الأرصفة, امرأة, الرياض, يسكنون, على, وأطفالها
خرجت من سكن جمعية النهضة بناء على طلبها
امرأة وأطفالها يسكنون على الأرصفة والحدائق في الرياض
تحقيق - مناحي الشيباني، تصوير - فهد العامري
عندما يشرد الرجل ويسكن الرصيف بسبب مرض نفسي أو ادمان أو تسجيل سابقة عليه ويرفضه المجتمع بعد ذلك ليسكن الرصيف فهذا أمر قد يكون مقبولا نوعا ما. لكن عندما تتشرد المرأة في الشارع وتسكن مع أطفالها على الرصيف وتنام في الحدائق العامة بسبب مرض ألم بها أو بسبب قسوة زوجها أو رفض أسرتها لها على حد تعبيرها للعابرين الذين يقودهم فضولهم لسؤالها عن حكايتها فهذا امر مرفوض ولا يكاد يصدق وتثار حوله الشكوك
حكاية أغرب من الخيال بطلتها امرأة في العشرينات من العمر وأم لثلاثة أطفال أكبرهم ثلاث سنوات والآخر سنة والثالث ولد حديثا ولم يتجاوز عمره شهراً يشاهدها المارة يوميا تسكن الارصفة والحدائق العامة في مدينة الرياض.
عندما شدني منظرها البائس كغيري من العابرين وسألتها عن حكايتها قالت لي لا أحد يريدني الجميع يرفضني زوجي يضربني أهلي يرفضوني في البيت اين تريدني اذهب انام هنا على الرصيف وفي الحديقة واعيش على صدقات الناس!! وعندما استرسلت معها في الحديث عن معاناتها تأكدت من حديثها ومنظرها البائس ومنظر اطفالها المأساوي انها غير مدركة للحياة الخطرة التي تعيشها اليوم ولا تعي مصلحة نفسها ولا مصلحة اطفالها فكيف تبقى امرأة أكثر من ستة اشهر على حد تعبيرها في الشوارع وتنام على الرصيف دون ان تخاف من العابرين حولها او حتى تخاف على أطفالها وقد اثبتت الدراسات ان بعض النساء اللاتي يخضعن لممارسة العنف ضدهن سواء من الزوج في منزل الزوجية يحتملن وطأة العنف والاضرار الناجمة عنه حرصا منهن على أسرتهن وحب المرأة في أبنائها يجعلها ايضا تتحمل اهانات الرجل وعدوانه وحتى ولو كان متسلطا كذلك تقول لنا ام الاطفال التي تسكن الرصيف ان اسرتها محدودة الدخل وقد تخلت عنها ايضا ورفضت استقبالها بعد ان طردها زوجها واطفالها من عش الزوجية لكن الدراسات تؤكد ان النساء يتقبلن عنف الزوج خاصة اذا لم يوجد بديل امام المرأة خاصة اذا كانت اسرتها من ذوي الدخل المحدود الذين قد يرفضون اطفال ابنتهم في حالة تعثرها في زواجها بل ان المرأة العاقلة هي من تصبر على ظلم الزوج وتستمر في علاقتها الزوجية. لكن في حالة أم الاطفال التي تسكن على الرصيف تؤكد لنا ان هناك خللا لدى الأم ربما هذا الخلل نفسي الذي تعرضت له في حياتها الزوجية من خلال تعرضها للعنف من قبل الزوج او اسرتها جعلها تفقد ثقتها في نفسها وتسكن مع أطفالها على الرصيف.بحثنا اكثر وأكثر عن حكاية الام المتشردة في الشوارع لنفاجأ بانها كانت تسكن في سكن النهضة الخيري التابع لمركز النهضة للخدمات الاجتماعية والتابع لجمعية النهضة النسائية الخيرية قبل ثلاثة اشهر حيث تم تحويلها للمركز لايوائها وبعد ان قام المركز بايوائها لمدة تسعة ايام قامت هي بطلب الخروج من السكن برغبتها حيث طلبت من المسؤولين في السكن طلب اطلاق سراحها وتركها وبعد ان قام المركز بتحويلها للمستشفى وبعد الفحوصات الطبية ثبت انها حامل في الشهر السابع ولكن لم يتم التوصل لاسرتها ومع تكرار رغبتها في الخروج من السكن وبعد تسعة ايام اصدر مكتب الحماية تعليماته لسكن النهضة باخلاء سبيلها بناء على رغبتها!! ومن ذلك التاريخ لا يعلم مكتب الحماية عن حالتها ولا الى أين ذهبت لكن قريبين من سكنها الذي تسكنه على الرصيف قالوا انها ولدت في مستشفى الشميسي حديثا وقامت بالخروج بناء على رغبتها ايضا لتعود وتسكن الرصيف من جديد"الرياض" ومن خلال رصدها لمعاناة ام الاطفال الثلاثة التي اصبحت تسكن الشوارع والحدائق تتساءل اين دور الجهات المعنية بقضيتها طوال هذه الفترة اين دوريات الأمن؟ ولماذا تتركها بهذه الصورة؟ وكيف يتم خروجها من المستشفى بعد ولادتها واين هوية الطفل ولماذا لم يطلب حضور الزوج؟ أين دور الجمعيات الخيرية في معالجة مشكلتها؟ ومشكلة اطفالها؟ وفي حالتها هذه لا يكتفى بتقديم المعونات لها لأنها غير مدركة بوضعها الحالي وقد تكون مسيرة من آخرين ولا يكتفي ايضا بتوقيع زوجها او اسرتها بالمحافظة عليها بعد ذلك بل يجب ان تسحب الحضانة العائلية من الاسرة وتدرس حالتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية وتقدم الحلول المناسبة لها حيث نقترح (الرياض) في تحقيقها اليوم ايداعها دار للايواء تحت اشراف طبي وامني ووضع الاطفال في الحضانة لرعايتهم ويحمل اولياء امرها مسؤولية تركها في هذا الوضع المأساوي طوال تلك الفترة كأولياء امور يهملون ابناءهم لأن ذلك يمثل عبئا كبيرا ومنظرا غير حضاري للاستفسار جوالي مناحي الشيباني (0504120008)
hlvHm ,H'thgih ds;k,k ugn hgHvwtm ,hgp]hzr td hgvdhq