنها ، ويجوع طاعمها ، ويبأس مسرورها ،
وبين دار ليس فيها ما يشينها ، ولا يزول عزها وتمكينها ،
دار قد أشرقت حِلاها ، وعزت علاها ،
دار جلَّ من بناها ، وطاب للأبرار سكناها ، وتبلغ النفوس فيها مناها
فقالت الأمة المريضة يا رسول الله : بل أصبر أصبر يا رسول الله
وصبرت حتى ماتت وليتعب جسدها ولتحزن نفسها ما دام أن الجنة جزاؤها
***************
أسأل الله رب العرش العظيم أن يرقنا الجنة وماقرب إليها من قول أو عمل
وأن يجيرنا من النار وما قرب إليها من قول أو عمل
اللهم آمين
[ldu hglavtdk ,hghuqhx hr,g g;lVtgkf;d uk hp,hgkhC